والله ما تعرى إلا على أيدينا.. أبو العلاء المعرى فيلسوف زمانه.. فى أيامنا كفروه وقطعوا رأس تمثاله وبهدلوا كتبه بالعامية.. طالبوا بمحاكمة "طه حسين" لأنه كتب عنه.. والعقاد رآه "قليل الخيال".. وأدونيس: ل

فى فيلم "ليالى الحب" لعبد الحليم حافظ، حيث كانت الفنانة عزيزة حلمى "فصيحة هانم"، تقول الشعر طوال الوقت وتنسبه للشعراء الكبار محاولة منها كأن تقول مثلا: أحباؤنا قد شرفوا، يا سفرجية اغرفوا ثم نسبته للشاعر أبو العلاء المعرى، فيرد عليها زوجها: المعرى قال يا سفرجية اغرفوا.. والله ما اتعرى إلا على إيديك. يعد أبو العلاء المعرى، أحد أبرز المفكرين العرب عبر التاريخ، وقد ولدوا فى عام 363 فى معرة النعمان فى الشام، وقد أصابه الجدرى فى بدايات حياته ما ترك أثره على عينيه، لكن ذلك لم يمنعه من صناعة نفسه حتى صار رمزًا ثقافيًا كبيرًا. كان أبو العلاء المعرى شاعرًا كبيرًا أخضع شعره لأفكاره، وأخضع كتبه الفلسفية لعقله، فكتب عشرات الكتب فى الشعر والنثر الفني، وفى اللغة والنحو والعروض، وفى الحديث والقراءات القرآنية، وفى الحكمة والوعظ، ومن أعماله: الفصول والغايات، السادن، إقليد الغايات، الأيك والغصون، جزء فى تفسير الهمزة والردف، تضمين الآي، تاج الحُرّة، سيف الخطبة، خُطَب الخَيل، خطْبة الفصيح، تفسير خطبة الفصيح، رسيل الراموز، خُماسيّة الراح، المواعظ السّت، وقفة الواعظ، دعاء الساعة، دعاء الأيّام السبعة، حِرز الخيل، جزء فيه حِرز وتعويذ، سجع الحمائم، تظلُّم السُّوَر، عِظات السُّوَر، الجلى والجليّ، الصاهل والشاحج، لسان الصاهل والشَّاحج، القائف، منار القائف، شرف السيف، السجع السلطاني، سجع الفقيه، سجع المضطَرّين، ديوان الرسائل، خادم الرَّسائل، تفسير رسالة الغفران، تفسير رسالة الإغريض، رسائل المعونة، سقط الزند، شرح كتاب سيبويه، ورغم كل هذه الكتب الكثير يظل ديوان "لزوم ما يلزم" وكتاب "رسالة الغفران" هما الأبرز فى إنتاجه الثقافى الذى لم يمر مرور الكرام، فاختلف الناس فيه وصاروا على طرفى نقيض، منهم من يجعله واعظًا وداعيًا إلى الله ومنهم من يجعله خارجًا من دائرة الدين، ومن ذلك ما قاله ابن كثير فى (البداية والنهاية: 72/12) "مشهور بالزندقة على طريقة البراهمة الفلاسفة وفى أشعاره ما يدل على إلحاده وانحلاله من الدين، وذكر بن الجوزى أنه رأى له كتابًا سماه "الفصول والغايات فى معارضة السور والآيات" على حروف المعجم و قبائحه كثيرة"، لكن مع ما لقيه أبو العلاء المعرى من علماء عصره لا يقارن بما لقيه فى العصر الحديث. تجديد ذكرى أبى العلاء ارتبط اسم عميد الأدب العربى "طه حسين" باسم أبى العلاء المعرى وذلك بعدما حصل "حسين" على درجة الدكتوراه الأولى من جامعة القاهرة عام 1914 عن أبى العلاء، لكن الأمر لم يمر بسلام، حيث طالب البعض بمنع الكتاب ومحاكمة طه حسين. وبالمجمل فإن طه حسين أبدع ثلاثة كتب هى محبة المعرى هى (صوت أبى العلاء) و(مع أبى العلاء فى سجنه) و(تجديد ذكرى أبى العلاء). معركة العقاد وطه حسين كما أن أبا العلاء المعرى تسبب فى معركة فكرية بين العقاد وطه حسين، بدأت مع انتقاد العقاد لرسالة الغفران التى كتبها طه حسين حول فلسفة أبى العلاء المعرى فيقول العقاد: "إن رسالة الغفران نمط وحدها فى آدابنا العربية وأسلوب شائق ونسق طريف فى النقد والرواية وفكره لبقة لا نعلم أن أحدًا سبق المعرى إليها، ذلك تقدير حق موجز لرسالة الغفران". ورد طه حسين على العقاد فى مقال له قال فيه: "ولكن الذى اختلف العقاد فيه مخالفة شديدة هو زعمه فى فصل آخر أن أبا العلاء لم يكن صاحب خيال حقًا فى رسالة الغفران، هذا نُكر من القول لا أدرى كيف تورط فيه كاتب كالعقاد"، ثم أصدر بعدها "بواعث الصمت، أما أنا فلن أنخدع له، فهو ينكر على أبى العلاء أن يكون شاعرًا عظيم الحظ من الخيال فى رسالة الغفران، (سنة سودة) كما يقول العامة. وهل يعلم العقاد أن دانتى إنما صار شاعرًا نابغة خالدًا على العصور والأجيال واثقًا من إعجاب الناس جميعًا بشيء يشبه من كل وجه رسالة الغفران هذه". أدونيس .. المعري ليس فيلسوفًا أما الشاعر العربي الكبير أدونيس ففي الكتاب الثاني من (ديوان الشعر العربي) لم يمنح المعري مساحة تساوى حتى صغار الشعراء العرب، ويرى أن المعري ليس شاعرًا فيلسوفًا بل شاعر ميتافيزيقي لأنه لا يتوفر على (طريقة) في شعره. قطع الرأس فى 2013 أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان أن أفراد مجموعة مسلحة قطعوا رأس تمثال أبو العلاء المعرى فى مسقط رأسه فى مدينة معرة النعمان فى محافظة إدلب بشمال غرب سوريا. وأظهرت الصور تمثالاً نصفيًا بنى اللون مقطوع الرأس وعليه آثار طلقات نارية، مرميًا على الأرض إلى جانب قاعدة حجرية مرتفعة. كما تداول الناشطون صورا للتمثال قبل الاعتداء، ويبدو فيها موضوعا على القاعدة التى كتب عليها "أبو العلاء المعرى، شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء"، وهى العبارة التى شوهها المعتدون على التمثال. رسالة الغفران.. بالعامية فى عام 2016 أثارت الكاتبة ناريمان الشاملى، ضجة بعد قيامها بتحويل كتاب "رسالة الغفران" لأبى العلاء المعرى باللهجة العامية وأطلقت عليه "ترجمة" وصدر الكتاب عن دار الكتب خان للنشر. وقالت ناريمان الشاملى فى تدوينة لها على حسابها الشخصى على "فيس بوك": "الكتاب دا يتقرى أو ما يتقريش، يعجب أو ما يعجبش، يكون مفيدًا أو ما يكونش، بالنسبالى، أهم وأعظم كلمة فيه هى كلمة "ترجمة، الكلمة دي، على بساطتها، تعتبر اعتراف بمجهود عشرات السنين لمئات الناس. وده على حد علمى (إلى أن يثبت العكس)، أول ترجمة للمصرى من كتاب نصه الأصلى عربي، شكرًا للكتب خان على المجهود والنشر، وشكر خاص وكبير للأستاذة نسرين عشان وافقت تحت مسمى الصداقة بس ورغم ضغط الشغل اللى عليها إنها تراجع على الكتاب وفادتنى بوقتها وعلمها أيما إفادة" . التبسيط والتخلص من الغرابة وقبل أيام من معرض القاهرة الدولى للكتاب 2019 أعلنت دار ممدوح عدوان، عبر حسابها الرسمى على موقع التغريدات تويتر عن إصدارها لكتاب "رسالة الغفران.. صياغة معاصرة لنص أبى العلاء المعرى"، مشيرة إلى ما قاله فرحان بلبل، فى كلمته على غلاف الكتاب: "استبدلت الكلمات الغريبة البائدة بألفاظ عادية يفهمها القارئ، وقمت بإعادة صياغة بعض التراكيب والجمل بحيث تتخلص من مُعاظلتها، التى كان بعضها دليل الفصاحة والبلاغة فى ذلك العصر".














الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;