نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث فى حوار لـ"انفراد": آن الأوان لتحمل الجهات الصناعية والقطاع الخاص مسئولية البحث العلمى.. و"ماعندناش مشكلة فى تمويل المشروعات"

- نائب رئيس جامعة القاهرة: "معندناش مشكلة فى تمويل مشروعات البحث العلمى فى مصر..آن الأوان لتحمل الجهات الصناعية والقطاع الخاص حمل البحث العلمى - لدينا عمالقة فى العلوم الإنسانية والاجتماعية ولا يشاركون فى تحسين تصنيف جامعة القاهرة لنشرهم الأبحاث العلمية باللغة العربية - نمتلك أفضل باحثين فى مصر..والمشرف الأجنبى إذا استضاف باحثينا فى جامعته هو الكسبان - عمرو عدلى: جامعة القاهرة بها ما يقرب من 20 برنامجا مشتركا مع جامعات أجنبية بالدراسات العليا فقط - "مصر بخير وبها كنوز من العقول ومصنفة رقم 38 فى النشر الدولى للأبحاث العلمية على 220 دولة" - عمرو عدلى: جامعة القاهرة تنشر ما يقرب من 2000 بحث دوليا سنويا وتحتل رقم 408 فى تصنيف شنغهاى الصينى - عمرو عدلى: جامعة القاهرة لها نصيب الأسد من تمويلات الاتحاد الأوروبى للبحث العلمى..وثانى أكبر متلقى للتمويل من صندوق العلوم وحصلت على 170 مليون جنيه من 2008 حتى الآن - الحكومة ملزمة بالإنفاق على الباحث بالسنة الرابعة إذا حصل على إذن البعثات للسفر للخارج - أبحاثنا ليست حبيسة أدراج كلية وأؤكد أن نسبة الأبحاث العلمية الجيدة فنيا ولها جدوى اقتصادية بحد أقصى عن 15% أكد الدكتور عمرو عدلى نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن مصر ليس لديها مشكلة فى تمويل البحث العلمى، قائلاً: "معندناش مشكلة فى تمويل مشروعات البحث العلمى فى مصر، وآن الاوان لأن تحمل الجهات الصناعية والقطاع الخاص حمل البحث العلمى، ونحتاج إلى شئ من المرونة بالبحث العلمى لأنه يصعب نجاحه إذا قيد بالبيروقراطية".

وأضاف عدلى، فى حوار خاص لـ"انفراد": "نمتلك أفضل باحثين فى مصر، والمشرف الأجنبى إذا استضاف باحثينا فى جامعته هو الكسبان" مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة بها ما يقرب من 20 برنامج مشترك مع جامعات أجنبية بالدراسات العليا فقط، قائلا: "مصر بخير وبها كنوز من العقول ومصنفة رقم 38 فى النشر الدولى للأبحاث العلمية على 220 دولة".

وإلى نص الحوار..

ما خطة جامعة القاهرة لتطوير قطاع الدراسات العليا والبحوث؟ نستطيع القول إنها 3 محاور أولها محور الدراسات العليا والخطة تكملة لما وضعه الدكتور جمال عصمت، نائب رئيس جامعة القاهرة السابق للدراسات العليا، والمحور الثانى البحوث والبحث العلمى وهنا نتحدث عن التصنيف الدولى للجامعات ورفع مكانة جامعة القاهرة فى هذا التصنيف وكذلك خدمة الدولة المصرية، والشق الثالث هو خدمة المجتمع.

جامعة القاهرة دولة وليست جامعة ونتحدث عن تطوير الدراسات العليا، فحصت رؤية الآخرين للجامعة هناك أشياء غير التصنيفات تدخل فى الحكم على ترتيب الجامعات على مستوى العالم وأولها حجم التعاقدات مع الجامعات الصناعية يدخل فى التصنيفات وقيمة الجامعة، من تبرعوا لبناء جامعة القاهرة كانوا يهدفون لخير البلد والجامعة لابد أن تخدم هذه الدولة.

نستهدف تحسين جودة الدراسات العليا والبحوث، وهناك جهد بدأ منذ عامين أو ثلاثة شاركت به وأنا وكيل لكلية الهندسة بالجامعة، وذلك لوضع لائحة موحدة للدراسات العليا بجامعة القاهرة وتم اعتمادها فى عهد الدكتور جمال عصمت وتسهل هذه اللائحة على أى كلية تريد تجديد لائحتها لأن تكون ركيزة أساسية ثم تضع الكلية متطلباتها الأخرى.

بالنسبة للدراسات العليا ليس ذلك فقط لكن جامعة القاهرة تعمل على برامج أكاديمية تهدف لإنتاج خريج دراسات عليا محترم جدا وينافس، وتهتم الجامعة بالبرامج المشتركة مع الجامعات الأجنبية على سبيل المثال كلية الهندسة بها 3 برامج شراكة فى الدراسات العليا أشهرهم البرنامج الخاص بالطاقة الجديدة والمتجددة مع جامعة كاسل الألمانية، والبعد الدولى للمشاريع البحثية المشتركة وتبادل الطلاب الأجانب هام للغاية فيما يخص التصنيفات.

برنامج كلية الهندسة حصل على الاعتماد من هيئة الاعتماد الألمانية وليس فقط المصرية، وهنا نتحدث عن أمثلة لتطوير الدراسات العليا، وساعات يطلب مننا برامج مهنية وليست أكاديمية، لدينا برنامج ودبلوم مهنى فصل خصيصا للعاملين فى وزارة البترول لزيادة كفاءة ومهنية مهندسى شركات البترول بتروجيت وغيرها ولجنة تسيير هذا البرنامج مشكلة من ممثلين من وزارة البترول ليقولون مواصفات المهندس لإفادة العمل، حيث إن مثل هذه البرامج تعد لخدمة الدولة ومشاريع الماجستير ونقاط البحث هنا يحددها مشاكل قطاع البترول.

نهتم باتفاقيات التعاون المشترك مع الجامعات الأجنبية ليكون هناك مشرف دولى وآخر مصرى للطلاب، وقد يتاح للطالب هنا تقضية بعض الوقت بالجامعات الأجنبية وهناك معامل متطورة فى تلك الجامعات.

ما رأيك فى منظومة البحث العلمى فى مصر؟ نمتلك أفضل باحثين فى مصر وقلت هذا الكلام مرارا فى حديثى مع خبراء الجامعات الأجنبية، ولدينا المعامل ولكنها غير متطورة مثل نظيرتها بالجامعات الأجنبية، فالمعيدين بالجامعات الذين يعملون فى مجال البحث العلمى هم اوائل الأوائل، لو مشرف أجنبى استضاف عدد من الباحثين المصريين الشباب فى جامعته هناك سيكون هو الكسبان وليس هم.

ما آخر التطورات فيما يخص اتفاقيات البحث العلمى الفترة الأخيرة؟ هناك اتفاقية تم توقيعها بين مصر وبريطانيا اسمها نيوتن مشرفة ومن ضمن البرامج التى تمنحها مهارات عالية جدا فى التواصل ومهارات فى كتابة السيرة الذاتية ومهارات فى كتابة البريد الإلكترونى ومهارات فى التعاون مع فريق فى عمل بحثى، تعلن "نيوتن مشرفة" فتح التقديم لكل الجامعات وتقدم الجامعات مقترحاتها التى يتم تقييمها والحكم عليها وإذا فازت الجامعة بهذه المسابقة يأتى المحاضرين من إنجلترا لتعليم الطلاب المصريين.

جامعة القاهرة حصلت على هذه المنحة لعدة مرات ومن بينهم مرتين لكلية الهندسة، وهناك أيضا كليات أخرى حصلت على هذه المنحة أيضا، ونمتنى أن مركز قدرات أعضاء هيئة التدريس أن يقدم دورات إجبارية للمعيدين والمدرسين المساعدين للحصول على الماجستير والدكتوراه.

كم عدد البرامج المشتركة بين جامعة القاهرة والجامعات الأجنبية فى مجال الدراسات العليا؟ لا أتذكر الرقم بالضبط ولكن العدد يتراوح بين 10 و20 برنامج مشترك مع جامعات أجنبية.

ماذا عن البحث العلمى فى جامعة القاهرة؟ حتى نضع الأمور فى نصابها، مصر تمتلك قاعدة من الباحثين متميزة للغاية "مصر بخير وبها كنوز من العقول" المشكلة فى أننا لم نرى تأثير هذا على الاقتصاد المصرى، فمصر مصنفة رقم 38 فى النشر الدولى للأبحاث العلمية على 220 دولة على الرغم من كل المشاكل والإمكانيات المحدودة، وفى بعض التخصصات مثل الكيمياء مصر ترتيبها 28 من بين القائمة التى تضم 220 دولة، ولن أبالغ إذا قلت أن جامعة القاهرة لها نصيب الأسد من قاعدة الباحثين فى مصر فهى أكثر جهة تنشر أبحاث علمية فى دوريات ومجلات دولية سنويا.

كم عدد البحوث العلمية المنشورة دوليا من جامعة القاهرة؟ فى حدود 2000 بحث علمى منشور دوليا، ونتحدث هنا عن نشر دولى متميز للغاية، نهتم بالبحث العلمى فى جامعة القاهرة ويفيدنا فى 3 أشياء أولها أن النشر الدولى والبحث العلمى هو السبب الأول فى تواجد جامعة القاهرة فى التصنيفات الدولية، جامعة القاهرة رقم 408 فى تصنيف شنغهاى الصينى.

ما الاستفادة الحقيقية لتواجد جامعة القاهرة فى التصنيفات الدولية؟ التعليم لدينا مجانى الطالب يدفع 150 جنيه فى السنة الدراسية أما الطالب الوافد يدفع 3 آلاف جنيه استرلينى فى العام، ويتم استقطاب الطلاب الوافدين إلى الجامعات المتواجدة فى التصنيفات الدولية، جزء من أموال الطالب الوافد تحصله الدولة وجزء آخر للجامعة، كلما تقدمت جامعة القاهرة فى التصنيف جذبت طلاب وافدين أكثر مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصرى واقتصاد جامعة القاهرة.

لا نستطيع على استيعاب كل خريجى الجامعات فى السوق المصرى، ولولا اسم جامعة القاهرة بجهود الأساتذة والهيئة المعاونة والفنيين والموظفات والإدارات المختلفة بالجامعة التى حافظت على الجامعة فى أحلك الظروف وأشد الظروف لم يكن خريجى جامعة القاهرة قادرون على العمل فى الخليج، السوق المصرى لن يستوعب كل المهندسين، فاسم الجامعة يساعد الخريج على إيجاد فرصة عمل فى سوق العمل الإقليمى بدول الخليج.

جزء من الاقتصاد القومى يعتمد على تحويلات المصريين بالخارج، وعندما نتحدث عن دعم ترتيب جامعة القاهرة فى التصنيف الدولى للجامعات فإننا نتحدث عن دعم اقتصاد دولة، وكذلك اسم جامعة القاهرة لا يرفض فى استكمال الدراسات العليا بالجامعات الأجنبية، جامعة طرونتو على سبيل المثال قدموا منحة كاملة لـ 12 معيد بكلية الهندسة جامعة القاهرة بسبب اسم الجامعة وجهود الطلاب الذين استكملوا دراساتهم هناك أيضا.

ما المغزى الأول لمشروعات البحث العلمى فى جامعة القاهرة؟ نتحدث عن بحث علمى لخدمة الجهات الصناعية، بحث علمى له مغزى، فى وقت من الأوقات كنت جزء من فريق بكلية الهندسة يقدم دراسات وأبحاث لشركة مصر للألمنيوم فى نجع حمادى، وأنتجنا أعمال للشركة يفيدها ماديا ونشرنا تلك الأبحاث، مقصرين أننا نعلن قصص النجاح.

هندسة القاهرة تعمل تعاقدات مباشرة مع جهات صناعية ومقصرين لإعلان الاستفادة من المشروعات البحثية بالشركات العاملة بالفعل، إذ أن ذلك من شأنه تشجيع رجال الأعمال على النظر للبحث العلمى ووضعه فى الحسبان.

كم تبلغ ميزانية البحث العلمى بجامعة القاهرة؟ ومن أين تأتى مصادر تمويلها مصادر تمويل ميزانية البحث العلمى فى جامعة القاهرة من خلال ميزانية لتمويل مشروعات بحثية يتقدم بها أعضاء هيئة التدريس بالجامعة يتم تحكيم المقترح والتأكد من أنه ذو جدوى حتى تتم الموافقة على التمويل لأن التمويل هنا تنافسى بجدوى المقترح المقدم، باب تقدم أعضاء هيئة التدريس لتمويل مشروعاتهم البحثية مفتوح حتى آخر مارس الجارى.

جامعة القاهرة خصصت مكافآت للنشر الدولى للأبحاث منذ أيام الدكتور حسام كامل والمكافأة تحدد بناء على المجلس الدولية المنشور بها البحث، وجامعة القاهرة لا تترك فرصة لتمويل مشروعات بحثية من الاتحاد الأوروبى أو أكاديمية البحث العلمى أو من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية إلا وتتقدم، ولها نصيب الأسد فى تمويلات الاتحاد الأوروبى وكذلك النصيب الأكبر فى الجامعات.

الإحصائيات تقول إن جامعة القاهرة ثانى أكبر متلقى لتمويل مشروعات بحثية بعد المركز القومى للبحوث، وحجم التمويل الذى استطاعت جامعة القاهرة بتنافسية بلغت حوالى 170 مليون جنيه من 2008 وحتى الآن من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، حيث إنه بلغ إجمالى المشروعات التى مولها الصندوق مليار جنيه، أى أن جامعة القاهرة حصلت على 17% من هذا التمويل.

جامعة القاهرة تحتل المركز الأول أو الثانى فيما يخص تمويلات المشروعات البحثية من الاتحاد الأوربى الذى يضع شروطا أكثر صرامة من المؤسسات العاملة فى مصر فيما يخص التنافسية فى هذه المشروعات البحثية.

أما عن ميزانية البحث العلمى فى جامعة القاهرة لا يوجد سقف له وهناك تعليمات من الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، لتحديث معامل بعض الكليات بلا سقف ونحضر استمارة أخرى لفتح باب التقدم لتمويل معامل بحثية للناس الجادة صاحبة الأفكار القيمة فى إنتاج بحث علمى يخدم مصر.

العام الماضى بلغت ميزانية البحث العلمى فى جامعة القاهرة 25 مليون جنيه من الجامعة فقط، إضافة إلى التمويلات من الاتحاد الأوروبى وصندوق التنمية التكنولوجية وتعاقدات الجهات الصناعية سيخرج رقما ليس بالقليل.

لماذا يشترط إذن قطاع البعثات حال سفر الباحث المصرى رغم حصوله على منحة شخصية بجامعة أجنبية؟ هذا الشرط مهم للغاية لأنه أمان للباحثين المصريين ليتم ربطهم بالمكتب الثقافى، وأى باحث يحصل على موافقة البعثات على المنحة الشخصية التى حصل عليها يكون بأمان، لأنه إذا قطعت عنه المنحة الشخصية من الجامعة بعد 3 سنين الحكومة المصرية ملزمة أن تنفق عليه فى العام الرابع إنما إذا لم يسجل فى البعثات لن يتم توفير هذه الرعاية له.

أنا سافرت ببعثة شخصية لجامعة فى أمريكا ولكن لابد أن يكون هناك تواصل مع المكتب الثقافى، وعندما رجعت من هناك المكتب الثقافى هناك وفر لى تذاكر الطيران ووفر لى كوبونات لوزن زائد على الطائرة.

هل هناك تنسيقا مشتركا بين جامعة القاهرة وأكاديمية البحث العلمى؟ هناك تنسيق فى كل شئ والدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، عضوا بمجلس جامعة القاهرة من الخارج، وهناك مبادرات كثيرة تقوم بها الأكاديمية مع الجامعات مثل جامعة الطفل ومكاتب نقل وتسويق التكنولوجيا، وأكاديمية البحث العلمى لا تتأخر عن جامعة القاهرة وبعض طلاب الجامعة حصلوا على تمويل لإنتاج مشروعات التخرج الخاصة بهم.

وخاطبنا أكاديمية البحث العلمى لتمويل سفر سيارة طلاب كلية الهندسة الذين سافروا للخارج للمشاركة فى مسابقة شل، ورئيس الأكاديمية وافق على ذلك، إذا لم تتفوق الطلبة على الأساتذة لم يكن العلم تطور على مر العصور ومن مصلحة الأساتذة أن يتفوق عليهم طلابهم والأكاديمية تمول مشروعات للشباب، ونأمل بعد ذلك أن يقوم رجال الأعمال بدور الممول الأول لمشروعات البحث العلمى.

إلى متى ستظل الأبحاث العلمية فى مصر حبيسة الأدراج؟ أنا مختلف معك فى هذه المقولة، وهذا رأيى الشخصى وليس رأى إدارة جامعة القاهرة، هذه ليست مقولة صحيحة 100 %، لأن تكون حبيسة الأدراج أفهم ان جدواها الفنية والاقتصادية عالية للغاية ونحن لن نعطيها الفرصة، وأقول لك من واقع خبرتى فى الصناعة المصرية والصناعة الأمريكية وكذلك الجامعات فى الجهتين، قد يكون لدينا رسائل وأبحاث جيدة من الناحية الفنية لكن جدواها غير ذلك فإذا تم ترجمتها لمنتج تكون تكلفتها 3 أو 4 أضعاف سعر المنتج الصينى المماثل هل سيكون لها قيمة على الاقتصاد؟ أؤكد لك أن نسبة الأبحاث الجيدة فنيا ولها جدوى اقتصادية لا تزيد عن 15%، وهذه الأبحاث قد تنقذ مصر اقتصاديا وتستطيع تقوية العملة من خلال تقليل الاستيراد بتطبيق هذه الأبحاث العلمية، لدينا نوعين من الأفكار والأبحاث التى تحتاج إلى فرص، الدفع بأفكار تكنولوجية جديدة يتم تبنيها وتخرج للنور كمنتجات، ونوع آخر اسمه الجذب من ناحية الصناعة وهناك تحديات تنافسية أمام الصناعة والطريقة الوحيدة لتصمد أمام التحديات هى رفع القيمة المضافة فى الصناعة المصرية من خلال تصنيع بعض المنتجات محليا وعدم استيرادها، ولابد من الاهتمام بهذين الطريقين.

منتظرين القانون يتغير لإنشاء شركات تابعة للجامعات وتنفيذ هذه الأفكار.

ما الذى تتيحه الجامعات الأجنبية للباحثين المصريين الذين يثبتوا نبوغهم هناك؟ من مصلحتنا أن يسافر أكبر عدد من الباحثين المصريين للجامعات الأجنبية، ونشجع على السفر لأن الإمكانيات هناك غير محدودة فى المكتبات والمعامل، ومن يسافر للخارج يكون تركيزه الأول فى العلم وليس عليه التزامات عائلية، الحاصل على منحة يصرف عليه على الأقل مليون جنيه حتى يحصل على الدرجة العلمية، الاستثمار فى أساتذة جامعة القاهرة عالى جدا وكان لديهم فرص لاستكمال الحياة بالخارج ولكنهم لم يفعلوا ذلك.

كيف يمكن أن نستفيد من طيور مصر المهاجرة حتى دون رجوعها؟ أى شخص مصر حتى لو عايش بره لا ينسى البلد، وصل إلينا مكاتبة ذات مرة من مهندسين مصريين يعملون بشركة بوينج الأمريكية، خلال عملى بإدارة كلية الهندسة، قالوا لنا إن الشركة قررت الاستغناء عن كل الكتب قبل سنة 2000 من المكتبة العلمية القيمة للشركة وبها كتب قيمة للغاية هل مكتبة هندسة القاهرة تريدها؟ وأجبنا بالموافقة وأرسلوا لنا قائمة بأسماء الكتب وتم نقل هذه الكتب من خلال مصر للطيران وتم الحصول على موافقة لعدم خضوع هذه الكتب لجمارك بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية.

وفى هذا المجال نفكر فى أفكار كثيرة، جزء من الطيور المهاجرة يقدم لنا خدمات عند عقد الاتفاقيات المشتركة مع الجامعات الأجنبية التى يعملون بها، المصرى الذى يعيش فى ألمانيا وأصبح ألمانى ويعمل باحث فى جامعة نعقد معه شراكات لصالح جامعات بلده وكذلك المصريين الأمريكان وهذا يسهل التعامل لأنهم يفهمون طبيعة العقل المصرى.

وهناك عدد من الأساتذة المصرين بالخارج أرسلوا لنا أجهزتهم العلمية المتطورة عندما جددوا معاملهم بالخارج، والتعاون مع هؤلاء الباحثين هناك يزيد من فرص الجامعات فى التصنيفات العالمية، والأساتذة الأجانب هؤلاء يعتبرون جزء من البعد الدولى فى التصنيفات الدولية للجامعات.

ما أهم مشكلات البحث العلمى فى مصر غير "التمويل"؟ معندناش مشكلة فى تمويل مشروعات البحث العلمى فى مصر، والهدف من تمويل هذه المشروعات هو ضرب المثل بالورقة والقلم عن كيفية تحقيق الربح من البحث العلمى، وآن الاوان لأن تحمل الجهات الصناعية وجهات القطاع الخاص حمل البحث العلمى فى مصر بعد أن يروا إثباتات من خلال نتائج البحث العلمى، ليس لدينا مشكلة فى قيم التمويل امرصودة.

ولكن نحتاج إلى شئ من المرونة لأن البحث العلمى يكون صعب نجاحه إذا قيد بالبيروقراطية، والبحث العلمى يحتاج بعض المرونة فى التعاملات المالية الخاصة به، والمشكلة الأخرى أن الباحثين لدينا يحتاجون للعمل بروح الفريق بشكل أفضل.

لماذا هناك اهتمام بالبحث العلمى فى مجال العلوم على حساب العلوم الإنسانية والاجتماعية؟ سأحدثك عن واقع، لدينا باحثين عظماء فى العلوم الإنسانية والأساسية لكن مشكلتهم أنه لا توجد هناك معرفة جيدة بهم لكتابتهم الأبحاث ونشرها باللغة العربية وللأسف اللغة العربية لا يتابعها كثيرون فى مجال البحث العلمى، لدينا عمالقة فى الحقوق ودار العلوم الأدباء وخبراء على مستوى العالم العربى ولا يساعدوا فى تحسين تصنيف جامعة القاهرة لأن أبحاثهم منشورة فى مجلات ليست دولية.

معظم جهات التمويل تطلب تقديم مقترح البحث باللغة الإنجليزية، ونعمل على إنشاء مجلتين دوليتين فى العلوم الإنسانية والاجتماعية، وجامعة القاهرة تفكر فى محاولة الاستفادة من مركز الترجمة بها لترجمة أبحاث هؤلاء العمالقة للغة الإنجليزية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;