الحلقة الثالثة من GOT.. تفوق المؤلفين فى تحويل المشاهد لفرد من جيوش الشمال.. "آل مورمنت" قاتلوا بشرف حتى النهاية.. ثيون يرفض الرحيل بدون ترك أثر.. ونهاية دراماتيكية للحلقة على غرار الأفلام الهندية ..ف

480 دقة فى الدقيقة هو أسرع معدل لعدد ضربات القلب الذى سجل عبر التاريخ، وهو ما كان يشعر به عشرات الملايين من متابعى المسلسل الأسطورى Game of Thrones، اثناء مشاهدتهم للحلقة الثالثة من الموسم الثامن والأخير التى شهدت أطول معركة فى تاريخ التلفزيون والسينما. لم يكن يتخيل المشاهد الذى يتكئ على أريكته فى المنزل فى انتظار عرض الحلقة، بأنه ستحول اثناء مشاهدة الحلقة إلى فرد من جيوش الشمال يمتطى جواد ويدافع عن قلعة وينترفيل ضد مئات الالاف من الموتى الاحياء. الحرب ترقب وخوف وشعور بالنهاية الحتمية التى لا مفر منها داخل جدران قلعة وينترفيل، هو الشعور الذى بدأ بيه الكتاب ديفيد بينيوف ودانيال وايز، ونجح فى ايصاله للمشاهدين، ومن ثم هدوء تام فى ساحة المعركة التى تكتظ بعشرات الالاف الذين يواجهون مصير مجهول فى ظلام الليل. دقائق مرت كساعات على المشاهدين وأيام على جنود الشمال وجيوش الأحياء، ومن الظلام يظهر حصان تمطيه سيدة لم يتم التعرف على ملامحها حتى اقترابها ببضعة أمتار، لتظهر " ميليساندرا" او التى تعرف بكاهنة آله النور، لتشعل أسلحة جيوش الدثوراكى قبل خوض المعركة. بأسلحة مشتعلة بالنيران زحفت جيوش الدوثراكى بقيادة السير "جورا مورمنت" نحو المجهول لتبدأ اكثر لحظات الحلقة رعباً، ففى خلال ثوانى معدودة انطفأت انوار عشرات الالاف من الجنود الأكثر شراسة فى المسلسل، وتراجعت بضعه أحضنه منهم للخلف، للدلالة على حجم الجيش الذى يزحف بدون توقف ويقبع فى الظلام القاتم. ملامح رعب انتقلت من الجنود العائدة من القتال الأول إلى الجنود المنتظرة خوض القتال الثانى، ومن ثم بدأت المعركة التى كتبت نهايتها قبل ان تبدأ، ففى خلال دقائق معدودة نجحت جيوش الموتى فى تدمير دفاعات الشمال بالكامل وتقهقرهم داخل قلعة وينترفيل. على النقيض تماما كانت هناك معركة اخرى فى السماء بين التنانين، التى تغلب فيها فى البداية النايت كينج فى العاصفة الثلجية التى بدأها ومن ثم سيطرت فيها دينريس تايجريان بالتنين "دروجون" الذى استطاع ان يقذف النايت كينج من أعلى التنين الذى كان يمتطيه. الراحلون كانت أبرز مشاهد الحلقة تأثيرا فى عواطف المشاهدين، رحيل أربعة من الشخصيات الرئيسية والثانوية الذين تمتعوا بالكثير من الشهرة على مدار السبعة مواسم الماضية، ورفضوا الرحيل بدون ترك أثر وكتابة صفحات لا نهاية لها فى التاريخ ليانا مورمنت أول من حافظت على عهد عائلتها وانضمت لجون سنو فى حربه ضد رامزي بولتون بـ 62 جندى من جزيرة الدب، وأول من توجته ملكاً للشمال، كانت أول الراحلين فى أحداث الحلقة الثالثة، ولكنها رفضت ان ترحل فى صمت وزهقت روح العملاق الوحيد الذى دمر دفاعات وينترفيل وتصدت له بالرغم من صغر حجمها ونجحت فى غرس خنجر "دراجون جلاس" فى عينه ليسقط أرضاً بجوارها قتيلاً. بيريك دنداريون العائد من الموت مراراً وتكرار حتى وصل إلى غاية آله النور فى أعادته وهى حماية آريا ستارك من الوايت ووكر فى اللحظات الأخيرة والتضحية بنفسه من أجل خطوتها القادمة فى أنفاذ العام من على حافة الهاوية، والذى يأبى أن يرحل فى صمت دون ان يترك علامة فى التصدي للعشرات من الموتى الأحياء. ثيون جيورجي الممثل الذى نجح طوال المواسم الماضية ان يتحكم فى دفة مشاعر المشاهدين كما يحلو له، من حب فى بداية الموسم الأول لكره فى نهاية الموسم الثانى، ومن ثم تعاطف وحب مرة آخرى بعد سعيه الأخير فى استعاده شرفه. المولود الحديدى الذى يأبى ان يرحل فى صمت دون الدفاع عن "بران ستارك" حتى آخر سهم معه، بصحبه جنود قلة حافظ ثيون جيورجي على دفاعاته الأولى امام عشرات الموتى الاحياء، حتى وصل النايت كينج الذى ترك أخر سهم مع ثيون فى صدره ليرحل عن الحياة بصحبة شرفه الكامل الذى طالما سعى فى استعادته. جورا مورمنت رفض ان يتركها حتى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، كان دائماً بجوارها لحمايتها فى اللحظات الأخيرة، وما أكثر محاولات اغتيالها التى باتت بالفشل، وكان هو صاحب افسادها، نجحت فى تحويله من شخص خائن أرسل فى البداية لمراقبتها وافشاء اسراراها لويستروس إلى فارس نبيل استعاد مكانته التى فقدها بفقدانه قيادة منزله آل مورمنت فى الشمال. لا شك مشهد موت السير جورا مورمنت كان له أثر كبير فى عشاق السلسلة الملحمية، وبالتحديد عشاق آل تايجريان، فكان هو حائط الصد الأخير الذى نجح ان يعبر بها للأمان ورفض ان يستسلم حتى انتهت جيوش الموتى الاحياء. النهاية اذا كنت من عشاق "آريا ستارك" فتلك هى النهاية الأكثر تشويقاً التى تنتظرها، اما اذا كنت من عشاق السلسلة بشكل عام، فستجد ان مشهد نهاية أسطورة "النايت كينج" التى طالما ما سردها القائمون على المسلسل فى تفاصيلهم، لم يكن بالشكل المرضى. نهاية دراماتيكية على غرار الأفلام الهندية، كانت هى مشهد الختام واسدال الستار على أسطورة جيوش الموتى الاحياء فى الحلقة الثالثة على يد "آريا ستارك" التى تسللت من وسط عشرات الوايت ووكرز وجيوش الموتى بدون ان يدري بها أحد ونجحت فى قتل الشخص الأكثر شراسة فى المسلسل. تحفظات أبرزها عشاق السلسلة على النهاية التى لم يكن يتوقعها "النايت كينج" شخصياً فى الحبكة الدرامية، فغياب التلاحم وإظهار القوى التى يتمتع بها "النايت كينج" كان أمر لا بد ان يحدث قبل ان يسدل الستار على إمبراطوريته التى كونها على مدار سبعة مواسم. استناداً على رواية الجليد والنار، فأن شخصية "آريا ستارك" هى من الشخصيات الأولى التى صممها جورج مارتن من البداية وحدد نهايتها، وأضاف لها شخصية "سانسا" لتحفيزها وتكثيف مشاهدها فى الجانب الأخر لها وهو العائلة التى فقدت جزء كبير منها فى سن مبكر. فبالرغم من ان مشهد قتل "آريا ستارك" للنايت كينج بسهولة وسط عشرات الوايت ووكرز والآلاف من أفراد الوايتس، إلا ان قوتها التى أضافها المؤلف لها فى الرواية ترجح كفتها فى الانقضاض بسهولة على اى خصم داخل قارة ويستروس. مشاهد كان ينتظرها المشاهدين السؤال الأبرز الذى يسأله الكثير من متابعي السلسة منذ انتهاء الحلقة الثالثة أمس، هو ماذا يمكن ان يحدث بعد مشهد الحرب الكبرى وانتهاء امبراطورية جيوش الموتى الأحياء !؟ بالتأكيد الحلقة الثالثة أخذت المشاهد لمرحلة لم يصل اليها قبل ذلك، ورفعت سقف طموحات المشاهدين، فما الذى ستدور عنه الأحداث بعد ذلك .. استعادة العرش الحديدى ؟ اعلان جون سنو الوريث الشرعى لويستروس !؟ تحالفات جديدة ؟ بناء جيوش ؟ كل تلك الأحداث عاشها المشاهد مرات عدة فى الكثير من المواسم، فبالتالى الحلقات القادمة لن تكون عند حسن ظن الكثيرين. الحلقة الثالثة بالرغم من قوتها وبراعة تصويرها الذى تم تصويرها فى 55 يوم ،بتكلفة 15 مليون دولار وبمشاركة أكثر من 750 فرد، تغافلت عن بعض التفاصيل الذى دائماً ما يسعى المشاهد لمعرفتها، وهى انتهاء اسطورة النايت كينج دون التعرف على هويته ومن أين جاء، بالإضافة إلى عدم إبراز قوته فى المبارزة الشخصية أمام جون سنو، بالرغم من ظهوره فى مشاهده السابقة بقوة كبيرة. كما تغافلت الحلقة الثالثة عن ابراز وإيضاح الدور الرئيسي الذى يلعبه "بران ستارك" فى احداث المسلسل، وما القوة التى يتمتع بها، فعلى مدار سبعة مواسم هيئ صناع المسلسل شخصية "الغراب ذو الثلاثة أعين" بأنه مصدر قوة كبيرة، فاستدلت الستار دون التعرف على قوته وما الهدف من تواجد "الغراب ذو الثلاثة" أعين فى الحبكة، فالكثير من الشماليين يتمتعوا بقدرة "الوارج" وفقاً للرواية، وهى القدرة الوحيدة التى ابرزها بران حتى الان للمشاهدين. نجحت الحلقة فى النهاية فى حصد إعجاب الملايين من مختلف انحاء العالم، لجودة تصويرها وإتقان تفاصيل زوايا التصوير، بالإضافة الى عنصر الاثارة الذى نجح القائمون على العمل فى ايصاله بالموسيقى التصويرية والأحداث المتناسقة، فى ظل صعوبة التصوير فى الظلام الذى دارت فيه جميع مشاهد الحلقة.






















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;