3 كنوز تسلمها إمبراطور اليابان الجديد.. "مرآة وسيف وجوهرة" رموز لسلطة الإمبراطوية.. تُخفى فى مزارات دينية ولا يراها أحد لقدسيتها.. "الشنتو" تعظمها لاستمرار الارتباط بالماضى والأرواح.. والأساطير تخلد

اعتلى عرش الإمبراطورية اليابانية، الأسبوع الماضى، الإمبراطور الجديد ناروهيتو، وهو رقم 126 على كرسى حكم البلاد، خلفا لوالده المتنحى أكيهيتو، إلا أنه أدى، الخميس، طقوس الشينتو فى القصر الإمبراطورى، لإبلاغ آلهة العائلة الإمبراطورية، بخطط الاحتفالات الرئيسية بمناسبة اعتلائه عرش الأقحوان. ويتم التنحى والجلوس فى مراسم رمزية تعرف باسم شينتو، ويتسلم فيها الامبراطور الجديد ثلاثة أشياء أساسية هى "مرآة وسيف وجوهرة"، ويطلق عليها اسم "كنوز الامبراطورية"، ولا يعرف أصل هذه المقتنيات أو مكان وجودها، ولكن الكثير من القصص والأساطير تروى عن هذا الأمر فى التاريخ والثقافة اليابانية، فما هى أهمية كنوز الامبراطورية اليابانية؟. لمعرفة أهمية كنوز الإمبراطورية اليابانية، تجدر الإشارة إلى أن ديانة اليابان غير الرسمية شينتو ، تولى أهمية بالغة للطقوس لاستمرار الارتباط بالماضى وبالأرواح التى تتدخل فى حياة الإنسان، وتعد كنوز الامبراطورية جزءًا من هذه الطقوس، حيث يعتقد أنها جاءت من الآلهة إلى أجيال من الأباطرة، الذين يعدون من سلالة الآلهة، وهى رمز لسلطة الامبراطورية، ولأن الكنوز مقدسة فإنها تحفظ فى مكان خفى عن أنظار العالم. وفى تصريحات سابقة، للبروفيسور هيديا كاوانيشى، من جامعة ناجويا، لـ"بى بى سى"، قال "لا نعرف متى صنعت هذه المقتنيات لم نرها أبدًا، حتى الإمبراطور نفسه لم يرها"، والسبب فى هذا أنه لا تجلب الكنوز الأصلية فى المراسم، بل تقليد عنها، وحتى الكنوز المقلدة لن يراها أحد، أما الكنوز الأصلية فتبقى مخفية فى مزارات دينية فى مناطق شتى من البلاد. ياتا نو كاجامى "المرآة المقدسة" ويعتقد أن المرآة – أحد قطع كنوز الإمبراطورية - التى عمرها أكثر من 1000 عام موجودة فى مزار بمقاطعة مى، وحسب شينسوك تاكى ناكا ، من معهد البحوث فى الأخلاقيات، فإن هذه المرآة أثمن قطع الكنز الثلاث، وهى القطعة الوحيدة التى لم تعرض فى مراسم الجلوس على العرش الإمبراطورى عام 1989. وترتبط المرآة فى التراث اليابانى بقدرات إلهية وبأنها تكشف الحقيقة، وفى مراسم الجلوس ترمز المرآة ذات 8 أوجه إلى حكمة الامبراطور، فيما تروى أقدم الأساطير اليابانية المكتوبة والمعروفة باسم كوجيكى، أن "ياتا نو كاجامى" صنعتها الإلهة إيشيكوريدوم، بعدما تشاجرت إلهة الشمس أماتيراسو مع أخيها سوسانو إله البحار والعواصف، والتى لجأت إلى كهف وأخذت معها نور العالم. وأقام سوسانو حفلًا بهدف إغرائها للخروج من الكهف فأذهلها انعكاس وجهها فى المرآة، وأنهى الأخوين الخلافات بينهما بعدها وعاد النور إلى الكون، وانتقلت المرآة والكنوز الأخرى إلى حفيد أماتيراسو، واسمه نينيجى، وتقول الأساطير إن الإلهة قالت لـ"نينيجى"، "داوم على خدمة هذه المرآة باعتبارها روحى مثلما لو أنك تخدمنى، بنقاء العقل ونقاء الجسم"، ويعتقد أن نينيجى هو من أحفاد جيمو الذى تروى الأساطير أنه كان أول امبراطور لليابان فى عام 660 قبل الميلاد. كوساناجى نو تسوروجى "السيف المقدس" وفى المقابل، لا يعرف بالتحديد مكان وجود كوساناجى نو تسوروجى، أو "السيف الذى يقطع العشب"، ولكن قد يكون فى مزار أتسوتا فى مدينة ناجويا، وتقول الأساطير إنه نبت فى ذيل ثعبان ذى ثمانية رؤوس، كان يلتهم بنات عائلة ثرية، وقد طلب الوالد المساعدة من سوسانو، ووعده بتزويجه بإحدى بناته الناجيات من الثعبان إذا هو خلصهم منه، وقد أغرى سوسانو الثعبان بأن يسكر ثم قطع ذيله، ووجد السيف داخله، ولكنه لم يحتفظ به طويلًا، إذ استعمله أيضًا للمصالحة مع أخته أماتيراسو. يرمز السيف إلى شجاعة الامبراطور، ولأن القليل يعرف عنه وعن مكان وجوده، فالبعض يتساءلون إذا كان لا يزال موجودًا، ولكن المعروف أنه محفوظ فى مكان سرى، ويروى أن أحد القساوسة ادعى أنه رآه فى الفترة ما بين القرن الـ 17 و19، وهو ما أدى إلى تجريده من صفة قس، بينما توجد شائعات بأنه ضاع فى البحر أثناء معركة فى القرن 12، ولكن تاكينادا، يقول "ربما يكون السيف الذى ضاع مقلدًا، وأن نسخة منه تستعمل حاليًا فى مراسم الجلوس"، وعندما وصل الإمبراطور أكيهيتو إلى العرش عام 1989 أعطى سيفًا يعتقد أنه "كوساناجى نو تسوروجى"، ولكن العلبة التى وضع فيها بقيت مغلقة. ياراسكانى نو كاجاتاما "الجوهرة المقدسة" وبالانتقال إلى باقى محتويات كنز الإمبراطورية، نجد "ماجاتاما" وهى خرزة مجوفة بدأت تصنع فى اليابان منذ 1000 عام قبل الميلاد، وكانت تستعمل فى التزيين، ثم أصبحت ذات قيمة رمزية، حيث تروى الأساطير أن ياساكانى ماجاتاما، كانت جزءًا من عقد صنعه تامانويا نو ميكوتو، وقد ارتدتها إلهة المرح أمو نو أوكزمى، التى أدت دورًا كبيرًا فى جهود إغراء أماتيراسو بالخروج من الكهف، فقد أدت رقصة مغرية وهى ترتدى الخرزات للفت انتباه إلهة الشمس، وهى موجودة فى القصر الإمبراطورى فى طوكيو. هل يؤمن اليابانيون بالكنوز؟ ويرجع اليابانيون أصولهم إلى أماتيراسو، ولكنهم لم يعودوا يدعون أنهم آلهة، فقد تخلى الإمبراطور هيروهيتو ، عن قدسيته بعد هزيمة اليابان فى الحرب العالمية الثانية، وهنا يقول البروفيسور كاوانيشى، إن الكثيرين فى اليابان لا يزالون يؤمنون بالقدرات الألهية لهذه المقتنيات، ولكن الكثيرين أيضًا يعتبرونها مقتنيات للزينة، وهذه الكنوز مهمة لأنها ترمز إلى الامبراطورية وما تحمله من أسرار، وإلى النظام الذى استمر قرونًا من الزمن. وهناك رأى منتشر بين الأكاديميين بأن هذه المقتنيات ترمز إلى الاتصال بين سكان اليابان الأصليين والمجموعات التى استوطنت البلاد بعدهم، وعلى هذا الأساس فإن الامبراطور عليه أن يوحد بين المجموعات العرقية دون تفريق.


















الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;