على مدار أشهر طويلة، ظل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ينكر فكرة التواطؤ مع الروس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، ولم يعترف بعلمه بلقاء مستشاريه مع شخصيات مقربة من الكرملين للحصول على معلومات مسيئة عن منافسته فى هذه الانتخابات هيلارى كلينتون.
لكن يبدو أن الرئيس الأمريكى، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية مرة أخرى، قد غير رأيه حيث قال فى مقابلة تلفزيونية إنه لم يمانع الحصول على معلومات مسيئة لخصومه من قوى أجنبية.
وفى المقابلة التى أجرتها معه قناة ABC News الأمريكية، قال ترامب إنه لن يقوم بإبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالى فى حال عرضت عليه حكومات أجنبية معلومات ضد خصومه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى عام 2020.
ورد ترامب على سؤال ما إذا كانت حملته ستقبل مثل هذه المعلومات من دول مثل روسيا والصين أو ستبلغها لمكتب التحقيقات الفيدرالى قائلا: "أعتقد أنه يمكن فعل الأمرين، وأعتقد أن هناك رغبة فى الاستماع، ليس هناك أى شىء خاطئ في الاستماع.. فإذا اتصل شخص ما من بلد، النرويج مثلا، وقال "لدينا معلومات عن خصمك"، فإننى أعتقد أننى أريد أن أسمع ذلك".
وأضاف ترامب أنه لا يعتبر تقديم حكومة أجنبية معلومات عن خصم سياسى تدخلا فى العملية الانتخابية، قائلا "إن هذا ليس تدخلا، هم لديهم معلومات وأعتقد أننى سأحصل عليها.. لو اعتقدت أن هناك شيئا خطأ ، فإننى ربما أذهب إلى مكتب التحقيقات الفيدرالى".
واستغلت شبكة "سى إن إن" هذه التصريحات لتجدد هجومها على ترامب، وقالت إنه قدم عرضا مذهلا لكل وكالة استخبارات أجنبية ولكل عدو لأمريكا بالمشاركة فى انتخابات 2020 خاصة لو أن لديهم معلومات مسيئة يمكن أن تساعده فى الفوز.
ورأت الشبكة أن بيان ترامب كان مذهلا، فهو ليس مجرد مرشح يدعو روسيا للعثور على إيميلات هيلارى كلينتون بل إنه يقول إنه يمكن أن يقبل معلومات ضارة عن خصومه فى انتخابات 2020 من روسيا والصين.
وقد أدت تصريحات ترامب إلى إشعال مطالب الديمقراطيين بالتحرك لعزل الرئيس فى الكونجرس. حيث قالت عضو مجلس النواب عن ولاية ميتشيجان بريندا لورانس إن الأمر مؤسف ومحبط وجنائى، ويجب أن يتم محاسبة هذا الرئيس"، داعية إلى ضرورة التحرك ضد ترامب فى الكونجرس بالبدء فى إجراءات العزل.
وكان تقرير روبرت مولر، المحقق الخاص فى قضية التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، لم يجد أدلة كافية لإثبات مؤامرة جنائية تتعلق بحملة ترامب، إلا أنه أشار إلى أن الحكومة الروسية قد تدخلت فى الانتخابات بطريقة كاسحة ومنهجية، وأن حملة ترامب كانت منفتحة إزاء الحصول على مساعدة من مصادر روسية.
وتتجاوز تصريحات ترامب ما سبق أن أدلى به مستشاره وصهره جاريد كوشنر لموقع أكسيوس الأسبوع الماضى بأنه لا يعرف إذا كان سيجرى اتصالا بالإف بى أى لو تواصل الروس مع مجددا.
من جانبها، توقعت صحيفة "واشنطن بوست" أن تشعل تصريحات ترامب النقاش فى الحملات الانتخابية وفى الكونجرس بشأن ما ينبغى اعتباره سلوكا مقبولا من قبل المرشحين.
