بعد 18 عاما.. كيف حولت 11 سبتمبر التنظيمات الإرهابية إلى قوى عابرة للدول؟.. الهجوم على برجى التجارة العالميين خلق وحش "داعش" قبل انقلابها على القاعدة.. ومفاوضات واشنطن مع طالبان أضفى عليها صبغة "سياس

على الرغم من مرور 18 عاما كاملة على أحداث 11 سبتمبر، إلا أنها مازالت تلقى بظلالها على الكثير من الأحداث الدولية، سواء فى الداخل الغربى أو على مستوى العلاقات الدولية، حيث أنها ساهمت بصورة كبيرة فى زعزعة استقرار النظام الدولى، والذى كانت تنفرد بقمته الولايات المتحدة، فى توارى نفوذ منافسيها الدوليين، وعلى رأسهم روسيا، والتى كانت تعيش فى تلك الحقبة، تداعيات انهيار الاتحاد السوفيتى، إثر الحرب الباردة، بينما أعلنت تلك الأحداث ميلاد قوى جديدة فاعلة ربما يمكنها تغيير المشهد العالمى، بعيدا عن الدول، وهو ما يمثل تهديدا صريحا بزعزعة استقرار مجتمع الدول. ولعل إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الإبن فشلت فى إدراك الخطر الحقيقى لمثل هذه التنظيمات، حتى بعد الحدث الجلل الذى هز العالم فى 2001، حيث تبنت حربا دولية ضد الإرهاب، بدأت بأفغانستان بعد أسابيع قليلة من الهجوم الدموى، والذى أسفر عن مقتل الألاف من الأمريكيين، بينما امتدت بعد ذلك إلى العراق، والتى سعت خلالها إدارة بوش فرض إرادتها، بذريعة الإرهاب، بالإضافة إلى ادعاءات أخرى تعلقت بامتلاك نظام الرئيس السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل، لتأكل تلك الحروب من مكانة واشنطن الدولية، بالإضافة إلى تكبدها مليارات الدولارات، ساهمت فى تراجعها الاقتصادى، فى الوقت الذى تصاعدت فيه قوى أخرى، لتزاحم بعد سنوات قليلة موقع واشنطن على قمة النظام الدولى. مبدأ بوش.. الحرب على الإرهاب وسعت نفوذ التنظيمات المتطرفة يبدو أن الحروب الأمريكية على الإرهاب، والتى حملت شعار "من ليس معنا فهو ضدنا"، والذى أرساه بوش، فشلت فى القضاء على الإرهاب، بينما نجحت فى زيادة نفوذ تلك التنظيمات، والتى تحولت من مداها "الإقليمى" لتصبح "عابرة للدول"، حيث كان الهجوم الإرهابى على برجى التجارة العالميين، ملهما للتنظيمات الإرهابية القائمة، بينما فتحت الباب أمام ظهور تنظيمات أخرى أكثر شراسة، وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابى، والذى كرس نفسه ليس فقط لاستهداف دول منطقة الشرق الأوسط، ولكن أيضا اتجه بقوة نحو مد نفوذه تجاه مناطق أخرى من العالم، من بينها دول الغرب الأوروبى، عبر استهدافها من الداخل. بوش أثناء متابعة أحداث 11 سبتمبر ويعد اتجاه تنظيم داعش نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، هو السبب الرئيسى وراء نجاحه المنقطع النظير، فى تكوين خلايا عدة موالية له، سواء فى أفريقيا، أو آسيا، لتمتد إلى أوروبا، يمكنها تنفيذ هجمات إرهابية فى تلك المناطق، من بينها حوادث إطلاق النار التى شهدتها عدة دول أوروبية فى الأشهر الماضية، بالإضافة إلى التفجيرات المتلاحقة، وعلى رأسها تفجيرات سريلانكا التى استهدفت عدة كنائس وفنادق فى العاصمة كولومبو، بالتزامن مع احتفالات المسيحيين هناك بأعياد القيامة. صراع على الصدارة.. طموحات داعش قوضت تأثير القاعدة صعود الدور الذى تلعبه التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، على الساحة الدولية، خلق حالة من التنافس فيما بينها، حول النفوذ، ليتحول المشهد مضاهيا لما يشهده المجتمع الدولى، من صراع بين القوى الدولية والإقليمية للانفراد بقمة الساحة الدولية، وهو الأمر الذى يبدو واضحا فى الصراع الذى اندلع بين داعش والقاعدة، ومحاولاتهما استقطاب كافة التنظيمات الإقليمية الأخرى، والتى اتجه قطاع كبير منها إلى مبايعة داعش، والتى كانت يوما ما جزءا من تنظيم القاعدة، والانقلاب على التنظيم الأم، ربما بسبب طموحات داعش الكبيرة، والتى وضعت حلم "الخلافة" نصب أعينها منذ بزوغ نجمها فى أعقاب حالة الفوضى التى ضربت العديد من دول الشرق الأوسط، بعد أحداث ما يسمى بـ"الربيع العربى". وتعد التغييرات التى شهدتها الساحة الدولية خلال تلك الحقبة ساهمت إلى حد كبير فى زيادة نفوذ تلك التنظيمات، وعلى رأسها صعود الجماعات المتطرفة إلى سدة السلطة فى العديد من دول المنطقة، وحصولها على مباركة دولية، خاصة من قبل إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، والتى كانت بمثابة جواز لتمرير تلك الجماعات، خاصة وأن إدارته تقاعست إلى حد كبير فى القضاء على تنظيم داعش الإرهابى، سواء فى سوريا أو العراق، مما فتح الباب أمام دور روسى قوى، عبر البوابة السورية، لتزاحم النفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط انقلاب دولى.. العالم يضفى صبغة "سياسية" للإرهاب وفى الوقت الذى تصاعد فيه دور المنظمات الإرهابية على الساحة الدولية، فشلت التحالفات الدولية بقيادة واشنطن فى احتواء مخاطرها، وهو الأمر الذى دفعها إلى التراجع العسكرى عبر الانسحاب، أو على الأقل تخفيف الوجود العسكرى الأمريكى، فى بعض مناطق التوتر، تارة، أو حتى اللجوء إلى التفاوض مع بعض التنظيمات تارة أخرى، وهو الأمر الذى يتجلى بوضوح فى المفاوضات الأمريكية مع حركة طالبان، والتى تهدف إلى فتح الباب أمام انسحاب أمريكى كامل من أفغانستان، فى خطوة تمثل انقلابا خطيرا فى الموقف الأمريكى، وربما يمتد لاحقا للمستوى الدولى فى المستقبل القريب، خاصة وأنها تعد بمثابة اعترافا ضمنيا بنقل التنظيم من خانة "الإرهاب"، إلى خانة السياسة. وهنا تكمن خطورة هذه التنظيمات، والتى أصبحت بمثابة أحزاب ذات أذرع عسكرية، يمكنها تهديد الأمن والاستقرار داخل دولها، بالإضافة إلى استخدامها لتهديد المصالح الدولية الأخرى، وفى القلب منها المصالح الأمريكية، وهو ما يبدو واضحا فى التهديدات التى أطلقتها "طالبان" مؤخرا باستهداف الجنود الأمريكيين إثر قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإلغاء التفاوض معها، بعد الهجوم الذى شنته على العاصمة كابول، والذى أودى بحياة جندى أمريكى.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;