صور.. "وادى القرود" بالأقصر يكشف أسراره بعد آلاف السنين.. زاهى حواس: اكتشفنا مقبرة تضم بقايا بصل ودوم وكتان وتين وحبال.. والعثور على تانك تخزين مياه وفرن لحرق وتشكيل الفخار داخل المقبرة

وادي القرود" موقع آثري تاريخي يعود للأسرة 18 جاب اسمه أنحاء العالم خلال الأيام الماضية بعد ظهور اكتشافات جديدة داخله علي أيدى أحد أشهر رجال الآثار المصريين في العالم أجمع وهو الدكتور زاهي حواس رئيس البعثة الآثرية المصرية التي تعمل داخل تلك المنطقة منذ عامين، والتي أظهرت إكتشافات فرعونية هزت العالم أجمع ووضحت لأول مرة تفاصيل وماهية وادي القرود الذي يقع على بعد حوالي 7 كيلو مترات غربي وادي الملوك المخصص لدفن ملوك الفراعنة قديماً. في البداية يقول الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن "وادي القرود" هو إسم يطلق علي وادي الملوك الغربي وهو وادي ضيق، ويحتوى على العديد من الآثار والمقابر الفرعونية القديمة التي لم يتم اكتشافها بعد والتى يرجع معظمها إلى الأسرة الثامنة عشر من الدولة الفرعونية الحديثة، وبدأت داخلها خلال العامين الماضيين البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور الكبير زاهى حواس، وعضوية عدد من الأثريين العاملين بوزارة الآثار، في أعمال الحفائر داخله بجانب العمل في منطقة وادي الملوك الشرقي، وذلك للبحث عن المقابر التى تعود لعصر الأسرة الثامنة عشر، وذلك بعد الحصول على موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية. ويضيف الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار في تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن وادي القرود هو وادي ضيق ومغلق ويشبه كثيراً وادي الملوك في الطبيعة الجبلية والجغرافية، وتم خلال علي مر العصور العمل من مختلف الآثريين الأجانب، وتم داخلها اكتشاف مقبرة "الملك آى" وذلك على يد "جيوفانى بلزونى" عام 1817، والذى قام بحفر إسمه على باب المقبرة وتاريخ اكتشافها كنوع من الفخر بما اكتشفه، وعندما دخل المقبرة ودخل غرفة الدفن أطلق أحد عماله على المقبرة إسم "مقبرة القرود"، وذلك بسبب الرسومات المنقوشة على الحوائط والتى بها 12 قرد مرتبة فى 3 صفوف، موضحاً أنه مع ظهور مقبرة الملك "آى" تبين أنه لم يتمكن من إستكمال إلا نصف ما قدر لمقبرته من تخطيط، حيث نفذت مناظرها على عجلة فوق طبقة خشنة غير مستوية من الجص. ويضيف الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أنه تم خلال الأيام الماضية البدء في أعمال البعثات الأثرية بالموسم الآثري الجديد الذي سينتهي في نهاية أبريل العام المقبل، حيث بدأت أعمال الحفائر بجانب أعمال الحماية والترميم لمختلف المواقع الفرعونية، ومن أبرز تلك البعثات هي "البعثة الأثرية المصرية" التى يرأسها عالم المصريات المعروف الدكتور زاهى حواس والتي تعمل في منطقة الوادى الغربى، المعروف بإسم "وادى القرود"، كما تعمل فى منطقة وادى الملوك التى تضم عشرات من مقابر ملوك مصر القديمة، بجانب ترأسه للبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أوبالنجا، والبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة العساسيف، بجانب البعثة الأثرية الأسبانية التى تعمل فى معبد الملك تحتمس الثالث، والبعثة الأثرية الأمريكية التى تعمل فى مقبرة الأمير "آمون ميس" والمقبرة رقم 63 بمنطقة وادى الملوك، موضحاً أن الموسم الأثري الجديد إنطلق بالمواقع الأثرية بالبلاد، بهدف الكشف عن مزيد من الآثار المصرية، التى لم تكتشف بعد بجانب تنفيذ مشاريع حماية وترميم للمواقع والمقتنيات الأثرية بشتى المحافظات، مؤكداً علي موافقة اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار ،على عمل قرابة 240 بعثة آثرية أجنبية بمختلف المواقع الأثرية خلال الموسم الأثرى الجديد فى البلاد، بجانب 40 بعثة أثرية مصرية. وأشاد أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية، بكفاءة وخبرات الأثريين والمرممين المصريين، مؤكدا أنهم حققوا الكثير من الإنجازات فى مجالى الحفائر والترميم الأثرى، خلال المواسم الأثرية الماضية، تمكنهم من إعادة تركيب تماثيل ملكية ضخمة فى الأقصر وسوهاج والشرقية، مضيفاً أن البعثات الأثرية الأجنبية التى تعمل بمصر، تعتمد على الأثريين والمرممين والعمال المصريين بنسبة 90% فى أعمالها، وأن وزير الآثار نجح فى النهوض بخبرات العاملين بقطاع الآثار المصريين عبر ورش العمل والتدريبات داخل مدارس الحفائر والترميم. أما الدكتور زاهي حواس العالم الآثري الشهير ورئيس البعثة الآثرية المصرية التي تعمل في وادي القرود، فأكد أن تلك المنطقة شهدت علي مر العصور العمل من مختلف البعثات الأجنبية خلال العشرات من السنوات الماضية، حيث بدأت تلك الأعمال في وادي القرود عام 1799 ببعثة نابليون بونابرت والتي قامت بتسجيل للوادي الملئ بآلاف الحجارة والرمل في كل مكان، وقاموا بتسجيل جزء بسيط جداً من الإكتشاف الذي أخرجته البعثة المصرية في 2019، كما عمل فيه المغامر الإيطالي "بلزوني" في 1816 وكشف عن مقبرة "الملك آي" الذي حكم عقب توت عنخ آمون ومازالت مقبرته موجودة فيوادي القرود، كما تم اكتشاف المقبرة 25 التي كانت مجهزة لإخناتون والذي هاجر لتل العمارنة ولم يستعمل هذه المقبرة، وبعد ذلك جاء "شامبليون" العالم الفرنسي الشهير في 1829 وكشف عن مقبرة "أمنحتب الثالث" في أول وادي القرود، والذي ينقسم لوادي ضخم ووادي ضيق، وفي 1905 حتي 1914 عمل "ديفيس" و"كارتر" عملوا بجوار مقبرة توت عنخ آمون واكتشفوا ودائع وبعض الكنوز وقتها، أما "ياشمورا الياباني" عام 1993 فقام بالترميم داخل مقبرة "أمنحتب الثالث"، وقبله "ولكنسون" الأمريكي في 1989 الذى عمل في المقبرتين رقم 24 و25. ويضيف الدكتور زاهي حواس لـ"انفراد"، أن وادي القرود به 5 مقابر منهم مقبرتين معروفتين للملك أمنحتب الثالث ومقبرة آي اللتين يتم زيارتهما والثلاثة مقابر الآخري لا يتم زيارتها، موضحاً أنه بعثته توقفت عن الحفائر في تلك المنطقة في عام 2011 نظراً للظروف التي كانت تمر بها البلاد، وعاد مع إستقرار البلاد في 2017 ودخولها عصر النجاح والتفوق الكبير علي يد الرئيس عبد الفتاح السيسي ومجهوداته لدعم قطاع الآثار بكل قوة لخدمة حركة السياحة، حيث قرروا البدء في عمل إختبار للمواقع المختلفة للتأكد من وجود مقابر ملكية في وادي القرود من عدمه، فيوجد داخله أماكن للعمال وجرافيتي وهو مناسب جداً لوجود مقبرة ملكية، وتم العمل في الوادي الضيق، وتمت مشاركة بعثة "تورينو" الإيطالية برادار عالمي لكشف مواقع الوادي وتم التأكد من وجود مدخل لمقبرة، وقمنا بإزالة أكثر من 3 آلاف كتلة حجرية من الوادي الضيق بوادي القرود، وسجلنا العديد من الجرافيتي والأكواخ الخاصة بالعمال وسلالم كان يتحرك عليها العمال للعمل بالوادي. وأكد العالم الآثري الشهير زاهي حواس، أن البعثة الآثرية المصرية سجلت اكتشافات مميزة في تلك الفترة بوادي القرود، وأهمها وداع الآثاث، وتم إكتشاف أن تلك المنطقة هي منطقة صناعية وبها حفرة ضخمة للتخزين، وفرن ضخمة لحرق الفخار وتشكيله، بجانب تانك لتخزين المياة، وأخرج رجال البعثة خواتم عليها إسم أمنحتب الثالث، فمن الواضح أنه كان محبوب جداً عند المصريين ويضعون إسمه علي خواتم له، موضحاً أن تلك المكتشفات تقدم أدلة لوجود الناس القريبين من أمنحتب الثالث في تلك المنطقة ومنهم "عنخ اسن آمون – نفرتيتي – أبناؤهم الستة" فمن المتوقع أن يتم الكشف عن تلك المقابر قريبة، كما تم إخراج كميات ضخمة من الأشياء التي توضع علي التوابيت منها أجنحة آلة حورس، وبمقارنة كل تلك المكتشفات بتابوت الملك "توت عنخ آمون" تمت المطابقة وأنها للأسرة 18، وفي هذا الوادي تم كشف 30 ورشة لمنطقة صناعية متكاملة في الوادي كانت قد سجلت منها عام 1799 البعثة الفرنسية 3 أماكن صغيرة منهم، ومع عمل البعثة المصرية تم إخراج ورش عديدة وصلت لـ30 ورشة منها تصنيع المقتنيات والكنوز والفخار والتنظيف والتجميل لكافة متعلقات المقابر الملكية وداخل تلك الورش فخار ضخم كان يستخدم لتخزين الأكل والمياة والحبوب وهي تكتشف لأول مرة في وادى الملوك الغربي. وأوضح الدكتور زاهي حواس، أن الكشف الثالث بالمنطقة عبارة عن مقبرة كبيرة حملت رقم KV 65، وبذلك يوجد حالياً 60 مقبرة في الوادي الشرقي للملوك منها 24 مقبرة ملكية، وفي وادي القرود 2 مقابر ملكية و4 مقابر آخري، وعثر بداخلها علي بقايا بصل ودوم وكتان وتين وحبال وجلود، وبقايا عظام حيوانية وبقايا جلود وريش كتانية مكتولة، وفرع شجرة من السنط وضعت خضراء وأصبحت جافة حالياً، وتم إخراج من المقبرة "الملت" آداء تستخدم في عمل المناظر الفرعونية وعليها نقوش كالمقبرة وحامل خشبي كان يوضع عليه سكين للحفر والتنظيف في الأساس، وحامل خشبي ضخم وأوستراكا عليها "قرد" مغلق فمة وهو يأكل، مؤكداً أنه سيواصل عمله بكل جدية في تلك المنطقة للبحث عن مقبرة الملكة "نفرتيتي" وباقي الأسرة الـ18 القديمة. ويقول الأثري صلاح الماسخ أحد فريق البعثة الآثرية المصرية، أنه رغم احتواء وادى الملوك على العديد من مقابر الملوك والنبلاء فى ذلك الوقت إلا أن أغلبها يتركز فى الوادى الشرقى، بينما يحتوى الوادى الغربى أو "وادى القرود" على مقابر قليلة أشهرها للملك "أمنحتب الثالث" أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة ومقبرة "آى الملك" رقم 13 للأسرة الثامنة عشر أيضاً، وهى الوحيدة المتاحة للزوار بالوادى كله، وتعتبر المقبرة الوحيدة بالبر الغربى التى وجدت أجزاء منها كاملة، رغم تعرضها للعديد من عمليات النهب وتحتوي علي نقوش مماثلة لتلك المنقوشة على جدران مقبرة توت عنخ آمون (مقبرة 62)، إلا أنها تظهر نقوشا للمتوفى خائضاً وسط مستنقع ونقوش أخرى لمشاهد من رحلة لصيد الأسماك، وهى المقبرة الملكية الوحيدة التى تظهر مشاهد كهذه والتى وصفها عالم المصريات البريطانى "جون جاردنر ويلكينسون" بأنها "تفتقد الوقار"، كما تشتهر المقبرة بنقوشها التى تصور رحلة صيد ملكية لإصطياد حيوان "فرس النهر" كما اكتشف ثلاث مقابر أخرى الأولى يعتقد أنها المقبرة الملكية لإخناتون، إلا أنها لم تستخدم ولم يستكمل بناؤها، والثانية يرجح أنها حجرة التخزين الخاصة بمقبرة أمنحتب الثالث، والأخيرة يعتقد أنه أعيد استخدام المقبرة فى عصر الأسرة الثانية والعشرين حيث وجد 5 مومياوات لأشخاص من هذا العصر واستمر استخدامها حتى العصر القبطى.
































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;