صور.. مشاهد الاحتفال بالمولد النبوى فى الصعيد.. "التهامى" يشعل احتفالات الطرق الصوفية بالإنشاد.. المريدون: نحتفل 11 ليلة والذبائح والولائم تقدم للضيوف.. وداعية بالأوقاف: "الاحتفال شرعى لا حرج فيه"

فى مشهد احتفالى كبير تزاحم الناس وتواجد الأطفال والكبار بانتظار مشاهير المنشدين فى مصر والصعيد، احتفالاً بالمولد النبوى الشريف. ورصد "انفراد" مشاهد من احتفال مجتمعات الصعيد وخاصة فى محافظة أسوان، بالمولد النبوى الشريف والطقوس الدينية التى تقام خلال ليالى المولد مطلع شهر ربيع الأول. وأحيا شيخ المنشدين ياسين التهامى، ليالى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وذلك فى احتفالية قرية الكاجوج بمركز كوم أمبو محافظة أسوان، والتى حضرها المئات من المريدين وأتباع الطرق الصوفية، وبادر عدد كبير من المشاركين فى الاحتفالية، للوقوف فى صفوف منتظمة لأداء الطقوس الابتهالية والإنشادية لحلقات الذكر، وسط تجاوب كافة المشاركين، كما حرص عدد من السيدات للمشاركة فى الاحتفالية والاستماع لأناشيد ومديح "التهامى". وقال حسن مهدى، من القائمين على تنظيم احتفالات المولد النبوى الشريف بمحافظة أسوان، إن الاحتفال بالمولد النبوى فى قرية الكاجوج بساحة الرسول الأعظم بدأت من قبل عام 1991 ويحضرها كوكبة من القراء والعلماء والمنشدين فى الصعيد والوجه البحرى، وتستمر هذه الليالى على مدار 11 ليلة تبدأ من أول ليلة فى شهر ربيع الأول وتكون مخصصة للقرآن الكريم يحضرها كبار القراء فى الصعيد، وتستمر الاحتفالات حتى الليلة الحادية عشر يتخللهن ابتهالات ومديح وذكر. وتختتم الاحتفالات بدورة المولد النبوى وهى مسيرة احتفالية كبيرة يشهدها أهالى القرية والقرى المجاورة، وتقدم خلال الليالى الذبائح والوجبات والمشروبات لكافة الضيوف والوافدين على الاحتفال، ويقوم أكثر من 100 شخص فى خدمة ضيوف المولد القادمين من شتى محافظات الصعيد والقاهرة والوجه البحرى، والذين يتوافدون على اللقاء محبة فى إحياء مولد المصطفى ليس بينهم مصلحة. وأكد محمد صلاح زايد، أحد الراعين لاحتفالات المولد النبوى، أنه حريص على تنظيم مثل هذه الاحتفالات إحياء لذكرى مولد المصطفى، وبهدف جمع الشمل القبلى باعتبار أن أهالى الصعيد هم أكثر حرصاً على جمع الشمائل والتلاحم فيما بينهم بسبب ارتباطهم ببعض نسباً وصهراً ومحبة ومودة، مشيراً إلى أن الجميع من المشاركين فى إحياء مولد الرسول يرجون محبته وشفاعته يوم القيامة، لافتاً إلى أنهم يحرصون على الاحتفال بالمولد النبوى منذ ما يزيد عن 30 سنة مضت، ويستقبلون الضيوف من شتى محافظات الصعيد والقاهرة. وتابع "زايد"، أن معظم الاحتفال فى الصعيد يمتد طيلة 11 ليلة ولا يقتصر على ليلة واحدة. كريمة محمد عبد الفتاح، رئيس مجلس إدارة إحدى جمعيات تنمية المجتمع بأسوان، أشارت إلى أن الجمعية تشرف على الأنشطة خلال فترة الاحتفال بالمولد النبوى، وتتمثل هذه الأنشطة فى مسابقات حفظ القرآن الكريم والمسابقات الدينية ومسابقات رياضية وثقافية، فى مراحل عمرية مختلفة من الشباب والأطفال والسيدات أيضاً، وتوزع عليهم جوائز مادية وعينية. وعن المريدين لاحتفالات المولد، قال محمود موسى، من مدينة كوم أمبو: "أنا حريص على المشاركة فى هذه المناسبة منذ ما يقرب من 11 سنة مضت، وخاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة لأن الصعيد يختلف عن الوجه البحرى فى الحفاظ على إقامة مثل هذه المناسبات الدينية المشتركة التى تدخل السرور على عدد كبير من الأسر فى القرى والنجوع بصعيد مصر، خاصة أن الكثير من أبناء الصعيد يفرح عندما يستمع أو يشاهد كبار المشايخ والمنشدين وقراء القران الكريم. وتابع "موسى"، أن مجتمعات الصعيد يفضلون هؤلاء المنشدين أمثال: "ياسين التهامى وأمين الدشناوى وغيرهم.." عن غيرهم من حفلات المطربين أو الغناء، موضحاً بأن الأهالى فى الصعيد يحرصون على مصاحبة أطفالهم الصغار لتوارث هذه العادات الدينية ويتوارثها الأجيال من بعدهم. ومن جانبه، قال الدكتور أحمد الكلحى، الداعية بالأوقاف، إن الاحتفال بالمولد النبوى واجب على كل مسلم، لأنه احتفاء بالإسلام والدين والشريعة الإسلامية التى لم نعرفها إلا من خلال النبى صل الله عليه وسلم، معلقاً: "لا نقول نحتفل ولكن نحيا برسول الله"، لأن النبى حى فى ضمائرنا نسلم عليه 5 مرات فى كل صلاة، مؤكداً أن الرسول احتفل بنفسه عندما كان يصوم يوم الاثنين وعندما سألوه عن صيام ذلك اليوم قال: "هذا يوم ولدت فيه". وأوضح الكلحى، أنه يشارك فى احتفالات المولد النبوى بأسوان، من خلال إلقاء الدروس والندوات الدينية للرجال والسيدات بالقرى والنجوع، ويذكرهم بالسنة النبوية ويتلقى بعض الأسئلة والاستفسار حول بعض الموضوعات المعاصرة، مشيراً إلى أن الناس فى حبها للرسول أصناف وأنواع فمنهم من يرى أنه لو قام باحتفال أو إحياء سنة من سنن المصطفى فهو احتفاء بمولده، فكل واحد على قدر حبه واستطاعته، مؤكداً أن الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول هو احتفال شرعى لا حرج فيه.