"انفراد" تجرى معايشة ميدانية خلف أسوار السجون بطرة.. المؤسسات العقابية تتحول لثورة عمل وإنتاج ضخم.. مزارع للدواجن والنعام.. والصوب تجود بأفضل الخضروات والفواكه.. وأرقى الأثاث من ورش النجارة

- الأسطى أحمد ترك تجارة المخدرات واتجه للحدادة بعد دخوله السجن.. ويؤكد القرش الحلال أفضل من مليون حرام - مستشفى 5 نجوم تعالج المرضى على مدار الـ 24 ساعة.. وسجين: صحتى ردت على السجن - ملاعب رياضية لممارسة كرة القدم.. ونزلاء يحصلون على الدكتوارة من المكتبات - تمثال محمد صلاح أبرز منتجات النزلاء.. ووجبات لحوم وبط فى "جراية" السجين تبقى المؤسسات العقابية الملاذ الأخير لكل من ضل سواء السبيل وخالف بسلوكه القواعد وانحرف عن الطريق السليم. "انفراد" أجرت معايشة ميدانية لعدة ساعات داخل مجموعة سجون طرة فى ضاحية المعادى بالقاهرة ـ على هامش المنتدى العالمى الثالث للسجون ـ للوقوف على أوضاع السجناء فى مصر. «انتبااااه» صوت جهور تسمعه بمجرد أن تطأ قدمك السجن، حيث تبدأ لحظات الاستعداد، وتتحرك لعدة أمتار لتجد على يمينك قاعدة ضخمة لاستقبال الضيوف، يقابلها متحف السجون. مبانى عديدة تشاهدها وأنت تتحرك داخل أسوار سجون طرة، ما بين عنابر للسجناء، ومشروعات إنتاجية وزروع، وأفراد شرطة يجلسون على ظهر الخيول، وعلامات إرشادية تقودك للأماكن المختلفة داخل السجون. مستشفى سجون طرة على طراز فريد يخطف الأنظار، تجد أمامك مبنى ضخم عليه لافتة "مستشفى مزرعة ليمان"، وتشير اللوحة المثبتة أعلى المستشفى لإنشائها فى سنة 1941، لكن المستشفى شهدت تطوير ملحوظ خلال الفترة المقبلة، لتواكب أحدث ما وصل إليه العلم. تتحرك عدة أمتار داخل المستشفى، لتجد على يمينك عنبر النزلاء، حيث آسرة متراصة في عنبر طويل، يقبع عليها المرضى، بملابسهم الزرقاء، حيث يقول أحدهم، كنت أعانى من فشل كلوى قبل دخولى السجن، وكادت حياتى تنتهى، لكن بمجرد وجودى هنا، لقيت عناية طبية كبيرة، وجلسات غسيل كلوى مستمرة، والحمد لله أنا الآن بصحة أفضل، مازحاً :"صحتى جات على السجن"، فيما التقط سجين آخر أطراف الحديث منه، قائلاً:" كنت أحتاج لتركيب مفصل، وقد حدث ذلك بالفعل، وصحتى باتت أفضل بكثير، فهنا نلقى كل رعاية". من خلال عملية الإحكام الجيد عليها، تعرف مباشرة أنك تقف أمام غرفة العناية المركزة، حيث قال أحد الأطباء، إنها من أكبر غرف العناية المركزة لاستيعاب المرضى، ويوجد بها أحدث الأجهزة المتطورة لتوقيع الكشف الطبي على المرضى، وهنا يوجد كل شىء مما يحتاجه المريض، ونتعامل مع كافة المرضى بسرعة فائقة، ونقدم خدمات طبية على مستوى الـ 24 ساعة، لافتاً إلى أنه تم إجراء عمليات لنحو 780 سجينا بمختلف السجون، وعرض نحو 10 آلاف نزيل على المستشفيات الخارجية. ملاعب رياضية تتحرك من المستشفى لتجد أمامك ملاعب رياضية على مساحات كبيرة، يوجد بها كافة الألعاب المختلفة، خاصة رياضة كرة القدم، حيث يوجد ملعب كبير، يتحرك نحوه السجناء لقضاء ساعات التريض. لاعبو كرة القدم لا يرتدون ملابس السجن، وإنما الملابس الرياضية، حيث يرتدى كل فريق زى موحد، وكأنك داخل ستاد ضخم فى أوروبا، حيث مهارات اللاعبين تخطف الأنظار، وتتعالى معها آهات الجماهير خلف الخطوط من زملائهم السجناء. هنا تعد "جراية" السجناء رائحة الأكل، على بعد أمتار من الملاعب، تؤكد أنك قد اقتربت كثيراً من مطبخ السجون، لتجد أمامك مبنى ضخم، عليه لافتة مكتوب عليها "المطبخ"، تدخل من باب كبير، لتجد على شمالك لافتة كبيرة مدون عليها الوجبات المخصصة للسجناء يومياً، ومقسمه بين الإفطار والغذاء والعشاء، وتحتوى على لحوم بنسب معينة، بينها "لحوم وبط"، بمقدار من الجرامات محدد وفقاً للوائح السجون. إناء ضخم على موقد النار، يحرك السجين داخله آلة كبيرة في عملية تحريك مستمرة لطهي الخضار والأرز واللحوم، وعلى الجانب الآخر، يجلس بعض السجناء يقطعون "الخضروات" لتجهيز "السلطة"، فيما يوجد كميات من الفواكة يتم وضعها للسجناء في الوجبات. البعض ربما يتساءل أن السجين قد يعانى من تكرار نفس الوجبات، وللإجابة على هذا الأمر، تتحرك بقدمك لعدة أمتار لتجد مجموعة من السجناء يجهزون "الكفتة" و"اللحوم المشوية"، لتعرف أنك أمام "كانتين" لبيع بعض المأكولات للسجناء، لمن يرغب في الحصول على أكل إضافى علاوة على وجباته الثلاثة التى يحصل عليها بالمجان، حيث يستطيع السجين الحصول على ما يشاء بناءً على أموال متروكة له فى الأمانات. مشروعات دواجن ونعام تتحرك بسيارة لنحو نصف كيلو، لتجد مشروعات ضخمة من الثروة الحيوانية، حيث يوجد مراعي على مساحات كبيرة للأبقار والعجول والمواشى، وقبل أن تتركها تقف أمام مكان مخصص لتربية "النعام"، وبجواره مكان لجمع "بيض النعام"، فيما يوجد فى المقابل له مبنى لتربية الدواجن، حيث توجد أعداد ضخمة من الدواجن، يتحرك بجوارها سير يحمل "البيض" لنقلها لأماكن مخصصة لتعبئة البيض في كراتين، ثم تحملها السيارات لنقلها لمعارض منتجات السجون. صوب زراعية وعلى بعض خطوات من مشروعات الثروة الحيوانية، تجد أمامك "الصوب الزراعية"، حيث يتم زراعة كافة الخضروات والفواكه داخل السجن، خاصة الطماطم والفلفل"، ويتم تغليفها ونقلها بواسطة سيارات تحمل لافتة "منتجات السجناء" لعرضها في المعارض وبيعها للمواطنين بأسعار مخفضة. ورش نجارة وحدادة تسمع أصوات مرتفعة، تعرف أنك اقتربت من مشروعات إنتاج الأثاث وورش الحدادة والنجارة، حيث تمتد على مساحات ضخمة، يعمل بها عشرات السجناء. وقال "الأسطى أحمد": "أتغلب على وقتي هنا بالعمل، حيث تعلمت خلف أسوار السجن مهنة الحدادة، والحمد لله أصبحت بارعاً فيها، ولدي أعمالي، وأحصل على هامش ربح جراء هذا العمل، ويتبقى لي عام واحد للخروج من السجن، فسوف افتتح ورشة حدادة خاصة، وفي السجون وعدوني بمساعدتي، لأبدأ حياة جديدة مليئة بالكفاح، وشكراً لمن وضعني على الطريق الصحيح، فهنا بدأت حياة سليمة غير التي كنت أعمل بها، وقررت ترك المخدرات ومكاسبها المليونية والبحث عن مهنة شريفة ولو ببضع جنيهات من حلال، فسيكون طعمها أفضل بكثير". عنابر ذوى الإعاقة ذوي القدرات الخاصة لهم اهتمام خاص داخل السجون، حيث تم تخصيص عناصر خاصة بهم، فضلاً عن توفير أطراف صناعية لهم على مدار الأشهر الماضية بناءً على توجيهات من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعى ويتحركوا بحرية كاملة. دكتوارة من خلف الأسوار التعليم على رأس أولويات قطاع السجون، حيث خصصت أماكن كفصول لمحو الأمية، يدرس فيها بعض السجناء لزملائهم لتعليمهم قواعد القراءة والكتابة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تم توفير مكتبة ضخمة للسجناء للقراءة بها، تضم كافة الكتب الدينية والثقافية والعلمية والرياضية، بينها كتب عن الصبر وفضل العمل، حصل من خلالها بعض السجناء على دراجات الماجستير والدكتوراة. وعظ دينى أسوار السجن لا تمنع المواطن من أداء العبادة، وإنما يتعلم منها الصبر والدروس المستفادة من السجن وعدم العودة للجريمة، فتجد على يمينك عقب الدخول من الباب الرئيسي لسجون طرة مسجد ضخم، يتردد عليه السجناء، وتحرص إدارة السجون على الاستعانة بعلماء الدين للصلاة بالنزلاء وشرح الدروس الدينية لهم، والإجابة عن كافة الإستفسارات الخاصة بهم. الأمر لا يتوقف على السجناء المسلمين فقط، وإنما توفر السجون رجال الوعظ المسيحى، ويتم إقامة القداس لهم باستمرار، ويزيد ذلك فى المناسبات الدينية مثل عيد القيامة المجيد وعيد الميلاد. الإهتمام بالهوايات على رأس أولويات وزارة الداخلية، التى تهتم بهوايات السجناء، حيث تقوم إدارات السجون بتشجيع السجناء ذوى المواهب الفنية بمزاولة الهوايات المختلفة " كالرسم والنحت والأركت ، وأعمال التطريز والتريكو ، والعزف على الآلات الموسيقية وغيرها"، بالأماكن المناسبة بالسجون والتى تم تخصيصها لممارسة تلك الهوايات، وتقوم أيضاً بتيسير الحصول على الخامات اللازمة، بالإضافة لمساعدة السجناء فى تسويق منتجاتهم، إذا رغبوا فى ذلك. "تمثال لـ محمد صلاح" أشهر ما نفذه السجناء، فضلاً عن رسم الشخصيات العامة والفنانين ولاعبى الكرة، وعرض هذه المنتجات فى معارض السجون للجمهور لبيعها.
















الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;