الحليف المنشود.. كيف وضعت إدارة ترامب التحالف مع فيتنام أولوية على حساب حلفائه بآسيا؟.. الإدارة الأمريكية تخطط للانسحاب من شبه الجزيرة الكورية لاسترضاء كيم.. وحصار الصين عبر هانوى يتوافق مع رؤية الرئي

جولة آسيوية يقوم بها وزير الدفاع الأمريكى مارك أسبر، أثارت الكثير من الجدل، حول التحركات الأمريكية فى المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمستقبل قواتها العسكرية، فى القارة الصفراء، فى ضوء العديد من المعطيات الدولية، على رأسها رؤية الرئيس دونالد ترامب القائمة على إنهاء، أو على الأقل تخفيف، الوجود العسكرى الأمريكى فى العديد من مناطق العالم، وهو ما بدا فى قراره بالانسحاب من سوريا، بالإضافة إلى توجهه نحو اتخاذ الخطوة نفسها فى أفغانستان، إذا ما تمكنت واشنطن من إبرام اتفاق سلام مع طالبان، وهى الخطوات التى تعد بمثابة سوابق فى التاريخ الأمريكى، فى ظل اعتماد الإدارات المتعاقبة على القوة العسكرية باعتبارها الوسيلة الرئيسية لتحقيق النفوذ فى مختلف مناطق العالم. ولعل حالة التضارب فى التصريحات الصادرة، سواء من وزارة الدفاع الأمريكية أو المسئولين الكوريين، والتى دارت فى معظمها حول عدم وجود نية أمريكية للانسحاب من شبه الجزيرة الكورية، من جانب، وما تثيره بعض المنابر الإعلامية، سواء فى سول أو غيرها، يمثل انعكاسا صريحا لفجوة كبيرة من الخلافات بين البلدين، خاصة وأن الخطوات المستقبلية الأمريكية ترتبط إلى حد كبير بالعديد من المعطيات الدولية التى تبدو مختلفة، سواء فيما يتعلق بالشأن الإقليمى الآسيوى، أو حتى المتغيرات الدولية بشكل عام، أو حتى التطورات التى يشهدها الداخل الأمريكى مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، والمقررة فى العام المقبل. وقف المناورات.. وعد أحادى من ترامب لبيونج يانج أثار مخاوف الحلفاء الحديث عن الانسحاب العسكرى الأمريكى من كوريا الجنوبية لا يبدو جديدا على الإطلاق، حيث ثار أولا مع الشهور الأولى لولاية الرئيس ترامب، خاصة مع بدء المفاوضات الأمريكية الكورية الشمالية، خاصة وأن إنهاء حالة العداء فى شبه الجزيرة الكورية، يعد بمثابة مدخل مهم للخطوة الأمريكية، وهو ما يفسر الدعم الأمريكى لفكرة التفاوض مع بيونج يانج عبر سيول، بحيث يتحقق السلام بين الجارتين أولا، ليفتح الباب بعد ذلك أمام انفتاح الدولة الآسيوية على العالم، وعلى رأسه الولايات المتحدة، ليتفادى بذلك الخطيئة التى ارتكبها سلفه باراك أوباما، عندما شرع فى عقد الاتفاق النووى الإيرانى، متجاهلا مخاوف دول المنطقة، وبالتالى لم يساهم فى تخفيف الالتزامات العسكرية لواشنطن. الموقف الأمريكى الواضح أثار قدرا كبيرا من الخلاف بين واشنطن وحلفائها فى آسيا، خاصة مع حديث ترامب خلال قمته الأولى مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والتى عقدت فى سنغافورة فى شهر يونيو من العام الماضى، بوقف المناورات العسكرية، فى مبادرة أحادية الجانب، دون ضغط من بيونج يانج، وهو الأمر الذى أدى إلى بقاء وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى آسيا، بعد انتهاء القمة، ومغادرة الرئيس الأمريكى، ليقوم بزيارة إلى كوريا الجنوبية، حيث عقد اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الكورى الجنوبى واليابانى فى محاولة لاحتواء مخاوفهما، من جراء النوايا الأمريكية، خاصة بعد التطور غير المسبوق فى العلاقة مع بيونج يانج. وعلى الرغم من أن واشنطن لم تتخذ أية خطوة عملية منذ ذلك الحين تجاه مسألة الانسحاب من شبه الجزيرة الكورية، إلا أن مطالب بيونج يانج الأخيرة بوقف المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، تثير المسألة من جديد، فى ظل حاجة الإدارة الحالية لإنهاء القضية الكورية الشمالية فى المستقبل القريب، لتكون بمثابة إنجازا دبلوماسيا يمكنه تقديمه للناخب الأمريكى قبل الصراع الانتخابى الشرس، والمقرر انطلاقه عد عام واحد. الداخل الأمريكى.. الانسحاب المحتمل يزيد شعبية ترامب وهنا يمكننا الإشارة إلى اقتراب الانتخابات الأمريكية، والتى تمثل أولوية كبيرة فى أجندة الرئيس الأمريكى، فى ظل احتدام المنافسة مبكرا، مع خصومه الديمقراطيين، والذين أطلقوا حملات مكثفه لتشويه صورته، وصلت إلى حد استغلال أغلبيتهم بمجلس النواب للدعوة إلى عزله، على خلفية اتصال هاتفى مع نظيره الأوكرانى فلاديمير زيلنيسكى، حول أعمال مشبوهة لنجل منافسه المحتمل جو بايدن، خلال وجوده فى منصب نائب الرئيس الأمريكى فى عهد إدارة أوباما، وبالتالى يبقى الهدف الرئيسى من أى خطوة تقوم بها الإدارة فى المرحلة المقبلة هو استرضاء الداخل، باعتباره الأولوية القصوى فى المرحلة الراهنة. وتمثل خطوة الانسحاب الأمريكى المحتمل من كوريا الجنوبية بمثابة خطوة مهمة لتحقيق أكثر من هدف، أولها إنجاح مسيرة التفاوض مع بيونج يانج، لتحقيق الانتصار الدبلوماسى المنشود، بينما يبقى الثانى هو استرضاء الداخل، الذى يبدو غاضبا من جراء الاعتماد على القوة العسكرية بصورة كبيرة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، وهو الأمر الذى يكبد الخزانة الأمريكية ملايين الدولارات، بالإضافة إلى تهديد أرواح ألاف الجنود، وبالتالى كان الوعد الذى قطعه الرئيس الأمريكى فى حملته الانتخابية الأولى بالانسحاب العسكرى من عدة مناطق بالعالم، انطلاقا من رؤيته لما يمكننا تسميته بـ"نبض الشارع". إعادة تمركز القوات.. فيتنام الحليف الذى ينشده ترامب ولكن بعيدا عن الأهداف سالفة الذكر، والتى تبقى بمثابة أهدافا منظورة"، تبقى هناك أهدافا أخرى، ربما أهمها إعادة تمركز القوات الأمريكية فى آسيا، بما يتناسب مع طبيعة المرحلة الراهنة، فى ظل توجهات صريحة من قبل إدارة ترامب لحصار خصومه الدوليين، وعلى رأسهم الصين، والتى سعت واشنطن إلى ملاحقتها اقتصاديا عبر الإجراءات التجارية، وربما تسعى حاليا للتحرك نحو حصارها عسكريا، من خلال تغيير وجهة القوات الأمريكية. ففى خلال زيارته إلى فيتنام، أعلن وزير الدفاع الأمريكى أمس عن إرسال سفينة لحراسة السواحل لتعزيز قدرات هانوى لتنفيذ دوريات عسكرية فى بحر الصين الجنوبى، فى ظل توتر العلاقات الحالية بين الحكومتين الفيتنامية والصينية، وهو ما يمثل خطوة تعد بمثابة جس نبض لردود الأفعال فى الداخل الفيتنامى، خاصة وأن القبول بوجود عسكرى أمريكى فى الدولة التى انغمست فى حرب ضروس مع واشنطن فى الستينات من القرن الماضى ربما يبقى محلا للتساؤل من قبل العديد من المحللين والمتابعين. الرؤية الأمريكية لفيتنام كحليف بديل لواشنطن ليست وليدة اليوم، ولكنها ربما لاحت فى الأفق بصورة كبيرة منذ اختيار هانوى لعقد القمة الثانية بين ترامب ونظيره الكورى الشمالى كيم جونج أون فى وقت سابق من هذا العام، خاصة مع تصريحات ترامب فى تلك الفترة، والتى طالب فيها زعيم كوريا الشمالية بالنظر إلى النموذج الفيتنامى، مؤكدا قدرة بيونج يانج على تحقيق نموذج مشابه فى المستقبل القريب، وهى التصريحات التى تمثل انعكاسا صريحا لرغبة واشنطن فى توسيع التعاون مع فيتنام فى المرحلة المقبلة على حساب حلفائها التقليديين فى آسيا وعلى رأسهم كوريا الجنوبية واليابان.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;