بالصور.. سباقات "مرماح الخيول".. غفلت عنها الحكومة وحافظ أبناء القبائل العربية فى الصعيد.. 15 احتفالا تنظمها قرى أسوان سنويا لتشجيع السياحة.. "الشاطر حسن والقصبجى وفلفل وشبيه الريح" أشهر الخيول

"علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" مقولة تُنسب لسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، توارثتها الأجيال عبر الزمان، وحرصت عليها القبائل فى صعيد مصر وأنحاء متفرقة من جمهورية مصر العربية، ورغم حرب التكنولوجيا الحديثة التى توصلت لها جيوش العالم، إلا أن الفروسية لا تزال تشغل عقول أبناء الصعيد وتظل القبائل العربية فى أنحاء متفرقة من جمهورية مصر العربية مولعة شغفا بحب ركوب الخيل وعشق سباقات "المرماح".

"انفراد" يرصد لحظات الفرح، والتنافس، والإبداع الشعبى، والمهارات الذاتية، داخل قرية بنبان بمحافظة أسوان، فى رياضة قلما تمارس على مستوى الجمهورية، وهى سباقات المرماح بالخيول.

الحاج إبراهيم البرنس، من أهالى قرية بنبان بمركز دراو محافظة أسوان، قال "المرماح كلمة مشتقة من الرمح والجرى وهى كلمة تدل على سرعة الخيول فى جريها أثناء السباقات، والمرماح موروث شعبى قديم توارثته القبائل عبر التاريخ، وتحتفل به المحافظات فى ليلة سنوية تقام فى عدد من قرى محافظة أسوان وعدد من محافظات الصعيد وسيناء"، مضيفا أن محافظة أسوان تنظم نحو 15 احتفالا سنويا فى عدد من القرى منها قرية بنبان.

وأضاف حسين محمد على، من أهالى قرية بنبان، أن الهدف من المرماح هو تعارف القبائل العربية بعضها ببعض، لتتجمع من مختلف قرى ومراكز ونجوع الصعيد بصعيد مصر فى مناسبة احتفالية وموروث شعبى وفلكلورى وتراثى، وتأكيدا على روح المحبة وصلة الأرحام بين أبناء القبائل الواحدة المنتشرين فى مختلف محافظات جنوب الصعيد، ويعتبرها أهل الصعيد "وصية الإسلام"، مشيرا إلى أنه بدأ مؤخرا فى استثمار المرماح لجعله حدثا سياحيا جاذبا للسياحة وخاصة السياحة العربية القادمة من دول الخليج".

وأشار مجدى الحسينى، عمدة قرية بنبان، إلى أن مرماح الخيول، كانت القبائل العربية تحتفل به فى السابق 15 يوما، ثم تقلصت إلى 3 أيام، ووصلت إلى يومين فقط فى بعض القرى، وتبدأ الاستعدادات لليلة المرماح قبل حلولها بـ20 يوما، ويتم توجيه الدعوة لأبناء القبائل العربية فى مختلف محافظات ونجوع وقرى جنوب الصعيد من محافظات "سوهاج وقنا والأقصر وأسوان"، ويبدأ تمهيد طريق السباق فى أحد الدروب الصحراوية بالمواصفات الملائمة للسباق، ويمتد مضمار السباق لحوالى 4 كيلومتر بالظهير الصحراوى لقرية بنبان، ويتم تجريفه ونصب الخيام ونقاط المشاهدة فيه بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة وإدارة الحماية المدنية ومرفق الإسعاف والشرطة.

وأوضح الحاج "عبد الرحيم حسن عيسى"، من أهالى قرية بنبان، بأنه يجعل من ساحته ومنزله مكانا لاستقبال ضيوف القبائل القادمين من محافظات جنوب الصعيد، ويقوم أبناءه بمساعدة أبناء القرية، بتجهيز الساحة للضيوف وتوفير مستلزمات المبيت والمأكل والمشرب والانتقالات، وذلك كله بالمجان طوال فترة المرماح، دون تحميل الضيوف مصاريف الإقامة أو غيرها، وتأتى ميزانية الصرف بالجهود الذاتية بين أبناء القرية، والذين يتعاونون فى ذبح الذبائح وتقديم الولائم للضيوف من أبناء القبائل، ويتجمع أيضا الفقراء من كل مكان للمشاركة فى الخيرات التى تشبه أيام العيد.

وعلى هامش احتفالات المرماح، أكد "الأنصارى صلاح"، من شباب القرية، أن ليلة الاحتفال بالمرماح تشمل ممارسة لعبة "التحطيب"، ويتبارز فيها أبناء وكبار القبائل بالعصى وسط حضور المئات من المتابعين للعبة.

وتابع قائلا "تبدأ الاستعدادات لمبارزات التحطيب بدعوة يوجهها الشيخ عبد الرحيم عيسى إلى أبناء القبائل فى أسوان والمحافظات المجاورة للمشاركة فى المبارزات، وينافس فى اللعبة نحو 200 منافس، ويتم تقسيم المشاركين حسب المراكز التابعة لمحافظاتهم، ويعد الجمهور الحاضر هو لجنة التقييم فى اللعبة وفى ختام الجولات يتم اختيار أفضل لاعب وأفضل مبارزة وأفضل مركز، ومن بين هؤلاء اللاعبين المشهورين فى مبارزة التحطيب "أنصارى" وشهرته "أبو زينب" من قرية كلح الجبل بمركز إدفو محافظة أسوان، وأيضا من بين أسماء اللاعبين المشهورين بالتحطيب "عبد الغنى أبو رية" من مركز قوص محافظة قنا، و"السيد عامر" من محافظة سوهاج، و"حمدى سرور" من مركز إدفو محافظة أسوان، و"فيصل عبد الرحيم" من مركز دراو بأسوان.

وحول فعاليات ليلة المرماح بقرية بنبان، أضاف "محمود ياسين" من أهالى القرية، قائلاً "تضم ليلة المرماح ببنبان إقامة ليلة مديح فى رسول الله للشيخ ياسين التهامى وعدد من المداحين المشهورين بالصعيد، وأيضا ليلة القراء وفيها يستمع أبناء القبائل المتجمعين فى مضيفة أحد أبناء القرية لتلاوة أشهر مشايخ وقراء القرآن الكريم فى الصعيد لآيات من الذكر الحكيم، وتشمل ليلة المرماح أيضا مجالس ذكر وفرق فنون شعبية وتوزيع الحلوى على الأطفال، وغيرها من المواريث والعادات والتقاليد المشتهرة بين قبائل الصعيد، وتتوزع هذه الفقرات فى مختلف أنحاء القرية فى ليلة واحدة يحرص فيها أبناء القبائل والمواطنين فى محافظات الصعيد على الحضور للاستماع ومشاهدة ما شاء من فعاليات على حدة، أو متابعتهم جميعا".

وعن المرماح، يحكى محفوظ عبد العزيز ياسين، من أهالى بنبان، قائلا "تبدأ سباقات المرماح فى صباح اليوم التالى، ويتم ترتيب الأدوار وأسماء المتنافسين والمسافة التى يتسابقون عليها، على أن تتم المنافسات فى ثنائيات بين الخيول، وفى الختام يتم توزيع شهادات تقدير على الفائزين، بينما يحمل الفائز فى أقوى مواجهة كأس الفروسية".

وأشار "محفوظ عبد العزيز ياسين"، إلى أن المتسابقين من أبناء القبائل العربية وعددهم يصل إلى نحو 300 فارس، يصطحبون خيولهم معهم إلى قرية بنبان، حيث مقر السباق هذا العام، وتتداول أسماء للخيول العربية المشتهرة بقوتها وسرعتها ومن بين هذه الخيول "القصبجى" لصاحبه خالد اللبس، من قرية الماريناب بإدفو شمال أسوان، وأيضا "الشاطر حسن" و"فلفل" و"الإنجليزى" و"شبيه الريح".

فيما حصد لقب الفروسية هذا العام فى مرماح قرية بنبان بأسوان، هو الخيل المسمى بـ"بوستفين"، والذى يملكه الدكتور جابر عوض، العميد السابق للمعهد العالى للخدمة الاجتماعية بأسوان، بعد هزيمة الحصان المسمى بـ"لماح" من قرية فارس بأسوان، ليحصد "بوستفين" كأس البطولة عن هذا العام، ويتوج بطلاً لسباقات الخيول لحين انعقاد الدورة المقبلة فى قرية من قرى محافظات جنوب الصعيد.

أبناء القبائل العربية، يطالبون الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالاهتمام برياضة الفروسية وسباقات المرماح، التى تعد مقصدا جاذبا للسياحة العربية والدولية، خلال الفترة المقبلة.






























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;