«ذوو الاحتياجات الخاصة» مبدعون على مسرح الحياة.. مدرسة فنية جديدة بأكاديمية الفنون أبطالها من «أصحاب الهمم» تنهى عقوداً من التهميش.. «انفراد» تعايش التجربة الأولى من نوعها داخل معهد الفنون المسرحية

-«مهاب ومادونا وصفوت» مواهب حطمت حواجز القبول بقسم التمثيل والإخراج -مهاب: «أنا حلو ولا أنتم بتجاملونى».. أستاذ التمثيل يبدد شكوكه: «أنت بهرتنى بتمثيلك».. «مادونا» ممثلة ولدت صماء وتفوقت بإحساسها على كل الأصحاء -«صفوت» ولد متكلماً وعايروه بأمه البكماء.. فهجر الكلام ليصبح فى تشخيص الأطباء «أصم» المخرج عاصم نجاتى: المنتج النهائى لأصحاب الهمم رد كاف ظل «أصحاب الهمم» لعقود طويلة خارج المسرح، لا يحضرون إلا بوصفهم موضوعًا يعبر الآخرون عنه كما يريدون، بنظرات من الشفقة فى بعض العيون، حتى صدر قرار استثنائى من أكاديمية الفنون بالقاهرة، حين فتح قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية بابًا لقبول الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة للمرة الأولى فى تاريخه لدراسة فن التمثيل، لتتبدل مواقعهم من الجلوس على مقاعد المتفرجين إلى مواجهة الجمهور على خشبة «أبو الفنون»، فأينما كان هناك مُجتمعٌ إنسانى تتجلى روح المسرح التى لا يمكن كبتها. لم تكن تلك الفكرة مطروحة منذ نشأة معهد الفنون المسرحية عام 1930، فكان يشترط أن يكون الممثل سالمًا من كل عيب يعوقه عن التواصل مع المتلقى، واستقبل المعهد فى العام الدراسى 2018 – 2019 ثلاثة طلاب من أصحاب الهمم، اثنان من فئة الصم وضعاف السمع وثالث يعانى من تعثر فى جهاز النطق، ليقتحم ذوو الإعاقة مجالا طالما كان حكرًا على الأصحاء، وقبل انتهاء أول عام دراسى على التجربة الأولى من نوعها فى مصر، حاولنا تتبعها ومعايشة معاناة أبطال قصتنا، ومراقبة مدى اندماجهم مع نظرائهم من الأصحاء. الإحباط يتملك من نفس مهاب لم يشفع له ولعه بالتمثيل فى سن صغيرة لدى أبويه ليتقبلا التحاقه بالمعهد العالى للفنون المسرحية، الأب يرفض الفكرة كغيره من أرباب الأسر، ربما لمفهوم استقر عند الآباء يتصور أن الفن صخرة يتحطم عليها كل ثابت، ومصطلح مرادف للابتذال، أما الأم فتخشى على صغيرها عذابات الغربة ومشقة الانتقال من الإسكندرية للعاصمة بعيدًا عن أعينها فى مجتمع لا يتقبل المختلف بسهولة، وهى تدرك فى قرارة نفسها أن علة ابنها «التلعثم» ستعوقه – لا محالة – وسيظل حلمه بعيد المنال إن لم يكن مستحيلًا. راود حلم الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية مهاب منذ تلك اللحظة التى تذوق فيها حلاوة التحول من شخص لآخر يختلف عنه فى الصفات والمزاج والشعور، استقل القطار المتجه للقاهرة متمردًا على تقاليد أسرته ليصل إلى أكاديمية الفنون بمنطقة الهرم، يسحب ملف التقديم وينتظر موعد وقوفه أمام لجنة من كبار أساتذة التمثيل. حان موعد الامتحان، استدار ليلتقط أنفاسه ونطق البسملة، وبدأ تقديم مشهد حاول فيه تجنب نطق حروف تفضح تعثره لكن لم يسعفه ذكاؤه فى إخفاء علته، وجاءت قائمة المقبولين للعام الدراسى 2016\ 2017 خالية من اسم مهاب عصام الدين محمد. أخذ اليأس يتملك من مهاب وهو يرى حلمه يضيع أمام أعينه، لا يسمع إلا صوتا واحدا داخله يهمس فى حزن: ما ذنبى وعلتى؟ مر عام حتى جاءه صديق رآه ملاكًا مبعوثًا من السماء أخبره أن إدارة المعهد فتحت بابًا استثنائيًا لقبول ذوى الاحتياجات الخاصة، بدأ الأمل يعاوده وتبدلت نظرته لنفسه من صاحب علة إلى صاحب ميزة لابد من استغلالها. «كان عندى ثقة إنى هدخل المعهد.. اتدربت واشتغلت على نفسى كويس.. وفهمت هلبس إيه يوم الاختبار وهمثل إزاى» لم تكن تلك المرة لدى مهاب مثل سابقتها، وأخذ القول الشكسبيرى يتملكه، فإما أن يكون أو لا يكون، قضى أيامه بين اختيار المشاهد وحفظها والتدريب عليها، ليقف أمام اللجنة للمرة الثانية، كانت وجوههم ثابتة لا تنم عن شىء، لا يعرف إن نال استحسانهم أم لا، على أية حال عليه أن يكمل التجربة لآخرها، انتهى من مشاهده واستقل قطاره للإسكندرية وانتظر ظهور النتيجة، ولم تخذله أمنياته تلك المرة فبعد أيام جاوزت الأسبوع قليلا، تزين كشف المقبولين باسمه، ليبدأ المرحلة الأصعب فى مشوار حجز مقعده داخل أكاديمية الفنون، بدخوله الورشة الإبداعية ومدتها أسبوع لاختيار الأفضل من بين المقبولين. فى أول أيام الورشة يعيد الطالب تقديم مشهديه مع إعطائه بعض الملاحظات من أحد أساتذة التمثيل لقياس مدى تطوره، جاء دور مهاب وبمجرد أن انتهى من عرضه ضجت القاعة بالتصفيق، «هو أنا حلو ولا أنتوا بتجاملونى» هكذا حادث مهاب نفسه، حتى سمع كلمات بددت ما بداخله من شكوك، حين وقف الدكتور سناء شافع، أستاذ التمثيل، وقال له: «أنت بهرتنى بتمثيلك.. المشهد بتاعك أكتر مشهد صدقته»، بعد ظهور نتيجة القبول لم تسع مهاب الفرحة ليعلم إلى أين تقوده قدماه، وأطلق صرخة رد بها على كل المشككين فى موهبته ومن عايروه بعلته، يكفيهم أن أتفاخر الآن وأقول لهم فى ثقة: «أنا طالب بالمعهد العالى للفنون المسرحية». «مهاب» ممثل يقتحم المناطق الوعرة سمح لنا رئيس قسم التمثيل والإخراج بدخول قاعات المحاضرات لمراقبة مدى اندماج مهاب مع الطلاب الأصحاء، وكانت المحاضرة لمادة «حرفية الممثل» للدكتور مدحت الكاشف، طلب من الطلاب بدايةً تقديم تدريب كان قد اتفق معهم على تحضيره، سألهم أستاذهم: من يبدأ؟ فسارع مهاب برفع يده، ثم قدم عرضًا يتعلق بتكنيك الممثل لم يتوقعه أستاذ التمثيل نفسه الذى قال «يا مهاب لو طورت الفكرة هتبقى عملت حاجة مهمة جدًا لمهاب الممثل»، جلس مهاب مع نفسه لدقائق فى مؤخرة القاعة يفكر ويفكر، ثم عاد ليعلن جاهزيته، ثم فاجئنا بدخوله فى المنطقة الوعرة وابتكر لنفسه تدريبًا يتعلق بمشكلته الأساسية، فى المقابل لم يقتحم الأصحاء تلك المنطقة لأنهم يعتقدون أنه ليس لديهم مشكلة، لكن مهاب بحث على مشكلته وعالجها، بحسب د.مدحت الكاشف. «لما أكبر هبقى ممثلة».. أحلام مادونا الطفولية تتحقق رغم إعاقتها وسط أسرة متكلمة، ولدت هاجر جمال أو مادونا، كما تحب أن تطلق على نفسها، بعد 5 أشهر وأسبوعين فى بطن أمها، الأمر الذى أدى إلى إصابتها بضعف السمع، بدأ شغفها بالتمثيل منذ نعومة أظافرها، وهى تشاهد أفلام نجوم الزمن الجميل؛ تضحك وتبكى حسب دراما المشهد، صحيح أنها من ضعاف السمع إلا أنها تملك من الذكاء ما يجعلها تفهم الحوار من خلال حركة شفاههم وأحاسيسهم ولغة جسدهم، وأخذت تقلد الممثلين فى حركاتهم وتعبيرات وجوههم. 17 عاما أو يزيد؛ مرت على تلك الجملة التى لم تغب عن ذاكرة مادونا إلى الآن، فعلى أريكة غرفتها جلست تتابع أحد الأفلام الكلاسيكية وتقلد أبطالها، تقول لأمها فى براءة: «لما أكبر هبقى ممثلة»، حاولت الأم إخفاء حزنها وارتسمت على شفاها بسمة لتطييب خاطر طفلتها، قائلة «إن شاء الله يا حبيبتى» وأخفت وراء تلك الابتسامة شفقة على مصير ابنتها، لكن إحساس مادونا تجاوز كل صوت وكلام، وشعرت أن ردود أمها منزوعة الأمل، تصف مادونا المشهد بلغة الإشارة: «محستش بأمل فى كلامها.. لكن قلت أنا هعمل اللى عليا والباقى على ربنا». راود حلم التمثيل مادونا طيلة سنوات دراستها، قبل أن تصطدم بقواعد القبول داخل المعهد العالى للفنون المسرحية والتى تشترط، بشكل غير مكتوب نصًا، على سلامة المتقدم من كل عيب، ولا يمكن اعتبار ذلك عربونًا للقبول، فالاختيار يكون لصالح الأفضل من بين أفضل المتقدمين، فلم يكن أمامها سوى الوقوف أمام طابور مكاتب التنسيق كغيرها، ليسوقها فى النهاية إلى معهد النظم والمعلومات. «الصم والبكم» يُحرجون شيوخ التمثيل فى أكاديمية الفنون «كل خطوة باخدها مكنتش بتكمل.. لكنى لم أيأس وشاركت فى عروض مسرحية للهواة» فعالم مادونا لم ينته عند عتبات المعهد العالى للفنون المسرحية، فكم من ممثل لم يكن خريج أكاديمية الفنون، ولأن الدور ينادى صاحبه اختارها المخرج محمد علام فى تجربة مسرحية بعنوان «العطر» تهدف إلى تسليط الضوء على مشاكل الصم وضعاف السمع، راهن فيها على مواهبهم وتبنى أحلامهم، وجلس أساتذة التمثيل على مقاعد المتفرجين يشاهدون تلك التجربة الجديدة، ونجحت مادونا وزملاؤها من الصم وضعاف السمع فى إحراج هؤلاء الذين اعتبروا التمثيل حكرًا على الأصحاء، وكانت البداية الحقيقية لمناقشة إمكانية قبول ذوى الإعاقة بالمعهد. اجتماع لمجلس أكاديمية الفنون تبعه اجتماع آخر داخل المعهد العالى للفنون المسرحية، انتهى فيه شيوخ التمثيل إلى فتح باب استثنائى لقبول ذوى الإعاقة رغم أن القرار لم يلق قبولًا لدى عدد من الأساتذة. إعلان نجاح «مادونا» يوم الامتحان دون انتظار نتيجة قسم التمثيل والإخراج جاءت الفرصة لمادونا، وذهبت يوم الاختبار لتقف أمام لجنة من أساتذة التمثيل، انتهت من مشهديها، وأدارت وجهها نحو باب القاعة تنوى الخروج، استوقفها الأستاذ جلال الشرقاوى ونادى إياها: «استنى يا هاجر»، لحظة صمت انتهت بقرار أذهل الحضور طلابًا وأساتذة، فلأول مرة فى تاريخ المعهد يعلن د.جلال الشرقاوى أو غيره من الأساتذة، نجاح طالب فى اختبارات القبول، فى الحال، دون انتظار إعلان النتيجة. مادونا بابتسامتها البريئة التى لا تفارق وجهها قط وروحها الطفولية الجذابة تتمتع بحب زملائها داخل الأكاديمة، وبمجرد إعلانها عن تقديمها محاضرات لطلاب المعهد عن لغة الإشارة سارع كل منهم لتعلم تلك اللغة التى يجهلونها، دخلنا قاعات المحاضرات وشاهدنا كيف تنقل مادونا خبرتها فى لغة الإشارة إلى زملائها، فوجدنا إقبالا غير عادٍ، لتضاف مهارة أخرى لطالب أكاديمية الفنون بجانب مهاراته كممثل. «كرهت المدرسة».. صفوت يعيش فى عزلة إذا أردت أن تصنع الناس فاصنع المجتمع أولًا، فلا عيب أن تولد وفيك علة، أما أن تولد صحيحًا ويصنع المجتمع منك عليلًا فهذا أمر جد خطير يستحق التوقف، فهذا صفوت كل جرمه نشأته متكلمًا وسط أسرة صماء، لم يسلم من تنمر زملائه على أمه البكماء وهى تحاول التواصل مع مدرسيه بلغة الإشارة، فى مشهد يتكرر كل صباح كلما ودعته مع بداية اليوم الدراسى، غلبه شعور بنبذ أقرانه له، فآثر الصمت على الكلام، ولم يعد بمقدوره التعبير عن شكواه، «مبقتش عايز أتكلم معاهم.. كانوا بيتكلموا مع بعضهم وأنا بقعد لوحدى»، تحاول مدرسته معرفة سر صمت ذاك التلميذ فلا ينبس ببنت شفة، فتتخلى عن إنسانيتها ومهنيتها وتضربه بالعصا جراء صمته. عاش صفوت فى عزلة ما أقساها على طفل فى عمره، وتولد لديه شعور بالكراهية للمدرسة ومن فيها، فلم يجد إلا الهروب ملاذًا من سخريتهم وتنمرهم، يقول صفوت بلغة الإشارة: «كرهت المدرسة ومبقتش أحب أروحها.. ساعات كنت بقعد فى الشارع لحد الساعة الثانية ظهرا وأروّح كأنى كنت فى المدرسة»، تسأله أمه عن يومه الدراسى فيخبرها أن كل شىء على ما يرام، وإن لم يكن كذلك فماذا يقول؟! أيصارحها بأن هؤلاء الصبية يعايرونه بأمه البكماء؟! سأحتفظ بشكوتى لنفسى. إهانات يومية وإخفاق دراسى فى تلك الظروف لا يمكن أن نتوقع تفوقًا دراسيًا لصفوت، فتلك الإهانات اليومية لابد وأن يتبعها إخفاقه دراسيًا، فيزداد ألمًا فوق ألمه، ويعيش صمتًا فوق صمته، حتى نسى الكلام، ولم لا؟! فجهاز النطق لديه مهمل فقد فاعليته وأصبح صفوت فى تشخيص الأطباء «أصم»، يروى صفوت مأساته: «حسيت إنى مخنوق ومش عارف أتكلم ومفيش لغة حوار مع حد، ففضلت الصمت.. مبقاش يطلع ليا صوت ونسيت الكلام»، فتحول صفوت من طفل صحيح إلى آخر أصم. هاجر صفوت هذا المجتمع الغريب عنه، وذهبت به أمه لمدرسة للصم علّه يجد نفسه بين أقرانه الجدد بعيدًا عن هؤلاء الذين يتفاخرون بألسنتهم، فالكل هنا فى العلة يتساوى، لن يعايره أحدهم بأمه البكماء ولن تطالبه معلمته بالحديث رغمًا عنه، ارتضى بذلك العالم، لكنه لم ينجُ من حماقات الساكنين خارج أسواره، فحينما شب عن الطوق عمل فى مطعم لتقديم الوجبات السريعة لزبائنه، يبدأ عمله بارتداء «اليونيفورم» ثم يحمل ما انتهى تحضيره من وجبات لتقديمها لأصحابها، حتى حدث ما لم يتوقعه، حين رفض أحدهم تناول طعامه بعدما علم أن من يقدمها له أصم، يتساءل صفوت فى استهجان: ليه إحنا بشر زى بعض؟!. صفوت: إحنا مش قليلين.. إحنا 8 ملايين معقولة مش شايفنا قد يظن قارئ هذه السطور أن هناك تهويلا فيما يتعرض له الصم والبكم فى شوارع القاهرة، ذلك الشعور ربما ساورنى أنا شخصيًا بعد أن استمعت إلى صفوت، فعقلى يرفض أن يكون هناك إنسان سوى يعيب على شخص علته، فصاحبنا صفوت فى طريقه إلى منزله بعد انتهاء يوم دراسى شاق بالمعهد، تظاهر صفوت بعدم معرفته عنوانًا يجهله مستعينًا بقدرته التشخيصية كممثل ووقفت على بعد خطوات أراقب الموقف، سأل شاب يبدو أنه يدرس بالمرحلة الثانوية يرتدى زيًا مدرسيًا ويحمل حقيبة كتبه، فأجابه ساخرًا: «أنت مش من مصر ولا إيه» يخبره صفوت بقدر ما استطاع أنه من الصم ليرد عليه بسخرية: «أنت بتستهبل وبتحور عليا ما أنت بتتكلم أهو» تجمع زملاء الشاب حوله وأخذ كل منهم يشير إلى صفوت بإشارات بذيئة، تدخلتُ لإنهاء الموقف واستخلصت صفوت من بين أيديهم، وبعد دقائق قال لى بلغة الإشارة: ليه بيعملوا معانا كدة.. إحنا مش قليلين.. إحنا 8 ملايين معقولة مش شايفنا؟! أهل فتاة يرفضون زواجها من صفوت لأنه «أصم» فى حلكة الظلام ظهرت فتاة متكلمة فى حياة صفوت كبصيص نور يضىء له فؤاده يجعله يشعر أن هناك من يتقبله رغم علته، إذ عرف الحب طريقه إلى قلبه، أمامها يجد نفسه طليق اللسان، فاتحت الفتاة أهلها فى أمر زواجهما، فما كان منهم إلا أن رفضوه خوفًا على ذرية ابنتهم، ففى تصورهم أن الرجال لم تنضب بعد، وما أدراكِ فمن المحتمل أن تنجب ابنتهم أطفالا مثله، ليرد صفوت بإيمان وحكمة شيخ كبير: «أهلها مفكروش إنها ممكن تتزوج متكلم وتنجب أصم أو كفيف أو أى شكل من أشكال الإعاقة.. هذا الأمر بيدى الله». نور الشريف يلهم صفوت الممثل على أحد مقاهى القاهرة جلس صفوت فى انتظار أصدقائه، وقعت عيناه على شاشة التلفاز حين لفت انتباهه ذلك الممثل الذى يستخدم لغة الإشارة بحرفية، اندمج مع أحداث الفيلم «الصرخة للراحل نور الشريف» راوده تساؤل يبدو ساذجًا للوهلة الأولى؛ ماذا لو كنت مكان نور الشريف؟! أنا أجيد لغة الإشارة فلماذا لا أفوز بفرصة للظهور على شاشات التليفزيون؟! كانت هذه الكلمات شرارة الحلم الذى ولد بداخل صفوت، شعر بأن الله يهيئ له الأقدار حين علم أن مخرجًا يحضر لعمل مسرحى أبطاله من الصم والبكم، سار فى طريقه للمسرح لا يملك إلا إحساسه عوضًا عن صوته محتفظًا بكلمات البعض الذين أخبروه أنه موهوب ويمتلك حضورًا وخفة ظل تؤهله لتمثيل الكوميديا، خاض فترة تدريب على الألعاب المسرحية الخاصة بإحساس الممثل، قبل أن يلعب دوره فى مسرحية العطر فى أول مواجهة حقيقة أمام الجمهور. صفوت لم يكن، قبل قبوله، ضمن المتقدمين للالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، لكنه ظل عالقًا فى أذهان أساتذة التمثيل داخل الأكاديمية ممن شاهدوا مسرحية «العطر»، انتهت فترة سحب الملفات ولم يحضر صفوت للتقديم، سأل الأساتذة زميلته «مادونا» كيف يمكن التواصل معه؟ هاتفته مادونا وأخبرته بضرورة الحضور غدًا إلى المعهد، وبالفعل حضر وكان الأساتذة فى استقباله وسمح له بالتقدم للمعهد استثناءً . جدل وانقسام بين أساتذة التمثيل حول قبول ذوى الإعاقة قبول ذوى الإعاقة فى نظر أغلب أساتذة القسم غير منطقية وتتعارض مع الأدوات الواجب توافرها لدى الممثل؛ أولها الصوت، حتى عند اختبار الموهوبين من الأصحاء يتم اختيار من لديه قدرة فائقة على النطق، وقد يصل الأمر إلى رفض متقدم لوجود خلل فى أحد حروفه «كالسين والراء» مهما كانت موهبته. انقسمت الآراء بين مؤيد ورافض، الأول يرى أن ذلك حق مكفول لكل موهوب، والثانى يرى الأمر ظُلمًا لتلك الفئة لأن الدراسة تعتمد على استخدام الصوت والسمع والحواس كاملة، وانتهى مجلس المعهد إلى مشاهدة هؤلاء وإن كان من بينهم موهوب فلا مانع من قبوله. يكشف د.مدaحت الكاشف، كواليس انقسام أساتذة المعهد، قائلًا إن نسبة المؤيدين للفكرة كانت تقدر بحوالى 50% إلا أن موقف الرافضين تغير خاصة بعد تقديم هاجر جمال «مادونا» مشهدها فى امتحان القبول، إذ أدت دورًا وصفه الأساتذة بأصعب أدوار المسرح العربى وهو «الزباء» من مسرحية «أرض لا تنبت الزهور» للكاتب محمود دياب. أستاذ فى المعهد: «لو طالب منهم جه معايا فى سيكسن مش هدرس ‏له» لم تنته الأزمة بقبولهم فما زال التخوف ينتاب البعض، لدرجة أن أحد الأساتذة قال: «لو حد منهم جه معايا فى سيكسن أنا مش هدرس ‏له»، لكن ذلك التخوف بدأ يزول شيئًا فشيئًا، فذاك المدرس الذى رفضهم طلب ضمهم لمحاضراته فى التيرم الثانى من العام الدراسى الماضى، بحسب د.مدحت الكاشف، الذى يقول: «تنافسنا على التدريس ‏لهؤلاء»، الأمر الذى جعل د.جلال الشرقاوى أستاذ التمثيل والإخراج أقدم المدرسين سنًا وخبرة وخرج من تحت عباءته العديد من النجوم يطلب من مجلس المعهد أن يكون «مهاب» ضمن طلابه فى «السيكشن»، رغم توزيع الطلاب على مدرسين جدد فى كل تيرم، قائلًا لهم: «مهاب ده مشروعى حتى تخرجه». سامى عبد الحليم يغير موقفه من رفض ذوى الاحتياجات الخاصة إلى قبولهم الفنان سامى عبد الحليم أستاذ التمثيل بالمعهد كان أحد الرافضين لقبول ذوى الإعاقة، لكن موقفه تغير مع التجربة، إذ يقول: «العامل الإنسانى هو اللى خلانا نوافق»، ويبرر رفضه فى بداية الأمر بأن مدرسى المعهد غير مؤهلين للتدريس لهذه الفئة، بالإضافة إلى المواد العملية التى تسلتزم استخدام الممثل لصوته، يلخص «عبد الحليم» تجربته مع الطلاب: «بالتعامل معهم غيرت وجهة نظرى.. لأنهم يبذلون أقصى طاقة لتخطى العجز الإلهى». ويرد المخرج عاصم نجاتى على من رفض التدريس للطلاب الثلاثة بسبب إعاقتهم، قائلًا: «المنتج النهائى للطلاب فى العام الدراسى الأول رد كاف». علاء قوقة يقود معكسر الرافضين لـ«أصحاب الهمم» فى المعسكر الآخر، يقف د.علاء قوقة أستاذ التمثيل والإخراج، إذ يرفض قبول ذوى الإعاقة، بينما لا يرى مانعًا من التحاقهم بقسمى الديكور أو الدراما والنقد. ويوجه «قوقة» سؤالًا لزملائه من المعكسر الآخر: هل يمكن قبول طالب أصم فى معهد الموسيقى العربية قسم غناء؟! الكفيف قد يقبل فى معهد الموسيقى لأن صوته موجود وهو الأساس، لكن لا يمكن أن أقبله وصوته سيئ لمجرد التعاطف. موهبة «أصحاب الهمم» بين الاستحقاق والشفقة أصوات داخل المعهد يرجعون قبول ذوى الإعاقة إلى التعاطف معهم، أو محاولة لكسب موقف أمام الرأى العام، دون إخضاع الأمر للقواعد الأكاديمية لمهنة التمثيل، فى مقابل آخرون يؤمنون بأن لديهم قدرات تفوق الأصحاء وآن الأوان لتغيير نظرة المجتمع انطلاقًا من أمرين، الأول؛ الدستور المصرى الذى يكفل لكل مواطن حقه فى التعليم، والثانى؛ إنسانى رسالته «الفن حياة» فهو حق لكل إنسان وليس حكرًا على فئة دون أخرى. د.مدحت الكاشف رد بأن الأمر بعيد كل البعد عن التعاطف، ويدلل على ذلك بأن امتحان القبول يجرى فى سرية وكل عضو من أعضاء اللجنة يضع درجة تختلف عن زميله من الأساتذة، ومن يلقى إعجاب أحدهم قد يرفضه آخر فلكل أستاذ وجهة نظره. عاصم نجاتى، وصف من يرى قبول ذوى الإعاقة بالمعهد تعاطفًا بـ«المتعصبين»، موجهًا حديثه للمعارضين «إن كنت تملك لسانًا يفتقده، فلديه شىء أفضل منك أنت لا تعلمه.. فى النهاية من حقه أن يبحث عن حلمه». بينما يرى الفنان سامى عبد الحليم، أن المسألة وإن كانت تحمل قدرًا من التعاطف فلا عيب فى ذلك، إذ يقول «وما العيب فى التعاطف معهم.. فإعاقتهم ليست اختيارهم». علاء قوقة رغم رفضه لقبول الطلاب الثلاثة يصف نفسه بأكثر المتعاطفين مع تلك الفئة، ويرى أن موقفه فى صالحهم، يقول «جزء من تعاطفى معهم توجيههم التوجيه السليم». ويبرر «قوقة» موقفه بأن وجود ذوى الإعاقة بين الطلاب الأصحاء قد يضرهم نفسيًا، قائلًا «أقسى درجات المعاناة حينما لا أشعر بوجودى، وأحس أنى مختلف عمن حولى فأبدأ أحدّث نفسى: أنا جيت هنا غلط». أساتذة التمثيل بالمعهد: المواد الدراسية غير مناسبة لذوى الإعاقة علميًا؛ تختلف طرق التدريس لذوى الإعاقة عن الأسوياء، لذلك كان علينا أن نتحقق من توفر البرامج البديلة داخل المعهد لتناسب هذا الجيل الجديد من الموهوبين. اتفق أساتذة التمثيل داخل الأكاديمية على أن النسبة الأكبر من المواد الدراسية تعتمد على الصوت، فكان سؤالنا: إذن ما البديل؟ أجاب د.مدحت الكاشف باعتباره المرشد الأكاديمى للطلاب بأنه استثنى ذوى الإعاقة من دراسة مادتى العروض التطبيقية والإلقاء اللتين تتطلبان استخدام الصوت لا محالة، لكنه عاد ليؤكد أن هناك برامج بالفعل تخضع للجان وتنتظر الموافقات العلمية للبدء فى تعميمها، لوجود نية لدى مجلس المعهد لتخصيص نسبة لأصحاب الهمم فى السنوات المقبلة. د.سامى عبد الحليم رغم ترحيبه بذوى الإعاقة إلا أنه يعترف بأن المناهج بعيدة عنهم، ويعلق: «معندناش التأهيل المناسب لهؤلاء.. إذا توفر منهج لهم هيكون أحسن مليون مرة لصالحهم ولصالحنا». بينما شكك د.علاء قوقة فى وجود كليات أو معاهد فى الخارج تمنح ذوى الإعاقة شهادة جامعية عليا فى علوم التمثيل اعتمادًا على برامج معينة، متسائلًا: علميًا ما هى المناهج؟ وعلى أى شىء استندت؟ وإن كانت موجودة، كما يدعون، فلماذا نقبلهم فى معهدنا والمناهج غير متوفرة حتى الآن؟ لماذا لا نعد البرامج أولًا ثم يتم قبولهم بعد ذلك؟! ووصف قوقة قبول الطلاب بالمعهد بالأمر الذى يتنافى مع المنطق، قائلًا «صفاتهم مختلفة فأحدهم لا يسمع والآخر لا يتكلم إذن لا يمكن أن ندرس لهم منهجا واحدا، بحسب وصفه». برامج أوروبية لذوى الإعاقة لدراسة فن التمثيل طرحنا سؤالًا عن حقيقة وجود مناهج لدول خارجية سبقونا لتدريس علوم التمثيل لذوى الاحتياجات الخاصة وإمكانية الاستعانة بها، فأخبرنا د.عاصم نجاتى بصفته أستاذًا زائرًا بجامعة أوهايو بأمريكا قسم المسرح، وقبلها أكاديمية شنجهاى للمسرح فى الصين، بأن هناك برامج لذوى القدرات الخاصة بالدول الأوروبية يمكننا الاستعانة بها. قادتنا إشكالية توافر المواد الدراسية البديلة إلى التحقق من مدى أهلية مدرسى الأكاديمية للتعامل مع تلك الفئة، فإذا سلمنا باختلاف طرق التدريس لهذه الفئة لابد أن يتوفر الأستاذ الذى يجيد التعامل معهم من الناحيتين التربوية والنفسية. وأجاب د.سامى عبد الحليم أن كل الأساتذة الرافضين رأوا أننا غير مؤهلين للتدريس لهؤلاء، ولم يجدوا الإجابة الكافية عن تساؤلات دارت بخلدهم؛ من سيترجم لهم؟ وماذا عن المواد التى تعتمد على الصوت؟ فإذا كان الطالب عاجزًا عن النطق هنوصله المعلومة إزاى؟! د.عاصم نجاتى أجزم أن أساتذة المعهد مؤهلون للتعامل مع طالب التمثيل سواء كان من ذوى القدرات الخاصة أو الأصحاء، ولكن إيجاد لغة مشتركة فى وقت سريع مع الفئة الأولى بناء على برنامج وتدريبات هذا ما يدرسه مجلس الأكاديمية. نفسيًا، لا يشكك نجاتى فى قدرة أساتذة المعهد فى التعامل مع ذوى الإعاقة لأنهم، كما يقول، دارسون لعلم النفس، لكنه شدد على ضرورة أن يعى أستاذ التمثيل لغة الإشارة حتى يكون التعامل مع هؤلاء الطلاب يسيرًا. وعن تعامله مع طلاب الإعاقة داخل قاعات المحاضرات أوضح نجاتى: «فى البداية كان هناك مترجم، بعد فترة بدأ الطالب يفهمنى من حركة الشفاة، دون الحاجة إلى وسيط أو مترجم إشارة». وراهن مدحت الكاشف على الطلاب ذوى الإعاقة، قائلًا «هنخرجهم بشكل لائق للمجتمع ممثلين لا يقلون أهمية عن أى ممثل آخر». فى مواجهة هؤلاء اعترف «قوقة» متصالحًا مع نفسه بأنه غير كفء للتدريس لذوى الاحتياجات الخاصة، واعتبر أن قبولهم بالمعهد يضرهم أكثر ما يفيدهم، وبسؤاله عن السبب، قال «إن الإضرار النفسى سيكون أكبر عندما يقف الطالب المعاق بجوار الصحيح ويرى الأستاذ يتعامل مع الصحيح ولا يجيد التعامل معه، ولو فكرنا فى ضمهم فى سيكشن واحد سيعيش الطالب فى عزلة وتمييز». وتوقع «قوقة» فشل التجربة، قائلًا «ليس لدينا الأستاذ المؤهل للتدريس لهم أو حتى المناهج البديلة أو الصفات المشتركة بينهم حتى نعد لهم منهجا موحدا.. فكيف تنجح التجربة؟». مستقبل ذوى الإعاقة فنيًا للسوق الفنية حسابات أخرى، فلا تكفل لك موهوبتك، مهما علا شأنها، مكانًا وسط النجوم، فكم من موهوب يجوب المسارح ليلًا ونهارًا ولا يعرفه العامة، وكم من أنصاف موهوبين وفاقديها يعرفهم القاصى والدانى ويملأون الشاشات ضجيجًا، إذن المسألة تخضع للعرض والطلب، تلك الإشكالية تقودنا إلى التساؤل حول مستقبل أصحاب الهمم بعد تخرجهم، هل تظل أحلامهم حبيسة جدران أكاديمية الفنون، أم يمكن توظيفهم فى أعمال فنية شأنهم شأن الأصحاء؟ فى عمل غير مسبوق فى تاريخ السينما المصرية اقتحم المخرج أحمد عفيفى منطقة جديدة فى عالم الإخراج لم يسلكها غيره، إذ صور نسختين من فيلمه «خطيب مراتى» إحداهما ناطقة والأخرى بلغة الإشارة، أبطالها من الصم وضعاف السمع منهم «مادونا» و«صفوت»، صحيح أن التجربة، التى لم تعرض بعد، لكن ما زال هناك تخوف لدى صناع السينما من مصير هذا الطرح السينمائى الجديد تجاريًا، خاصة أن السينما شأنها شأن أى صناعة تسعى للتربح وتجنب الخسارة، وبالتالى فقد تواجه الفكرة تهديدًا بالفشل، علمًا بأن هناك 7.5 مليون أصم وأبكم فى مصر، بحسب آخر إحصائيات الأمم المتحدة، إذًا نحن أمام رقم لا يمكن إغفاله فى الصناعة، ويمكن استغلاله تجاريًا. د.مدحت الكاشف لم يربط مصير خريج المعهد بكونه من ذوى الإعاقة أو سويًا، متسائلًا «ومن يضمن مصير الطلاب الأصحاء بعد تخرجهم.. فى ناس بتتخرج من المعهد وبتقعد فى البيت.. ده مش مقياس والإعاقة لن تكون سببًا». وعن دور المعهد فى التسويق لطلابه فنيًا، أوضح الكاشف: «بدأنا نعرض أولادنا على المنتجين والمخرجين»، مستشهدًا بالمخرج حسنى صالح الذى وقع اختياره على الممثل عمرو درويش، من ذوى الإعاقة، ليكون بطلا لمسلسله بنت القبايل، هذا يعنى أن الأعمال الفنية فى المستقبل سوف تشهد حضورًا مهمًا لأصحاب القدرات الخاصة. د.سامى عبد الحليم صارحنا كعادته بأن الوسط الفنى ملىء بمن لديهم عيوب فى النطق ومع ذلك السوق يتخطى هذه المشكلة، مؤكدًا أن دمج ذوى الإعاقة فى السوق الفنية أمر يمكن تحقيقه بسهولة. بينما شكك قوقة فى وجود أفلام بنسخ الإشارة، وقال فى استنكار «ده اتعمل فين.. هل فى مصر؟! إذا كان الأصحاء مش لاقيين شغل وفيه منهم اللى يقدر يعمل دور معاق، فما الحاجة لدخول هؤلاء المعهد ولا يجدون لهم مكانا فى الأعمال الفنية؟». نتيجة الفرقة الأولى: مهاب جيد جداً.. مادونا جيد.. صفوت لم ينجح بعد أيام من إجراء تحقيقنا، انتظرنا ظهور نتيجة الفرقة الأولى، وكانت النتيجة كالتالى؛ نجاح مهاب الدين محمد بتقدير جيد جيدًا، وهاجر جمال «مادونا» بتقدير جيد، أما صفوت لم يحالفه التوفيق ورسب فى النتيجة النهائية، وبالتواصل معه أخبرنا أنه سافر خارج البلاد من أجل الزواج من فتاة أجنبية من فئة الصم والبكم تعرف عليها عبر الشبكة العنكبوتية. المعهد يستقبل 3 حالات جدد فى عام 2019\2020 كما استقبل قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ثلاثة طلاب جدد من ذوى الإعاقة للعام الدراسى 2019\2020، هم عبد الفتاح محمد عبد الفتاح ويعانى من إعاقة فى يده اليمنى منذ الولادة، كريم طارق عبده ويعانى من إعاقة فى يده اليسرى، وأخيرًا عمرو عادل محمد وإعاقته شلل دماغى يتوسط الرأس فى الجزء المتحكم فى الحركات الإرادية نتج عنه إعاقة جسدية وبطء فى الكلام.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;