انتهت فعاليات الدورة 51 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب التي كانت اليونان ضيف الشرف فيها، ولكن لم تنته حالة البهجة التي صنعها المعرض على مدى 14 يوما بين الناس، حيث تم خلالها تنظيم أكثر من 900 فعالية متنوعة، شارك فيها 3300 ضيف من المبدعين والفنانين والمفكرين والشعراء، وكانت الظاهرة اللافتة للنظر أن دورة العام الحالى لم يظهر بها أية كتب تحرض على الإرهاب وتقع تحت قانون مكافحة الإرهاب.
والحق يقال فإن هذا النجاح منقطع النظير الذى شهده المعرض فى دورة العام الحالى لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة منطقية لكل هذا الدعم الذى قدمته الوزيرة النشطة الفنانة المتألقه الدكتورة ايناس عبد الدايم .. فمنذ افتتاح المعرض تحولت الدكتورة إيناس الى شعلة نشاط حيث التواجد فى المعرض بشكل لافت للنظر لمتابعة كل كبيرة وصغيرة منا انعكس بشكل إيجابي على المعرض حيث إن الإقبال على المعرض زاد بنسبة 20% عن العام السابق، فضلاً عن أن مركز المعارض بالتجمع الخامس الذى أقيمت بداخله أجنحة المعرض تم إعداده على أعلى مستوى فأصبح لدينا 40 دولة مشاركة بواقع زيادة 5 دول عن العام الماضي، وبلغ عدد الناشرين الذين شاركوا فى دورة العام الحالى 1200 ناشر، بينما قارب عدد العناوين للكتب المليون عنوان وتتميز دورة العام الحالى للمعرض أن عدد الزائرين قد بلغ 3 ملايين و700 ألف زائر بزيادة ملحوظة بشكل كبير عن عدد زوار المعرض خلال العام السابق.
ولم تكتف إيناس عبد الدايم بتنوع الأنشطة الثقافية والفنية فى دورة المعرض هذا العام بل كان لافتاً للنظر تلك الافكار التى كانت بالفعل خارج الصندوق وكان أبرزها على الاطلاق فكرة "سفراء المعرض" فبتوجه مباشر من الدكتورة ايناس عبد الدايم كانت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب قد اختارت ولأول مرة عددًا من الشخصيات العامة كسفراء له ضمت الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق والفنانة القديرة سميحة أيوب والفنان التشكيلى أحمد مصطفى والمهندس العالمى هانى عازر إلى جانب اللاعب العالمى محمود تريزيجيه الذى استقبلته فى اليوم الأخير من المعرض وقد اضفى حضوره حالة خاصة فى المهرض بصفته سفيرا للمعرض الى جانب نجوميته بصفته نجم فريقى منتخب مصر ونادى أستون فيلا الإنجليزى لكرة القدم حيث حضر خصيصًا من المملكة المتحدة للحاق بختام فعاليات المعرض والتواصل مع جمهوره فى ندوة شهدت افىقبالاً كبيراً من جمهور المعرض.
ولن أكون مبالغا فى القول إن الوزيرة إيناس عبد الدايم قد حققاً قيمة مضافة للمعرض هذا العام بإختيار شخصيات مصرية بارزة كسفراء لمعرض الكتاب حيث كان ذلك ابرز عوامل جذب للشباب لمتابعة فعاليات هذا الحدث الدولى المهم، الى جانب العمل على إيجاد قدوة للنشء الجديد مما اسهم بشكل كبير فى أن يخلق مسارا للترويج الثقافى لمصر داخل الوطن وخارجه.
لقد مرت أيام المعرض بشكل سريع وكأنها غمضة عين وهو ما يدعونى للمطالبة بزيادة عدد أيام المعرض واعتقد أن هذا الاقتراح يمكن أن يدخل حيز التنفيذ بالفعل خاصة أن وزيرة الثقافة كانت قد صرحت
إن وزارة الثقافة سوف تدرس مع الهيئة العامة المصرية للكتاب، فكرة مد أيام معرض الكتاب ابتداء من دورة العام المقبل مشيرة الى أن فكرة مد المعرض جاءت نتيجة هذا الإقبال الكبير من الزائرين طوال أيام المعرض خاصة فى ظل حرص العديد من الشباب والأسر على زيارة المعرض لاقتناء الكتب المختلفة التي تكتظ بها جميع الأجنحة وفى سور الأزبكية.
لقد أثبتت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة أنها تمتلك بالفعل أدواتها التى تؤهلها لصنع الكثير والكثير من أجل تحقيق طفرة هائلة وتغيير وجه الحياة الثقافية فى مصر بالكامل فضلاً عن ذلك فهى تمتلك أيضاً رؤى وأفكار فى منتهى الاهمية تستهدف النهوض بالحياة الثقافية وعلى وجه الخصوص مشروع تنمية الموهوبين والمبدعين من خلال برنامج "ابدأ حلمك" فضلًا عن جهود تعظيم القوى الناعمة لمصر من خلال الريادة الثقافية وأيضاً حماية وتعزيز وتوثيق التراث الثقافى وتكريم المبدعين فى المجالات الثقافية المختلفة، إلى جانب المشاركة فى المبادرة الرئاسية "صنايعية مصر" لصقل جيل جديد قادر على تطوير الحرف اليدوية التقليدية بالإضافة إلى تنظيم والمشاركة فى مجموعة من الفاعليات الدولية المتنوعة داخل وخارج مصر والذى يأتى فى مقدمتها أنشطة العام الثقافى المصرى الروسى الذى سيستمر طوال العام الحالى.
