"الانقلاب الوهمى".. كيف نصب أردوغان فخ للجيش التركى والتخلص من نفوذ الجنرالات؟.. وثائق جديدة تكشف: المخابرات حذرت من تعرض البلاد لهجمات إرهابية.. انتشار الجيش بالشوارع تم بتكليفات.. وإعلام النظام زيف

أسرار جديدة ومفاجآت كبري، كشفت عنها وثائق تركية مسربة عن كواليس الانقلاب المزعوم الذي شهدته تركيا منتصف عام 2016، وقاد على آثره نظام رجب طيب أردوغان حملة اعتقالات ممتدة حتى الآن طالت جنرالات وقادة الجيش من الصف الأول والثاني، وامتدت لتشمل مسئولين وموظفين في مختلف قطاعات الحكومة التركية بخلاف الإعلاميين والصحفيين وقادة الرأي العام. وبحسب ما نشره موقع نودريك مونيتور السويدي، فإن نزول الجيش التركي وانتشاره في الشوارع خلال ليلة الانقلاب المزعوم تم بناءً على تكليفات داخلية صدرت بناءً على تحذير من تعرض البلاد لسلسلة هجمات إرهابية تستهدف منشآت حيوية وعامة وقواعد وتمركزات عسكرية وشرطية في مختلف المدن التركية. وبحسب وثائق حصل عليها الموقع ، نشرت المخابرات التركية تحذيرات بشأن إمكانية وقوع هجمات إرهابية وشيكة على أهداف عسكرية في يونيو وأوائل يوليو 2016، مشيراً بحسب تقرير نشر الاثنين إلى أن معظم الجنود الذين شاركوا في انقلاب فاشل في 15 يوليو من نفس العام تمت قيادتهم إلى الاعتقاد بأنهم كانوا في الواقع يستجيبون للتهديدات الإرهابية، وليس الانضمام إلى محاولة انقلابية. وحصل موقع نورديك مونيتور، على عدد من وثائق المخابرات التركية السرية التي تم مشاركتها مع القوات المسلحة التركية في الأسابيع والأيام السابقة لمحاولة الانقلاب، مما دفع القوات المسلحة إلى تعزيز الأمن في المنشآت العسكرية وحولها، والبنية التحتية الحيوية و أهداف أخرى ذات قيمة عالية في اسطنبول وأنقرة. أمرت القيادة العسكرية الوحدات برفع حالة الطوارئ للرد على أي هجوم من هذا القبيل في حالة ثبوت صحة التحذيرات التي أعلنتها المخابرات التركية. وخلال محاكمات الانقلاب المزعوم، دافع العديد من الضباط بمن فيهم كبار القادة عن أنفسهم بالقول إنهم كانوا يعتقدون حقا أنهم كانوا يستجيبون للتهديدات الإرهابية والهجمات المحتملة عندما حشدوا القوات لتأمين محيط في هيئة الأركان العامة وقيادة القوات البرية والعديد من القواعد الاستراتيجية الأخرى والمنشآت. كما أشاروا أيضا إلى أن جهاز المخابرات التركية، الذي يديره هاكان فيدان، أحد المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استمر في إرسال مذكرات استخباراتية تنذر بالخطر إلى مقر القيادة العسكرية، والتي تم تقاسمها مع فرق أخرى على أساس عاجل. ولم يمثل فيدان أمام المحكمة للإدلاء بشهادته كشاهد على الرغم من الالتماسات التي قدمها محامو الدفاع والذين طلبوا من المحكمة الاستماع إلى شهادة رئيس المخابرات والسماح لهم باستجوابه. وتكشف رسائل المخابرات التي تم نشرها قبل 15 يوليو بوضوح عن البيئة التي كان الجيش التركي يعمل فيها. مع إرسال هذه التنبيهات إلى كل وحدة عسكرية في جميع أنحاء البلاد، كان من المفهوم أن الهجوم الإرهابي يمكن أن يحدث في أي لحظة. تم تعزيز القلق بشأن هجوم محتمل من خلال سلسلة من الهجمات الإرهابية القاتلة التي وقعت بالفعل في قلب العاصمة التركية في عام 2015 وأوائل عام 2016، هزت المؤسسة الأمنية بما في ذلك الجيش. وعلى سبيل المثال، في برقية عاجلة بعنوان "أنشطة تنظيم داعش الإرهابي" بتاريخ 4 يوليو 2016، شاركت قيادة القوات البرية مذكرة استخباراتية من المخابرات التركية تشير بأن مصدر موثوق به قال إن تنظيم داعش كان يتطلع إلى مهاجمة المواقع السياحية في المدن الكبرى بعد الهجوم على مطار أتاتورك في اسطنبول. ولاحظت المخابرات أن داعش كان له وجود قوي في تركيا وكان قادر على شن هجمات بالقنابل المتعددة في مدن مختلفة. وأشارت البرقية أنه سيتم إرسال المزيد من إرهابيي داعش إلى تركيا من سوريا، وكان التنظيم الإرهابي يخطط لزيادة أنشطته في تركيا. أمرت الوحدات العسكرية باتباع نهج استباقي، و الحفاظ على اليقظة وتنفيذ التدابير الأمنية. وفي برقية سرية أرسلتها هيئة الأركان العامة إلى وحدات القوات البرية في 13 يوليو، قيل إنه تم جمع معلومات مخابراتية تشير إلى أن حزب العمال الكردستاني سوف يجلب سيارة دفع رباعي تحمل قنابل من العراق أو سوريا لتنفيذ هجوم إرهابي في منطقة كيزيلاى بوسط مدينة العاصمة التركية. أشارت برقية أخرى من المخابرات إلى أن الجماعة الانفصالية قامت باستعدادات لمهاجمة بعض المنشآت العسكرية، خاصة في مقاطعتي فان وشرناك، بهدف الاستيلاء على القواعد، وإن كان ذلك مؤقتا. وأشارت أيضا أن مجموعة أخرى من حزب العمال الكردستاني من حوالي 50 مسلحا ستهاجم قاعدة عسكرية في تشوكوركا. في صباح يوم 15 يوليو، أصدرت قيادة الجيش الرابعة في أنقرة أمر سري بعنوان "فحص إجراءات السلامة للثكنات في أنقرة" وشرحت بالتفصيل الإجراءات الأمنية التي يجب اتخاذها لحماية الوحدات والمنشآت العسكرية. وأشارت أنه يجب مراجعة فعالية التدابير الأمنية في ضوء الهجمات الأخيرة في أنقرة. مرة أخرى، في نفس اليوم ولكن في المساء، تناولت رسالة سرية بعنوان "عملية مكافحة الإرهاب الأسبوعية" التي نشرتها قيادة القوات البرية، كيف كان الجيش يتوقع هجوم إرهابي آخر ويتخذ تدابير لمنعه. أشارت المخابرات، التي غطت التقييمات والمعلومات للأسبوع الممتد من 8 إلى 14 يوليو 2016، إلى الإجراءات التي يجب على الوحدات العسكرية اتخاذها. وفقا للمخابرات التركية، كان كل من تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني يتطلعون إلى شن هجمات إرهابية ضد أهداف في المراكز الحضرية الرئيسية. استند الجزء الأكبر من المعلومات الاستخباراتية إلى تقارير المخابرات التركية والتقييمات التي تم تقاسمها مع الجيش التركي. كان هناك اعتقاد متزايد باحتمالية وقوع هجمات إرهابية بين الضباط والقوات في الجيش، خاصة بعد هجوم كبير على حافلات عسكرية. وفي ليلة 15 يوليو، اعتقدت معظم القوات أنها كانت ترد على هجوم إرهابي وأنهم كانوا يتبعون الأوامر التي جاءت عبر سلسلة القيادة. ومع ذلك، تم اتهامهم في وقت لاحق بالتخطيط للانقلاب ولم يتم الاستماع إلى دفاعهم في المحاكمات التي تمت تحت ضغط سياسي هائل من الحكومة. استخدم الرئيس أردوغان الانقلاب الفاشل كذريعة لتطهير الآلاف من الضباط بمن فيهم نصف الجنرالات والادميرالات من الجيش بغض النظر عما إذا كانوا انضموا إلى التعبئة أم لا في ليلة 15 يوليو. وتعزز برقيات المخابرات السرية، الاعتقاد السائد بأن التعبئة المحدودة في 15 يوليو 2016 لم تكن سوى عملية زائفة من تخطيط المخابرات التركية لصالح أردوغان، الذي أراد تعزيز سلطته في ظل رئاسة تنفيذية حديثة العهد واضطهاد خصومه .








الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;