بعد 19 عاما من الحرب.. اتفاق سلام بين واشنطن وطالبان.. أمريكا تسحب قواتها من أفغانستان خلال 14 شهرا.. وتلتزم بإطلاق سراح 6 آلاف سجين من الحركة والأطراف المتحاربة.. وتتعهد بإزالة أسماء عناصر التنظيم من

في منتصف أكتوبر من عام 2001، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، بنشر عدد كبير من قواتها من جميع التخصصات في الأراضي الأفغانية، بعد أن أعلن تنظيم القاعدة مسئوليته عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر من نفس العام. واشتد القتال بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، من ناحية وحركة طالبان ومسلحي القاعدة من جانب أخر، وبدأ الجيش الأمريكي شن غارات جوية بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر 2011، حيث رفضت طالبان تسليم الرجل الذي يقف خلف تلك الهجمات، أسامة بن لادن. وانضم إلى الولايات المتحدة تحالف دولي وتم الإطاحة سريعاً بطالبان من السلطة، مع ذلك، تحولت طالبان إلى قوة متمردة وتابعت هجماتها الدامية، وزعزعت الحكومات الأفغانية المتلاحقة. وعلى مدار ما يقرب من 19 عاما، ومع استمرار المواجهات الدامية بين القوات الحكومية الأفغانية المدعومة من قوات حلف شمال الأطلسي وأمريكا من ناحية وحركة طالبان، تباينت نتائج المعارك الدائرة وسط الجبال خاصة جبال منطقة تورا بورا، بين الطرفين. تقارير أمريكية قالت، إن حرب الجيش الأمريكي فى أفغانستان كلف الولايات المتحدة أكثر من تريليون و70 مليار دولار، أما أعداد القتلى فهي غير دقيقة، حيث أشارت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إلى أن عدد قتلى قوات التحالف الأمريكي بلغ نحو 3500 عنصرا، ونحو 2300 جندي أمريكي. وفى عام 2014، أنهى التحالف الدولي مهمته القتالية في أفغانستان، وأبقي آلاف العناصر تحت بند تدريب القوات الأفغانية، لكن الولايات المتحدة تابعت عملياتها القتالية الخاصة بعد تقليصها في أوقات سابقة، بما فيها الغارات الجوية. وفي ديسمبر الماضي، أعلنت طالبان أنها سوف تقابل مسؤولين أمريكيين لإيجاد خارطة طريق للسلام، ولكن المقاتلين استمروا في رفضهم عقد محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية. وبعد تسع جولات لمحادثات بين أمريكا وطالبان، أعلن المفاوض الأمريكي الأعلى في سبتمبر 2019 أن بلاده ستسحب 5400 جندي من أفغانستان خلال 20 أسبوعا كجزء من اتفاق قد تم بشكل أولي مع طالبان. ولكن بعد أيام، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن المحادثات "ماتت"، بعدما اعترفت طالبان بقتل جندي أمريكي. وبعد حوالى عام من المفاوضات، أصدرت حكومتا الولايات المتحدة وأفغانستان، اليوم السبت، بيانا مشتركا، أفاد بأن أمريكا وحلف شمال الأطلسي سيسحبان قواتهما من أفغانستان خلال 14 شهرا إذا أوفت حركة طالبان بالتزاماتها. وبموجب الاتفاق يغادر آلاف الجنود الأمريكيين أفغانستان بشكل تدريجي، مقابل عدد من الضمانات الأمنية من حركة طالبان وتعهد بإجراء محادثات مع حكومة كابول، بالإضافة إلى تبادل للسجناء بين الأطراف الموقعة على الاتفاق. ويضمن الاتفاق، أربعة أجزاء تشمل ضمانات وآليات تنفيذ تمنع استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أفراد وجماعات ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها وجدولا زمنيا لسحب كل القوات الأجنبية من أفغانستان وبدء حوار أفغاني أفغاني يوم 10 مارس 2020 ومناقشة وقف إطلاق نار دائم وشامل خلال الحوار الأفغاني يناقش المشاركون في المفاوضات موعده وبنوده. من جانبه وصف زعيم حركة طالبان أفغانستان، الملا هبة الله أخند زاده، توقيع اتفاق سلام مع الولايات المتحدة الأمريكية، بـ"الانتصار العظيم". وأكد زعيم طالبان، في فيديو بثته الحركة على مواقع تابعه لها، التزام الجماعة بالاتفاق المبرم مع أمريكا، قائلا: "روعي في توافق طالبان مع الجانب الأمريكي الأصول والضوابط الشرعية، كما أنه يوافق المعايير الدولية، لذا فإنه يعتبر عهد ووعد من قبل الجماعة والشعب الأفغاني، وصار لزاماً على الجميع تطبيقه وتنفيذه". وشدد هبة الله أخند زاده على ضرورة تحمل المسئولية قائلا: "على جميع مسئولي الحركة وأفرادها وفي العموم على جميع المواطنين ألا ينقضوا هذا التوافق والميثاق، وأن يستشعر الجميع بالمسئولية تجاه ذلك، لأنه لا حظ للغدر والمكيدة في الإسلام، كما أنها تعتبر من الذنوب العظام، لكن إن حصل النقض أو المخالفة من قبل الجانب الآخر، فإن على جميع الشعب أن يكون على استعداد تام للدفاع كالماضي". وقال: "تؤمن الحركة بالعلاقات الإيجابية المتبادلة مع جميع دول العالم وخاصة دول المنطقة، وتلتزم بضوابط حسن الجوار مع الدول المجاورة". وبمقتضى الاتفاق ستلتزم الولايات المتحدة بسحب جميع قوتها العسكرية وحلفائها، بما في ذلك جميع الموظفين المدنيين غير الدبلوماسيين ومتعاقدي الأمن الخاص والمدربين والمستشارين وموظفي خدمات الدعم في غضون 14 شهرا بعد الإعلان عن هذه الاتفاق. كما ستكون الولايات المتحدة ملتزمة بالبدء فورا في العمل مع جميع الأطراف ذات الصلة على خطة للإفراج بسرعة عن المقاتلين والسجناء السياسيين كتدبير لبناء الثقة بالتنسيق والموافقة من جميع الأطراف المعنية، وسيتم إطلاق سراح ما يصل إلى خمسة آلاف سجين من طالبان وما يصل إلى ألف سجين من الجانب الآخر بحلول 10 مارس عام 2020. وتزامنا مع بدء المفاوضات الأفغانية، ستبدأ الولايات المتحدة بالتواصل الدبلوماسي مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي وأفغانستان لإزالة أسماء عناصر طالبان من لائحة العقوبات على أن يتحقق ذلك بحلول 29 مايو عام 2020








الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;