صور.. قصة مكتشف فحم المغارة وشخصية معرض العريش الثانى للكتاب.. الجيولوجى درويش الفار كشف كنوز الرمال السوداء والرخام والأسمنت بشمال سيناء.. أبدع بشعر الفصحى وله دواوين.. ومنحه "عبدالناصر" جائزة الدولة

ما بين عامي 1925 و2017 كانت حياة مكتشف منجم فحم المغارة الدكتور درويش الفار، الذى كرمته الدولة بمنحه الجائزة التقديرية ودرجة الدكتوراه الفخرية، وبعد سنوات من قليلة من رحيله قرر شباب متطوعون استدعاء ذاكرته وسيرته للأجيال وتنصيبه شخصية معرض العريش للكتاب الجارية فعالياته فى مدينة العريش. كُتب ومقالات وأبحاث وصور تذكارية ومقتنيات متنوعة تشير لمسيرة عامرة عاشها الجيولوجى درويش الفار، وتعرض ضمن فعاليات معرض العريش للكتاب، وتقف لترشد الزوار وتعرفهم عليها نجلة العالم السيدة "صفاء". من بين المعروضات سيرة تذكارية مبسطة مطبوعة تشير بياناتها لجانب من حياة العالم وبحسب ما جاء فيها أنه ولد فى عام 1925، وحاصل على الشهادة الابتدائية من العريش والتوجيهية من المدرسة السعيدية بالجيزة عام 1942، والتحق بكلية العلوم فى جامعة القاهرة بقسم جيولوجيا عام 1944 بعد أن أشار إليه بالالتحاق بها العالم المصرى الدكتور مصطفى مشرفة، ثم ترك الكلية فى نهاية 1947 لكى يتطوع فى حرب فلسطين بكتيبة البطل أحمد عبدالعزيز فى النصيرات والبريج والمجدل والفلوجة حتى عاد للكلية فى أوائل عام 1949. وتوضح سيرة درويش الفار المعروضة بمعرض العريش الثانى للكتاب، أن الجيولوجى درويش الفار، أصدر فى عام 1950 وهو طالب بالكلية كتابا بعنوان "ثلاثون عاما فى مكافحة التهريب"، من مذكرات الباشجاويش مصطفى درويش الفار وهو والده الذى كان يعمل فى فرق الأمن التى تكافح مهربى المخدرات فى ذاك الوقت . وتخرج "درويش" فى كلية العلوم عام 1950 وعمل فى مصلحة المساحة الجيولوجية، منها البعثة التى قامت بعمل خرائط الجناح الشرقى فى منطقة السد العالى ثم كان رئيسا لأول بعثة عربية اكتشفت الفحم فى منطقة المغارة بوسط سيناء. ومن مصادفات الاكتشاف أنه تم فى وادى السمر أحد فروع وادى الصفا وهى المنطقة التى أصيب فيها والده برصاص مهربين أثناء عمله فى مكافحة التهريب وواصل والده حتى استشهد فى إحدى عمليات المكافحة عام 1952. وتتطرق سيرة الجيولوجى درويش الفار لجانب من شخصيته بتوضيح أنه تزوج فى عام 1954 وله خمسة أبناء وهم مصطفى وسماه مصطفى سينا نسبة لشبه جزيرة سيناء، و"محمد"، و"أحمد"، و"سمية" و"صفاء" والأخيرة اسماها بهذا الاسم لأنها ولدت أثناء أعماله فى الحفرة المنجمية الأولى فى وادى الصفا. وبدورها قالت "صفاء" أصغر أبناء الجيولوجى درويش الفار فى تصريح لـ"انفراد"، أن والدها هو أحد أبناء سيناء المهتمين بالعلم، واكتشاف كنوز سيناء، وتم اختياره شخصية المعرض من شمال سيناء. وأشارت نجلة العالم درويش الفار، إلى أنه كان ضمن رحلة جيولوجية بحثا عن معادن سيناء واستطاع أن يتتبع خيوط "الفحم" والوصول إليه ليكتشف أنه منجم كبير، ليكون أول مكتشف له فى وسط سيناء وهو ما يعرف اليوم بمنجم فحم المغارة. وقالت صفاء إنه نظرا لهذا الاكتشاف المهم منحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جائزة الدولة التشجيعية ، والدكتوراه الفخرية، كما منحته جامعة قناة السويس الدكتوراه الفخرية، وتبوأ عددا من المناصب المهمة فى مجاله فى دول عربية، وخلال رحلته التقى الرئيس محمد حسنى مبارك فى إطار سعيه للاهتمام بمنجم فحم المغارة واستغلاله. واوضحت انه فضلا عن كونه عالم مهتم بكل تفاصيل خريطة سيناء المعدنية وله فيها ابحاث ودراسات بعضها نشر واخر مخطوط لم ينشر، فهو يملك حاسة ادبية وله قصائد باللهجة الشعبية وشعر نبطي يصف فيه سيناء شبرا شبرا، كما أن له مقالات منوعة فى شتى المناحي. وكانت فعاليات معرض العريش الثانى للكتاب عن جهود مجموعة من المتطوعين الشباب بالتعاون مع دور نشر انطلقت بهدف توفير الكتاب للأهالى . وكشف "حمدى نصر" عميد الصحفيين بسيناء، عن جانب من شخصية الدكتور درويش الفار، الذى عاصر جانب منها بقوله انه عالم جيولوجى مصرى ومفكر عبقرى ومبدع فى شعر الفصحى والنبطى له عدة دواوين والعديد من الإصدارات الأخرى، وكتب العديد من المقالات العلمية والأدبية فى الصحف المصرية والعربية، وحصل يوماً على جائزة امتياز قدرها جنيه واحد فشجعته على مواصلة التحصيل العلمى ليقدم لمصر اكتشافات ثروات تعدينية تُقدر قيمتها بالمليارات. وأضاف أنه كرمه الزعيم جمال عبد الناصر بجائزة الدولة التشجيعية فى العلوم عام 1964، كما اكتشف وجود الرمال السوداء على طول ساحل سيناء (قرابة 210 كيلومترات) بين رفح وبورسعيد، واكتشف وجود كميات كبيرة من الرمال البيضاء تبلغ فيها نسبة السيليكا 97%، واكتشف الخامات التى تصلح لصناعة الأسمنت فى وسط وشمال شرق سيناء، واكتشف طبقات من الرخام سمكها 3,5 متر ويبلغ طولها أكثر من كيلومتر فى شمال سيناء. وتابع أنه ابن الشهيد مصطفى الفار الذى استشهد على رمال سيناء أثناء أداء واجبه مع حرس الحدود من أجل مصر فجاء ابنه متيماً بسيناء وجبالها ووديانها وقسوة صحرائها وعندما تخرج فى كلية العلوم عام 1950 طلب أن يعمل بها رافضاً أى وظائف أخرى أكثر راحة وإغراءً فى القاهرة وباقى المدن المصرية، وفى حضن أمه سيناء تحدى الخبراء الأجانب الذين أعلنوا استحالة وجود الفحم فيها، ومن خيمة فى الصحراء واصل بحثه بمساعدة اثنين من أبناء البادية الذين يعرفون أسرار دروبها وسهولها، فكان الاكتشاف المذهل: "أكبر منجم فحم فى الشرق الأوسط باحتياطى خمسة ملايين طن فى منطقة المغارة بوسط سيناء". وأوضح أنه بدأ تعليمه فى منطقة الحسنة بوسط سيناء وحصل على جائزة الملك فؤاد الأول ملك مصر للامتياز، نظراً لترتيبه الأول لدفعة العريش لسنة 1938 وكان مقدار الجائزة: "جنيه مصرى كامل". وقال إنه فى كتابها: "مصر عن قرب " قالت الكاتبة السويدية فيفى تاكهولم: "يجب على مصر أن تقيم تمثالاً لتكريم الجيولوجى درويش الفار الذى اكتشف الفحم فى جبال المغارة بسيناء".


















الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;