ذكرى تحرير سيناء.. "خلف" شيخ سيناوى تصدى لبيع الأراضي للاحتلال.. ورفض مطالب إسرائيل بإخلاء أرض جنوب الشيخ زويد.. وقال: أموال العالم لا تساوي حبة من رمال أرض الفيروز.. وتعرض للسجن والإقامة الجبرية.. وه

بعد زوال الاحتلال قاد معركة تعمير الأرض وتجدد مقاومته للمجموعات المتطرفة والوقوف فى وجه اصطيادها للشباب وسط ساحة تتقدم واجهة زاوية ومسجد "الجورة" جنوب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء كان علم مصر يرتفع خفاقا رويدا رويدا صبيحة يوم 25 أبريل 1982 فى مشهد لا يزال ماثلا حتى اليوم، ووقتها كان هو احتفاء واحتفال من الأهالى بعودة سيناء لحضن الوطن بعد احتلال خلاله كان شيخهم ورمزهم "الشيخ خلف حسن الخلفات" ايقونة نضال لهم جميعا حيث ثبت إرادة الصمود فيهم، واستطاع إحباط أكبر مخطط لسلطات الاحتلال الإسرائيلى وقتها لشراء أراضى المنطقة ذات الموقع الاستراتيجى . فرحة الأهالى بإزاحة كابوس الاحتلال فى هذا اليوم سبقته معاناة مع الاحتلال وبطولة جسدها الشيخ خلف، وهو رمز سيناوى وشيخ طريقة صوفيه بشمال سيناء، لم يتوقف دوره فى إحياء أرضه حيث سارع فور تحريرها للتبرع بأرضه لبناء مصالح ومنشآت حكومية لتعمير القرية وكان داعما ومشجعا للشباب لاستكمال تعليمهم كما كان صاحب موقف بطولى تكرر قبل وفاته بسنوات فى التصدى لموجات الأفكار التكفيرية ومواجهة معتنقيها. مسيرة عامرة بالنضال لايزال من رباهم من تلاميذه يحرصون على أن تبقى فى كل خطواتهم وتصرفاتهم كما يقول الشيخ عرفات خضر، الذى رافق الشيخ خلف وكان أحد أقرب من يعرفون كواليس يومياته فى مقاومة المحتل الإسرائيلى ووثق جانب منها فى كتاب يحمل اسم " الشيخ خلف الخلفات". قال الشيخ عرفات خضر إن اسم الشيخ خلف الذي تحمله اسمه زاويه فى هذا المكان تضم ابناء ومنتسبي الطريقة العلاوية الأحمدية، إن الشيخ خلف هو رمز دينى ووطنى وقيادة قبلية فى سيناء تصدى بكل حزم وقوة لمحاولات المخابرات الإسرائيلية أثناء فترة الإحتلال تقديم إغراءات مالية لشراء الأرض من الأهالى وتوثيقها أملاك لليهود ودولة إسرائيل المزعومة، وفى رابع يوم لانتصارات أكتوبر وفى شهر رمضان، والأهالي حول الشيخ يجلسون فى الزواية فوجئ الجميع بإقتحام الجيش الإسرائيلى للمكان والقبض على الشيخ تحت تهديد السلاح . وكانت المفاجئة التى تنتظره فى أروقة التحقيق هى تقديم عرض له أن يوافق على إخلاء المنطقة ويساعدهم فى اقناع الأهالى بذلك فى مقابل بناء قرية متكاملة لهم تتوفر فيها كل الامكانيات وتصمم وتشيد وفق طريقتهم ومعيشتهم البدوية، وكان رده عليهم واضحا بقوله إن حقهم فى أرضهم لا يقبل تفاوضا وأنهم قد لا يستطيعون مقاتلة إسرائيل ولكنهم سيموتون دون أرضهم، وتم تمديد فترة الحبس أكثر من 6 شهور أعقبها الإفراج عنه مع وضعه تحت إقامة جبرية. أضاف إن تفاصيل مقاومة الشيخ خلف أحلام إسرائيل الاستعمارية، بدأت مبكرا منذ شبابه حيث انضم لصفوف المقاومين لوجودها اثناء تكوين لبناتها الأولى على أرض فلسطين، وعند اقترابها من أرض سيناء كان الموقف أشد وضوحا ولايقبل تردد، ومن مقولاته التي يحفظها اتباعه ويطبقونها فى كل وقت هى "أن هذه الأرض أرضكم أرض الآباء والأجداد وقد عدنا إليها بقوة السلاح فلا تفريط فيها" فى اشارة لما بذل من تضحيات قدمها جنود مصر فى سبيل استردادها. وأشار الشيخ عرفات، إلى أن مقاومة الأعزل المدني للاحتلال تحتاج قوة عزيمة وسعة أفق وكان من بين أساليب المقاومة والصمود أن وجه الشيخ الأهالى باستبدال عششهم من التي يسكنوها بمنازل اسمنتية حتى تكون ركائز لهم وساعدهم على ذلك لافتا إلى أن التاريخ سجل فى هذا السياق أنه فى 2 سبتمبر 1973 عقدت القيادات الإسرائيلية اجتماعا مع قيادات المنطقة القبلية وأخبرتهم بسرعة إخلاء منطقة الجورة وما حولها إلى ما بعد قرية الخروبة غربا إلى العوجة حفير جنوبا وإلى الحدود الدولية شرقا وإلى أبوطويلة شمالا تلك المساحة التى تقدر بحوالى 1450 كم مربعا وتقطنها خمس قبائل. وكان مواجهة هذا المخطط بسرعة توعية رموز القبائل لخطورته، وعلى الفور عقد الشيخ خلف لقاء مع مشايخ القبائل أخبرهم خلاله أن يثبتوا وألا يخبروا الأهالى بهذا الأمر حتى لايثير فزعهم ومخاوفهم، وردت إسرائيل على ذلك بدهاء شديد تمثل فى إرسال قيادة عسكرية وهو الحاكم العسكري للمنطقة فى وقتها ويدعى "إسحاق سيجاف"، الذي قدم إليه فى مجلسه ولكنه رفض مقابلته، ورد الشيخ بدهاء اكثر، انه توجه بنفسه لمقر الحاكم وأبلغه رأى أهالى سيناء أبناء القبائل فى تلك المنطقة وهو رفضهم القرار الإسرائيلي وقال للحكام فى وقتها مقولة معروفة "لن نرحل، هذه أرضنا إما أن نحيا على ظهرها أو ندفن فى باطنها ". وتابع الشيخ عرفات خضر أن الشيخ خلف توفى فى 2 سبتمبر فى عام 2009، بعدما شاهد نتاج صموده على أرضه، ومجددا قاد حتى وفاته مسيرة التعمير على أرض الجورة حتى أصبحت قرية عامرة بكافة مقومات الحياة، هذه المقومات كان أتباعه وتلاميذه ومن رباهم حريصين ألا تزول وضربوا لذلك مثلا فى صمودهم على أرضهم حتى اليوم . من جانبه كشف الدكتور بكر سويلم خلف حفيد الشيخ خلف الخلفات عن دور بطولى له ضمن بطولات ابناء سيناء فى حماية جنود مصر وتأمين عودتهم بعد حرب 1967، وقال إن الشيخ خلف من سكان قرية الجورة، جنوب مركز الشيخ زويد، وبعد احتلال سيناء حدث حالة عدم اتزان فى المنطقة، فكان دور الشيخ خلف رائدا بتحفيز الأهالى على الثبات فى أرضهم، والتمسك بحب الوطن والتأكيد على عقيدة أن كل احتلال لزوال . وكشف أن مما لايعرف عن الشيخ خلف قصة تؤصل لمعاني كثيرة، وهى أنه عثر أحد رجال الشيخ على جريح من الجنود المصريين فى أعقاب حرب 1967 بعد أن دهسته دبابة إسرائيلية وتركته فى منطقة صحراوية، وامر الشيخ أن يتم عمل اللازم له ورعايته رعاية كاملة، وبعد فترة تماثله للعلاج لاحظ من حول الشيخ انه اثناء دخولهم الصلاة فى المسجد يتوارى المجند الجريح ولا يرافقهم، ولكنه كان فطنا ذكيا وعرف انه غير مسلم، واقترب منه الشيخ وطلب منه أن يصارحه ولايخاف من شئ فعرفه على نفسه انه "مسيحى الديانة" واسمه مجدى برتبة نقيب، ووجه الشيخ له الحديث قائلا ولما تتردد لا تخف ومن اليوم انت فى حمايتى واحضر الشيخ أتباعه وقال لهم إنه له من الابناء ابن واحد وهو "محمد" ومن اليوم أصبح لديه 2 من الأبناء وهما "محمد" و"مجدي"، ولا فصال فى القول. واستمرت معاملته له على انه أحد ابناءه حتى لا يتعرض لأى أذى أو إهمال فى معاملته وبعد تماثله التام للشفاء قرأ الشيخ فى عينه انه يريد الرحيل، وهو لم يطلبه احتراما وأدبا . وجهز له راحلة نقلته من قرية الجورة حتى بئر العبد حيث أحد رجال المقاومة من ابناء قبيلة البياضية ممن ينقلون الجنود وأوصى من ينقله أن يبلغ الرجل أن هذا ابنه مجدى وعليه سرعة نقله وتدبير أمره وقد كان ذلك وعاد البطل، وشاء القدر أن يتم تعيين الشيخ خلف عضو مجلس شعب، وفى أحد المرات اثناء تواجده فى القاهرة بحث عن عنوان "مجدى" ووصل إليه برفقة ابنه محمد وكانت المفاجئة انه لم يجده وبمجرد أن فتحت زوجته باب البيت قالت فى مفاجأة غير متوقعة انت الشيخ خلف، قال كيف عرفتي قالت من كثرة حديث زوجى عنك، و استأذن فى الانصراف لغياب زوجها ولكنها أبت وقالت كيف تحضر لمنزل ابنك ولا تدخل، وعند حضوره كان احتفاله به شديدا وهو يحاول أن يقبل قدميه وفاءا لجميل صنعه معه. أضاف أن للشيخ دور فى التصدي لبيع الأرض وقيام إسرائيل بتزوير حجج بيع أراضى بأسماء الأهالى، واستخدم منابر سياسية إسرائيلة منها المعارضة لفضح حكومتهم، كما رفض عروض أن تبنى له قرية جديدة بمسجد فى سبيل التخلى عن قريته، انتهت تلك العروض بتهديدات وسجن اجبارى بعد أن رفض مخططاتهم قائلا " أنتم لا تملكون شيئا لكى تعطوه أو تمنعوه الملك لمصرنا الغالية". واشار إلى أن الشيخ خلف تم تعيينه عضو بمجلس الشورى عن منطقة شرق العريش، وقاد بفكره كثير من مخططات التعمير القائمة الأن . ولايزال تلاميذ الشيخ خلف فى المكان وابناء قرية الجورة يذكرون له تصديه لمحاولات الجماعات المتطرفة اصطياد الشباب ومواجهتهم بحزم وقوة . كما أن الشيخ قام بدور تنويري فى المنطقة من خلال تشجيع الشباب على التعليم، وبناء المدارس فى المنطقة بالجهود الذاتية حتى أصبحت قرية الجورة على أرضها مدارس لكل المراحل والتعليم الثانوى والفنى، وفى مكانه كان يحرص كثير من الوزراء والمحافظين على زيارته. وفى الموقع الذى عاش فيه الشيخ خلف وقاد منه ملاحم الصمود فى وجه الإحتلال لا يزال أتباعه فى المكان يحافظون على سيرته ويسيرون على أثره حتى اليوم حيث المسجد والزاوية التى تحمل اسمه.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;