الفاتيكان و"العالم السفلي".. أسرار جلسات الجن داخل إيطاليا.. صحف إيطالية تحذر من جلسات "طرد الأرواح".. انتهاكات جنسية باسم الحرب على الشيطان.. ودورات برعاية الكنيسة لـ"مكافحى الشر".. وجروبات تلاوة عبر

يبدو أن الميل للخرافة والدجل سيظل باقياً مهما بلغت الدول والشعوب من التقدم العلمى والتكنولوجي، فلا يزال الاعتقاد بوجود الأرواح الشريرة والمس الشيطانى ليس فقط فى دول الشرق والعالم العربي، بل داخل العديد من الدول الغربية، ومن بينها إيطاليا، الأمر الذى يثير انقساماً بين وجود شق داخل الفاتيكان يرى ضرورة استمرار محاربة "الروح الشريرة"، ومجتمع مدنى وجهات تحقيق يرى فى الأمر خرافة تفتح الباب أمام جرائم تنتهى بنهايات مأساوية. ملف الفاتيكان والأرواح الشريرة كان محل تقرير نشرته صحيفة "الماساجيرو" الإيطالية، التى قالت إن أرشيف الحوادث الخاصة بعمليات طرد الأرواح الشريرة ممتلئ بجرائم دامية، آخرها ما جرى فى ديسمبر عام 2019، حيث طلب المدعى العام حكما بالسجن لمدة 22 عاما، ضد الكاهن السابق لأبرشية سانتا ماريا كابوا فيتيرى ، ميشيل بارون، المتهم بسوء المعاملة والاصابات الخطيرة ضد فتاة تبلغ من العمر 14 عام وذلك خلال عملية طرد الارواح الشريرة. وأشارت الصحيفة إلى أن المدعى العام أيضا طالب بـ8 سنوات سجن لوالد الفتاة، و7 سنوات للأم، حيث أن الوالدين شهدوا سوء معاملة ابنتهما بحجة "تحريرها من الشيطان"، وقال المدعى العام أن هذه عمليات طرد الأرواح الشريرة "غير مصرح بها" ويتم تنفيذها فى سرية تامة لقواعد وتنظيمات لبعض رجال الدين. وأكدت الصحيفة الإيطالية أنه أثناء طقوس تحرير النفس وتنقيتها، يتعرض الضحايا للضرب المبرح والإهانة والتهديد وإرغامهم على المعاناة الجنسية ضد إرادتهم، مشيرة إلى أن الحادثة الأخيرة، تمت بعد أسبوع من قرار البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بطرد دون ميشيل من الدولة الدينية وذلك بعد أن نشرت شقيقة الفتاة الضحية قصتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى. قصص الدجل وملاحقة الجن فى إيطاليا لا تقف عن تلك الواقعة، ففى عام 2018، وبحسب صحيفة "الكونفيندنثيال " الإسبانية كان يبلغ عدد سكان إيطاليا 60 مليون نسمة ، يذهب منهم 500 ألف إيطالى على الأقل لرجال طرد الارواح الشريرة كل عام. ونشرت الصحيفة فيلم وثائقى لأحد المرضى الذين يخضعون للجلسات وهى كريستينا مهندسة معمارية تبلغ 46 عاما ، تتعرض للتشنجات وتصرخ بصوت غريب ومتعدد الاصوات مع تكرار "أنا شيطان". الاب جابريل أمورت ولا يتبني الفاتيكان موقفاً واضحاً حيال تلك الظاهرة، ففى الوقت الذى يتم فيه طرد بعض القساوسة بسبب تلك الممارسات، إلا أن هناك صمت على بعض المنتمين للكنيسة الذين يقدمون على الأمر نفسه، حيث قالت صحيفة "أثى برينسا" الإيطالية إن كتاب عن طارد الأرواح الشريرة الأكبر في الفاتيكان، الأب جابرييل أمورت، الذي توفي عام 2016 ، ذكر أن الأب الراحل التقى الشيطان 60 ألف مرة خلال 30 عاما. ويتناول الكتاب الذي وضعه زميله القس مارسيلو ستانتسيوني تحت عنوان "الشيطان يخاف مني"، بالتفصيل الجلسات التي قام بها الأب جابرييل لطرد الأرواح الشريرة وعلامات الهوس من أجساد الرعية، وشرحت الصحيفة أن الأب جابرييل، اصطدم ذات مرة مع الشيطان في صباح يوم من عام 1997 - عندما أحضر شاب إيطالي إلى مكتبه في روما، وحسب الكتاب فإن الشاب المسكون بـ"الشيطان" كان يعرف لغته الأم فقط، لكن الروح التي بداخله كانت تتحدث الإنجليزية بطلاقة. وأشارت الصحيفة، إلى أن الأب أمورت بدأ بدراسة طرد الأرواح الشريرة عام 1986، وفي عام 1990 أسس الرابطة الدولية للتعويذيين، وأنه كان في البداية يجري جلسات الطرد في معبد "السلالم المقدسة"، ثم انتقل إلى مقر الرابطة الرابطة الدولية للتعويذيين. ويشير الكتاب إلى أن القس الراحل، اتسم بروح الفكاهة، وكانت مزحته المفضلة:" هل تعرف لماذا يهرب الشيطان عندما يراني؟ لأنني أبشع منه ". أما عن الفاتيكان، ففى نهاية العام الماضى نفى أن البابا فرانسيس، قال فى تصريحات لصحفى إيطالى بارز، إن "الجحيم غير موجود" فى الحياة الآخرة، وأكد الفاتيكان أنه سيجرى دورة تدريبية للكهنة على طرد الأرواح الشريرة فى بداية العام الجارى، وسط ادعاءات بأن طلبات الخلاص من المس الشيطانى ارتفعت بشكل كبير فى جميع أنحاء العالم، ولكن جاءت أزمة كورونا أوقفت تلك الدورة التدريبية ولم يتم تحديد حتى الآن الموعد الجديد. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الدولى لطاردى الأرواح -الذى يمثل أكثر من 200 قس كاثوليكى وأنجيلى وأرثوذكسى ويحظى بدعم الفاتيكان- قال إن الزيادة فى معدلات تلبس الجن تستدعى "رعاية كنسية طارئة". ووفقاً لكاهن من صقلية، تضاعف عدد الأشخاص فى إيطاليا الذين يزعمون أنهم مصابون بمس شياطى إلى ثلاثة أضعاف، لتصل نسبهم إلى 500 ألف حالة فى العام، بينما قال قس إيرلندى إن الطلب على مطاردة الأرواح الشريرة "ارتفع بشكل كبير". وقال الأب سيزار تروكى، أحد المتحدثين فى موقع الفاتيكان الإخبارى: "بدأت المعركة ضد الشر (الشيطان) فى بداية العالم، ومن المتوقع أن تستمر حتى نهايته". وكان بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس نصح القساوسة الذين يستمعون إلى الاعترافات إلا يترددوا فى الاستعانة بخدمات "طاردى الأرواح الشريرة"، مع الأشخاص الذين يحكون لهم عن مشكلات يصعب عليهم حلها، خاصة هؤلاء الذين يعانون من اضطرابات روحية حقيقية. وأشارت صحيفة "كرونيكا جلوبال" الإسبانية إلى أن الفاتيكان استخدمت بداية من العام الماضى هواتف ذكية لتدريب وتعليم الكهنة مع أفضل التقنيات لإنهاء عمليات طرد الارواح الشريرة ، وذلك عبر جلسات الفيديو لوجود العديد من القضايا الصعبة التى يحتاج فيها الكاهن للمساعدة وسيتم قراءة الايات المناسبة عبر الهاتف. وأوضحت الصحيفة أن الفاتيكان أعلن فى عام 2017 ترجمة الطقوس التى تقال فى جلسات طرد الارواح إلى الانجليزية بعد أن كانت الطقوس دينية فقط.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;