نرصد محاولات السلفيين لعرقلة "تجديد الخطاب الدينى"..بدأت فى يناير 2015 عبر مقالات لـ"الشحات" وأعضاء شورى الدعوة تهاجم المشروع وتتهم التيار العلمانى بتشويه..وبسط النفوذ على المساجد ونشر الكتب السلفية

ظهرت الدعوة لمشروع تجديد الخطاب الدينى، منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، حيث طالب شهر رمضان قبل الماضى، الأزهر والأوقاف بتنفيذ مشروع تجديد الخطاب الدينى، ومنذ ذلك الحين صدرت عدة بيانات من الأوقاف حول اقتراب اكتمال المشروع.

السلفيون بدورهم لم يتوقفوا عن الحديث حول مشروع تجديد الخطاب الدينى، حيث سعى بعض قيادات مجلس شورى الدعوة السلفية لتشويه المشروع، لمنع تنفيذه أو ظهوره على أرض الواقع، سواء عبر مقالات أو تصريحات عنه.

عبد المنعم الشحات يتهم التيار العلمانى بتحريف المشروع فى بدايات يناير عام 2015، شن الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، هجوما على الداعين لتجديد الخطاب الدينى، حيث قال فى مقالة له عبر الموقع الرسمى للدعوة السلفية، حملت عنوان " تجديد الخِطاب الدينى بيْن المقبول والمردود"، :" إن هناك معانى مردود عليها فى مشروع التجديد أبرزها التلاعب فى أحكام الدين ذاته، ويشمل صورًا تتفاوت فى تطرفها وانحرافها استعمال منهج المواءمة بيْن الشريعة الإسلامية والحضارة الغربية، بحيث تصبح معطيات الحضارة الغربية هى أحد المرجحات الفقهية فى مسائل الخلاف".

وأضاف المتحدث الرسمى للدعوة السلفية ، :"هناك معانى خبيثة فى هذا المشروع أبرزها ادعاء تاريخية الخطاب الدينى، وحصر كل آية فى سبب نزولها، مما يساوى عمليًّا زعم أن كل نصوص الوحى كتابًا وسنة قد نُسخت يوم نزولها، وصارت تاريخًا لكَ أن تحاكيه إن شئتَ، أو تعرض عنه إن شئتَ!".

وتابع فى مقاله :"أما أشد هذه الدعوات خبثًا على الإطلاق فهى الدعوة إلى نقد النصوص ذاتها، بل ربما تبجَّح بعضهم ودعا إلى نقد القرآن ذاته"، واتهم التيار العلمانى بأنه سيسعى لتشويه "تجديد الخطاب الدينى"، قائلا :"يُجهِد العالمانيون أنفسهم بحثًا وتنقيبًا عن عالم يكون قد قال: إن العبرة بخصوص السبب!، وإذا وجدوا نقلاً فى هذا المعنى هنا أو هناك؛ هللوا له! وينبغى أن يعلموا أنه لم يقل أحد مِن المسلمين قط -غيرهم- بتاريخية النصوص الشرعية، وأن غاية مَن يدعى أن العبرة بخصوص السبب أنه لا يَعتبِر الآية نصًّا إلا فى السبب الذى نَزلت لأجله، ثم يُعدِّى الحكم إلى نظائره بنفى الفارق أو بالقياس، ويظل هذا دليلاً إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها". "مصطفى خطاب" القيادى السلفى وتشويه مشروع التجديد فى شهر فبراير 2016، نشر الموقع الرسمى للدعوة السلفية، مقالا لعضو مجلس شورى الدعوة السلفية مصطفى خطاب، تحت عنوان "تجديد الخطاب الدينى كلمة حق أريد بها باطل"، قال فيه إن أصحاب أفكار ومناهج "منحرفة"، يريدون تغيير الأحكام الشرعية الثابتة وتحريفها والعبث بأصول الإسلام، بحجة تجديد الخطاب الدينى، ليواكب متطلبات العصر الحديث، وهو الفريق الذى يمكن أن نقول عنه أنه يقول كلمة حق يريد بها باطلا.

واتهم خطاب فى مقاله، سياسيين و"غير متخصصين"، بأنهم يسعون لتحريف الدين من خلال مصطلح تجديد الخطاب الدينى، قائلا :"سياسيون غير متخصصون يلوكون كلاما لا يفهمونه ولا يدركونه؛ إما أنه من باب إظهار ثقافة زائفة، أو نكاية فى فصائل سياسية أخرى أو غير ذلك".

وقال خطاب فى مقاله:"تشغل قضية الخطاب الدينى حيزًا كبيرًا من نقاشات واهتمامات الكثير من المسئولين والعلماء والمفكرين، بل دخل مؤخرًا على خط النقاش بعض السياسيين؛ ليدلى كل منهم بدلوه فى تلك القضية، زاعما أن عملية التجديد ليست مستحدثة أو ضرورة ملحة لواقعنا المعاصر فقط".

نشر الكتب السلفية فى المساجد واعتمد التيار السلفى على خطة الانتشار فى المساجد، ونشر الكتب الخاصة بقيادات الدعوة السلفية فى المساجد التى يسيطرون عليها، أبرزها مساجد محافظة الإسكندرية باعتبارها أكثر المحافظات التى يتواجد بها قيادات التيار السلفى.

وفى مطلع عام 2015، ظهرت مطالب من بعض استاذة الأزهر تطالب بتطهير المساجد من الكتب السلفية، كخطوة أولى لتجديد الخطاب الدينى، ومراجعة كتب التراث، لمنع استغلال بعض التيارات لها لنشر أفكارهم.

محاولات السيطرة على المنابر لم تلتزم قيادات الدعوة السلفية بقانون الخطابة فى المساجد، التى أعلنته وزارة الأوقاف ، والذى تضمن ضرورة الحصول على تراخيص مسبقة من الوزارة، وحمل الطالب لترخيص الخطابة من المساجد شهادة أزهرية، ودخلت الدعوة السلفية فى معركة عنيفة مع الوزارة فى نهايات عام 2014 حول السيطرة على المنابر بعدما حررت وزارة الأوقاف محاضر ضد ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية لصعوده المنابر بدون تراخيص، إلا أن الدعوة السلفية سعت لإيجاد وسطاء من أجل تهدئة الأمور.

وحتى الآن لم يلتزم قيادات الدعوة السلفية بقانون الخطابة فى المساجد، حيث ما زال قيادات الدعوة فى محافظة الاسكندرية يصعدون على المنابر لإلقاء خطب الجمعة، بل ما زالت قيادات الدعوة يلقون دروسهم فى المساجد دون الحصول على تصريح وأبرزهم الشيخ أحمد الشريف، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، وعلى حاتم، المتحدث الرسمى السابق للدعوة.

السيطرة على المساجد بالدروس الدينية والخصوصية واستغلت قيادات الدعوة السلفية السيطرة على مساجد الإسكندرية، فى تنظيم دروس دينية وخصوصية فى المحافظة، خلال شهر إبريل الحالى، وأعلنت الدعوة السلفية تنظيم دروس للفقه والحديث، وعمل رحلات خاصة بطلائع الدعوة السلفية داخل المساجد.

وكما أعلنت الدعوة السلفية عن عقد دروس دينية أيام السبت والاثنين والخميس فى مساجد محافظات الإسكندرية وكفر الشيخ والفيوم، الشيخ خالد منصور، والشيخ أحمد الشريف، والشيخ مصطفى صبحى ،بجانب تنظيم رحلات للأبناء الدعوة السلفية داخل المساجد.

أزهريون يتهمون السلفيين بعرقلة المشروع ويعد مشروع تجديد الخطاب الدينى، أحد أهم المشروعات التى طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنجازها خلال الفترة الحالية، بحيث تكون أحد المقومات الهامة لمواجهة الأفكار المنحرفة، فيما لم يظهر هذا المشروع إلى النور حتى الآن.

أزهريون اتهموا السلفيين بالوقوف ضد ظهور مشروع "تجديد الخطاب الدينى" لما يمثله من خطوة مهمة للوقوف أمام الفتاوى الدينية التى تصدر من قياداتهم ، وكذلك فى ظل الاتهامات التى توجه لهم بشأن التسبب فى انتشار الفكر المتطرف.

من جانبه أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن السلفيين يعدون أكبر عائق لظهور مشروع تجديد الخطاب الدينى، ولحسن فهم الإسلام وحسن عرضه، مشيرا إلى أنهم أينما تواجدوا فى أى بلد يحدث فراغ دينى كبير.

وأضاف أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، لـ"انفراد" أن الفكر السلفى جاء بمفهوم مغاير تماما لصحيح الإسلام ومقاصده ، متابعا :"الإرهاب المسلح والفكرى تواجد طالما تواجد الفكر السلفى فى أى مكان بالعالم" ، لافتا إلى أنه حال ظهور مشروع تجديد الخطاب الجينى سيجعل نفوذ السلفيين يقل كثيرا فى مصر، وهو ما يجعلهم يعرقلون ظهوره.

وفى السياق ذاته أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك محاولات يتخذها كلا من هيئة كبار العلماء بالأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، للوقوف أمام محاولات السلفيين لعرقلة تجديد الخطاب الدينى.

وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ"انفراد" أن السلفيين يعرقلون تجديد الخطاب الدينى، من خلال كم الفتاوى التى تصدر من جانبهم ، حيث أن هذا لا يبشر بالخير على الإطلاق، يسئ إلى الإسلام.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;