طبيب يروى تجربته كأول المشاركين بعزل قنا ويحكى عن أصعب اللحظات وأطرفها.. الدكتور إسلام فتوح: تركت ابنتى صاحبة الـ3 أشهر وزوجتى وشعرت فى اليوم الأول بالخوف.. وغرفة الأشخاص السلبيين هى غرفة الأفراح و

إحساس ممزوج بكثير من المشاعر التى ما زالت أتذكرها فى ذلك اليوم، ولن يمحيها الزمن من أعماق الذاكرة طوال الحياة، نظرت يومها إلى صغيرتى صاحبة الـ 3 أشهر نظرة سريعة أردت ألا أطيلها حتى لا يثقل الحمل على وأشعر بلحظات الخوف، ثم أخبرت زوجتى عما سأقوم به ورغم الدموع التى قابلتنى منها إلا أنها تقبلت الأمر فى النهاية، هكذا وصف الدكتور إسلام فتوح، طبيب بمستشفى قنا العام، أولى رحلته مع العزل بالمستشفى والمشاركة فى الحرب ضد فيروس كورونا. وشارك الطبيب فى مهام العزل بعد تحويلها لاستقبال حالات مصابة بكورونا فى أولى الصفوف التى التحقت بالعمل فى المستشفى بشهر يونيو الماضى ليدون فى سجلات محاربى الفيروس ضمن جيشنا الأبيض بالمحافظة، عمل خلالها بالعديد من المهام وشارك المرضى لحظاتهم الحزينة والسعيدة وعاش مواقفًا يسردها فى حديث لـ "انفراد". وقال الدكتور إسلام فتوح، إن بعد معرفته باختياره للمشاركة ضمن فريق مستشفى قنا العام للعزل حزم أمتعته وقصد الذهاب، وعند الدخول إلى المستشفى أدرك أنهم فى حالة طوارئ، حيث خلت طرقات المستشفى من المرضى وظهر الترقب والخوف بأعين المعاونين والعمال والتمريض، فالجميع ينظر من خلف الكمامة محاولا إظهار القوة، والمستشفى التى اعتاد على رؤيتها مزدحمة للمرة الأولى يراها بهذا الشكل. وتابع فتوح، أنه ذهب إلى مكاتب الإدارة حيث يتواجد الأطباء وكانت لا توجد أخبار وقتها سوى تجهيز المستشفى بوقت قياسى وكذلك أخبار ممن أصيبوا من الزملاء أو أحدهم الذى توفى بهذا الوباء، وكان الجميع يحاول أن يجعل الأمر عاديا وطلبنا وقتها على سبيل الدعابة أن نلعب بلايستيشن والفائز مستمر ليرد أحدهم "تقصد العايش مستمر"، ووقتها كان يترقب الطبيب أن يرى مريضًا للكورونا أمامه وعند التجهيز وارتداء الملابس الواقية والدخول إلى غرفة العزل بدأ الإحساس بالخوف من المكان وما يشاهده للمرة الأولى أثناء تأدية عمله. وأشار إسلام فتوح، إلى أنه تعرض لموقفين إحداهما طريفًا والآخر مؤلما وذلك فى أول أيام الاستقبال، الموقف الأول أن بعد دخول 10 حالات كورونا فى وقت واحد لاستقبال المستشفى وتسكينهم، ورغم تعليمات المستشفى بمنع التجول داخلها والالتزام بالقسم، جاء أحد المرضى من كبار السن إلى الاستقبال معترضًا عن وجوده فى الغرفة ودخل فى مشادة كلامية عجز خلالها المتواجدين الرد عليه والتعامل معه، حيث أراد أن يتم تسكينه بغرفة ملحقة بحمام خاص بها، والموقف الثانى المؤلم هو معرفته بمحض الصدفة عن اكتشاف إصابة أحد أقاربه ومجيئه إلى المستشفى فى حالة خطرة وذلك خلال تواجده فى الاستقبال والاطلاع على اسمه. ووصف الطبيب، أن من المواقف الصعبة أيضًا انهيار أحد العاملين بالمستشفى فى بدايات العزل بعد التعامل مع المرضى والضغط النفسى الذى تعرض له، مما دفع الطبيب إلى تهدئته خوفًا على وصول الإحساس إلى المرضى وتقبل بعدها الأمر، وتسلل بعد ذلك شعور للطبيب بالأرق وعدم المقدرة على النوم أو استخدام الهاتف أو القراءة فى وقت الفراغ، وكذلك الشعور بالخوف من المحيطين والشكوك فى الإصابات عند شكوى أحدهم أو ملاحظة عرض عليه، لأن العدوى لا تأتى من المريض الذى يتعامل الأطباء معه بملابس واقية ولكن الأغلب ممن لا يتبعون الإجراءات الاحترازية السليمة. "غرفة الأشخاص السلبيين غرفة الأفراح" هكذا يبين الطبيب أن هناك غرفة للأشخاص الذين تتحول نتائجهم من إيجابية إلى سلبية فى انتظار الخروج والتى أغلبهم من النساء، حيث تتحول الغرفة إلى ضحكات وأغانى ووقت ملىء بالأفراح للنجاة من شبح كورونا. وعن قرب نهاية الفيروس، لفت الطبيب إسلام فتوح أن أكثر مخاوفه من الموجة الثانية للفيروس بفصل الشتاء وعودته مرة ثانية، ولكن فى الوقت الحالى فيروس كورونا أصبح أليفا بالنسبة للأشخاص، ومتاح للتعامل معه. وأضاف فتوح، أن العزل المنزلى من وجهة نظره أمرًا غير فعال نظرًا لاختلاط عدد كبيرة من أفراد الأسرة مع بعضهم البعض ولاسيما فى الصعيد وقراه والتعداد السكانى الكبير بالمنازل، كما ثمن دور المجتمع المدنى فى التعامل مع الأزمة والمبادرات التوعوية. الأطباء الكشف على الطبيب








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;