مستعمر جديد أم زعيم عابر للحدود.. زيارة ماكرون لبيروت تواصل إثارة الجدل.. لوموند: النخبة الحاكمة "اهتزت".. خبير لـ"جارديان": صوره وسط المواطنين مؤثرة وقوية.. و60 ألف يوقعون عريضة تطالب بعودة الانتداب

توالت ردود الأفعال على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعاصمة اللبنانية بيروت، والتي أثارت جدلاً واسعاً وانقساماً ما بين مؤيد يراه لافتة إنسانية ورسالة دعم في ظل الأزمة التي خلفها تفجير مرفأ بيروت، ومعارض يراها محاولة جديدة لتسويق الاستعمار الفرنسي من جديد. وفى تقرير لها، قالت صحيفة جارديان البريطانية، إن ماكرون بجولته في لبنان بات أول زعيم أجنبي يزور بيروت منذ الكارثة، حيث نصبه عناق اللبنانيين بطلاً استثنائياً، وتم استقبله بهتافات في شوارع بيروت حيث وعد بتقديم ‏مساعدة دولية عاجلة ولكن ليس من دون إصلاح جذري لطبقة سياسية يُنظر إليها على ‏نطاق واسع ـ بحسب الصحيفة ـ على أنها فاسدة وغير كفؤة.‏ وكان ماكرون مدافعًا صريحًا عن القيم الليبرالية ولاعبًا بارزًا في الشؤون العالمية منذ انتخابه ‏عام 2017 ، واستمتع بهذه اللحظة ، مما أثار مقارنات مع جولة مشهورة عام 1996 عبر ‏المدينة القديمة في القدس من قبل الرئيس الراحل جاك شيراك ، والتي يُنظر إليها على نطاق ‏واسع على أنها عززت شعبيته.‏ ورغم ذلك، قالت الجارديان إن خصوم ماكرون المحليون سارعوا إلى اتهامه بالتميز بالاستعمار الجديد، لكن المحللين أعجبوا بشكل ‏عام.‏ وقال بيوتر سمولار، مراسل لوموند الدبلوماسي: "ستظل هذه لحظة رئيسية في سياسة ‏ماكرون الخارجية". من ناحية الصور الحشود التي تنادي فرنسا للإنقاذ والكلمات القاسية ‏للغاية الموجهة إلى الطبقة الحاكمة اللبنانية. ادعاءات التدخل مفهومة ، لكنها مهتزة ".‏ بنيامين حداد، الخبير بالمجلس الأطلنطي ، قال بدوره: "التاريخ له أهمية.. ترتبط فرنسا ارتباطًا خاصًا ‏بلبنان، وهي مسؤولية تاريخية.. صور إيمانويل ماكرون في بيروت وسط المواطنين مؤثرة وقوية".‏ ووصف تقرير الجارديان لبنان بـ"المحمية الفرنسية السابقة"، مشيراً إلى أن أداء ماكرون كان المطمئن بعث الأمان في قلوب اللبنانيين، إلا أنه دفع في الوقت نفسه إلى حملة لاقت انتقادات عربية واسعة حيث وقع ما يقرب من 60 ألف لبناني على عريضة على الانترنت تطالب بوضع لبنان تحت الانتداب الفرنسي. بعد ثلاث سنوات من ولاية ماكرون وتعامله للشؤون الخارجية بأنه يطل على الساحة ‏العالمية باقتناع إن لم يكن دائمًا النتائج وقد دفع ذلك البعض إلى رؤيته كفارس أبيض ‏للنظام العالمي الليبرالي.‏ وارتفعت شعبيته في الأسابيع الأخيرة بعد أن أبرم صفقة مع قادة الاتحاد الأوروبي الآخرين ‏بشأن حزمة تعافي اقتصادي أوروبي من فيروس كورونا بقيمة 750 مليار يورو وأجرى تعديلاً ‏في حكومته وارتفعت نسبة تأييده ست نقاط في استطلاع واحد لتصل إلى 50% للمرة ‏الثانية فقط منذ أكثر من عامين.‏ كما عرض في بيروت يوم الخميس موهبة في سياسات البيع بالتجزئة نادرا ما يتمكن من ‏نشرها في فرنسا، وعانقته امرأة طلبت منه المساعدة طويلًا ، واستقطبت هتافات الجمهور ، ‏وقالت للآخرين: "أرى المشاعر على وجهك ، والحزن ، والألم. هذا هو سبب وجودي هنا ".‏ كان يرتدي ربطة عنق سوداء في حداد وأكمام قميصه مطوية ، ووعد الحشود المبتهجة في ‏شارع آخر بتقديم بعض "حقائق الوطن" إلى الحكومة اللبنانية.‏ وقال ماكرون إنه "لن يتدخل أبدًا في السياسة اللبنانية" ولكنه يسعى إلى اتفاق سياسي جديد ‏من قادة البلاد ، ويضغط بشدة من أجل التغيير. قالئلا: "سأتحدث معهم.. سأحاسبهم".‏ زيارة ماكرون المثيرة للجدل تضمنت حواراً تم انتشاره على نطاق واسع بين سيدة ، خاطبته قائلة : "لا تعطوا الأموال للحكومة الفاسدة"، ليتعهد لها الزائر الفرنسي : "أضمن لكم ذلك ، لن تذهب الأموال للأيادي الفاسدة". تحركات الرئيس الفرنسي الشاب لم تقتصر على الزيارة، فقال بيان للبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ناقش مع ماكرون خلال مكالمة هاتفية اليوم الجمعة سبل العمل سويا مع دول أخرى من أجل إرسال مساعدة فورية إلى لبنان، وكذلك تمديد حظر الأمم المتحدة لتوريد الأسلحة إلى إيران.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;