الحضن بيروح فين بعد الجواز؟.. حكايات ستات مصر عن "الحضن الضائع" فى زحمة روتين الحياة.. سمر: يعنى إيه حضن أصلا؟.. وولاء: "من يوم ما بطل يحضنى بطلت أحبه"

نقلا عن العدد اليومى...

هو أكثر الأماكن الضيقة اتساعاً، هكذا قال أحدهم فى وصف «الحضن»، وآخرون قالوا: «الحضن قادر يختصر نص الكلام وساعات كله»، سلوك جسدى تتلامس فيه الروح مع وليفها لتعطها دون مقابل حبا وشعورا بالأمان والدفء، فى هذا المكان فقط أنت وحدك قادر على لمس الصدق ورؤية الجنة والبقاء لساعات أو ربما يحلو لك أن تظل هنا ما تبقى لك من العُمر، عن هذا الحضن الذى يختفى تمحى حلاوته الأيام والظروف والمواقف، ليتحول بعد سنوات من الحب كان العناق فيها شريانها إلى عادة روتينية فقدت حلاوتها، يراه البعض أفعالا تناسب المراهقين فى العلاقات العاطفية العابرة، إلا أنه فى حقيقته هو الدواء لكل داء قد يصيب الأحباء روحاً جديدة تبث فى علاقتهما، قادرة على أن تمنح طرفيها فرصة جديدة للتسامح دون عتاب أو لوم، «الحضن» الذى فسره علماء النفس، ورأوا أنه فعلاً يستحق الدراسة والبحث ومعرفة تأثيره علينا وعلى المحبين على وجه الخصوص، قبل أن تفقد متعته عليك أن تعرف أنه وحده القادر على أن يبث فى قلب محبيك أماناً وحباً لا مثيل له. كثير من البحوث والدراسات أسهبت فى وصف هذا الفعل الجسدى، وتفسيره من الناحية العلمية، فهو كما يراه بعض الباحثين سلوكا له تأثيرات بالغة على من يحظى به، فقد أثبتت الكثير من البحوث أنه قادر على خفض البكاء وتحسين النوم وانخفاض القلق، كما أنه المسؤول عن إفراز الجسد لهرمون النمو، فهذه اللمسة الجسدية التى قد يراها البعض لا قيمة لها قادرة على أن تخفض الشعور بالألم وتخفيف أعراض الاكتئاب، وهو المسؤول أيضاً عن زيادة هرمون السعادة والصحة، لكن للأسف كثيرا ما يختفى «الحضن» بعد الجواز، لتصبح هذه هى النتيجة: «مروة»: اتجوزت من 3 سنين.. جوزى حضنى فيهم 5 مرات بس «فيها إيه لما جوزى يحضنى كل يوم، وإيه يعنى لما يطبطب علىّ قدام الناس، هو عيب إن الراجل يحضن مراته؟»، هكذا بدأت مروة البالغة من العُمر 30 عاماً تحكى عن تجربتها مع «الحضن» الذى اختفى بعد 3 سنوات فقط من الزواج قائلة: «أنا بس عايزة أعرف ليه الرجالة قاسية كده، ليه الحضن والطبطبة مش فى القاموس بتاعهم، الحضن ده بقى بالنسبالى ذكريات كده بتحصل فى مواقف معينة، يعنى أفتكر إن يوم ما أمى توفت وكنت منهارة حضنى، ومواقف تانية تتعد على صوابع الإيد الواحدة، مش عارفة ليه هو مش فارق معاه الحاجة البسيطة دى، مع إنه بيعمل اللى مبيعملوش الكلام». تستكمل «مروة» حديثها قائلة: «أنا لما بشوف راجل بيحضن حبيبته بزعل قوى وساعات بعيط لأنى بكون نفسى جوزى يعمل كده معايا، كأنه عيب مثلاً يحضنى، حتى لو أنا بحضنه مش بحس بالحاجة اللى مفروض أحس بيها لما جوزى يحضنى، وكأنه الموضوع واجب سخيف بيعمله غصب عنه أو من غير ما يحس بجماله، أنا الحضن بالنسبالى حاجات كتير قوى أهم من كلمة بحبك. إيناس: «يا رب نفسى فى حضن حنين قبل ما أموت» «الحكاية مش بس راجل أو زوج ميعرفش قيمة الحضن، لأ الحكاية إننا أصلاً الحضن بالنسبة لينا ولثقافتنا رفاهية، ممكن نستغنى عنها عادى، يعنى أنا لو قولت لجوزى إنت ليه مش بتحضنى هيشوفنى تافهة، شايف إن دى حاجة عادية، الحضن ده اللى قادر ينهى مشكلة فى ثانية، وقادر يخفف وجع نفسى، ويمحى الزعل من جوايا، نفسى يعرف يعنى إيه حضن دافى ملوش علاقة بعلاقتنا الحميمة، حضن بره الإطار، حضن فيه طبطبة ومعزة وخوف وحب، الحضن اللى يسكن الألم، واللى ميعرفش عنه حاجة، واللى لو جربه كان عرف قيمة إنه يفتح درعاته ليه ويحضنى ويطبطب عليا زى خلق الله، وكأن عيب الراجل يحضن مراته، كان بيحضنى فى الأول حضن حنين دلوقتى خلاص كله اتحول لروتين حتى الحاجة الحلوة اللى بتحسسنى بوجودى مبقاش ليها طعم ولا وجود». سلمى: قولت لجوزى احضنى.. قالى: بلاش شغل المراهقين ده أما سلمى المتزوجة منذ 4 سنوات تحكى عن تجربتها مع «الحضن اللى اختفى بعد الجواز»، تقول: «أسمع عن الحضن الحلو اللى بيختصر نص الكلام أشوفه ف التليفزيون آه، إنما عيشته لأ، وكأنى بطلب منه المستحيل أو حاجة عيب، بس يمكن هو مبيعرفش يحضن، فى رجالة كده ناشفة قوية متعرفش قيمة حاجة حنينة زى دى، مش عارفة، بس اللى أعرفه كويس إن عمرى ما حسيت بالحضن اللى الناس بتتكلم عنه وبتوصفه، عمرى ما جربت أدخل بين إيديه وأغمض عينيا وأعيش الإحساس ده، عمرى ما دوقت حلاوته، ولا أعرف يعنى إيه حضن حقيقى يشيل الهم ويريح النفس التعبانة، حاولت أتكلم معاه كتير بس هو شايف إن الحضن ده بتاع العيال المراهقة واحنا أكبر من كده». تستكمل سلمى: «أنا عن نفسى فقدت الأمل، لأن الحاجات مش بالطلب ده إحساس يا يكون هو عنده الرغبة أو لأ، لكن مينفعش أروح أقوله أحضنى، لازم يكون فاهم يعنى إيه حضن حنين عشان أنا كمان أقدر أحس بيه، بس لو قولتله احضنى يبقى كأنى بطلب منه يحبنى، حاجة ملهاش طعم بعد ما بتتطلب». ولاء: «هو بطل يحضنى وأنا بطلت أحبه» أما قصة ولاء، فكانت هى الأكثر اختلافاً بين قصصهن عن الحضن، تحكى ولاء عن اختفاء الحضن من قاموس زوجها، والحب من قاموسها هى الأخرى. تحكى «ولاء» قائلة: «فى الأول كان الحضن هو طريقته عشان يطمنى ويقولى متخافيش أنا جمبك، حضن قادر يوصل كل مشاعره من غير ولا كلمة حب واحدة، كان ده كافى إنه يطمنى ويقولى أنا إيه بالنسباله، ومع الوقت قوة الحضن وجماله بدأ يروح، وكل ما يتغير أكتر أنا كمان من جوايا أتغير، يمكن هو مش حاسس بالتغيير اللى حصلى، بس أنا حاسة بالحب والحاجات اللى بتختفى من علاقتنا واحدة واحدة. تستكمل ولاء حديثها: «يمكن هو شايف إن الحضن ده مش دليل على الحب، يمكن ده بالنسباله بس بالنسبالى أنا كل حاجة، لأنه هو الطريقة اللى كانت بتطمنى إنه بيحبنى، هو كان بيعبر بيها عن حبه ليه، وفجأة بطل يعمل كده، بقيت مجرد زوجة ليها حقوق وعليها واجبات وعلاقة الحب بتتلخص فى العلاقة الجنسية، اللى ممكن تبدأ وتخلص من غير ولا كلمة وكأنى مش موجودة، ده كله مع الحضن اللى راح من سنين، هو حاسس إن فى حاجة اتغيرت من ناحيته، بس يمكن مش عارف يحدد إيه السبب، ويمكن لو عرف السبب اللى خلانى أبطل أحبه يمكن يقول علىّ مجنونة، بس هى دى الحقيقة، من يوم ما هو بطل يحضنى، وأنا كمان بطلت أحبه». سمر: «يعنى إيه حضن أصلا؟» أما سمر فاختارت طريقا مختلفا تماماً للحديث عن «الحضن» وأهميته، تقول سمر،: «أنا متجوزة من 7 سنين والحمد لله من وقت ما اتجوزت لحد النهاردة جوزى محضنيش حضن عليه القيمة غير يوم الفرح، ومن ساعتها ولا كررها زى ما يكون عيب أو حرام مثلاً، مش عارفة هو شايف الموضوع إزاى، أنا آخر معلوماتى عن الحضن اللى الناس بتكتبها على فيس بوك إنه بيختصر نص الكلام وكده، ولكن علاقتى بجوزى الحمد لله خالية من أى كلام، فبالتالى مش لازم يكون فى حضن عشان يختصر نص الكلام ده، الحضن يمكن بالنسباله شغل سيما أو كل معلوماته عن الحضن إنه كلام فاضى، وإن علاقة الجواز أسمى من كده والكلام ده اللى الرجالة بتبرر بيه الحب اللى بيقل بعد الجواز، وكأن الجواز بيكون بداية لأى علاقة تبوظ وكأن الراجل بيقول للست أهو عملتى اللى إنتى عايزاه سبينى بقى، وكأن الحب هو كمان بيهرب مع الجواز، يمكن نكون إحنا السبب ثقافتنا الغلط وأفكارنا الغريبة عن الجواز والحب، بس النتيجة إنى هعيش وأموت من غير ما اتحضن حضن عليه القيمة، أو من اللى الناس بتحكى عنه أو من اللى بشوفه فى السينما، نفسى يفهم يعنى إيه حضن، ويعنى إيه مشاعر ممكن تلخصها فى طبطبة على كتف مراتك أو لما تقرر تاخدها فى حضنك».

أنا ست مريضة بالشك.. وخايفة أخرب بيتى.. الطلاق سيكون مصير هذه العلاقة إذا أصررتى على التصرف والتعامل معه بهذه الطريقة الخاطئة مريضة بالشك، هكذا وصفت نفسها فى الرسالة التى لم تكشف فيها عن الكثير من حياتها الشخصية، فقط اكتفت بعرض أزمتها حتى تصل إلى حل جذرى فى هذه الأزمة، تقول صاحبة الحكاية: «أنا ست مريضة بالشك، عارفة إنى مش طبيعية، وبشك فى كل تصرف صغير أو كبير بس مش عارفة أعمل إيه ومش لاقية حل، رغم إنه راجل محترم بس أنا طبيعتى شكاكة جدا،ً بس الموضوع معاه زيادة عن اللزوم، وكذا مرة الموضوع يقلب بخناقة كبيرة بكون مش عارفة أسيطر عليها، بس بردو مش بتعظ وارجع تانى أشك فيه، وأسأل أسئلة بتحسسه بالإهانة زى ما هو بيقول، أنا بغير عليه من أقرب الناس حتى أخته لو حضنته بضايق، أنا عارفة إنه ده مش طبيعى بس أنا بحبه جداً وبغير عليه بجد، بس الموضوع بيزيد، وهو بدأ يضايق بشكل ممكن يخليه يطلقنى فى أى وقت، والناس كلها بتحذرنى بس أنا مش عارفة ألاقى حل، يا ريت حد يساعدنى». التعليق على الحكاية: «فى البداية شىء جيد أن تعترفِ بأن هناك أزمة حقيقية فى علاقتك به، وأن غيرتك ليست طبيعية على الإطلاق، فمن الضرورى أن تبحثِ عن أسباب هذا الشعور الملازم لكِ، ولكن ما تتحدثين عنه يخبرنا بأنكِ تعانى من حالة مرضية تستدعى الذهاب إلى طبيب نفسى فى البداية، ثم مواجهة نفسك بهذه الأمور جميعها، ورؤية الوضع على حقيقته، وواجهى نفسك بأن الطلاق سيكون مصير هذه العلاقة إذا أصررتى على التصرف والتعامل معه بهذه الطريقة الخاطئة، فبعيداً عن الخسائر التى ستجنيها من هذه التصرفات غير المسؤولة، إلا أن هذه الطريقة تجعل زوجك يشعر بأنكِ غير واثقة بذاتك على الإطلاق، حاولى أن تساعدى نفسك والتخلص من كل هذه الهواجس التى تسيطر عليكِ، وتجعلك غير سعيدة». الطب النفسى: العناق يعكس الأمان ويمحو الخلافات على الرغم من أن ثقافة الحضن منتشرة فى أوطاننا العربية، فإنها بين المحبين وبمعناها المتعارف عليه فى العالم ليست موجودة، فالأزواج لا يعتدون بالحضن كطريقة لحل الخلافات العاطفية بينهم أو لحل أزمة أو لوأد الغيرة أو الشك، الذى قد يكون الطلاق هو نتيجة له، فعلى الرغم من أن الأبحاث أثبتت أن النساء اللواتى يحصلن من جانب الحبيب أو الزوج على حضن يومياً يكن أكثر قدرة على مواجهة المشاعر السلبية، كما أن هذا السلوك والتعبير الجسدى يعطيهن شعورا بالتملك الجسدى للطرف الآخر، كما أنه أفضل طريقة للتعبير عن المشاعر الحقيقة، كما أنها الطريقة الأكثر صدقاً للتعبير عن المشاعر، التى دائماً ما تصدقها النساء. أما عن تأثير الحضن على الرجل، فتقول الأبحاث: إن هذا السلوك يعزز الشعور بالسعادة والقلق والتوتر، مما يجعل الرجل يشعر بأمان أكثر فى هذه العلاقة عن غيرها، كما أن هذا السلوك الذى قد يراه البعض بسيطا، إلا أنه له تأثير السحر على العلاقات العاطفية، كما أنه يزيل الإحساس بالتوتر والقلق، ويمنح الآخر شعورا بالسلام والطمأنينة، كما أنه يعكس الصدق الذى يعجز الكلام عن وصفه.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;