يترقب الملايين داخل وخارج الولايات المتحدة المناظرة الانتخابية الأخيرة في مارثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ينتافس فيها الرئيس دونالد ترامب، أملاً في الفوز بولاية ثانية، أمام المرشح الديمقراطي، جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وبحلول الثالثة فجر الجمعة، تنعقد المناظرة الأخيرة في ماراثون البيت الأبيض الانتخابي، في وقت يتسلح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسلسلة من الإنجازات الاقتصادية حققها في ولايته، بمقدمتها انخفاض معدلات البطالة، فيما يعاني منافسه الديمقراطي أزمات واسعة من بينها ملفات الفساد التي تم الكشف عنها مؤخراً حول أنشطة ومعاملات ابنه المالية المشبوهة، غير أنه يراهن على ما يحاول الإعلام الأمريكي الترويج له على أنه إخفاق فى مواجهة إدارة ترامب لأزمة كورونا.
وكانت المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن، والتى عقدت فى أواخر سبتمبر الماضى قد شهدت فوضى ومقاطعات متكررة وهجمات لفظية عنيفة جعلتها تصنف على أنها واحدة من المناظرات الأكثر اضطرابا على الإطلاق، وقد تابعها ما لا يقل عن 73 مليون مشاهد.
وألغيت المناظرة الثانية التى كانت مقررة فى منتصف هذا الشهر بعد إصابة الرئيس ترامب بفيروس كورونا ورفضه إجرائها افتراضيا.
وأظهرت الاستطلاعات أن هناك عددا قليلا نسبيا من الناخبين لم يحسم رأيه بعد، بحسب ما تقول وكالة رويترز، فى إشارة إلى أن هذه المناظرة قد تكون ذات تأثير محدود، حيث أدلى عدد قياسي من الأمريكيين بلغ 42 مليونا بأصواتهم بالفعل قبيل المناظرة التي ستعقد في ناشفيل عاصمة ولاية تنيسي.
وتقول الإذاعة الوطنية الأمريكية إن مناظرة الليلة تمثل أفضل وآخر فرصة للرئيس ترامب لكسب الزخم بعد أن حل خلف بايدن بشكل مستمر فى سباقات استطلاعات الرأى، كما أنها أفضل وآخر فرصة لكلا المرشحين لتقديم حججهما لجمهور واسع من الراى العام الأمريكى والأسباب التى ترجح كفته كرئيس. وبعد ليلة اليوم، الخميس، لن تكون هناك فرص أخرى مثل هذه.
والسؤال الأول المطروح بشأن هذه المناظرة يتعلق بما إذا كان ترامب سيكرر نفس أداءه فى المناظرة الأولى، حيث غاب النقاش حول القضايا الحقيقية على الرغم من وفاة 200 ألف أمريكى بسبب وباء كورونا وتضرر الاقتصاد فى أماكن كثيرة إلى جانب الاضطرابات العنصرية، لكن الإذاعة تقول إنه لا يمكن الرهان على أن ترامب سيغير طريقته ويلتزم بالقواعد، لاسيما وأن عدد حالات كورونا يرتفع.
وكان بايدن نفسه قد فوجئ بطريقة ترامب فى المناظرة الأولى، وحاول التركيز على المشاهدين فى المنازل بالحديث مباشرة إلى الكاميرا، والسؤال هو كيف سيرد المرشح الديمقراطى على هذه المقاطعات هذه المرة، وكان بايدن قد ابتعد قليلا عن الأنظار طوال الأيام الماضية وقلل المشاركة فى الفعاليات العامة، على الأرجح للاستعداد للمناظرة.
وتوقعت الإذاعة الوطنية الأمريكية أن يثير ترامب قضية هانتر بايدن نجل جو بايدن، وشبهات الفساد التى تحوم حوله بعد الكشف عن رسائل البريد الإلكترونى الخاصة به التى كشفت أنه قدم لوالده أثناء توليه منصب نائب الرئيس أحد كبار مسئولى شركة الطاقة الأوكرانية التى يعمل بها، قبل أن يقوم والده بالضغط من أجل إقالة مدعى يحقق عن هذه الشركة.
ورد بايدن على هذه المسألة عندما سئل عنها بأنه ليس لديه إجابة، لكن سيتعين عليه أن يقدم إجابة أكثر إقناعا.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هذه المناظرة، التى ستناقش فيها قضايا السياسة الخارجية، سيتم مراقبتها عن كثب من قبل القادة الأوروبيين ويعتقد الكثير من الدبلوماسيين الأوروبيين إن السياسة الخارجية الأمريكية لم تعد غير حزبية ومن ثم لم يعد من الممكن الوثوق بها.
ويقول إيفان كراستيف، مدير مركز الاستراتيجيات الليبرالية إنه للمرة الأولى يخشى الأوروبيون من عدم وجود إجماع على السياسة الخارجية فى الولايات المتحدة، فكل إدارة جديدة يمكن أن تعنى سياسة جديدة تماما، وهذا كابوس بالنسبة لهم.
ومن القضايا التى سيهتم بها الأوروبيون مصير معاهدة نيو ستارت للحد من الأسلحة النووية مع روسيا، واتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية وحتى الاتفاق النووى الإيرانى.
