مقالات صحف الخليج.. سمير عطالله يرصد "كآبة" واشنطن فى يوم تنصيب بايدن.. هالة المشلوح تراهن على قوة المؤسسات الأمريكية رغم الصراع الانتخابى.. وموسى برهومة يتساءل: كيف نفكك منظومة التزمت؟

تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة أبرزها، يوم التنصيب في الولايات المتحدة، حيث سيعتلى جو بايدن عرش البيت الأبيض، بينما يغادر دونالد ترامب، وما بينهما من الكثير من الأحداث الاستثنائية، التي سوف يشهدها أحد أهم أيام التاريخ الأمريكي. سمير عطالله: كآبة المنظر في واشنطن قال الكاتب سمير عطالله، في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن استثنائية يوم تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن، معتبرا أنه سيكون يوما كئيبا، حيث يغادر السابق العاصمة غاضباً في يومها الأهم عبر التاريخ، والحالي لا يجد من يتسلم منه مراسيم الرئاسة الأكثر أهمية. لا يتسنى للجديد أن يشكر سلفه على ما حقق، ويرفض السلف أن يبلغ خلفه التمنيات التقليدية ويسلمه مفاتيح الأسرار ومفتاح ضرب الكوكب بالعدم الأخير، خلال ساعتين. منذ 46 رئيساً لم يكن 20 يناير مثلما هو عام 2021، رئيس يخرج معزولاً بلا وداع من أحد، وآخر يدخل خائفاً، بلا استقبال تقليدي. البيت الأبيض، بكل تاريخه، مثل روضة أطفال: حصان حرون لا يهدأ، وحصان متقدم في السن، يخاف أن يكون قد وصل في الوقت الخطأ... وصل والعاصمة في شبه حالة حرب، ومبنى الكونجرس لم يفق من أسوأ كوابيسه، والرعاع يتجمعون في مدن أخرى، كأنما ما حدث في 6 يناير الحالي سوف يقتحم من أبواب أخرى. المؤسف أنه في هذا المناخ المرتعد، لا مجال لتذكر الحسنات التي عرفها عهد ترامب، خصوصاً في الاقتصاد وفي الانسحابات العسكرية. ولن ينتبه أحد إلى أنه فيما يعود إلى فلوريدا للعب الغولف، لم يعد في أفغانستان سوى 2500 جندي أمريكي. أسلوب ترامب طغى على كل شيء آخر. رئيس غاضب على الدوام كأنه خارج من معركة وداخل إلى أخرى. ورجل يخرج من معاهدات أمريكا وميثاقاتها كأنه يخرج من غرفة النوم إلى غرفة الاستقبال. يعامل الجميع كما لو أنه دونالد ترامب، وليس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. لست من الذين يعتقدون أن لترامب حياة سياسية بعد الخروج من البيت الأبيض. هناك ظواهر شعبوية كثيرة بدت لوهلة أنها سوف تنهي صورة السياسة التقليدية، ثم ذهبت سريعاً إلى النسيان. ترامب، فالأرجح أنه سوف يكتفي بمذكرات يطلق فيها النار على الجميع. مشكلته أنه صنع من الأعداء خلال أربع سنوات ما تعجز عنه كتيبة من الرؤساء. موسى برهومة: كيف نفكك منظومة التزمت؟ تساءل الكاتب موسى برهومة في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية عن الكيفية التي يمكن بها مواجهة الإرهاب والغلو التطرف، موضحا أن الأمر يحتاج إلى استراتيجية بعيدة المدى، فالمشوار نحو اجتثاث مظاهر التزمّت في الحياة العربية يلزمه نفس طويل معطوف على خطط واضحة مضمونة الأثر. ومع أنّ محاربة الإرهاب ظلت، حتى هذه اللحظة، موكلةً للجهود الأمنية والاستخباراتية، إلا أنّ ذلك لا يغني أن يتبلور بموازاة ذلك جهد يحفر في أعماق التزمّت، ويستأصل جذوته، ويقوم بعد ذلك بتأهيل المجتمع نفسياً وفكرياً لتقبّل الآخر، واستيعاب الاختلاف، وتوسيع فسحة التسامح، والعمل بجد لبناء الكون، وإعمار الأرض. التديّن في المجتمعات العربية واسع ومتجذّر، ومن هذه الكوّة نفذت الحركات المتطرّفة؛ بذريعة نشر تعاليم الدين وتحفيظ القرآن، عبر إقامة مخيمات دورية للأطفال بهدف تنمية حسّهم الديني وترقية سلوكهم الحياتي، لكنّ الأهداف المتوارية خلف هذه العناوين الجذّابة كانت إعداد أفراد تابعين لتلك الحركات. وعبر أكثر من نصف قرن، تشكّل وعي ديني متطرّف لدى الكثير من العرب المسلمين الذين فهموا الدين بمعناه المتطرف، وابتعدوا في مقارباتهم عن الدين المعتدل الذي يحض على الوسطية، وينأى عن التعصّب والنزعة الاستئصالية للآخر المختلف، واعتباره خارج دائرة الإنسانية. في غمرة ذلك، غابت الفنون، وأقصيت الفلسفة، وجرى تجاهل الفكر النقدي، ومناهج التحليل العلمي، لمصلحة ثقافة تعليمية قائمة على البصم والحفظ والتلقين والترديد الببغاوي للمعلومات دون فحصها والتدبّر بشأنها. غابت، فضلاً عن، ذلك الفنون، التي كان يُنظر إليها باعتبارها حراماً. غاب الغناء واقتصر على الذكور، وكان صوت المرأة متوارياً باعتباره عورة. مشوار تفكيك منظومة التزمّت يبدأ بالفنون والفلسفة والفكر النقدي الخلاق والتحليل الإبداعي، علاوة على تعميم ثقافة الفرح، وتنمية مهارات الروح والجسد من خلال إحياء رياضات للأطفال والشباب توجه تركيزهم إلى المنافسة وتحقيق الفوز بالجهد الذاتي، وتعظيم إنجازات الآخرين. المهرجانات الفنية التي تستقطب الشعراء والأدباء والمطربين والفنانين من كل الاتجاهات والحرف، والرياضات التي تحرّر الجسد من أثقاله، أمر ضروري لإيصال مياه العافية إلى النفوس المتصحّرة التي يزيدها الخطاب المتداول عبر بعض الفضائيات العربية انغلاقاً وتحجّراً، ما ينمّي ثقافة الخرافة والجهل، ويوقظ ما هجع في العقل الإنساني من توحّش وبدائية تتجلى في سائر مظاهر الحياة العربية، وتضرم فيها نار التطرّف والكراهية. هيلة المشوح: تنصيب بايدن.. والمصالح العليا أما الكاتبة هيلة المشلوح، فتناولت هي الأخرى، مسألة تنصيب جو بايدن، في مقالها بصحيفة "عكاظ" السعودية، معتبرة أن ما حدث في أمريكا من عنف وشغب مجرد زوبعة ستنتهى لا محالة بمجرد استلام الرئيس الجديد لزمام السلطة في بلاده. وقالت المشلوح المراقب للشأن الأمريكي يعلم جيداً أن قوة الولايات المتحدة الأمريكية تكمن في قوة مؤسساتها السياسية مهما بلغت خلافات أحزابها، وإن كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة واقتحام مبنى الكونجرس قد خيبت ظن البعض في قوة وانسجام تلك المؤسسات وحرصها على كيان الدولة فيظل هذا حدثاً استثنائياً منذ اقتحم الإنجليز مبنى الكونجرس 1814؛ ما يعني أنه لن يؤثر مطلقاً على سير سياسة أمريكا العريقة ومصالحها العليا وانتقال السلطة بسلاسة مهما بلغت مكايدات اليسار الأمريكي. فالرئيس ترامب والحزب الجمهوري برمته يضطلع بمسؤولية وطنية كبرى تلزمه وغيره بتجنب أي تصعيد ومصادمات تؤثر على مصالح الدولة العليا وكذلك هو الحال للحزب الديمقراطي فالدولة أولاً وما عداها مجرد مناوشات ومكائد حزبية لاتلبث أن تتلاشى بعد التنصيب. الصراع الذي حدث في أمريكا -إن جاز القول- فهو ليس صراع سلطة، وليس صراع دوغمائيات وقوميات وأحزاب متطرفة بقدر ما هو رهان على الديمقراطية وما قد تفرزه من استقرار أو نكبات، لتبقى الموازنة بين الحرية والمسؤولية هي الأساس التي تقوم عليه الدولة بكل أحزابها ومؤسساتها. لن تنهار أمريكا ولن تتفكك دولة المؤسسات والحريات، ولن تكون أحداث الكونجرس سوى زوبعة عابرة تبرهن للعالم بأن الإمبراطورية الأمريكية العظمي حتى في أحداثها العاصفة والدامية أمة ثابتة ومتماسكة وأن الرئيس جزء من مؤسستها السياسية وانتخابه حالة سياسية كل شيء متوقع خلالها بكل جهوزية واستعداد، فلا الانتخابات العاصفة نهاية الديمقراطية ولا تراشقات الأحزاب نهاية الدولة.








الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;