الصدفة تقود الإنقاذ النهرى لانتشال جثة شاب غريق بعد اختفائه 45 يوما.. "محمد مجدى" عثر عليه مكبل اليدين داخل "شوال".. خاله: تعرفنا على الجثة من التيشرت وخاتم والدته والساعة.. وأصدقائه: صاحب صاحبه.. فيد

اختار الجار قبل الدار هكذا وصانا نبى الأمة، فهو قبل الأخ فى المحنة لجاره منقذا لها وعونا إلى جواره، وفى الفرح يفرح له، لكن فى هذه الأحيان انتشرت جرائم القتل بين الجيران والأشقاء لأسباب قد تبدو فى مجملها تافهة لكن تقود فى النهاية إلى جرائم بشعة ينبذها المجتمع بكافة أطيافه وفئاته، وهذا ما وجدناه فى قضية العثور على جثة الشاب محمد مجدى ابن منطقة عزبة رستم بمدينة شبرا الخيمة بالقليوبية، بعد اختفائه بمدة تجاوزت الـ45 يوما، ليتهم فيها جيرانه الذين اعتادوا الخلافات مع الضحية، وتظل التحقيقات جارية حتى الآن. الشاب محمد مجدى ابن مدينة شبرا الخيمة بالقليوبية، والذي عثرت عليه فرق الإنقاذ النهرى بالشرقية، وذلك بعد اختفائه 45 يوما مكبل اليدين داخل "شوال"، خلال بحثهم عن جثمان الشاب الذى غرق خلال انقلاب سيارة لنقل منقولات الزوجية "عفش" عريس بالشرقية، بعد محاولات بحث تخطت الشهر من الأهل والأصدقاء لكن باءت بالفشل فى النهاية، ليتلقوا خبرا مفزعا عن هذا الشاب، وطريقة وفاة أبكت الجميع. "انفراد" التقى أسرة "محمد" وأصدقائه، الذين أكدوا أن ما تعرض له محمد أمر صعب للغاية، فهو كان شابا محترما والجميع يحبه ويحترمونه ولا يوجد عداوة بينه وبين أحد ولكن العثور عليه مربوط وغارق فى المياه وجثته مشوهه آثار ذهول وصدمة الجميع من أبناء بلدته فى شبرا الخيمة، حيث تعرفوا عليه عبر ملابسه ومتعلقاته، وكذلك تحليل الـ"DNA" الذي تم له قبل التصريح بدفنه، ليشهد تشييع جثمانه المئات بل الآلاف من أبناء المنطقة كأنه عرس وليست جنازة. فى البداية قال حسن صابر، خال محمد مجدى، إن "محمد" توفى والده وهو لم يتخط العام الأول من عمره، ثم صدمته الحياة مرة أخرى بعد وفاة والدته منذ 6 سنوات ليصبح يتيم الأبوين وحيدا فى هذه الدنيا، موضحا أن محمد كان محبوبا من الجميع وكان مسالما للجميع ولا يحمل بداخله أية عداوات مع أشخاص، "بالعكس كانت الناس كلها بتحبه وكل اللى يشوفه من غير حتى ما يعرفه كان بيحبه، محمد كان ابن موت". وأضاف "حسن" لـ"انفراد"، أنه محمد انتهى من أداء الخدمة العسكرية وحصل على شهادة "قدوة حسنة"، وكان قد حصل على رخصة قيادة عسكرية وكان ينهى أوراق استبدالها برخصة مدنية ليبدأ مسيرته بالحياة وتكوين نفسه، لكن حقد أحد جيرانه عليه خطط للانتهاء من الضحية بشكل مفزع، مشيرا إلى أن "محمد" يوم اختفائه ارتدى ملابسه وكان ذاهبا للقاء أصدقائه بمنطقة مشتول السوق بالشرقية، ولكنه اختفى تماما ولم يظهر من حينها كما أن هاتفه أغلق تماما. وأوضح، أنه بدأت الأسرة فى البحث عن "محمد" بكل جهة ومنطقة يمكن الوصول إليه بها منها المستشفيات وأقسام الشرطة والمرحة وأصدقائه لكن بلا فائدة، وتم تحرير محضر اختفاء "محمد" برقم 12415 إدارى قسم ثان شبرا الخيمة بتاريخ 11 ديسمبر 2020، إلا أنه خلال قيام وحدات الإنقاذ النهرى بالشرقية بالبحث عن جثمان أحد الشباب الذين غرقوا نتيجة انقلاب سيارة من على كوبرى الزوامل بالشرقية خلال نقل "عفش عروسة" تم العثور على "شوال" مغلق، وتم فتحه فكانت الصاعقة. والتقط الشاب محمد صابر، أحد الأصدقاء المقربين من "محمد مجدى" الضحية، أن أصدقاء المجنى عليه لاحظا انتشار صورا لتيشرت بجروبات مواقع التواصل الاجتماعى بمنطقة الشرقية حتى وصلت شبرا الخيمة، يشبه كثيرا التيشرت الذى ارتداه محمد فى آخر يوم خرج فيه إلى المنطقة التى تم العثور عليه بها. وتابع لـ"انفراد"، "فوجئ الأهل بتليفون من مركز شرطة فاقوس يطلب حضور الأهل للتعرف على الضحية الذى ذابت ملامحه داخل "الشوال" لطول فترة بقائه بالماء، موضحا "الملامح مكانتش باينه لكن تم التعرف على الجثة من خلال التيشرت والساعة وخاتم محمد اللى أمه عطته إياه وكمان عملوا تحليل الـ"DNA"، وبالفعل تم إنهاء إجراءات الدفن وتم دفنه. فيما قال أشرف يوسف أحد أصدقاء الضحية، إن أصدقاء محمد قاموا بعمل جروب باسم "عايزين حق محمد مجدى"، بعد العثور عليه بهذا الشكل السيئ والتمثيل بجثته حيث أنه كان شابا محترما وخلوقا مع الجميع، وما تم فيه قبل وفاته لا يعلمه إلا الله، مناشدين رجال الشرطة بوزارة الداخلية بضرورة البحث عن مرتكبى الحادث وسرعة القبض عليهم لمعرفة من تسبب فى هذا الحادث المآساوى بحق الشاب الصغير الذى لا توجد بينه وبين أحد أية خلافات. من ناحيته قال هشام عبد النبى، محامى الضحية محمد مجدى، إنه تم تحرير محضر بعد العثور على جثة محمد بنطاق مركز شرطة مشتول السوق بالشرقية برقم 137 لسنة 2021 إداري رقم حصر التحقيق 26 لسنة 2021، وتم توجيه الاتهام لاثنين من جيران المتهم وتم ضبطهما وجار التحقيق معهما، وهم "محمد ر" وشقيقه "السيد ر" والذين تم حبسهما احتياطيا على ذمة التحقيقات 15 يوما من نيابة مركز مشتول السوق بالشرقية. وأوضح، أنه تم تفريغ كاميرات المراقبة منذ خروج محمد مجدى من منزله بمنطقة عزبة رستم بشبرا الخيمة، حتى وصوله منطقة مشتول السوق بالشرقية، وجار التحقيق مع المتهمين بالواقعة، وفى انتظار تقرير الطبيب الشرعى بشأن طريقة وفاة محمد وتحديد ملابسات الواقعة.