"سيدتان بألف رجل".. مقاولة أنفار وشقيقتها سائق سيارة ربع نقل.. فكيهة: الشغل مش عيب واشتغلت فى معظم الحرف.. ووفرت فرص عمل لأكثر من 7 آلاف عامل.. وفايزة: عشقت قيادة السيارات ولا أهتم بكلام الناس.. فيديو

قصص المكافحات نحو الرزق ولقمة العيش لا تنتهى، حيث تقطن سيدتانبقرية القصابي، التابعة لمركز سيدي سالم، بمحافظة كفر الشيخ،تعمل الأولى مقاول أنفار والثانية سائق سيارة ربع نقل، ويقضيان أيام وأشهر خارج منزلهما بسبب التنقل بين العديد من المحافظات بحثا عن لقمة العيش، منذ صغرهما، وطوال 30 عامًا. وتروى لنا فايزة عبده حسن حلوسة 43 سنة، سائقة سيارة جامبو، من قرية القصابى، التابعة لمركز سيدى سالم، بكفر الشيخ، حكايتها، قائلة "نشأت فى أسرة فقيرة مكونة من 9 أفراد الأب والأم، و6 بنات وولد واحد، وتحملت المسئولية وخرجت للعمل وكان عمرها 11 عامًا عندما كان والدها رحمه الله على قيد الحياة، وأصبحت حياة الأسرة بدون عائل فبدأت البنات الـــ 6 التفكير فى عمل لهن ومعهن شقيقهن. وتابعت فايزة لـ"انفراد"، إنها خرجت للعمل لدى أصحاب الأراضى، ولأن العمل فى الأراضى ليس يوميا، اضطرت وهى صاحبة الـ11 عاماً وكذلك شقيقتها الكبرى "فكيهة"، الخروج للعمل، فعملت فى مهن متعددة منها، كعمالة يومية فى الزراعات لجني القطن وشتل الأرز، وفى مصنع للطوب، حيث تنقل الطوب فوق رأسها وتُحمله على السيارات، وفى المعمار تحمل مونة الأسمنت وتصعد بها السقالات، كما عملت كمساعدة فى بناء المنازل، وبدأت شقيقتها "فكيهة" تعمل كرئيسة أنفار فى المعمار، وبدأت أعمال شقيقتها تتوسع حتى عملت فى صب خرسانات الضغط العالى. وأضافت فايزة، أنها لم تجلس مثل غيرها من الفتيات فى قريتها، بل تنقلت من محافظة لأخرى للعمل فى صب خرسانات الضغط العالى، فعملت فى محافظة جنوب سيناء لمدة عامين فى نوبيع وطابا، كما عملت فى محافظتى بنى سويف وقنا فى شركات الكهرباء، ثم توجهت للعمل بالقاهرة . وأكدت فايزة، أنها تعرضت لمواقف متعددة تعلمت منها الكثير، حيث سخر منها أحد الأشخاص لعدم معرفتها القراءة والكتابة، فأصرت على التعليم، وحصلت على شهادة محو الأمية، ثم توجهت بعدها للعمل بأحد مصانع الطوب بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى، وبوادى النطرون، وكانت تحمل الطوب على رأسها، وهناك تعرفت على "عبد الناصر"، فعملت عنده "تباعة" على سيارته، وتعلمت قيادة السيارات، فكانت تقود السيارات الجامبو فى مصنع الطوب، وكانت تنتقل بين قرى محافظة البحيرة وعدد من أحياء الإسكندرية. وتابعت فايزة، أنها قررت إستخراج رخصة قيادة، فتوجهت لمرور كفر الشيخ، ولأنها تجيد القيادة حصلت على الرخصة من أول مرة بعد أن إجتازت إختبارات القيادة على سيارة ربع نقل، وبعدها بدأت تعمل على سيارات بعض الأهالى بوادى النطرون، وتنتقل بين القرى، وبعدها وفرت شقيقتها الكبرى لها سيارة نصف نقل تمكنت من شرائها بالتقسيط، وظلت تقود الجرارات والسيارات لمدة 12 عاماً، وإستبدلت رخصة الدرجة الثالثة بالدرجة الثانية بعد 3 سنوات من إستخراج الرخصة الثالثة. وأضافت فايزة، أنها تواظب على عملها بوادى النطرون وبمصانع الطوب بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى، فتتوجه إلى هناك يوم السبت من كل أسبوع، وتعود لقريتها الأربعاء، وأحياناً تستمر فى عملها هناك لمدة شهر أو أقل، ولا تعود لأسرتها بالقرية إلا بعد الإنتهاء من عملها، مؤكدة أنها تجيد تصليح السيارة إذا تعطلت وتعرف كل أجزائها. وأكدت فايزة، أن عملها يبدأ من الساعة 3 فجرًا وتستمر في عملها للساعة الرابعة عصرًا، وتنقل الطوب لقرى البحيرة، وشمال التحرير والعامرية والإسكندرية ومدينة السادات، مضيفة أنها ترى علامات الإستغراب على وجوه الأهالى، ومنهم من يقول: "إنتى سايبة نفسك كده ليه وتبهدلى نفسك فى الشغل"، قائلة: "لو سمعت كلام الناس مش هاكل عيش، إحنا على الله، وكل حياتنا شغلنا فقط". فيما كشفت فكيهة حلوسة، مقاول أنفار، بدأت العمل وهي في سن العاشرة في العمالة الزراعية تنقى الدودة، وتجمع فواكه خضار محاصيل، وكان الأجر اليومي أقل من جنيه، وتركت العمل في الحقول لتعمل في البناء لأن الأجر بـــ 3 جنيهات، وكانت تحمل الطوب فوق رأسها، وبدأت تنتقل من مكان لأخر ومن محافظة لأخرى حتى تمكنت من تحمل مسئولية متابعة العمال لبناء الإنشاءات المتعددة. وأضافت حلوسه، لثقة المقاولين بها كانوا يسندون لها الأعمال، وأعجب المهندسون بعملها، وتتذكر أن أحد المهندسين قرر إسناد عمل لها، ولم يكن لديها معدات فأعطاها 25 ألف جنيه لشراء معدات، وعندما عادت لمنزلهم ووجد والدها هذا المبلغ معها ضربها ظناً منه أنها سرقته، ولم يهدأ إلا عندما حكى لها المهندس أنها فلوس شغل. وأكدت فكيهة، أول عمل تحملته بناء عمارات سكنية في نويبع، ومن يومها أصبحت مقاول أنفار تتولى مهمة تشغيل العمالة، مشيراٍ إلى أنها سعيدة بعملها، لأنها توفر فرص عمل لأكثر من 7 آلاف عامل من طائفة المعمار، وأنها تباشر عملها، بكل دقة وتتابع العمال، وتسلم المساكن للمهندسين دون أخطاء". وقالت فكيهة، "يسند لها المهندسين أعمال تابعة لشركات وكانت تنجزها، وطافت معظم المحافظات المصرية، وخاصة الصيد من النوبة وتوشكى، وقنا، وأسوان، وأسيوط وبني سويف ومحافظات الوجه البحرى"، مؤكدة أن من يفكر فى إهانتها تعامله بكل حزم، مشيرة إلى أنها تلقى الحب والإحترام من الجميع داخل أو خارج قريتها .












الاكثر مشاهده

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

جامعة القاهرة تنظم محاضرة تذكارية للشيخ العيسى حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"

;