"انفراد" يحاور أول "موديل" من ذوى الهمم فى بورسعيد.. سارة تحمل شعار "مفيش مستحيل".. وتؤكد: ولدت بضمور فى النخاع الشوكى ولم أستسلم لمحاولات إحباطى.. ورسالتى: "الإعاقة إعاقة القلب وليست الجسد".. صور

- سارة: سأكمل طريقى وتعليمى فأنا مصرة على ذلك بالرغم من تعبى الشديد - سارة:نحن لسنا عبئا على البلد ولكن خرج منا أبطال شرفوا مصر - والدتها: ستنجح فى مشوارها وتحقيق حلمها بدعم الناس عندما تصبح الإرادة هى طوق النجاة، والسبيل الوحيد للحياة مزينا بورود الأمل والحب والخير والجمال، تضيء فى سمائه إحدى النجمات وتتلألأ فى عالم الحلم وتحارب من أجل كلمة طيبة تصل بها إلى تحقيق حلمها الذى بدأت فى وضع أولى لبناته لبناء مستقبل أفضل. لم تحلم سوى بحياة كالحياة، لكنها رغم وجود الأشواك فى طريق حلمها إلا أنها لديها من الإصرار ما يفوق تخيل الكثيرون ليمكنها من تحقيق ما تحارب لأجله، سارة محمد، تلك الفتاة ذات الـ25 ربيعا من عمرها إحدى فتياتالاحتياجات الخاصة، ذات إرادة فولاذية لا يهزمها تنمر أو طاقة سلبية من عيون بعض البشر غير السوى هادمى الأحلام. وقالت "سارة" لـ"انفراد":"ولدت بضمور فى النخاع الشوكى ولا يوجد فى عمودى الفقرى الفقرتين 13 و14 المسئولتين عن الحركة والمثانة البولية مما أدى إلى عدم قدرتى على المشى بالإضافة إلى معاناتى من التبول اللا إرادى، وأجريت لى الكثير من العمليات الجراحية تسببت فى حرمانى من دخول المدرسة كأى طفلة فى نفس سنى". وأضافت "سارة": "عندما كبرت وانتهيت من العمليات الجراحية التى أجريت لى اتجهت للبحث عن شيء يفيدنى أقوم به وعمل كيان خاص بى؛ فبدأت رحلة التعليم حصلت أولا على شهادة محو الأمية ثم اتجهت للمدرسة والتحقت بالمرحلة الإعدادية لأكمل تعليمى وأنا الآن أدرس فى الصف الثالث الإعدادى". وأردفت قائلة: "لم أستسلم لمحاولات إحباطى ولم أيأس، فجاءت لى فكرة بأن أكون عارضة أزياء كنوع من الطاقة الإيجابية التى تشعرنى بأننى أقوم بشيء مفيد وجديد وفكرة لأول مرة فتاة لذوى الاحتياجات الخاصة تقوم بها، وفى وجهة نظرى سوف تسعد العديد من الفتيات مثيلاتى من ذوات الاحتياجات الخاصة أو بمعنى أوضح أمر جديد وناجح". وأوضحت "سارة": "أكثر ما كنت أخشاه هو التنمر على، وردود الفعل السلبية، ولكننى قبلت التحدى وتوكلت على الله وقمت بنشر الفكرة على الصفحة الشخصية لى بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"؛ فاستجابت لى السيدة "شيماء العربي" صاحبة أحد محلات تأجير الفساتين وكانت أول من استجابت ودعمت فكرتى ووفرت لى الفستان وقمنا بعمل أول جلسة تصوير "سيشن"وبعد نشره هناك من استجاب وشجعنى وهناك من تنمر على وأحاطنى بتعليقات سلبية، ولم ألتفت للسلبيات وأخذت بالإيجابيات وأكملت وسأكمل طريقى وتعليمى فأنا مصرة على ذلك بالرغم من تعبى الشديد". واختتمت حديثها: "أنا لا أيأس أنا لست معاقة فالإعاقة إعاقة القلب والعقل وليست إعاقة الحركة، أنا سعيدة وراضية بإعاقتى، وهى فخر لى وأستطيع أن أقوم بأى شيء فلا يوجد أى شيء مستحيل، وارتدائى للفستان جعله ليس مجرد فستان ولكنه رسالة لذوى الاحتياجات تحمل معنى أنه "مفيش مستحيل" ونحن لسنا عبئا على البلد ولكن خرج منا أبطال شرفوا مصر". ومن جانبها قالت ابتسام كامل، والدة "سارة" إنها فخورة بابنتها بكونها تحاول تحقيق ذاتها، مشيرة إلى أنها أخذت رأيها فى أن تصبح عارضة أزياء لأنها ترى أن الإعاقة الحقيقية ليست إعاقة الجسد بل إعاقة الإرادة. وأضافت والدة سارة، أن ابنتها تريد أن تكون مشهورة وتعتمد على نفسها وأن يدعمها المخلصين وأن ينظر إليها المسئولين كابنة من أبنائهم ووضعها ضمن اهتمامهم، فالمعاق يحلم بأن يكون له كيانه ويحقق ذاته ومستقبله، موضحة أنها أخبرتها بأنها تقف خلفها وستدعمها وتسندها دائمًا، وتطالبها بألا تحزن من أى شخص ينتقدها. فيما أكدت نرمين محمد، شقيقة "سارة" لـ"انفراد"، أن شقيقتها تحلم أن تصبح عارضة أزياء مشهورة، وقالت: "بدأنا فى تشجيع سارة على الفكرة ودعمها والتقاط الصور الفوتوغرافية لها ونقوم بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى ليعرفها الناس وإن شاء الله سوف تصل وتحقق حلمها بدعم الناس والإعلام فهى من حقها أن تحلم ويسمعها الناس، فإعاقتها لن تعيق حلمها ومن المستحيل ألا نلبى رغباتها، فهذا أبسط حق لها، وأتمنى أن تصبح أحسن "موديل" فى الوطن العربي". وقالت شيماء العربى، "صاحبة أتيليه": "قمت بالتواصل مع "سارة" فور رؤيتى لرغبتها فى أن تكون عارضة أزياء، والتى كانت متخوفة من تعرض الفستان للقطع فطمأنتها وأخبرتها أن المحل محلها وأنها على قدر المسئولية، وبالفعل عندما حضرت وارتدت الفستان كان عليها جميل جدا وارتدته ونشرت صورها عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" ومعها فكرتى بأن تصبح "موديل"، فزادت إعجابا بفكرتها ووفرت لها فستان زفاف. وأضافت "العربي": "جعلتنى سارة أيقن بأنه لا يوجد مستحيل، وإصرارها وفكرتها انتشروا رغم تنمر البعض وتعليقات آخرين السلبية"، مشيرة إلى أن سارة فتاة لديها أمل وإصرار وشخصية جميلة، فلقد أعطتنى دافعا عجيبا فى أن أقف بجانبها. أما ياسمين أحمد، ميكب أرتيست، فقالت: "فور مشاهدتى للفكرة على صفحة "شيماء العربي" فى أن سارة تحلم بأن تكون "موديل" فتواصلت معهم وأخبرتهم أننى أتشرف بالتطوع لعمل الميكاج لها ومساعدتها فى الوصول لتحقيق حلمها، مثلما كان حلم حياتى أن أصبح "ميكب أرتيست" عالمية يومًا ما وأواصل العمل لتحقيق حلمى وحلم كل فتاة تريد أن تفرح وتظهر بشكل يفرحها، لذلك قررت مساعدتها والوقوف بجانبها لإيمانى بحلمها، وأتمنى أن يدعمها الجميع وأحلم أن تكون أشهر عارضة أزياء فى بورسعيد فالإعاقة ليست إعاقة الجسد ولكن إعاقة القلب وأتمنى أن تصل سارة لتصبح أشهر عارضة أزياء فى مصر". بينما قال مادى حسنى، مصور فوتوغرافى قائلا: "تعرفت على سارة عن طريق صاحبة الأتيلية التى أخبرتنى عن قصة سارة وحلمها فلم أتردد وقررت التعامل معها وكان قلبها طيب جدا وطموحها وكانت أسعد لحظات حياتى وأنا أقوم بتصويرها ورد فعلها عن الصور كان جميل ولم أمل وأنا أقوم بالتقاط الصور لها، وأتمنى لها أن تكون أحسن "موديل" وأن يكون لها مكانة كبيرة تستحقها فى المستقبل. وتابع: "كانت تلك إحدى الأمنيات البيضاء لفتاة تحلم بتحقيق ذاتها وعمل كيان خاص بها، إحدى صانعات الإرادة والعزيمة فى محافظة بورسعيد ولم نستطع سوى الاستجابة لرغبتها فى نشر ما تحلم به علنا نكون سبب فى إسعادها".












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;