بعد شهر على تركه البيت الأبيض.. ترامب يستعد للمعركة السياسية القادمة.. الرئيس السابق يظهر لأول مرة فى مؤتمر للمحافظين الأحد المقبل.. و"بولتيكو": دونالد يخطط لاختيار مرشحين جمهوريين للانتقام من معارضيه

أربعة أسابيع مضت لم يظهر فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ولا مرة أمام الرأي العام. فمنذ خروجه من البيت الأبيض بعد انتهاء فترته الرئاسية فى 20 يناير، اختار ترامب الابتعاد والاكتفاء بمشاهدة الأحداث، بما فيها مساءلته فى الكونجرس، عن بعد ولم يعلق سوى ببيان على قرار مجلس الشيوخ بتبرئته وتصريح تلفزيونى طوال هذه الفترة. لكن هذه العزلة الذاتية التي اختارها ترامب لنفسه لم تكن سوى محاولة لالتقاط الأنفاس والاستعداد لما هو قادم، والذى وعد كما قال فى تعليقه على تبرئته بأن يكون حركة وطنية جديدة. وتقول مجة بولتيكو إن ترامب رفض على مدار الأسابيع أن يعقد اجتماعات مع كثيرين منهم حاكمة كارولينا الجنوبية السابقة نيكى هالى، المرشحة المأمولة فى سباق 2024، ومرشحين جمهوريين آخرين وفضل أن يمضى هذه الأيام يهاتف أصدقائه ويشاهد قنوات الأخبار ويلعب الجولف. وقال مصدر مقرب من الرئيس السابق أنه أصبح فى هذه الفترة لا يمكن الوصول إليه لأى أحد من خارج دائرته المحدودة من المساعدين المخلصين وأصدقائه القدامى وحلفائه السياسيين. لكن هذا الأمر سيتغير، فبحسب ما قالة ثلاثة أشخاص مطلعين على الخطة، فإن ترامب سيبدأ فى تنقيح المرشحين فى مار إيه لاجو المتحمسين للوفاء بوحدة بالانتقام من الجمهوريين المنتخبين حاليا الذين أيدوا عزله وإدانته، ولضمان أن يكون كل مقعد مفتوح للسباق الانتخابى فى الانتخابات النصفية فى 2022 يتنافس عليه مرشح يردد شعار ترامب "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". ويأتى هذا المخطط فى الوقت الذى يحاول فيه كبار الجمهورين الآخرين إقناعه بالعمل مع مؤسسة الحزب قب الانتخابات النصفية المقبلة، بدلا من تجنيد المرشحين المنافين الذين قد يؤدى أدائهم إلى تعقيد الانتخابات التمهيدية وخسارة مقاعد الحزب الجمهورى. ومن المتوقع أن يلتقى السيناتور ليندسى جراهام بترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة خططه القادمة، لكن هناك آخرين يشجعون ترامب على الانتظار ومعرفة ما إذا كان الجمهورين الذين تجاوزوا ويستعدون لإعادة انتخابهم مثل مايك ديزواين سيحاولون تقديم السلام قبل أن يبدأ محاولة جادة للبحث عن منافسين محتملين لهم فى السباق التمهيدى. ويعتزم ترامب الحديث أمام حدث للمحافظين فى ولاية فلوريدا الأحد المقبل، فى أول ظهور علنى له منذ مغادرته البيت الأبيض الشهر الماضى. ونقلت شبكة سى إن إن عن مصادر مطلعة على الأمر قولها إن نائب الرئيس السابق مايك بنس، قد رفض دعوة للحديث أمام نفس الحدث، مؤتمر العمل السياسى المحافظ، المقرر فى مدينة أورلاندو الأسبوع المقبل. لكن المنظمين لا يزالوا يأملون أن يغير بنس رأيه بشأن الحضور. فيما قال مصدر آخر أن بنس يخطط للبقاء بعيدا عن الأضواء فى الأشهر الستة المقبلة. وقالت الشبكة الأمريكية إن اختلاف موقف الرئيس السابق ونائبه، والذى يأتى فى الوقت الذى يصارع فيه الحزب الجمهورى بشأن مستقبله فى أعقاب رئاسة ترامب، يأتى عقب توتر بين الأخير وبنس بشأن أحداث السادس من يناير والتي شهدت اقتحام مبنى الكابيتول، ودور بادين فى التصديق على نتائج انتخاب الرئيس جو بايدن. وكان رئيس موظفي مايك بنس مارك شورت قد صرح لقناة سى إن إن أمس، السبت، قائلا إنهم قبلوا بأن جو بايدن هو الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، وذلك على الرغم من أن بنس لعب دورا فى ترديد مزاعم تزوير الانتخابات. وعلى عكس ترامب، حضر بنس حفل تنصيب بايدن فى واشنطن الشهر الماضى بعدما فوت احتفال لوداع ترامب. وأشار مصدر مطلع على خطط ترامب لحضور المؤتمر المحافظ، إن الرئيس السابق سيتحدث عن مستقبل الحزب الجمهورى والحركة المحافظة. وأضاف المصدر أن الرئيس السابق سيتناول أيضا ما وصفه بسياسات بايدن الكارثية إزاء الحدود.