كريم عبدالسلام يكتب: الشعب الفلسطينى فى قلب الدولة المصرية.. الدعم السياسى المصرى للقضية الفلسطينية يبدأ بإتمام المصالحة ووحدة الصف ونبذ الانقسامات.. مصر تعمل بقوة على إحياء القضية فى المحافل الدولية

-إعادة إعمار غزة رسالة مصرية تحمل الخير والاستقرار للشعب الفلسطينى - الدعم السياسى المصرى يبدأ بإتمام المصالحة ووحدة الصف ونبذ الانقسامات -مصر تعمل بقوة على إحياء القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية وفق القرارات الأممية -الأعلام المصرية ترفرف فى أيدى أطفال غزة دلالة على وعى الفلسطينيين بالجهود المصرية مشهد المعدات المصرية وهى تزيل الركام وآثار العدوان فى غزة، تمهيدا لوضع أساسات «مدينة مصر» فى قلب قطاع غزة، أمر مفرح يبعث على الفخر فى قلب كل مصرى وعربى يدعم القضية الفلسطينية. ومشهد الوزير اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات المصرية، وهو يصطحب وزراء السلطة الفلسطينية من رام الله للقاء مسؤولى وقيادات حركة حماس فى غزة، وبدء صفحة جديدة من المصالحة الفلسطينية، أمر مفرح يبعث على الفخر فى قلب كل مصرى وعربى يدعم القضية الفلسطينية. ومشهد أطفال غزة وهم يبتسمون فى براءة ويلوحون بالأعلام المصرية فى استقبال شحنات المساعدات ومعدات التعمير والمهندسين والعمال المصريين الذين جاءوا للبناء والتعمير، أمر مفرح ويبعث على الفخر فى قلب كل مصرى وعربى يدعم القضية الفلسطينية. ومشهد المستشفيات المصرية المفتوحة أمام المصابين وأصحاب الأمراض المزمنة فى غزة، وسيارات الإسعاف تشكل جسرا طبيا دائما بين غزة ومدن سيناء والقناة تحت الحماية المصرية المباشرة، أمر مفرح يبعث على الفخر فى قلب كل مصرى وعربى يدعم القضية الفلسطينية. وردود الفعل الدولية والإقليمية والعربية المرحبة والمثمنة للجهود المصرية التى تستهدف المصالحة الفلسطينية وإعادة إحياء القضية الفلسطينية العادلة من جديد فى المحافل الدولية على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، أمر مفرح يبعث على الفخر فى قلب كل مصرى وعربى يدعم القضية الفلسطينية. القضية العربية الأولى بالنسبة لمصر الدعم المصرى للشعب الفلسطينى لا يقتصر على توفير المساعدات الغذائية والاحتياجات الضرورية العاجلة، كما لا يتضمن فقط الدعم الطبى وتوفير الرعاية الصحية والعلاج للمصابين والمتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية، وإنما يمتد ليشمل الدعم السياسى والدولى للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطينى الراسخة، كما يتضمن أيضا ضمان الاستقرار وإعادة الإعمار فى قطاع غزة بعد التضرر الكبير من العدوان الإسرائيلى الأخير. الدعم المستمر للشعب الفلسطينى على كل الأصعدة يعنى أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية العربية الأولى بالنسبة لمصر، فالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، أحد الثوابت بالنسبة للسياسات المصرية منذ عقود، حتى فى أحلك اللحظات التى شهدت انقسامات الفلسطينيين، وتسببت فى إلحاق الضرر بالقضية الوطنية الفلسطينية، كما تسببت فى انتشار الجماعات التكفيرية على الأراضى العربية. ولعلنا نذكر السنوات التى تلت 2010، عندما كانت بعض الفصائل الفلسطينية تهاجم مصر، كما كانت الكيانات العميلة والذيول فى المنطقة العربية تروج لمشروع الدولة الفلسطينية البديلة على أجزاء من الأردن وسيناء، حتى فى هذه الأثناء كانت الوقفة المصرية الحاسمة فى المحافل الدولية بجانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وإلى جانب قرارات الشرعية الدولية التى تنص على إقامة الدولة الفلسطينية على أراضى الرابع من يونيو 1967، كأساس لأى سلام عادل فى المنطقة. وفى جميع مشاركاته بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تخل الكلمة الافتتاحية للرئيس السيسى من دعوة العالم إلى دعم الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القرارات الأممية ذات الصلة، حيث أكد أكثر من مرة «أننا لا يمكن أن نتحدث عن تسوية المنازعات كمبدأ مؤسس للأمم المتحدة، ومؤشر على مصداقيتها، دون أن نشير إلى القضية الفلسطينية التى تقف دليلا على عجز النظام الدولى عن إيجاد الحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة». الإعمار بديلا عن الهدم والدمار.. لقاء الأشقاء مصر الشقيقة الكبرى، تتحرك تجاه أشقائها وخاصة الأشقاء الفلسطينيين، انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية وواجبها تجاه الشعب الفلسطينى وحمايتها لثوابته، فلن تقبل الدولة المصرية أبدا بحصار الشعب الفلسطينى ولا تجويعه ولا هدم منازله ومحطات الكهرباء وحرمانه من البنية الأساسية التى تقوم عليها مختلف أنشطته الحياتية، ومن هذا المنطلق كان التحرك المصرى الأخير بفتح معبر رفح أمام قوافل الدعم بمختلف أنواعه، وتخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، وبناء «مدينة مصر» السكنية الجديدة التى توفر آلاف الوحدات السكنية لأهالى القطاع. مشهد المعدات المصرية وهى تزيل آثار العدوان فى قطاع غزة، وتمهد الأرض من جديد للبناء والتعمير، مشهد يلخص الموقف المصرى من القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، فالدولة المصرية تحمل الاستقرار والخير والازدهار والتقدم لأشقائنا الفلسطينيين، هى سواعد تبنى وتعمر، وجهود لمواجهة الهدم والفوضى والدمار، وعندما ضاقت الأرض على الأشقاء الفلسطينيين وتعرضوا للعدوان كما تعرضت منشآتهم للتدمير، كانت القاهرة حاضرة وعلى الموعد تمد يد العون وتضمد الجراح، وتحول الخراب والدمار إلى مناطق عامرة بالحياة. العمران المصرى فى قلب قطاع غزة يشير إلى طبيعة التحرك الفاعل للدولة المصرية لدعم الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة، على كل الأصعدة والمستويات بنفس القدرة والفاعلية والحسم، التحرك الذى حوّل الفوضى إلى استقرار، والانقسام إلى وحدة، والهدم إلى بناء وتعمير. المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية كان لافتا للنظر مشهد الوزير اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات، وهو يسعى لجمع وزراء السلطة الفلسطينية فى رام الله مع قيادات حركة حماس فى غزة، حتى يتم طى صفحة الخلافات والانقسامات بين غزة ورام الله، وإعلاء المصالح الاستراتيجية للشعب الفلسطينى فى كل مكان. الدولة المصرية، وبحكم مسؤوليتها التاريخية لا تقبل التفريط فى الثوابت الفلسطينية، وإذا كان السلام هدفه الاستقرار وإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والنمو، فلا يمكن أن تقوم دولة فلسطينية فى إطار الانقسام، كما لا يمكن أن تقوم دولة فلسطينية وفق الرؤية المتطرفة التى يروج لها الاحتلال والبعض فى المنطقة، لأن هذه الرؤية تستهدف ابتلاع الضفة الغربية كاملة وطرد الفلسطينيين إلى غزة مع البحث عن رقعة صحراوية تزيد من مساحة غزة إلى الضعف حتى يتسنى لها امتلاك مقومات الدولة. أما الحل المصرى فيقوم على توحيد الفلسطينيين وتجاوز مرحلة الفصائل والكيانات المتناحرة فى رام الله وغزة، تمهيدا لتشكيل فريق تفاوضى قوى يمكنه الجلوس مع الجانب الإسرائيلى فى أى محادثات مقبلة، تستند إلى قرارات الشرعية الدولية الخاصة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وحتى يتحقق هذا السلام الشامل والعادل، لا بد أن يكون المطالبون به أقوياء وقادرين على الدفاع عن قضيتهم فى المحافل الدولية أو على طاولة المفاوضات، ونعلم كيف خاضت مصر ماراثون من اللقاءات بين حركتى فتح وحماس ومختلف الفصائل الفلسطينية، حتى تستعيد وجه المفاوض الفلسطينى الذى يمثل عموم الشعب الفلسطينى وحتى ينتهى الانقسام بفعل فاعل، الذى انجرت له القوى الفلسطينية حتى أصبحت إسرائيل أقرب فى بعض الأحيان لبعض الفلسطينيين من أشقاء الدم والمصير. وها نحن نستعد لمتابعة جولات أخرى من اللقاءات بين وفود الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، حتى يتسنى إتمام المصالحة الفلسطينية وتشكيل وفد مفاوض قوى يستطيع تمثيل الشعب الفلسطينى فى أى مفاوضات مقبلة، كما يستطيع الدفاع عن الحقوق الفلسطينية فى إقامة الدولة المستقلة المنشودة ذات السيادة. إحياء القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية السلام الشامل والعادل الذى تدعو إليه مصر، يعنى قيام دولة فلسطينية حقيقية ذات سيادة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، مع ترك مساحة للمفاوضين من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى للاتفاق حول التفاصيل المتعلقة بالحل النهائى مثل قضايا التأمين على الحدود المشتركة، ووضع المقدسات الإسلامية والمسيحية، وقضية اللاجئين وحقهم فى العودة إلى بلادهم. هذا الخطاب المصرى المناصر للحق الفلسطينى فى إقامة الدولة المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية يظل صوتا عاليا ينحاز للعدالة فى وقت تحاول دول كبرى، فرض قانون الغاب من جديد وتجريف قرارات الشرعية الدولية، وإضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلى ومنحه شرعية مزيفة تعنى مزيدا من العنف وإراقة الدماء، وعدم الاستقرار فى الشرق الأوسط. وهنا علينا أن نذكر الجميع ونتذكر أيضا كلمة الرئيس السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2016، عندما أكد أن الصراع العربى الإسرائيلى هو جوهر عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب تكاتف جهود دول المنطقة والمجتمع الدولى للتوصل لحل نهائى وشامل للصراع والتركيز على إنهاء الاحتلال واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه من خلال اتفاق سلام، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن للفلسطينيين حقهم فى دولتهم، ويحقق لإسرائيل أمنها وسط علاقات طبيعية فى محيطها الإقليمى. لم يختلف هذا الخطاب عما تدعو له الدولة المصرية الآن، فما من مناسبة دولية إلا وتدعو مصر إلى أهمية التوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تقوم على إنشاء دولة مستقلة، وفقا لمقررات الشرعية الدولية، الأمر الذى من شأنه المساهمة بفاعلية فى استقرار منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق الأمن لكل شعوبها، والجهود المصرية الأخيرة فى هذا السياق هى بمثابة إحياء للقضية الفلسطينية بعد أن ظن كثيرون أنها انتهت إلى الأبد، وبعد سنوات حاولت قوى إقليمية ودولية الترويج لغزة بديلا عن الدولة الفلسطينية، وقطع الروابط بين رام الله وغزة، وبينهما وبين الفلسطينيين فى الشتات، لكن الجهود المصرية المعلنة وغير المعلنة كلها تقطع الطريق على أصحاب هذه الدعاوى الاستعمارية، وتصب فى مسار واحد يدعم حقوق الشعب الفلسطينى وثوابته الاستراتيجية، ويبقى القضية الفلسطينية قادرة على الحياة، وما ضاع حق وراءه مائة مليون مطالب.










الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;