القطار الليلى يعود بقوة لأوروبا.. زيادة الوعى بالمناخ وتقليل الانبعاثات أهم أهدافه.. فرنسا تشغل قطار باريس للتشجيع على تقليل الطيران.. الشبكة الليلية تعود فى هولندا بعد توقف 4 أعوام.. وإسبانيا تخطط لا

يعود القطار الليلى من جديد فى أوروبا، وتلجأ إليه الدول الأوروربية بعد أزمة كورونا لتقليل الطيران، ولكن هدفه الأساسى هو زيادة الوعى بأزمة المناخ وتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يجعل اوروبا تسير بشكل إيجابى نحو التوصل لحلول لأزمة المناخ. وتسعى الدول الأوروبية فى الوقت الحالى إلى توسيع عروض القطارات المسائية من خلال التنسيق بينها لتسهيل الحركة عبر شبكة أوروبية للسكك الحديدية. فى فرنسا، استأنفت خدمة القطارات الليلية من العاصمة الفرنسية باريس بإتجاه مدينة نيس بعد ثلاث سنوات من إلغائها بسبب تراجع عدد الزبائن، مع حرص الحكومة الفرنسية على الترويج لـ "وسيلة مواصلات فعالة"، وتقلل الانبعاثات من خلال القطار الليلى ، والتشجيع على تقليل الاقبال على الطيران الذى يصدر انبعاثات بشكل كبير فى المناخ، وغادر القطار محطة أوسترليتز الشهر الماضى، وكان رئيس الوزراء جان كاستكس على متن الرحلة الافتتاحية التي استغرقت 12 ساعة، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية. وكانت خدمة القطار الليلى تم إلغاءه فى في ديسمبر 2017 بسبب نقص الربحية، لكن الحكومة خصصت غلافا ماليا 5.3 مليار يورو لقطاع السكك الحديدية كجزء من خطة التعافي، بما في ذلك 100 مليون يورو للقطارات الليلية. وفى ألمانيا، فى محطة برلين، عاد القطار المكتوب عليه كلمة "الليلى" باللغة الألمانية تحت النوافذ، وسيغادر القطار إلى فيينا فى رحلة تستغرق 12 ساعة، الذين يمروا سريعا اثناء نوم الركاب، عندما يستيقظون فى الصباح، يكونون بالفعل فى وجهتهم. لم يكن هذا ممكنًا إلا منذ الأسبوع الأخير من شهر مايو، لأن القطارات المسائية فى أوروبا لم تكن قادرة على العمل لعدة أشهر بسبب الوباء، إلا أنها عادت من جديد فى محاولة لاستمتاع بجولة قصيرة عبر اوروبا، ومن أجل تقليل الانبعاثات. وأعرب الموسيقار يولوتزين كروز سيديلو، المكسيكى الأصل والذى يعيش فى ألمانيا، عن ارتياحه بعودة القطار الليلى، وقال إنه ينتقل حاليا به ذهابا وإيابا، وقال أن "أشعر بمزيد من الأمان فى مقصورتى مع السرير، كما أن القطار الليلى أكثر صداقة للبيئة عند السفر". ولدى الطالبة باولا، التى تبعد بضعة أمتار وتسافر بانتظام إلى فيينا على متن القطار الليلى، رأى مماثل، وقالت " يعتبر الطيران أكثر إمتاعًا نظرًا لقصر مدة الرحلة، لكن العامل الحاسم بالنسبة لى هو الجانب البيئي: "بالنسبة لى، من المهم جدًا السفر بطريقة مستدامة، ولهذا السبب أستقل القطار الليلى."ويعتبر هذا السبب هو نفس السبب الذى يتخذه الشباب الاخرين عن سؤالهم عن سبب ركوب القطار الليلى. فى الواقع، أدى الجدل المتعلق بالمناخ إلى زيادة الطلب بشكل كبير، كما يقول برنارد ريدر، المتحدث باسم السكك الحديدية الفيدرالية النمساوية (ÖBB)، التى تدير القطارات الليلية وتوفر أكبر عدد من خطوط السكك الحديدية الليلية فى الاتحاد الأوروبى بأكمله، على سبيل المثال من ميونيخ إلى روما أو من هامبورج إلى زيورخ، فكانت فى عامى 2017/2018، هناك ازدهار حقيقى فى القطارات الليلية، إلا أنه بعد ذلك بسبب نقص الاقبال عليه بسبب الطيران بدأ فى التراجع حتى عاد من جديد بعد أزمة كورونا. وفى أمستردام، تعد شبكة القطارات الليلية مرة أخرى إلى هولندا بعد توقف دام 4 أعوام، تبلغ تكلفة الرحلة من 189 يورو، وبدون مرحاض، ومن 139 يورو، بالخدمات الاخرى، حسب توفر التذاكر. كما بدأت رحلة عبر القطار الليلى من العاصمة الهولندية امستردام عبر روتردام ثم إلى برلين إلى مدينة براغ. وهناك قطار ليلى يربط المدن الأوروربية الكبرى بروكسل وانتويرب وروتردام وامستردام وهانوفر وبرلين وبراغ ويبدأ تشغيله فى ابريل 2022. وفى إسبانيا، تعتزم الحكومة إعادة إطلاق هذا النوع من الخدمة، وتم اختيار عام 2021 باعتباره عام السكك الحديدية فى أوروبا، وقد أيدت إسبانيا هدف تنشيط القطار بحيث يصبح وسيلة نقل المستقبل، حتى الآن خطة إسبانيا 2050 التى أعلن عنها قبل بضعة أسابيع رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيز، تفكر فى تحسينات مختلفة لشبكة السكك الحديدية، من تطوير نقل البضائع بالقطار - وهى تمثل حاليًا 4٪ فقط - إلى تحديث الخطوط المهملة. ويشمل أيضًا المطالبة بـ "إعادة تشغيل خدمات القطارات الليلية". شهدت القطارات الليلية ازدهارًا مهمًا فى منتصف القرن الماضى حتى فقدت شعبيتها فى التسعينيات، وحلت محلها راحة الطائرات وسرعة السيارة الخاصة، والآن، مع أولوية تحقيق التنقل المستدام، يعود القطار الليلى بقوة إلى القارة الأوروبية. فى الواقع، استعاد مشغلو السكك الحديدية الرئيسيون شبكة القطارات الليلية التى وُجدت من جديد. وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية إلى أن من أهم أهداف القطار الليلى هو تقليل الانبعاثات فى المناخ، حيث أطلق الاتحاد الأوروبى فى 2019 الصفقة الخضراء التى تستهدف أوروبا خفض انبعاثات وسائل النقل عبر القارة بنسبة 90% وهو جزء من هدف أكبر لتصبح أوروبا محايدة للكربون بحلول عام 2050. وفقاً للأرقام الصادرة عن المفوضية الأوروبية، يمثل قطاع النقل 25% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في الاتحاد الأوروبي، ومن أصل هذه النسبة، يساهم النقل البري بنحو ثلاثة أرباع النسبة، بينما يقتسم النقل الجوي والبحري النسبة المتبقية، وتُصدر السكك الحديدية 0.4% فقط من الانبعاثات، فهي وسيلة النقل الأقل إصداراً للكربون، وهذا يفسر تخصيص المفوضية الأوروبية ما قيمته 5.8 مليار يورو للبنية التحتية للسكك الحديدية في جميع أنحاء الكتلة، كما اعتبر الاتحاد عام 2021 "العام الأوروبي للسكك الحديدية".










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;