"التحطيب" من التراث الفرعونى على جدران معبد الكرنك حتى حلقات المبارزة.. اللعبة الأشهر فى الصعيد تحكمها قواعد الأدب واحترام المنافس.. واليونسكو أدرجتها 2016 كتراث ثقافى عالمى.. فيديو وصور

"لعبة التحطيب" واحدة من أقوى الطقوس التى يقبل عليها أبناء الأقصر ومحافظات الصعيد، حيث أنه على أنغام المزمار المبهجة والأغانى التراثية الصعيدية، يتجمع نجوم لعبة التحطيب فى حلقات وساحات التحطيب فى مختلف المناسبات والاحتفالات وحفلات الزفاف والمهرجانات طوال العام، وذلك لتقديم حلقات التحطيب، حيث يتجمع شيوخ ولاعبي التحطيب التراث الصعيدي الأشهر في الصعيد، ويتم إجراء مباريات ومبارزة بين الكبار والشباب خلال الاحتفالية وسط أجواء مبهجة بين الجميع. وتضم محافظات الصعيد عددا كبيرا من الفرق الرسمية للتحطيب والتابعة لقصور الثقافة المختلفة، والذي يتشاركون فى المهرجانات والإحتفالات المختلفة، حيث أنه توجد فرق مكونة من 4 أو 5 لاعبين لكل قصر ثقافة يقدمون عروضهم فى المهرجان المختلفة، والتابعة لقصور الثقافة التالية:- (فرقة الأقصر للفنون الشعبية – فرقة قنا للفنون الشعبية – فرقة سوهاج للفنون الشعبية – فرقة أسيوط للفنون الشعبية – فرقة المنيا للفنون الشعبية – فرقة بنى سويف للفنون الشعبية – فرقة الأقصر للآلات الشعبية)، كما تضم محافظات الصعيد عدد من فرق التحطيب وشيوخ اللعبة الممثلة لمحافظات الصعيد "بنى سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر". من جانبه يقول الحاج عبد الغنى أبو رية عميد لعبة التحطيب في صعيد مصر، إن التحطيب هو من ضمن الفنون التراثية وأول من بدء التحطيب كانوا الفراعنة، والدليل على ذلك الرسومات واللوحات الموجودة على المعابد القديمة، مؤكدا على ان التحطيب له قيمة كبيرة وأنه ليس فقط شخصان يلعبان بالعصا وإنما هو فن وله قيم عديدة وهى معرفة كيفية الدفاع عن النفس وهو وسيلة لتفريغ الطاقة. وأضاف عميد لعبة التحطيب في صعيد مصر، لـ"انفراد"، أنه من أساسيات وقواعد اللعبة الاحترام والآدب المتبادل بين الجميع، مؤكداً أنه تم إدخال بعض التطوير على اللعبة خلال القرن العشرين، بإدخال الشومة بدلا من العصا والحطب الصغير، موضحاً أن التحطيب "اللعب بالعصى" فن من الفنون المصرية المستمدة من الأصول المصرية القديمة، وقد نشر قدماء المصريين صورا هذا الفن على جدران معابدهم، وكانت مصر قد نجحت فى تسجيل التحطيب على قائمة التراث الثقافى غير المادى فى المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 2016. وأوضح الحاج عبد الغنى أبو رية عميد لعبة التحطيب بالصعيد، أنه يوجد فى مبارزات التحطيب نوعين من العصى فهناك العصي الكبيرة الغليظة والتى تستخدم بصورة كبيرة فى الأقصر وقنا وأسوان، والنوع الثانى العصا الخفيفة والتى يتم استخدامها فى العروض الفنية لفرق قصور الثقافة وغيرها، حيث أنه من القواعد أيضاً أن تكون العصا بطول لا يزيد عن 150 سم، كما يتم تنظيم الحلقة فى مساحة ما بين 20 لـ30 متر والجميع يكون حلقة حولها بالكراسي والكنب الصعيدي، موضحاً أن التحطيب فى الأساس مبارزة شريفة على أنغام المزمار حيث يتم البدء فى المبارزة بالتحية بين المتنافسان أمام الجمهور ومن ثم يدورون فى حلقات حول بعض حتى بدء تسديد الضربات البسيطة دون ضرر لأحد. فيما يقول الدكتور محمد إمام باحث فى التراث القديم، أن لعبة التحطيب فى الصعيد يطلق عليها "لعبة الرجال" حيث أنها اللعبة التراثية الأكثر شهرة وانتشاراً في كافة احتفالات الأهالي فى قرى ونجوع ومدن الصعيد، حيث رصد الباحثون أن التحطيب من الموروثات الفرعونية التي سجّلها المصري القديم على جدران معابد الكرنك ومقابر وادي الملوك والملكات في مدينة الأقصر (جنوبي البلاد)، وقد وافقت منظمة "اليونسكو" في عام 2016 على إدراجها كتراث ثقافي عالمي غير مادي، ومؤخراً زادت نسب الدعم والإهتمام بلعبة التحطيب فى الفعاليات المصرية والعربية والدولية، حيث تم وضع قواعد راسخة لها خلال اللعب والمبارزة فى حلقات التحطيب. ويضيف الدكتور محمد إمام، لـ"انفراد"، أن لعبة التحطيب فى الصعيد لها قواعد راسخة، حيث أن الفوز فى المبارزة يظهر عبر تسديد الضربات للجسد من اللاعب للخصم والتي لا يستطيع المنافس صدها، موضحاً أن الضربات يجب ألا تكون قوية أو حقيقية حيث أنها إشارات بالشومة أو العصا فى أماكن الخلل فى المنافس لإظهار الغلبة عليه، ومؤخراً دخلت اللعبة فى طور الاستعراض للفنيات والتكنيك بالاستعراض وليس الضرب الحقيقي حتى لا يتعرض أحد لأذ خلال الإحتفالات المبهجة. ويؤكد الباحث محمد إمام، أنه توجد بعض الألفاظ والتحركات التى تحكم لعبة التحطيب، حيث أن كلمة "ساه" تعنى البدء فى المبارزة بين المتنافسان، وكلمة "سوه" تعنى نهاية المبارزة وتسليم العصا لاثنين آخرين لدخول الحلقة والبدء فى المبارزة، ويتم التحطيب بشكل فردى وشكل زوجى حيث أن متاح إستخدام العصا بيد واحدة أو باليدين حسب الوضعية والنظام والتحركات فى اللعبة، موضحاً أن النقاط تحتسب فى اللعبة حسب نوعية الضربات، حيث أنه يحصل اللاعبين على دورهم فى الحلقة ويكون نهاية المبارزة بالوصول لـ3 نقاط، وتحتسب تلك النقاط عبر اللمسات بالعصا لمناطق متفرقة من جسد المنافس والتى تحتسب بنقطة واحدة، كما أنه تنتهى المبارزة فوراً بـ3 نقاط حال تسديد ضربة للرأس مباشرة والتى تحتسب فى اللعبة بـ3 نقاط كاملة، أما الضربة القاضية فى لعبة التحطيب والمبارزة تكون بنجاح المتباري فى إسقاط عصا منافسه من يديه أرضاً وهى أكبر إنتصار فى اللعبة.










































الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;