هنا "نجع العقاربة" شرق الأقصر.. الزواج بأبسط التكاليف والمهر 60 قرشا فقط و7 قطع ملابس هدية للعروس.. أهالى القرية يرثون عادات تسهيل أمور الزواج لتقليل العنوسة.. ويؤكدون: نسبة الطلاق لا تتعدى 2%.. صور و

- الحاج محمد حسانين: جميعنا أبناء عمومة ونعود للسيد العقربى ونساعد الشباب للإقبال على الزواج "نجع العقاربة" نجع صغير لا يتعدى سكانه 7 آلاف مواطن، يمتلك أكبر نسبة زواج وأقل تكاليف بين نجوع مدينة الطود شرق محافظة الأقصر، حيث إن لديهم عادات وتقاليد فى الزواج لم تتغير رغم مرور عشرات السنين، فقد رسخ أجدادهم لتقديم مهر لا يزيد عن 60 قرشا و7 قطع ملابس للعروس فقط حال التقدم للزواج من فتيات القرية، ولا تزال تلك الأمور مستمرة حتى الآن، وبفضل تلك التسهيلات فى الزواج يقبل الشباب على الزواج وتقل نسب الطلاق والانفصال داخلها. وفى هذا الصدد، التقى "انفراد" أهالى نجع العقاربة لكشف تفاصيل تلك العادات والتقاليد، حيث إنه فى البداية، قال الحاج محمد حسانين من أبناء نجع العقاربة، إن النجع واسمه يعود للجد الأكبر "السيد العقربى" فجميع أبناء القرية هم أقارب وأبناء عمومة، مؤكدًا أن أمور وعادات وتقاليد الزواج تطبق على أبناء العمومة فقط وهى عبارة عن تقديم مهر 60 قرشا و7 قطع ملابس فقط من العريس لأسرة عروسته، وهو عرف منذ عشرات السنين تسير عليه القرية بأكملها ولا يسعى لتغييره أحد، وهو ما يؤدى لارتفاع نسبة الزواج وقلة العنوسة بين فتيات القرية، بجانب قلة نسبة الطلاق والتى تصل لـ2% أو أقل. ويضيف محمد حسانين لـ"انفراد"، أن عادات وتقاليد الزواج التى يعرفها الجميع عن أبناء القرية تسرى على أبناء العمومة فقط، حيث إنه لو كانت الأم من العقاربة والأب غريب لا تسرى على أبنائه الرجال تلك العادات، حيث يتم معاملته معاملة الغريب لأن عصب وجذر عائلة العريس فى تلك الحالة خارج أبناء العقاربة وينتمى لوالده، موضحاً أنه لو كان الأب من العقاربة والأم من الخارج يسير على العريس والعروس تلك العادات، فهم فى الأساس لديهم محكمة عرفية بينهم تسمى "مجلس العرب" يتدخلون فى تلك الأمور وينظمونها فى الخطوبة وخلال فترة الزواج أيضاً فلا يوجد قضايا بالمحاكم بين أبناء العقاربة حيث يتم حل كل المشكلات من كبار القرية. وأكد حسانين، أن نجع العقاربة رغم تلك العادات والتقاليد إلا أنهم يسمحون لفتياتهم بالتعليم فى أعلى المراتب، فلديهم معلمات وموظفات وطبيبات وصيادلة، ولكنهن جميعاً يتم خطبتهن خلال فترة الثانوية ويتزوجن بعد نهاية التعليم الجامعى حتى يتم القضاء على العنوسة تماماً بالنجع، موضحاً أن نسبة العنوسة بالقرية ضئيلة تماماً والفضل فى ذلك إقبال الشباب على الزواج لعدم وجود صعوبات أمامهم، حيث إن أسرة العروس لا تعنيها توفير العريس لغرفة فى منزل أسرته أو شقة أو فيلا للسكن داخلها، مشدداً على أن شباب القرية على قدر من التربية والاحترام الشديد للكبار وكذلك يحترمون زوجاتهم أقاربهم جداً ولا يتطاولون عليهم، ولذلك الأمور تسير بكل بساطة وسلاسة بين أبنائهم فى أمور الزواج. فيما قال الحاج مكى إبراهيم مكى البالغ من العمر 80 سنة، إن البداية فى أجدادهم كان الزواج بـ60 قرشا فقط مهر يكتب فى عقد الزواج، ويقدم العريس لعروسته 7 قطع ملابس فقط، وذلك للتخفيف فى الزواج وأموره حتى يستطيع كافة شباب النجع الزواج فى سن مبكر، موضحاً أن لديه ولدين شباب تزوجا فى تلك الفترة مع ارتفاع الأسعار، حيث إن رفع المهر لجنيه فقط حيث إنه لا توجد عملة بقيمة 60 قرش حالياً. وأضاف الحاج مكى إبراهيم لـ"انفراد"، أنه فى الزمن القديم كان الجميع يتكاتف ويتعاون مع بعضهم البعض للتخفيف عن كافة متطلبات الزواج، وكانت العروس تتزوج بأبسط الأمور، ولكن حالياً أصبحت داخل القرية وخارجها الأمور أصعب لارتفاع أسعار الجهاز وخلافه، حيث إن جهاز العروس لديهم على والدها وأصبحت حالياً تكلف كثيراً ويتخطى مبلغ تجهيز العروسة الواحدة لأكثر من 100 ألف و200 ألف جنيه. فيما قال الشيخ أحمد عويس أحمد 58 سنة، إن تكاليف الزواج وتجهيز العروس يعود لظروف وإمكانيات والد العروسة وولى أمرها، فمن لديه إمكانيات مادية جيدة ينفق على ابنته وعروسته ما يريد ويوفر لها كل المتطلبات، ولكن العريس دوره تجهيز منزل الزوجية بجانب ما تنص عليه عادات وتقاليد القرية من مهر 60 قرشا وملابس 7 قطع فقط، ولا توجد لديهم قائمة منقولات زوجية نهائياً فهم لا يقومون بتلك التصرفات حيث إن الأولاد أولادهم والبنات بناتهم ولا توجد خلافات بين أحد من أبناء العمومة بالقرية. وأضاف الشيخ أحمد عويس لـ"انفراد"، أن أمور الزواج والعادات والتقاليد القديمة لا تزال مستمرة بالنسبة لمبلغ الـ60 قرشا والـ7 قطع ملابس، وحالياً الشباب يتدخلون لشراء محبس بجانب دبلة الخطوبة والزواج، قائلاً: "رسول الله وصانا وقال فاظفر بذات الدين تربت يداك، ونحن أسسنا أبناءنا وبناتنا على الرحمة والمودة فى الزواج خصوصاً ونقوم بتوفير كل المتطلبات خلال الزواج، ولذلك نسبة الطلاق والانفصال بسيطة خالص ولا تتعدى 2% من أبناء نجع العقاربة". فيما قال الحاج أحمد خضرى 77 سنة أحد أبناء نجع العقاربة، إن جميع أبناء العقاربة دفعوا مبلغ الـ60 قرشا سابقاً، ولكن فى تلك الأيام تقدر الأسرة سعر الـ7 قطع من الملابس ويقدمونها عبارة عن مبلغ مالى للعروسة وأسرتها، حيث يتجمع أبناء النجع فى الخيمة المخصصة للزواج والخطوبة ويتفق الجميع على أصول العادات والتقاليد الخاصة بهم، حيث إن العريس يقدم المهر البسيط وسعر الـ7 قطع ملابس ويتوجه لتجهيز منزل أو شقة الزوجية لحين موعد حفل الزفاف ولا تطلب منه أسرة العروسة أى طلبات أخرى. وأوضح الحاج أحمد خضرى، أنه من التقاليد المهمة بنجع العقاربة أيضاً أن حال وفاة أحد ولا توجد لديه كفن، يقوم أهالى النجع بتوفير الكفن من قلب القرية، ويوجد مجلس عرفى بالقرية يساعد فى كل أمور الحياة بالنجع، حيث إنه حال وجود خلافات بين الأزواج يتدخل المجلس العرفى لحل المشكلات بين العروسين للحفاظ على أبنائهم ويتم الاتفاق بالتراضى بين الجميع على كل شيء. أما الشاب عبد الرازق أحمد عويس 28 سنة، قال إنه يستعد حالياً للزواج من إحدى أقاربه بالقرية ويعلم تماماً أن عادات وتقاليد الزواج فى النجع تسير بصورة طبيعية، حيث إن أسرة العروس لا تطلب أى شىء سوى المهر وقطع الملابس الـ7، حيث يتم تسهيل كل الأمور عليهم لأنهم أبناء عمومة وكل أمور حياتهم ظاهرة وواضحة للجميع.




























الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;