لماذا انهار الجيش الأفغانى بهذه السرعة؟.. فاينانشيال تايمز: المشكلة لم تكن فى التدريب والأسلحة.. غياب الولاء وسوء الإدارة والفساد أهم الأسباب.. واشنطن بوست: طالبان قدمت أموالا للجنود لتسليم أسلحتهم ال

حالة من الذهول سيطرت على المراقبين حول العالم من السرعة التي انهارت بها قوات الأمن والجيش الأفغانى أمام تقدم طالبان فى مختلف مدن أفغانستان وصولا إلى العاصمة كابول التي نجحت الحركة فى السيطرة عليها يوم الأحد. وتساءل كثيرون عن الأسباب التي جعلت القوات تستسلم برغم حصول على التدريب وتجهيزها بالأسلحة. وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إنه قبل ستة أسابيع فقط، بدا الرئيس الأمريكي جو بايدن واثقا أن أكثر من 300 ألف من رجال قولت الدفاع الوطنى والأمن الأفغانية لديهم التدريب والعتاد والكفاءة اللازمة لمنع استيلاء طالبان على البلاد بعد الانسحاب الأمريكي. وقال بايدن فى أوائل يوليو الماضى إن احتمالية سيطرة طالبان على كل شيء وامتلاك البلاد كلها غير مرجحة بشكل كبير. لكن برغم التفوق الكبير للقوات الأفغانية فى السلاح والتدريب، فإن مقاتلى طالبان شنوا هجوما مكنهم من استعادة السيطرة على البلاد. وانهارت قوات الجيش الأفغانى ببساطة، تنحت أو تقهقرت إلى قواعدها، على الرغم من المليارات التي تم إنفاقها على التدريب والعتاد من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وفى بعض الأحيان تركوا أسلحة متقدمة. ويقول مسئولون عسكريون غربيون سابقون، وأكاديميون مستقلون، إن انهيار القوات المسحة الأفغانية يعكس خيبة الأمل العامة الواسعة من حكومة الرئيس أشرف غنى، والفساد المزمن وسوء الإدارة داخل القوات المسلحة والافتقار الكير للثقة بين القوات بأن بإمكانهم الفوز على طالبان بدون الدعم العسكرى والاستخباراتى الأمريكي. وقال مايك مارتن، الضابط البريطاني السابق ومؤلف كتاب عن حرب أفغانستان، إن المشكلة فى الجيش ليست غياب التدريب أو الأسلحة، فالأمر الأكثر أهمية فى الحرب هو السياسة. وأوضح مارتن، أن غنى الذى عمل بالبنك الدولى وألف كتابا عن إعادة إعمار الدول الفاشلة قبل انتخابه رئيسا عام 2014، افتقر للمهارات السياسية لجعل الجماعات الإثنية المختلفة فى البلاد موالية لفكرة الإجماع الوطنى. وتابعت الصحيفة قائلة: إنه عندما واجه العديد من الأفغان الانسحاب الأمريكي الوشيك، طغت الروابط العرقية والقبلية وحتى الأسرية على أي ولاء قد يشعرون به للجيش الأفغانى الناشئ، مما مكن قادة طالبان الإقليميين من التفاوض بشأن الاستسلام السلمى تقريبا للعديد من القوات. من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الانهيار السريع لجيش أفغانستان الذى سمح لمقاتلى طالبان بالوصول على العاصمة الأفغانية أمس، الأحد، على الرغم من 20 عاما من التدريب ومليارات من المساعدات الأمريكية، قد بدأ بسلسلة من الصفقات التي تم التوصل إليها فى القرى الريفية بين الجماعة المسلحة وبعض المسئولين غير البارزين فى الحكومة الأفغانية. وذكرت الصحيفة أن الصفقات التي تم عرضها فى البداية فى أوائل العام الماضى، تم وصفها من قبل المسئولين الأفغان على أنها وقف إطلاق نار. لكن قادة طالبان كانوا فى الحقيقة بعضون الأموال مقابل تسليم القوات الحكومية أسلحتهم، بحسب ما قال ضابط أفغانى ومسول أمريكى. وعلى مدار العام ونصف العام التاليين، تقدمت الاجتماعات على مستوى المقاطعات ثم سريعا على مستوى عواصم الأقاليم، مما أسفر عن سلسلة من عمليات الاستسلام من قبل القوات الحكومية، والتي تم التفاوض عليها، بحسب مقابلات مع أكثر من 10 من الضباط الأفغان ورجال الشرطة وقوات العمليات الخاصة والجنود الأمريكيين. وبحسب الصحيفة، فإن طالبان استفادت من حالة عدم اليقين التي تسمم فيها اتفاق فبراير 2020 بين الحركة والولايات المتحدة، ودعم لانسحاب كامل للقوات الأمريكية من أفغانستان. وأدركت بعض القوات الأفغانية أنها لم تعد قادرة على الاعتماد على القوة الجوية الأمريكية والدعم الميدانى الآخر الحاسم، وأصبحوا أكثر تقبلا لاقتراب طالبان. وقال ضابط بالقوات الخاصة الأفغانية إن هؤلاء الذين كانوا أول من وافق على لقاء طالبان، إن البعض أراد فقط المال. إلا أن لآخرين راوا التزام أمريكا بالانسحاب الكامل كضمان بأن المسلحين سيعودون على السلطة فى أفغانستان وأرادوا تأمين مكان لهم مع الجانب المنتصر، على حد قوله.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;