حرب الشركات والإسفاف فى إعلانات رمضان.. "دايس" تتعمد الهجوم على المنافس.. وتسىء للمرضى النفسيين.. و"قطونيل" تلجأ للتحرش كـ"إفيه".. والعمل الإعلانى يقتحم الشاشات دون إنذار ويضع صناعه أمام مسئولية كبيرة

تمكن صناع الإعلانات خلال السنوات الأخيرة من حجز مكانا واضحا فى السوق التلفزيونى الرمضانى، بأفكار مبتكرة وميزانيات ضخمة، ومن خلال تكرار العرض طوال الشهر الكريم تمكنت من التأثير بقوة فى الجمهور، والبقاء فى أذهان الجماهير ربما أكثر من المسلسلات والأعمال الدرامية، ولكن فى ظل هذا النجاح، ومع تزايد حدة الصراع، تنفلت بعض الأعيرة لتتحول الإعلانات فى لحظات إلى حالة إسفاف عام يقتحم البيوت عشرات المرات يوميًا دون رادع.

أحد أكثر المشاهد التى أثارات انتقادات هذا العام هو الحرب التى شنتها شركة دايس على شركة قطونيل، وإعلان الأخيرة الذى شهد ما يمكن وصفه بالتحرش اللفظى، وعلى الرغم من أن فكرة الهجوم على الشركة المنافسة، وانتقادها بشكل أو بآخر يعتبر أحد الوسائل المشروعة فى فن التسويق والإعلانات، وتستخدمه كبرى الشركات المعروفة عالميًا، إلا أن الأسلوب الذى اعتمدت عليه "دايس" خرج عن أطر القيم المتعارف عليها فى هذا النطاق.

"دايس" اعتمدت فى هجومهًا على "قطونيل" على تصوير جماهيرها باعتبارهم مرضى نفسيين، ويجب أن يخضعوا لعلاج لدى طبيب يتعامل معهم بتعالى وشفقة، ليتغير مسار محاولتها التفوق على الشركة المنافسة وتفضيل المنتج الخاص بهم عليها إلى إهانة واضحة وصريحة لجماهير الشركة الأخرى التى تحاول فى الأصل استقطابهم لها وجذبهم نحو المنتج الخاص بها.

جانب آخر لم تلتفت له "دايس" فى إعلانها، وهو أنها إضافة لإساءتها للجماهير الذين يجب دائما وضعهم خارج إطار هذا النوع من الإعلانات التنافسية، هو أنهم أساءوا أيضا إلى المرضى النفسيين وأعادوا وضعهم فى التابوه الخاطئ عنهم، والذى يحاول الجميع كسره وتغييره فى الفترة الأخيرة، فقدموا المريض النفسى وكأنه مريض عقلى فى إساءة أخرى واضحة تسير فى رحلة الإسفاف التى اعتمد عليها صناع الإعلان.

على الجانب الآخر، وعلى الرغم من عدم انخراط قطونيل –حتى الآن- فى هذه النوعية من الإعلانات، إلا أن الأخيرة لم تدع إعلانها يمر مرور الكرام دون أن تضع فيه بعض الملح لتفسد الطبخة التى صنعتها بتحرش لفظى فى "لقطة الفتاة التى تمارس الرياضة".

لم يفهم أحد سر إقحام التحرش فى الإعلان الذى قدمته قطونيل فى وقت يحاول فيه المجتمع بكل قوة التخلص من التحرش بكل أشكاله وألوانه.

خطورة الإعلانات الآن أن ما يقال فيها يعاد فى المنازل مئات المرات يوميًا، ففى الأعمال الدرامية تمر الكلمة فى لحظة ولا يعود لها المتفرج، ويمتلك المفترج أيضا حق اختيار العمل الذى يشاهده والذى لا يشاهده وطبيعة هذا العمل، ولكن فى الإعلانات يقتحم العمل الإعلانى الشاشات دون سابق إنذار، لا يطلب أذن ولا يضع لك مساحة اختيار ويتنقل على جميع القنوات، ليضع على صناعه مسئولية أكبر وأضخم، يبدوا أن العديد منهم لم يعى لها حتى الآن.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;