الرضا سر حياتها.. "روحية وبناتها " بيطبخوا على الكانون فى بيت من الطين وعايشين على الصبر والقناعة.. الأم المسنة: نفسى فى كل حاجة حلوة لبناتى وبخاف عليهم من الشغل .. صور

في إحدى قرى مركز فرشوط بمحافظة قنا، تعيش "روحية وبناتها" وهى سيدة مسنة، فحين تطأ قدماك بيتها تشعر وكأن آلة الزمن عادت بك إلى خمسينات القرن الماضي، فالبيت مبنى من الطين، وله بوابة خشبية كبيرة ذات قفل خشبي، وداخل المنزل ساحة كبيرة، جزء منها عُرش بألواح من خشب النخيل، و "العرش" وهو عبارة عن فروع من الأشجار المختلفة، وتحت هذا الجزء توجد "كنبتين تم ضمهم بشكل يشبه السرير"، تقضى "روحية" معظم يومها جالسة عليه، وأمامها بناتها" بخيته وبتعة"، تقومان بأعمال المنزل اليومية، ويوجد في ركن أخر من الساحة الحمام وهو حمام بدائي استبدل بابه بستارة، ملاصق له مكان صغير يوجد فيه الزير الممتلئ بالمياه. ومن بين فروع الشجر تتسلل أشعة الشمس لتفرض نفسها وتضيء البيت، فاللون الأسود هو السائد على جدرانه بسبب أدخنة الكانون أثناء الطهى، فلا يوجد في هذا المنزل أي مظاهر للبيت العصرى" من بوتاجاز، أو ثلاجة، وغسالة، أو حتى كهرباء أو مياه"، ويفرض سؤال نفسه كيف تعيش روحية وبناتها في هذا المنزل؟!. "راضية بكل حاجة" الرضا كلمة السر في حياة "روحية" أول ما تحدثت به السيدة المسنة عن حياتها البدائية لـ"انفراد"، أثناء روايتها قصتها البسيطة حيث قالت:" معرفش عندى كام سنة، من يوم ما اتجوزت وولدت وأنا عايشة في البيت ده، جوزى كان أرزقي على باب الله، كان عنده بقرة وعِجله يطلع بيهم بره ويرجع أخر النهار، عندى أربع عيال ولدين وبنتين، بعد ما جوزى مات الولدين خدوا مراتتهم وعيالهم وعزلوا و مشيوا وسابوني أنا وأخواتهم البنات، بقالهم زمان مسألوش علينا ولا أعرف بيوتهم فين". وتكمل "روحيه":" بعد ما الراجل مات قبضت 300 جنيه معاش من التضامن، هما اللي عايشه منهم أنا وبناتى، وأوقات كتير ناس بتساعدنى أجيب دواء السكر، أنا عيانه وحركتى قليلة، على طول قاعدة على فرشتى وبناتى حواليا ليل ونهار على كده، معندناش بنات تطلع تشتغل، والسنين بتجرى الكبيرة عندها 45 سنة مقدرش أشغلهم، بس أنا بخاف على البنات كان نفسي أعلمهم وأجوزهم لكن ماحدش جالهم، مقدرش أطلعهم، هما مش ولاد دول بنات وطلوع البنات بره عندنا عار". وتكمل روحية قصتها قائلة:" ما جبليش جوزى سرير، هو ده عفشي وحاجتى من يوم ما أتجوزت معنديش غير الكنب عملته سرير عشان أنام عليه أنا والبنات، وبنطبخ على الكانون، والميه بنجبها من الطرومبه، وجارى مد ليا سلك وشغللي اللمبة، وبنشرب من الزير وهى دى حياتنا، أصعب وقت بيعدى عليا لما المطرة تنزل البيت بيغرق باخد بناتى ونطلع بره عند الناس وبعدين ندخل تانى هعمل إيه هي دى عشتنا، والحمد لله راضية وبقول يارب أكرمنى". تحلم "روحية" بمنزل له سقف مسلح وأرضية سيراميك، وصنبور لترتوى منه، وكهرباء يضىء مصباحها وباب خشب متين يغلق عليها هي وبناتها حين يحل عليها المساء، تقول "روحية" بحلم بكل حاجة حلوة لبناتي .




































الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;