فى يوم رحيل الزعيم.. مصر تسير على خطى عبد الناصر فى أفريقيا.. الرئيس السيسى أحيا استراتيجيات الراحل بدبلوماسية عابرة للحدود.. والقاهرة تتربع على عرش القارة السمراء فى 6 سنوات

تمر اليوم 28 من سبتمبر الذكرى 51 لرحيل زعيم الأمة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذى ترك خلفه تاريخا طويلا، بدأ بكاريزما قوية، مرورا بحركته الثورية لتحرير مصر والتي كانت الشرارة الأولى والمحرك الأساسي لكل الثورات التحررية فى أفريقيا والعالم العربى تجاه المستعمر الأجنبي، وصولا لبناء الدولة المصرية وتدعيم السياسة الخارجية وتقسيمها إلى دوائر. الرئيس الراحل وضع اللبنة الأولى فى صرح الدبلوماسية المصرية، ربما طرأت عليها تغيرات طبيعية خلال السنوات الماضية، لكنها رسخت لفكرة أن النهوض بالأمة العربية يأتى فى المقام الأول عبر حماية الأمن القومى العربى والتفاعل الإفريقى والترابط الإسلامى، تلك الأسس وضعها عبدالناصر قبل أكثر من نصف قرن، وغابت طويلا عن صانع القرار فى مصر قبل أن يعيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إحيائها، حيث الدبلوماسية العابرة للحدود، إذ وضع الرئيس السيسى الأمن القومى العربى نصب عينه، وانطلق لتعزيز علاقة مصر بالقارة السمراء. القارة السمراء فى فكر عبدالناصر كانت القارة الأفريقية فى المرتبة الثانية بمرتكزات السياسة الخارجية المصرية، حيث أولى عبد الناصر الدائرة الأفريقية أهمية كبرى، باعتبار أن مصر البوابة الشمالية لإفريقيا، وقدم شرحا تفصيليا عن شكل الدبلوماسية المصرية على الخريطة الإفريقية، حيث يقول فى كتابه "لسوف تظل شعوب القارة تتطلع إلينا، نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة، والذين نعتبر صلتها بالعالم الخارجى كله". ليست الحكومات الإفريقية وحدها التى كانت فى طليعة اهتمام عبد الناصر، بل حمل على عاتقه أيضًا مساعدة الشعوب الإفريقية، قائلًا: "ليس فقط بحكم موقعنا الجغرافى فى القارة، ولكن بحكم تطلع شعوب القارة إلى مصر، لمعاونة هذه الشعوب التى تنشد النور والحضارة فى أعماق القارة"، ودعا عبد الناصر من خلال كتابه بفكرة إنشاء معهدًا ضخمًا لأفريقيا يعمل على كشف أسرار القارة ودعم شعوبها ورفاهيتها، قائلًا "لسوف أظل أحلم باليوم الذى أجد فيه فى القاهرة معهدًا ضخما لإفريقيا، يسعى لكشف نواحى القارة أمام عيوننا ويخلق فى عقولنا وعيا أفريقيا، مستنيرا ويشارك مع كل العاملين فى كل أنحاء الأرض على تقدم شعوب القارة ورفاهيتها، وتم بناء معهدا بالفعل عام 1960". وأقر الزعيم الراحل أن النيل شريان حياة مصر وأمنها القومى، قائلًا "النيل شريان الحياة لوطننا يستمد مكانه من قلب القارة"، ورأى ناصر فى السوادان "بلد شقيق وصفة بالحبيب، تمتد حدوده إلى أعماق أفريقيا، وترتبط بصلات الجوار مع المناطق الحساسة فى وسطها". واللافت أيضًا أن عبد الناصر لم يؤسس فقط لسياسة دولية مصرية، بل حذر أيضًا من مخاطر المتربصين للأمن القومى المصرى، وحذر فى كتابه من مساعى تقسيم بلدان الجوار، قائلًا "المؤكد أن أفريقيا الآن مسرح لفوارن عجيب، مثير، وأن الرجل الأبيض الذى يمثل عدة دول أوروبية يحاول الآن إعادة تقسيم خريطتها، ولن يستطيع بحال من الأحوال أن نقف أمام الذى يجرى فى أفريقيا ونتصور أنه لا يمسنا ولا يعنينا". الدولة المصرية على خطى الزعيم واليوم، وبعد مرور 51 عام على رحيله، ظلت استراتيجيته فى القارة السمراء بمثابة دستور سارت عليه الدولة المصرية، وبعد مرور 6 سنوات من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت مصر تتربع على عرش أفريقيا، بجهود القيادة السياسية المصرية ومؤسسات الدولة التى تضافرت معا لسنوات، لتجسد علاقاتنا مع القارة اليوم وتعد إحدى الإنجازات الكبرى فى مسيرة العودة للحضن الأفريقى. ونجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادة مصر إلى محيطها الأفريقى، واستعادة مكانتها بين دول القارة، فى ضوء إدراكه الواسع لأهمية الامتداد الأفريقى لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المتعددة، فقبل نحو 5 سنوات من الآن بدأت الدولة المصرية تكثيف جهودها لإعادة إحياء التعاون مع القارة السمراء، لتدب الحياة فى شرايينها من جديد، وتعود أم الدنيا إلى أحضاء الأشقاء فى أفريقيا، فاستأنفت مصر حضورها الواسع ونشاطها الكبير فى العمق الأفريقى، والآن بدأت حصاد ما زرعته، إذ كُلّلت جهودها الحثيثة بالفوز برئاسة الاتحاد الأفريقى فى دوراته بالعام 2019. وعلى خطى الزعيم حرصت الدولة المصرية على تأكيد جملة من الثوابت التاريخية والاستراتيجية، والالتزامات السياسية والعملية تجاه محيطها الأفريقى، فى مقدمتها إعلاء مبادئ التعاون الإقليمى، والمساهمات المصرية فى برامج الاتحاد الأفريقى، وعملت على تنمية دول القارة عموما، ودول حوض النيل خصوصا، فضلا عن تنوع سياسات وآليات التحرك المصرى تجاه بلدان القارة، بين تحركات سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، فضلا عن الدعم المصرى الواسع لجهود التنمية البشرية، من خلال إيفاد آلاف الخبراء والمختصين فى عشرات المجالات، واستقبال الآلاف من الأفارقة للتدريب فى المعاهد والأكاديميات المصرية، وتنوع مجالات واهتمامات «الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا» التابع لوزارة الخارجية.. ولا تزال مصر حاضنة لأفريقيا ومعينة للأشقاء.






























الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;