عريف مقاتل زكريا المشد يروى ذكرياته فى انتصار أكتوبر المجيد: مهمتنا كانت تأمين معبر قواتنا للضفة الشرقية والتعامل مع الطيران المنخفض بالصواريخ.. ويكشف: أسقطنا طائرة إسرائيلية ورفضنا قتل قائدها وسلمناه

سرد عريف مقاتل زكريا صادق المشد، ابن قرية بطينة مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، ذكرياته خلال مشاركته مع أبطال قواتنا المسلحة الباسلة، فى انتصار أكتوبر 1973والملحمة التى سطرها أبطال الجيش فى استعادة الأرض. وقال "المشد" لـ"انفراد" إنه التحق بالقوات المسلحة برتبة عريف فى 14 ديسمبر 1972، حصل على صواريخ والتى تطلق من أعلى الكتف، ويستهدف الطيران المنخفض. وأضاف المشد: "قبل الحرب بيوم توجه لهم قائد الفصيلة وقال لهم "يا رجالة إحنا عندنا مشروع وعايزين نقوم بالمشروع واللواء كله قايم بالمشروع ده"، مضيفا أنه تحركوا يوم الجمعة 12بعد منتصف الليل، وظلوا سيرا على الأقدام فى مناطق لم يعرفوها مسبقا حتى وصلوا إلى شاطئ قناة السويس وظنوا أنها ترعة حتى عرفوا بأنها القناة ولم يكن يعرف هو وزملائه فى البداية إلى أين هم ذاهبون". وأشار إلى أن قائد اللواء قال لهم استعدوا وكل واحد يطلع على التبة فى وضع الاستعداد وفى بالتزامن مع قيام باقى الجنود بنصب الكبارى على شاطئ القناة، مشيرا أن كل مجند كان يحمل راديو صغير وسمعنا بشكل مفاجئ بيان عاجل على الإذاعة بنجاح الضربة الأولى لقواتنا المسلحة، وفى تلك اللحظة علمت الفصيلة بأن الحرب قد بدأت. وأكد أن مهمتهم كانت حماية المهبط 26 على كوبرى الفردان بالإسماعيلية ضد أى هجمات للعدو، مشيرا أنه تم نصب المعبر وبدأت الدبابات فى العبور وقمنا باحتلال التبة من أعلى لحماية المهبط، مشيرا أن هناك مجموعتين منهم عبروا للضفة الشرقية فى اتجاه المعبر يمينا ويسارا لمنع أى طيران للعدو من ضرب المعبر حتى لا يعوق حركة رجال قواتنا المسلحة، ومجموعة ثالثة تتمركز على الضفة الغربية لتأمين المعبر أيضًا وتأمين قاعدة الصواريخ. ولفت إلى أنه مع آخر ضوء للنهار كان أفراد الفصيلة ينزلون إلى مخبأ للاحتماء به وكنا نتعرض لهجمات وضرب من المدفعية وسلاح الصواريخ الإسرائيلى طوال الليل، وكنا نسمع صوت دانات المدفع وهى تتساقط بالقرب منا، وكنا نحمد الله على سقوطها بعيدة عنا. وأوضح أنهم تم تقسيمهم لـ3 مواقع منهم واحد فى الضفة الشرقية و2بالضفة الغربية لتأمين المعبر، مبينا فوجئنا بدانة مدفعية أُطلقت من جيش العدو وانفجرت فى المعبر أدت إلى تدميره وسقوط دبابات فى مياه القناة. وأكد أنه أثناء عبور قواتنا المسلحة وسيارات نقل المجندين والمعدات للضفة الشرقية رصدت إحدى طائرات العدو تزاحم القوات أثناء العبور، وفوجئنا بعدد 6سيارات فانتوم إسرائيلى وأبلغنا المراقب بهجوم جماعى لطائرات الفانتوم وقمت أنا والضابط محمد فؤاد بالضرب على طائرات العدو، وأسقطنا طائرة وهبط منها طيار إسرائيلى صغير فى السن. وأكد "المشد" أن قوات تأمين المعبر قامت بدورها على أكمل وجه وقام كل فرد بدوره بفدائية وبطولة، لحماية عبور قواتنا المسلحة للضفة الشرقية، ولم نعرف طعم النوم ليلًا بسبب هجمات سلاح المدفعية الإسرائيلي. وأشار أثناء الحرب كان هناك دورا مهما لتأمين قاعدة صواريخ وطلب منى النقيب عبد الوهاب الحارتى، الزحف حتى مكان القاعدة لعمل توصيلة سلكية للحصول على إنذار من القاعدة وبالفعل نجحت فى الوصول إليها رغم خطورة الأمر نظرا لحملات استطلاع الطيران الإسرائيلى بالقرب منها، وقمت بطمأنة زملائنا هناك بأننا سنقوم بحمايتهم بجانب تأمين المعبر، وهذه القاعدة كانت وسيلة دفاع مهمة لقواتنا ضد قوات وطيران العدو. وتابع بأنه شاهد زميل له وهو الجندى مقاتل رفعت محمد عويضة من محافظة كفر الشيخ أثناء استشهاده بعدما سقطت عليه دانه مدفعية أدت إلى استشهاده فى الحال. وأضاف عقب انتهاء الحرب وصدور قرار وقف إطلاق النار انتهى دور فصيلتنا فى عملية التأمين وعبرت الفصيلة إلى الضفة الشرقية، وسط حالة من الفرحة بالنصر العظيم، وشعرنا بالفخر وكنا نمتلك عزيمة قوية لدخول الحرب ولم نشعر بخوف ووقفنا وقفة رجل واحد، وحتى الآن نشعر بالفخر بما فعله رجال القوات المسلحة وتلقين العدو الإسرائيلى درسا لن ينسوه أبدا. وأكد أنهم لم يعلموا شيئا ببدء المعركة إلا من خلال البيان الذى أذيع فى الراديو وكنا نعرف أنه مشروع حرب فقط رغم بدء عبور قواتنا للضفة الشرقية، كما أننا لم نكن نعرف أننا على شاطئ قناة السويس وكنا نعتقد أنها ترعة، وعرفنا بعدها بأن الحرب بدأت وبدأ كل من يقف فى النقطة المحددة له. وأضاف كل مقاتل منا كان يحمل 2صاروخ بطول متر ونصف للصاروخ الواحد لاستهداف الطيران المنخفض، حيث يتم الجلوس فى وضع ارتكاز وتوجيه الصاروخ وعندما يكون الصاروخ فى مرمى الهدف ينطلق جرس إنذار من جهاز بالصاروخ بالجاهزية للإطلاق فيتم إطلاقه وإصابة الهدف وإسقاطه. وتابع كنا نتعامل معا فى الفصيلة الكل سواء لا تفرقة بين ضابط أو مجند أو عريف الجميع مقاتلون فى الجيش المصرى، ووقفنا وقفة رجل واحد ونجحنا فى العبور العظيم. واستكمل: "كنا نعرف نوع الطائرة الإسرائيلية وهى تطير فى الجو وحصلنا على فرقة عن كيفية ضرب سلاح الجو الإسرائيلى، ونجحنا فى اصطياد طيران إسرائيلى بأعداد كبيرة، رغم قوة سلاح الجو الإسرائيلى وامتلاك الجيش الإسرائيلى لطائرات الفانتوم". واستطرد: "كنا نتمنى أن تستمر المعركة ونقضى على الجيش الإسرائيلى بأكمله ولكن صدر قرارا وقف إطلاق النار، والتزمت مصر بالقرار".












الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;