"أبو سويلم" قصة نجاح عمرها 40 سنة فى تعليم أطفال سيناء أسس القراءة والكتابة.. يفترشون الأرض على "طبلية" والفصل عبارة عن "عشة".. وطلابه يتقنون اللغة العربية قراءة وكتابة خلال سنة.. فيديو وصور

أمام منزل بسيط من غرفتين على ربوة عالية تتوسط مدينةالشيخ زويدبشمال سيناء، يواصل معلم تقليدى، رسالة بدأها قبل 40 عاما وهى تأسيس الأطفال على تعلم القراءة والكتابة بحروف اللغة العربية الصحيحة، يجمعهم ويعلمهم فى مجموعات تحت ظل عريشة على رملها يجلس وحوله تلاميذه، وخلال عام ونصف يخرج من تحت يديه من علمه، وقد أصبح مجيدا لكل أسس القراءة باللغة العربية. هو "الأستاذ محمد سويلم سليم" الذى تخرج فى حلقات الكتاب فى ستينيات القرن الماضى، ولايزال يؤدى رسالته بشغف المحب للتعليم المهموم بتبليغ رسالة معلم يقول عنها باختصار "إنه يريد من خلالها أن يعلم الأطفال لغة القرآن الكريم، ويؤسسهم لينطلقوا فى دراستهم ويصبحوا من الشباب النافعين ". تجربة عملية فى خدمة العلم لايزال يخوضها يوميا، وكشف عن تفاصيلها لـ"انفراد" من داخل فصله الدراسى الذى يستقبل فيه تلاميذه وهى "عشة" حرص على أن يجملها بأشجار خضراء تحيطها وبوابة تحفز الطالب الدارس على اجتيازها وكأنه بالفعل يعيش أجواء الدراسة فى فصل دراسى. وقال المعلم " محمد أبو سويلم" كما يطلق عليه من حوله، إنه من قرية "شيبانة" جنوب مدينة رفح بشمال سيناء، فيها عاش وتربى على العلم، وأدى رسالته على أرضها فى صباه وسنوات عمره المتتالية، وفى شهر يوليو من عام 2017، انتقل بسبب ظروف تعرضت لها قريته، للعيش فى بيت بسيط بمدينة الشيخ زويد تحيط به مساحة فضاء كانت بالنسبة له مناسبة أن يقيم فيها عشه ملحقة ببيته ومن تحتها، يواصل رسالته كما كان فى قريتهن بتعليم اطفال المدينة التى أصبح يقيم فيها. وأضاف، أنه أصبح وكما كان فى قريته يستقبل الأطفال فى هذه العشة، وعندما وجد الأهالى من حوله تحسن فى مستوى أبنائهم أصبحوا يتسابقون على إلحاق أبنائهم بمجموعات الدراسة التى ينظمها متطوعا، حتى لفت نظر أحد القائمين على تشجيع التعليم بجمعيات خيريه دوره وقرروا أن يعيدوا بناء عشته بأخرى أفضل وهى القائمة الآن بجوار بيته، وهى الفصل تحت ظلها يستقبل تلاميذه. وأضاف أنه لا يحتاج أدوات كثيرة، حيث يستقبل دفعات من التلاميذ من أعمار مختلفة ممن لا تقل سنوات عمرهم عن 6 أعوام، يجلسون حوله على الطبلية، ويستخدمون معلم القراءة وهو الكتاب التقليدى المتوارث فى كل حلقات الكتاتيب منذ زمن، ويرددون وراءه الحروف بكل أوضاعها حتى مرحلة الحفظ قراءة وكتابة، ثم الحروف بتشكيلاتها وتجميع الكلمات، فى مدة وفى مدة وجيزة تستغرق قرابة عام، يخرج التلميذ بعدها وقد أجاد القراءة وخلال عام ونصف يستطيع القراءة والكتابة بكل تشكيلات الحروف، ويستطيع أن يقرأ بلا أخطاء القرآن الكريم. وأشار إلى أنه خلال وقت الدراسة يستقبل تلاميذه عصرا، ووقت عطلة المدارس فى مجموعات صباحية ومسائية، وكل مجموعة يخصص لها 3 أيام أسبوعيا، ولا تزيد عن 10 من الطلبة الدارسين. وأوضح أنه خلال الفترة من عام 2017 حتى 2021، استطاع أن يعلم نحو 300 طالب كل قواعد وأصول القراءة والكتابة بإجادة تامة، موضحا أنه يتقاضى من كل تلميذ أجر رمزى تحفيزى على الجدية، ومن لا تسمح له ظروفه يعلمه مجانا لأن رسالته تطوعية خيرية وليس ربحية. وقال إنه من خلال تجربته الميدانية فى تعليم الأطفال، استطاع أن يقوم بجمع مادة تعليمية ميسرة تعيين الأطفال فى مراجعة دروسهم، وهو عبارة عن ملخص متكامل يعطى كل دارس منه نسخة، وتابع أن من يدرسهم يقوم بعد تعليمهم القراءة والكتابة بكل تشكيلات الحروف تحفيظهم القرآن الكريم بأحكامه، وكثير من بينهم انتهى من حفظ جزء " عم " ويواصلون الحفظ بكفاءة وتميز. وأشار إلى أن تلاميذه كأى دارسين بينهم المتميز وبينهم من يكتشف تميزه ليزيد منه، ومن يهتم منهم من أولياء أمورهم بهم يفرض تميزه فى التحصيل، مشيرا إلى أنه لا يقوم بتدريس مناهج دراسية، وكل دوره هو أن يخرج التلميذ من تحت يديه وقد أصبح ملما ومتعلما كل مهارات القراءة والكتابة، وهذا يسهل عليه كثيرا فى تحصيل علمه الدراسى فى المرحلة التى يدرس بها. واستطرد أنه يحزن عندما يجد تلميذا فى الصف الخامس ولا يجيد القراءة والكتابة، ويبقى فى مرحلة ضغط وتعليم حتى يصبح ملما بها. وعن ذكريات بداياته قال إنه من خريجى الكتاب فى قريته "شيبانه" ولم يستكمل دراسته، وكان رفيق دربه فى تعليمه ثم مشاركته تعليم أطفال القرية "الأستاذ سلامة أبو عليان"، أحد أبرز رموز التعليم بقرى جنوب رفح، وكان هذا فى الستينيات. وقال، إنه يعتبر أنه مهمته فى الحياة هى تعليم الأجيال، ويفخر ويسعد ويعيش احلى لحظات عندما يجد طالب نابغة وتخرج من كلية مرموقة، أو اصبح مجيدا فى دراسته ممن كان يلتقيهم ويعلمهم على طبليته وتحت عريشته، وأردف "وهم كثر والحمد لله"، وتابع: دائما طموحنا نعلم الشباب ونؤسسهم لينطلقوا نحو العلم ويكونوا نافعين لأنفسهم ولوطنهم، فالعلم هو الحياة، وهو المستقبل ولن يكون علم ناجح بدون أساس قوى. وتابع أنه يتمنى أن تستبدل " العشة " التى يعلم فيها الأطفال القراءة والكتابة بغرفة مسقوفة، معربا عن اعتزازه بمن رأوه وهو يعلم الأطفال بجوار منزله وأقاموا له هذه العشة، وتابع أنه لم يتلق أى تكريم من أى جهة ولا تعنيه التكريمات ولا يبحث عنها، ويعتبر رسالته دائما هى لوجه الله. واختتم بتوجيه رسالة لكل ولى أمر أن يستغل كل وقت فراغ ويعلم ابنه ليبقى الابن فى حالة تعليم دائم، ويحرص على التأسيس فهو أهم شىء وخصوصا وقت الصيف الذى يوجد فيه فراغ كبير يجهل كثير من اولياء الأمور استغلاله بشكل جيد.








































الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;