ذكرى ميلاد الشيخ محمود على البنا.. هدد رئيس مجلس الشعب بجمع المشايخ ليقرأوا عليه "عدية يس".. سجل المصحف المرتل للإذاعة بطلب من الرئيس عبدالناصر.. سجلت له الطرق الصوفية "مولدا" باسمه بجوار ضريحه بالمنو

"تاني يا مولانا .. مرة كمان ... سيدنا النبى سامعك".. بهذه الهتافات كان حجاج بيت الله الحرام يطلبون من الشيخ محمود على البنا، تكرار تلاوة عدد من الآيات من سورة الأحزاب، والتي كان يتلوها داخل المسجد النبوى، فما كان من الشيخ محمود على البنا إلا تكرار الآية أكثر من 10 مرات بقراءات مختلفة وسط بكاء وصيحات من الحجيج حبًا في صوته الباكى. الشيخ محمود على البنا، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده، ولد 17 ديسمبر فى قرية شبرا باص مركز شبين الكوم بالمنوفية، كان أحد مشاهير قراء القرآن الكريم في مصر والعالم، وأحد مؤسسى نقابة قراء القرآن الكريم، وفى هذا يروى ابنه "أحمد محمود على البنا"، لـ "انفراد"، أن والده اتفق مع عدد من قراء القرآن الكريم ومن بينهم الشيخ أحمد الرزيقى، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، على التقدم بمقترح قانون لإنشاء نقابة للقراء، وبالفعل ذهبوا لوالد زوجتى "المحامى عصمت الهوارى"، لإعداد القانون وإرساله لمجلس الشعب. وتابع نجل الشيخ محمود على البنا: "ظل مقترح القانون فترة طويلة حبيس الأدراج في مجلس الشعب، فذهب والدى والشيخ أحمد الرزيقى للقاء رئيس المجلس في ذلك الوقت، وأبلغوه غضبهم من تأخر طرح القانون للمناقشة في الجلسات العامة، وتعلل رئيس المجلس برفض الأزهر الشريف بعض المواد، فغضب والدى وقال أثناء خروجه من مكتب رئيس مجلس الشعب .. لو لم تطرح القانون في الجلسة العامة للمناقشة سأجمع قراء القرآن الكريم ونذهب لمسجد سيدنا الحسين ونقرأ عليك سورة يس "عدية يس"، فقال رئيس المجلس للشيخ أحمد الرزيقى "الحقه يا رزيقى أنا مش حمل عدية يس". واستطرد الشيخ أحمد محمد على البنا على لسان والده: "بعدها علم والدى بوجود الرئيس الراحل محمد أنور السادات في استراحة القناطر فهذب والشيخ الرزيقى للقائه، حيث طلبا الدخول للقاء الرئيس وبالفعل التقوا مدير مكتب الرئيس السادات في ذلك الوقت "فوزى عبد الحافظ"، وبينما يتحدثوا إليه في أمر مشروع قانون النقابة إذا بالرئيس السادات يدخل عليهم ويروا له المشروع فاتصل على الفور برئيس مجلس الشعب وطلب منه أن يدرج مشروع القانون في الجلسات العامة، إلى أن خرج القانون للنور وتأسست النقابة عام 1983 ورفض أن يتولى أي منصب بها، إلا أن القراء أصروا على ذلك فاختاروه نائبا للنقيب الشيخ عبد الباسط عبد الصمد". وحول تلاوة الشيخ محمود على البنا في الحرمين الشريفين، يروى "أحمد البنا"، قائلاً:" لم يكن أي قارئ يتلو في الحرمين الشريفين إلى بتصريح من الملك، وكان والدى يحج في إحدى الأعوام وأراد أن يتلو القرآن الكريم فطلب قارئ الحرمين من الملك التصريح له وبالفعل وافق، غير أنه وأثناء تلاوته بالمسجد النبوى أجهش بالبكاء أكثر من مرة ولم يستكمل تلاوته وطلب منهم أن يتلو في اليوم التالى، وكان يقول في نفسه كيف أتلو القرآن الكريم أمام سيدنا النبى وعليه أٌنزل القرآن". وتابع أحمد البنا: "وقف والدى أمام قبر النبى صلى الله عليه وسلم وظل يردد عبارات من قبيل الاستئذان من النبى صلى الله عليه وسلم أن يتلو القرآن الكريم أمام قبره، وفى اليوم التالى قرأ القرآن الكريم من سورة الأحزاب وكان الحجاج يطلبون منه إعادة الآيات أكثر من مرة". الشيخ محمود على البنا، عٌين قارئاً لجمعية الشبان المسلمين في عام 1947، وفى عام 1947 التحق بالإذاعة المصرية قارئًا للقرآن الكريم، وأذاعت له الإذاعة أول تلاوة على الهواء سورة هود عام 1948، و اختير قارئاً لمسجد عين الحياة فى نهاية الأربعينيات، ثم مسجد الإمام الرفاعى فى الخمسينيات. فى عام 1967 طلب منه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تسجيل المصحف المرتل للإذاعة وبالفعل سجله في نفس العام، انتقل الشيخ محمود على البنا قارئًا بالجامع الأحمدى فى طنطا عام 1959، وظل به حتى عام 1980 حيث تولى القراءة بمسجد الإمام الحسين، وزار الشيخ البنا العديد من دول العالم، وقرأ القرآن فى الحرمين الشريفين والمسجد الأموى. توفى الشيخ محمود على البنا فى 20 يوليو 1985م، ودفن فى ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص، وأصبح له مولد رسمي في ذكرى ميلاده مسجل بمشيخة الطرق الصوفية، وهو ما يرويه نجله الشيخ أحمد البنا، قائلاً: "بعد وفاة والدى بعدة سنوات رأيت أنا وإخوتى وعدد من محبى الشيخ رؤيا في المنام كانت تقريبا واحدة، وهى أن والدى يخرج من الضريح ونشاهد مقصورة حول الضريح وقبة ولم يكن هناك مقصورة أو قبة ويردد والدى أيوا حاجة زي كدة زي سيدي صالح الجعفري". ويتابع نجل الشيخ أحمد محمود على البنا: "ذهبنا للشيخ محمد متولى الشعراوي وقصصنا عليه الرؤية فقال يا ابني أبوك عايز مقصورة وقبة ولكننا تقاعسنا قليلاً، إلى أن أتى في إحدى الأيام الشيخ أحمد القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية في ذلك الوقت وكان نحو عام 1993، دخل علينا المسجد وقال أريد أن أجلس بجوار ضريح الشيخ وبالفعل جلس قليلاً ثم خرج وقال الشيخ طلبني وأنا جيتله، واحنا هنعمل مولد للشيخ، وأصدرنا قرار رسمي من المشيخة بإدراج مولد للشيخ محمود على البنا ضمن موالد مشيخة الطرق الصوفية، وأخذ مقاسات الضريح ونشر قرار رسمي بذلك"، لافتا إلى أن ضريح الشيخ محمود على البنا بجوار مسجده الذى شيده في قريته شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بالمنوفية، وفى كل عام يتم الاحتفال به إلا أنه منذ إلغاء الاحتفالات بسبب كورونا لم تحتفل به الأسرة.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;