"تليفزيون انفراد" ينفرد بحوار مع الجراح صاحب أول عملية لزراعة قلب خنزير داخل جسد إنسان.. دكتور بارتلى جريفيث: المريض ديفيد بنيت حالته الصحية جيدة وجسده يقبل القلب الجديد.. وكان سيموت لولا قلب الخنزير

قبل أيام فوجئ العالم بالإعلان عن إجراء أول عملية من نوعها فى العالم وهى زراعة قلب خنزير معالج وراثياً داخل جسد إنسان، والتي أجراها الجراح العالمى "الدكتور بارتلى جريفيث"، الخبر نقلته كبرى وكلات الأنباء والصحف ومحطات الأخبار العالمية.. كان البحث عن "الدكتور بارتلى جريفيث" مرهق للغاية فالتفاصيل المعلنة كانت قليلة ولم نكن نعرف سوى أسم الدكتور (بارتلى) الذى أجرى العملية للمريض ديفيد بنيت ويتواجد فى الولايات المتحدة الأمريكية. بحثنا كثيرا حتى استطعنا الوصول له لينفرد انفراد بأول حوار معه فى وسائل الإعلام العربية الذى كشف فيه تفاصيل هامة بمثابة بارقة أمل لكل مرضى القلب حول العالم.. الحوار فكرة وإعداد رامى نوار وقدمه هشام عبدالتواب على تليفزيون انفراد.. وإلى نص الحوار إنجاز طبى وإنسانى كبير حققته بإجراء أول عملية زراعة قلب خنزير داخل جسد إنسان.. حدثنا عن التفاصيل؟ أنا الدكتور بارتلى جريفيث أستاذ جراحة بكلية الطب جامعة ميريلاند، ومدير برنامج زراعة القلب فى المركز الطبي في جامعة ميريلاند الأميركية، وقضيت 40 عاماً في هذه المهنة وأنا أعالج أمراض القلب وأمراض الرئة، وأجريت العديد من عمليات نقل وزراعة الأعضاء، وهناك العديد من المرضى الذين يحتاجون لعمليات زراعة الأعضاء لكن لا يوجد متبرعين بالأعضاء لنجري هذه العمليات. متى بدأ التفكير فى استخدام أعضاء الحيوانات كأعضاء بديلة للبشر؟ ومنذ وقت طويل ربما في بداية التسعينات تم التوصل إلى أنه يمكن تعديل أعضاء الحيوانات لتكون مفيدة أكثر لعملية زراعة الأعضاء، ونحن استفدنا من العمل الذى تم إنجازه خلال العشرين عاماً الماضية على هذه الأعضاء، وكنا نقوم بالبحث والدراسة لاستخدام قلب خنزير معدل وراثياً في المعمل.. وقمت أنا وزميلى الدكتور محمد محيى الدين وهو باكستانى الأصل، بتكوين فريق طبى داخل كلية الطب جامعة ميريلاند بالعمل على زرع قلب خنزير فى جسد الحيوانات تمهيداً لإجرائها على البشر. كيف تم اختيار المريض ديفيد بنيت لإجراء أول عملية فى العالم لزراعة قلب خنزير فى جسد إنسان؟ قابلت المرض ديفيد بنيت ويبلغ من العمر 57 عاماً، وحين رايته كان يائساً من الحصول على العلاج لأنه لم يجد أي متبرع ليجرى عملية زراعة القلب، ونحن اقترحنا عليه أن يضع في اعتباره زراعة قلب حيوان وهو وافق على ذلك. متى أجريت العملية للمريض ديفيد بنيت لإجراء زراعة قلب خنزير داخل جسده؟ العملية تم إجراؤها يوم 7 من يناير 2022، وبدأنا الحديث معه في منتصف ديسمبر حول استعداده ومرة أخري هو لم يستطع الحصول على قلب بشري لأنه كان مريضاً للغاية وكان لديه تاريخاً سيئ لأنه لم ينفذ تعليمات أطبائه ونحن نسمي ذلك عدم الامتثال، وفى برنامج زراعة الأعضاء يعتبر هذا محطة صعبة لأنه لا يتم ضم المرضى الذين لا يتبعون تعليمات أطبائهم، وقد راجعنا بياناته مع عدد من مراكز زراعة القلب الكبرى وكلهم اتفقوا على إنه ربما لا يكون مرشحاً لهذه العملية. هل يمكن أن تجرى عملية زراعة قلب حيوان داخل جسد الأفراد الذين لا يستطيعون توفير قلب بشرى؟ هذه هي عملية زراعة تجريبية، ويوماً ما سيصبح هذا واقعاً، وبالنسبة للمريض ديفيد بنيت، جسده لا يرفض القلب الجديد بسبب التعديلات الجينية ونظام المناعة الفريد من نوعه الذي يستقبله، ونحن نأمل أن يستمر على هذا النحو ونحن نتعلم أكثر وآخرون سيضيفون معرفتهم، وربما يوماً ما بعد 10 سنوات سيكون لدينا أعضاء تحت الطلب. قلت لى أن للمريض ديفيد بنيت جسده لا يرفض قلب الخزير.. كيف حالته الأن؟ ديفيد بنيت كان مريضاً جداً ولم يقم من سريره لأكثر من شهرين ونحن بدأنا للتو أن نجعله ينهض ويتجول قليلاً، والحقيقة أن كل خبراء القلب الذين أجروا الفحوصات على حالته كان متأكدون أنه سيموت إذا لم يجر عملية زراعة قلب الخنزير داخل جسده، كان يعتمد بشكل كبير على جرعات كبيرة من الدواء والتي لم تكن مؤثرة رغم أنها جرعات كبيرة. ما هو أكثر شيء كان يقلقك خلال إجراء هذه العملية خاصة أنها الأولى التي يتم فيها زراعة قلب خنزير لإنسان؟ أعتقد أن أي جراح خبير في عملية زراعة القلب لن يكون قلقاً من عملية الزراعة الفعلية للقلب، ولكن للمرة الأولى أن تتوقع عضو حيوان يعمل في جسم إنسان فهي خطوة كبيرة، ونحن كنا نأمل أن يترجم عملنا في المعمل إلى جسم الإنسان وهذا ما كان يقلقني، والحقيقة أن العملية استغرقت أكثر من ثماني ساعات. هل إجراء عملية زراعة قلب خنزير داخل جسد إنسان يحتاج لموافقة السلطات الطبية أم موافقة المريض فقط ؟ في الحقيقة نحن دخلنا في سلسلة من الإجراءات، إدارة الغذاء والدواء أعطتنا الإذن بعد مراجعة تطبيقنا الطارئ خلال عشرة أيام من 20 ديسمبر وجاءت الموافقة ليلة رأس السنة، ثم مرحلة جديدة من الموافقات استغرقت 5 أيام لنحصل على الموافقة وتصميم بروتوكولات العملية الجراحية والدواء والتي كانت فريدة من نوعها لهذا النوع من زرع الأعضاء، وكانت هناك مخاوف من نقل فيروس من الخنزير إلى الإنسان لم يكن يشكل خطراً كبيراً وكنا نستطيع السيطرة عليه. بالتأكيد واجهت العديد من التحديات خلال كل هذه المراحل، أخبرني عنها وكيف واجهتها؟ لحسن الحظ لديّ فريق عمل رائع يعمل معي وشريكي الدكتور محمد محي الدين، وهو لديه خبرة واسعة لما يسمى (نقل الأعضاء بين الكائنات الحية) ووظيفتي كانت أن أوظف كل معرفته وأترجمها على أول حالة بشرية.. الحقيقة أن إجراء هذه العملية بكل جوانبها أشبه بالخيال العلمي وبها جزء كبير من التحدي ومنها أن أقنع رؤسائي في المركز الطبي ورؤساءهم والكل لديهم رؤساء أليس كذلك.. أن أقنعهم بأنها فكرة جيدة.. كل شخص أعمل معه يتعهد بمحاولته أن ينقذ حياة شخص بأي ثمن ولكن هل هو ثمن منطقي أو شيء منطقي لفعله، وبمراجعة أبحاثنا أعتقد أننا كنا مجهزين لذلك، والبيانات التي لدينا اقترحت أنه لا مانع من المحاولة، وأنت تعلم العمل خلال البروتوكولات الضرورية لحماية المرضي والتواصل القريب مع المريض لتتأكد من أنها مفهومة وتمت الموافقة عليها. الكثير من الناس يتساءلون، لماذا الخنازير؟ وما هي الحيوانات الأخرى التي يمكن أن تدخل في التجربة؟ أعتقد أن الخنزير الآن هو الحل الأمثل فى الوقت الحالى، فى السابق الأطباء اختاروا "الشمبانزى" وبالفعل نجحت التجارب عليها لأنها الاقرب لأعضاء الإنسان، وسمعنا عن النعجة "دوللى" هي أول حيوان ثدي يتم استنساخه بنجاح من خلية جسمية، وهذا فتح المجال لنبدأ الحلم بتغير الجينات للحيوانات وأعضائهم، وإذا حدث هذا فمن الممكن استخدامها فى جسم الانسان، الخروف تحت البحث، ولكن الخنزير في المجمل به كل مواصفات القلب المماثل للإنسان، لأنهم ينضجون سريعاً وفترة حملهم حوالي 110 أيام، وتكاثر الحيوانات واستنساخهم مهم للحفاظ على الجهد العملي في توفير اعضاء وان تكون متاحه ويجب ان تكون بطرق سهله وسريعة في مجال الحيوانات. هل ستقوم بإجراء نفس العملية لمرضى آخرين في المستقبل القريب؟ أعتقد أن وقت مبكر لنعرف ذلك، نحن فى انتظار النتيجة الإيجابية على المريض الأول، لقد خرج من العملية منذ أيام وقلبه يعمل بشكل جيد، هذا معيار صغير للنجاح، المعيار الأكبر عندما يقون قادر أن يذهب الي منزله وان يستمر القلب ويعمل بشكل جيد لفترة كبيره.، لكن هذا المجال يجب ان يتطور ببطيء وخطوات ثابته، نحن فى انتظار النتيجة الكاملة لحالته وفى الحقيقية لقد حصلنا على موافقة إدارة الغذاء والدواء لحالة المريض للمريض ديفيد بنيت فقط فى الوقت الحالى، وبعد أ نري النتيجة الكاملة لحالته، سنكون جاهزين لعمليه اخري اذا كانت الحالة طارئه مناسبه. بوصفك الطبيب الذى أجرى العملية للمريض ديفيد بنيت.. كيف ترى الاتهامات التي واجهها مؤخراً واتهامه بأنه ارتكب جريمة قتل فى السنوات الماضية؟ رأيى أن هناك أناس كثيرين كانوا ينتظرون إجراء هذه العملية، لكن هذا المريض شجاعً جدًا ولا يوجد لديه اي اختياراتً أخري، أنا متأكد أن الكثير من المرضى كانوا سيرفضون إجراء العملية على أنفسهم، فى النهاية نحن لم نأخذ قلب من شخصًا أخر لنعطيه له، لم نحصل على قلب بشري كما أن حالة "ديفيد بنيت" غير مؤهله لقلب بشري.. (ديفيد) كان متورط في اعتداء عندما كان في سن صغير، والضحية كان بريء وعاش بإعاقة لفترة طويله بسبب هذا الاعتداء، أما ديفيد فدخل السجن وأخد عقوبته.. ومن وجهة نظري، علينا ألا ننظر لماضى المريض أو تاريخه لنأخذ قرار متعلق بحالته الصحية وهذا مبدأ طبي، نحن الاطباء ننظر لاحتياج المريض وأن يصبح بخير ولا ندينه أبدًا، أما عن المجتمع فهو المسؤول أن يتأكد أن الشخص المخطىء قد دفع ثمن ما فعله للمجتمع، ولكننا لا نحجب رعاية طبية عن المريض بسبب ما فعله من اخطاء في الماضي. ما هي الكلمة التي توجهها للجمهور الذى يشاهد ويقرأ حوارك؟ أود أن أشكر انفراد على السماح لى بعرض قصة إجراء زراعة قلب خزير داخل جسد إنسان وهى أول عملية من نوعها فى مختلف دول العالم.. شكرا لكم. ويمكن مشاهدة اللقاء كاملاً باللغة الإنجليزية عبر القناة الرسمية لـ"انفراد" على اليوتيوب..










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;