عم عويس الوحيد فى الصنعة بالفيوم.. "أقدم محمر للنحاس بالفيوم" قضى 60 عاما من عمره بالمهنة.. شارك فى حرب أكتوبر 73 وكوفئ بوظيفة عامل بالأوقاف.. وتوفيت زوجته وتركت له 9 أطفال.. وحلم حياته رحلة عمرة.. صو

60 عاما من عمره قضاها الرجل البسيط الذى تخطى 70 عاما بمحله الصغير بمدينة الفيوم، يستيقظ فى صباح كل يوم يجلس بين الأوانى النحاس والألومنيوم فى سبيل الحفاظ على مهنةمبيض النحاسوصانع الأوانى الألومنيوم الذى أصبح الوحيد الذى يمتهنها بمحافظة الفيوم، ويقصده زبائنه من مختلف القرى والنجوع بالإضافة إلى أصحاب المطاعم الذين يرغبون فى الأوانى الألومنيوم الكبيرة بمواصفات خاصة. يقول عويس محمود ذات الـ76 عاما انه امتهن مهنته وعمره 14 عاما تعلمها من والده وكانوا يقومون بجلى النحاس وطلاءه باللون الأحمر وكان معروف باسم "محمر النحاس". وأشار إلى أنه قديما كان كل جهاز العرائس من النحاس، حيث كانت الأوانى المخصصة للطهى والإبريق وأدوات العجين والدهون كلها من النحاس وكانت مع الاستخدام خاصة انهم كانوا يشعلون عليها الحطب والوابور الجاز كانت تكتسب لون أسود وتحتاج كل فترة إلى الجلى وإعادة طليها باللون الأحمر حتى يتم استخدامها. وأكد عويس انه مع اندثار المهنة أصبحت مهنته تصنيع أشكال مختلفة من الألومنيوم ويتم تغيير بعض الأشكال من الأوانى وله زبائنه من مختلف القرى وله زبائنه من أصحاب محلات الأطعمة خاصة محلات الكشرى التى تطلب منه تصنيع المصفى الكبيرة. ولفت مبيض النحاس بالفيوم إلى انه شارك فى حرب أكتوبر، ‪1973 حيث التحق بالخدمة العسكرية عام 1970 وظل بالجيش حتى انتهاء الحرب وتحقق النصر ومكافئة له على خدمته حصل على وظيفة عامل بمديرية الأوقاف بالفيوم، ظل بها بجانب مهنته الأساسية حتى أحيل على المعاش. وأشار عويس إلى أن زوجته توفيت وتركت له أبناءه الـ 9 وكان أصغرهم عمره 40 يوما وقام بتربيتهم ورفض أن يتزوج خوفا من أن تسئ معاملة أبناءه وكان لهم الأب والأم حتى كبروا وتزوجوا. ولفت عويس إلى أن جميع أبناءه يعملون بمهن مختلفة وطالبوه بأن يرتاح بعد نتبه طوال هذه السنوات ويترك هذه المهنة الشاقة، لكنه رفض وأصر على استكمال عمله حفاظا على مهنته التى قرر أن يعمل بها طوال عمره. وأشار عويس إلى أن حلم حياته رحلة عمرة ينهى بها رحلته فى الدنيا وظروفه المادية لا تسمح بها.