غادة عبد الرازق: "الخانكة"فيه شىء من روحى ومفيش ست محدش اتحرش بيها..شرف البنت فى دماغها مش جسمها.. أقول لكل الستات أوعى حد يتحرش بيكى وتسيبيه.. وأتعجب من قول المتحرشين أن المحجبة "سكسى"أكتر من القالعة

جريئة، واضحة، صريحة، «اللى فى قلبها على لسانها»، تصعب السيطرة عليها أو إجبارها على شىء لا تريده، تلك هى الصفات التى تستطيع أن تلاحظها بمجرد أن تجلس أمام النجمة غادة عبدالرازق، ورغم أنها تجيد التلون بين الشخصيات التى تقدمها على الشاشة فإنها على المستوى الإنسانى تجد فيها كل صفات بنت البلد «الجدعة» التى لا تكذب ولا تتجمل، وجهة نظرها من «دماغها» ولديها قناعات تجاه كل ما يدور حولها، لا يستطيع أحد أن يغيرها أو يثنيها عما تريد أن تفعله.

«انفراد» التقت غادة عبدالرازق لتتحدث عن مسلسلها «الخانكة»، وعن تعاونها مع المخرج محمد جمعة واختياراتها فى السينما والدراما وقناعتها وآرائها تجاه قضية التحرش والتربية الخاطئة التى تناولتها فى العمل، وعن وجهات نظرها فى الحب والزواج والحياة أيضا، فهى تنتمى لهؤلاء الأشخاص ممن لا يلتفتون للانتقاد أو يقفون عنده، فهى امرأة حرة تفعل ما يحلو لها حتى ولو كان ما تفعله لا يلقى قبولا من حولها.. أو يضعها محل انتقاد.

فى البداية ما الذى جذبك لتقديم مسلسل الخانكة فى رمضان؟ - تحمست لتقديم مسلسل «الخانكة» بسبب قضية التحرش التى يعانى منها مجتمعنا، وواقعة التحرش بالمسلسل كانت فى الحلقة الثانية، لكننا قمنا بتطويع السيناريو لتكون الواقعة فى الحلقتين الرابعة والخامسة، وأيضا لأننى أعجبت بشخصية «أميرة» التى أقدمها بالعمل، فهى امرأة تريد أن تعيش «بمزاجها»، وكما يحلو لها «مبتعملش حاجة غلط لا بتشرب ولا بتسهر» ولا أى شئ سوى أنها تريد أن تعيش «بدماغها»، وهذا يراه الناس نوعا من الجنون و«مش صح» وكأن الشخص الذى يريد أن يعيش حياته ويستمتع بها مجنون، ولو أراد أن يعيش حياته فعليه أن يعيش «بوشين» يقوم بفعل ما يعجب الناس أمامهم ومع نفسه يعيش حياته «بالطول وبالعرض»، وهناك العديد من النماذج الموجودة فى الحياة «يقول أنا مش بشرب وتلاقيه بيشرب لوحده، يقول إنه بيصلى قدام الناس ومع نفسه مبيصليش» أو مثلا «زى المحجبة اللى بترضى أهلها وتقلع الحجاب لما تسافر بره»، وبذلك يرضى الناس ويرضى نفسه، أما الواضح والصريح الذى يواجه الناس و«بياخد حقه يبقى مش متربى» وضد العادات والتقاليد، وحقيقة لا أعرف ما هو الاستمتاع فى أن يتحرش رجل بامرأة «اللى متقبلوش على مراتك وعيالك متقبلوش على الناس»، هناك فتيات «بتتبهدل» فى الشوارع حتى ولو محجبة وتجد المتحرشين يقولون «المحجبة المتغطية دى سكسى أكتر من اللى قالعة» كل ذلك شجعنى لتقديم المسلسل.

وهل هناك تشابه بين شخصية «أميرة» فى مسلسل الخانكة وطبيعتك؟ - والدى كان شديدا فى التعامل معى، «ولما اشتغلت فى التمثيل كان مطلوب منى أنى أصدر الوش اللى الناس عايزين يشوفه ومينفعش أقول رأيى ومينفعش أتصرف بدماغى»، وهذا أمر كان مرفوضا تماما بالنسبة لى «هو أنا علشان مشهورة مقولش رأيى أو علشان أحافظ على جمهورى اللى بيحبنى أعيش حياتى بشكل متناقض؟»، لذلك أنا مقتنعة بأن من يحبنى عليه أن يقبلنى كما أنا لأنه ليس من الطبيعى، أو الإنسانى، أن أعيش حياة مزدوجة بهدف أن أكسب أحدا، وعن نفسى أحب الوضوح والصراحة، وأرى أن مسلسل «الخانكة» به شىء من روحى، وهناك «بنات كتير عايزة تركب موتوسيكل وبيتقالها أنتى اتجننتى ولو حابه تلبس لبس معين بيتقالها دى سفالة وقلة أدب»، «كل واحد لازم يخليه فى نفسه ويهتم بحياته فقط».

وما الحل فى تلك الظاهرة من وجهة نظرك كفنانة وكمواطنة تعيش فى مصر؟ - لابد أن يطبق القانون فى مصر «اضرب المربوط يخاف السايب»، لكن أن تمر وقائع التحرش مرور الكرام فهو أمر غير مقبول، فى إحدى المرات كنت موجودة فى باريس، وفوجئت بـ5 سيارات بوليس تقبض على أحد الأشخاص تجاوز فى حق فتاة وضُرب ضربا مبرحا ولم أر أحدا يتدخل أو «قال حرام» أو قام المارون بتصوير الواقعة بالفيديو كل الناس التزمت بتنفيذ القانون، لأنهم على ثقة أن هذا الشخص من المؤكد يستحق ما حدث له، لأن القانون هناك يطبق على الجميع فلابد أن يكون هناك رادع، ولا أرى أى مبرر للتحرش «مفيش حاجة اسمها كبت».

وهل لديك الطموح فى أن يغير مسلسل «الخانكة» شيئا من الواقع الذى نعيشه؟ - أتمنى أن يحقق مسلسل «الخانكة» شيئا ويغير ولو قليلا من الواقع الذى نعيش فيه، وأملى أن يكون المسلسل جرس إنذار أو ناقوس خطر يدق للفت انتباه القائمين على صنع القرار لتغيير الواقع الذى نعيشه، وأقول لكل امرأة أو فتاة يتم التحرش بها «دافعى عن نفسك بأى شكل من الأشكال واوعى حد يتحرش بيكى وتسكتى أوتسيبيه يفلت من العقاب».

وهل تعرضتِ، أنت غادة عبدالرازق، من قبل للتحرش؟ - «مفيش ست فى مصر محدش اتحرش بيها» حتى لو أبسط الأشياء، التحرش اللفظى، وهناك من يتحرش بالأطفال، وأرى أن التحرش شىء مؤلم نفسيا جدا ويؤثر بشكل سلبى على «الستات».

والدة «أميرة» بالمسلسل حرمتها من السباحة وركوب الدراجات فور نضجها فهل عانيت مع والدتك من مثل هذه الأمور؟ - أمهات كثيرات يفعلن هذا الأمر، لكن والدتى لم تُربنا على ذلك أبدا، فكان هناك حرية «مش عقد وكلاكيع»، وقمت أنا أيضا بتربية ابنتى روتانا بنفس الطريقة، وأن تكون حرة فى اتخاذ قراراتها، وأتعجب من أن هناك أمهات تقول لبناتها «متلبسيش جيبة علشان رجليكى هتبان»، أو «البسى بنطلون» متخلية أنها بهذه الطريقة تحافظ على ابنتها، رغم أن البنطلون قد يكون أكثر ضيقا وإثارة، وفى ظنى أن «شرف البنت فى دماغها وليس فى جسدها»، علموا أولادكم «الصح والغلط» حتى يحافظوا على أنفسهم.

وهل تعاملت بهذا الشكل مع ابنتك روتانا؟ - «علمت بنتى» أن تحافظ على مستقبلها وحياتها وصحتها ولا تلتفت إلى أى شىء آخر، لأنها فى النهاية كيان، وكيان مهم، ولابد أن تعرف كيف تكون متصالحة مع ذاتها، وألا تحمل الحقد أو الغل لأحد، ابنتى عاشت فى الأردن تدرس الطيران وكنت كل فترة أرسل لها من يجلس معها، لا ليراقبها و«كنت مطمئنة عليها لأنها شافت مستقبلها أمامها» وكان لديها هدف واضح تسعى لتحقيقه.

عودة لمسلسل «الخانكة» ألم تتخوفى من التعاون مع المخرج محمد جمعة خاصة أنها أول تجربة درامية له؟ - أغلب المخرجين الذين تعاملت معهم من قبل «دم جديد»، وعن نفسى أفضل ذلك ليضيف لى، إلى أن يثبت العكس، أما النجاح والفشل فهو «بتاع ربنا» وحقيقة شاهدت فيلم محمد جمعة «أحلام حقيقية» وأعجبت به، ومنذ فترة علمت أنه عاد لمصر بعد تجربة فيلم «الشيخ زايد» التى أعجبت بها جدا، وتحدثنا سويا وأيقنت من جلسات العمل بيننا أنه مخرج واع ومطلع و«توكلنا على الله والحمد لله ربنا مخذلنيش».

كثير من الفتيات يرين أن الشعر تاج المرأة فكيف تجرأت على قصه بالشكل الذى ظهرت به فى المسلسل؟ - الفنان الذى يحب يشغله يتنازل عن أى شىء لأجل الدور، حتى يصل إلى الجمهور، والشكل الخارجى للشخصية مهم جدا ومؤثر، لإقناع المتلقى بصدق العمل، لذلك كان من الطبيعى، وطبقا لتطورات الأحداث أن أقوم بقص شعرى، لأن هناك ما هو أغلى من الشعر وهو حب الناس الذى اعتبره نعمة كبيرة من الله «ويهون قصادها أى حاجة» فى مقابل حب الناس والحفاظ على المكانة التى منحها لك الجمهور.

ألا تقلقك من المنافسة مع بعض الأعمال التى تنتمى للدراما النفسية؟ - لم أتابع الأعمال الدرامية التى قدمت بسبب إجرائى عملية جراحية فى العين، ومنعنى الطبيب من مشاهدة التليفزيون، وبالتالى لم أشاهد أى عمل، وبمجرد أن يسمح لى الطبيب سأشاهد كل الأعمال التى قدمت فى رمضان، ولكن أرى أن مسلسل «الخانكة» مختلف عما قدم على الساحة، وهو لا ينتمى للدراما النفسية ولكن لدخول شخصية «أميرة» المستشفى كان لابد من إظهار الشخصيات الموجودة فى المستشفى كنماذج للحالات الموجودة.

الفنانة سماح أنور ظهرت بالعمل ضيف شرف وقدمت مشاهد من أهم المشاهد بالعمل، فكيف جاءت مشاركتها بالمسلسل؟ - اتفقت مع المنتجة مها سليم على وجودها، واقترحنا على المخرج محمد جمعة ورحب بذلك، أيضا الفنانة مشيرة إسماعيل كانت من ترشيح مها سليم، وكانت مرشحة فى البداية لدور أمى بالمسلسل، لكنها بعد قراءة السيناريو أعجبت بدور «عيشة» وفضلت تقديمه، وكنا موفقين جدا فى مشاركة نهى العمروسى فهى قدمت دورها باقتدار.

كيف جاء تعاقدك مع المنتج تامر مرسى لعام 2017؟ - منذ حوالى 4 سنوات كان من المفترض أن نتعاون مع بعض، لكن «محصلش نصيب وتعاقدت مع cbc» ولكننا انتظرنا لحين انتهاء التعاقد مع cbc لأتعاقد مع تامر مرسى على مشروع درامى لرمضان 2017، وحقيقة أعماله كلها متميزة إنتاجيا، ويملك شركة محترمة تضم أكبر نجوم مصر، ومن الطبيعى أن أحب التعاون معه، وحتى الآن لا يوجد مشروع معين قيد التنفيذ، وإنما فى انتظار عمل مشرف بإذن الله.

كيف تجدين خطواتك فى السينما؟ - «بحب السينما لكن مفيش عمار بينى وبينها» أنا مؤمنة بأن الله لا يعطى الإنسان كل شىء، أحاول أن أنتقى أعمالا جيدة، «لكن حتى الآن معملتش تاريخ فى السينما زى اللى كنت بحلم بيه»، وأتمنى أن أقدم أعمالا مثل أعمال فاتن حمامة ونادية لطفى وسعاد، وأعتبرهن جميعا أيقونات فنية «مفيهمش غلطة» فنيا وشخصيا.. طموحى بلا سقف، ولكن الحالة المزاجية تتحكم فى بشكل كبير، فأنا «مودية» وانطوائية، و«لو معنديش شغل بقعد فى البيت».

وهل تعيشين قصة حب حاليا؟ - ضاحكة: «مستنية عينى» تخف الأول وبعدين ربنا يسهل علشان أعرف اشوف كويس».

هل ندمت على تجاربك السابقة فى الزواج؟ - «فى وقتها بقول أنا ندمانة»، ولكن بعد وقت أقول لنفسى ولماذا الندم؟ فالحياة عبارة عن تجارب ومن الطبيعى «أن مرة تصيب ومرة تخيب وعلى قد ما كان فى حلو كان فى وحش بس احنا كبشر بننسى وقت الزعل الحلو وبنفتكر الوحش بس»، ولكنى تغيرت حاليا وأصبحت أفتكر «الحلو والوحش».

ما هو الشىء الذى لا تستطيع أن تغفريه للرجل؟ - «أسامح فى أى حاجة إلا الخيانة»، ولكن هذا لا يعنى أن التجارب التى مررت بها كان سبب الانفصال فيها هو الخيانة، ولكنى أرى أن الخيانة أصعب شىء من الممكن أن تتحمله امرأة «لأنه بيكسر الست من جوا».

وهل لديك مواصفات للارتباط حاليا؟ - «وأنا صغيرة كنت بشوف أنه لازم يكون وسيم»، لكن حاليا يجب أن يكون رجلا طيبا ويحبنى حبا حقيقيا ويكون سندا معنويا «مش ماديا»، والأهم من ذلك أن يكون صادقا فى ذلك «مش للمصلحة»، وحقيقة «أنا باخد وقت كتير حتى أطمئن لأى إنسان، خاصة أننى شكاكة بطبعى وبشك فى صوابع إيديا، وفى ناس بتمثل كويس، والفنانين اللى زينا بيتثمل عليهم كتير وهما أكتر ناس يتعرضوا للخداع».
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;