انتبهوا أيها السادة .. لماذا تهتم إسرائيل بصفة "مراقب" فى الاتحاد الأفريقى؟.. الدولة العبرية يسعى لإحكام سيطرته على ثروات القارة السمراء .. كينيا وإثيوبيا أكثر الداعمين .. الخطورة على حوض النيل

بدأت إسرائيل فى تحقيق هدفها التى كانت تخطط إليه منذ فترة طويلة للدخول عضوا مراقبا في منظمة الاتحاد الأفريقي لتحسين مكانتها الدولية وقدرتها على مواجهة التحركات الفلسطينية في الأوساط الدولية. إسرائيل كيان ينظم ويخطط فى سرية تامة ضمن أجندة مرتبة بأهداف وإستراتيجية لا تحتمل الخطأ، حيث أن العلاقات الأفريقية مع الكيان الصهيوني، كانت في مجملها تأخذ طابعًا دبلوماسيًّا، لكن في الآونة الأخيرة اتبعت تل أبيب استراتيجية جديدة، خاصة في منطقة حوض النيل، أضفت من خلالها بعدًا عسكريًّا. لعل صناع القرار في تل أبيب اعتبروا أن زيارة الرئيس الكيني أوهورو كينياتا فى فبراير الماضى تمثل فرصة مهمة لتحقيق هذا الهدف، وهو ما أكده "أوهرو كينيتا" إنه سيسعى لضم إسرائيل إلى دول الاتحاد الأفريقى لتكون دولة مراقب بالاتحاد؛ للتأكيد على أهمية العلاقة بين إسرائيل وأفريقيا. وقال "كينيتا"، إن إسرائيل كانت فى الماضى عضوا مراقبا على الاتحاد الأفريقى، ولكنها فقدت هذا المنصب فى عام 2002 بعد حل منظمة الوحدة الأفريقية، موضحا أن ضم إسرائيل ليس بالأمر الغريب، فهناك دول عضو مراقب بالاتحاد من خارج القارة، مثل السلطة الوطنية الفلسطينية.

لابد أن نعرف مدى أهمية وحرص إسرائيل على الانضمام لمنظمة الاتحاد الأفريقى عضوا مراقبا، حيث أن العضو المراقب له الحق المشاركة فى الاجتماعات المختلفة للمنظمة دون أن يكون لها حق التصويت على القرارات، كما يحق لها أن تقدم المقترحات والتعديلات وأن تشارك في المناقشات، كما يحق للدولة المراقب غير العضو أن تطلب الانضمام لبروتوكول المحكمة الجنائية الدولية والكثير من الاتفاقيات العالمية. وتعد المكاسب التى سوف تعود على إسرائيل فى حالة انضمامها للاتحاد الأفريقى تواجدها وإطلاعها على كافة المعلومات التى تخص المنظمات التابعة للاتحاد الأفريقى مثل الجمعية العامة للاتحاد الأفريقى واللجان المتخصصة ومحكمة العدل الأفريقية، فضلا عن المؤسسات المالية الأفريقية وإحكام السيطرة على الثروات المعدنية فى القارة السمراء.

بمراجعة التقارير الصحفية الماضية نرى أن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى أكد أن الكيان الصهيوني مستعد للتعاون مع الدول الأفريقية؛ من أجل مكافحة الإرهاب، وقام ولأول مرة بتعيين ملحق عسكرى في الدول الأفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية قوية به، وهي إثيوبيا، أوغندا، كينيا، رواندا. ويرى خبراء من الدولة العبرية فى التقارير الصادرة عنهم أن هذه الخطوة مهمة لتحقيق مزيد من التقارب مع الدول الأفريقية، لا سيما وأن إسرائيل من موقعها كدولة احتلال ترى أن هناك حاجة لإيصال صوتها خلال اجتماعات الاتحاد الأفريقي؛ لتحدث حالة من التوازن مع الخطابات التي يلقيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذى يحرص على إلقاء خطاب فى كل اجتماع للاتحاد. بالنظر للأزمة فيما يخص مصر فأن أزمة مصر مع دول حوض النيل ما هي إلا فصل جديد من فصول الصراع الخفي بين مصر والكيان الصهيوني على المستوى الإقليمي، فالعلاقات السرية والعلنية بين إسرائيل وأفريقيا ودول حوض النيل تكتسب أهمية قصوى، خاصة أن دول حوض النيل هي الأكثر تشددًا في أزمة حصة مصر حول مياه النيل، والتي ستأخذ بعدًا مهمًّا مستقبلا.

وفي الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين مصر ودول حوض النيل، تتجه هذه الدول لتوطيد علاقاتها بشكل أوسع مع الكيان الصهيوني، وتأتي إثيوبيا على رأس هذه الدول أهمية، تليها كينيا وأوغندا وروندا، وبذلك تكون إسرائيل قد استطاعت التمكن من هذه الدول لفرض هيمنتها لمحاصرة مصر، الأمر الذي يجعل من الكيان الصهيوني أحد المتحكمين في الأمن المائي المصري من خلال علاقاته الوطيدة ببعض دول حوض النيل.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;