المخرج سعيد حامد فى حوار لـ"انفراد": عشق المسرح قادنى لعالم الإخراج.. فيلم "الحب فى التلاجة" كنت عايز أقلب بيه الدنيا بس قلبت على.. توقعت نجاح "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" لأن فيه كل عناصر النجاح

مخرج استثنائى، بالرغم من كونه سودانى الجنسية، فإنه استطاع أن يدخل كل بيت مصرى، ويرسم الابتسامة على وجوه الكثير من المصريين، وأصبح واحدا منهم بفضل أعماله الكوميدية، تلك الأعمال التى أصبحت علامة فارقة فى السينما المصرية، وأصبح واحدا من أهم مخرجى السينما المصرية، ولعل «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» شكل محطة مميزة فى مسيرته الإخراجية، هو المخرج الكبير سعيد حامد، الذى تم تكريمه بالدورة 38 من مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى لدول البحر المتوسط، وكشف سعيد العديد من جوانب حياته الفنية والشخصية خلال حواره مع «انفراد»: فى البداية.. كيف تلقيت خبر تكريمك بمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط؟ عندما أبلغونى بالتكريم سعدت جدا منذ اللحظة الأولى، ووافقت على الفور، فهو شرف كبير لى، خاصة أننى أحب مدينة الإسكندرية وأحب الشخصية الإسكندرانية أكثر من الشخصية القاهرية، فالقاهرة تتسم بالسرعة فى الإيقاع، بينما الإسكندرية هى بلد الهدوء وأهلها لديهم حسن استقبال للآخر. كيف أثرت نشأتك فى السودان على مشوارك الفنى؟ اكتسبت من نشأتى فى السودان الكثير من الأمور، التى أثرت فى حياتى الفنية الإخراجية، فمنذ طفولتى كنت دائما أسافر مع والدى إلى العديد من الوديان والجبال، مما جعل الخيال لدى واسعا، وعندما وصلت لمرحلة الثانوية، قررت دراسة الفنون الجميلة بجانب دراسة الثانوية، وكانوا دائما يقولون لى «صاحب بالين كداب»، وكان لدى رغبة أننى أزرع فى نفسى الشخص الذى أريد أن أكون، وكنت على يقين بأننى إذا قررت أن أكون مخرجا، لابد أن أكون على علم بكل الأمور، سواء علم النفس أو الموسيقى أو الطب وغيرها. وعندما انتهيت من الدراسة الثانوية، قررت المجىء لمصر لدراسة الإخراج، وبالفعل التحقت بالمعهد العالى للسينما عام 78، وتخرجت فيه عام 82، وقبل تخرجى عملت بكل شىء بالسينما، فى الإكسسوار وكمساعد مخرج وكل ما هو يتعلق بالإخراج السينمائى، وهذا أفادنى كثيرا فى تكوينى الإخراجى، وطيلة عمرى كانت أمى تشجعنى وتدعمنى، لأنها كانت تؤمن بى وتثق فى اختياراتى، وكان والدى غير مقتنع ولديه العديد من التساؤلات، ولكنه فى النهاية ساعدنى على تحقيق حلمى. كيف بدأت علاقتك بالإخراج؟ فى الحقيقة، لم أكن أعرف أى شىء عن الإخراج، وكنت عاشقا للمسرح، وعندما كنت فى المرحلة الثانوية أخرجت عرضا مسرحيا مدته نصف الساعة، وكان ينافس 48 عرضا آخر، وحصلت على المركز الأول، وكانت المكافأة أن يتم تصوير المسرحية تليفزيونيا، وكانت بطلة العرض هى سيدة جالسة فى المسرح طيلة العرض، تستقبل كل ما هو قادم من الخارج وحاولت أن أشرح للمخرج هذا الأمر، إلا أنه أكد لى أن العرض سيصور بثلاث كاميرات ولا مجال لأن يفوت شىء. ووقت عرض المسرحية على التليفزيون، اجتمع الأهل والأحباب وصنعت أمى «البقلاوة» لهم ليشاهدوا المسرحية، وتفاجأت بالتصوير الذى جعلنا لم نفهم شيئا من المسرحية، وأيقنت حينها أن سر التناول عند هذا الرجل، الذى يدعى المخرج، وكتبت ورقة مكتوبا عليها من هو المخرج، وبدأت فى رحلة البحث، ودلنى أحد أصدقائى على مكتبة وجدت فيها ثلاثين كتابا عن الإخراج، وقرأتها جميعا، وفهمت وقررت أن أكون مخرجا، ومن هنا بدأت رحلتى الإخراجية . حدثنا عن تجربتك الأولى فى الإخراج «الحب فى التلاجة» ومن وجهة نظرك لماذا لم يحالفه النجاح؟ «الحب فى التلاجة» كنت عايز أقلب بيه السينما المصرية بس قلبت علىَّ، وأسترسل: هناك مقولة قالها مهندس الصوت حسن التونى لخصت الحكاية، حيث قال «لو عايزين تعرفوا إزاى الصوت يفشل فيلم، اتفرجوا على الحب فى التلاجة، فالفيلم نموذج ناجح وفشل بسبب الصوت، وهذا نتيجة عدم إدراكى بالفرق بين المونو والاستريو، وهذا دفعنى لتزويد الصوت بشكل كبير، وكان المونتير سعيد الشيخ يحذرنى ولم أسمع إليه، وبعد الفيلم ظللت ستة أعوام أدرس السبب، وتحدثت مع المخرج الكبير يوسف شاهين، وأدركت الخطأ، ولكن الآن الوضع اختلف، وأصبحت السينما المصرية مثلها مثل السينما العالمية فى الصوت والصورة والكراسى. كيف استطعت الانخراط مع الشعب المصرى ودخول كل بيت بكل سهولة من خلال أفلامك الكوميدية؟ طبيعة الإنسان فى مصر والسودان واحدة، فهم فى الأساس بلد واحد وانفصل نصفين، فالحياة ليست مختلفة، بجانب أننى عشت كثيرا فى مصر قبل الإخراج، فأصبحت واحدا منهم أو بمعنى أصح ساخرا «المصريين قشرونى» فهم لا يتركون أحدا فى حاله، فالكل يتطبع بطبعهم وأسلوبهم الجميل . هل توقعت نجاح فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» وأن يصبح علامة فارقة فى السينما المصرية؟ نعم توقعت، فيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية كان به كل عناصر النجاح، فتناول موضوعا شبابيا، ومثله مجموعة من الشباب الموهوبين، الذين يمتلكون شعبية، وباقى عناصر العمل كانت جيدة جدا، فلماذا لا ينجح . أخرجت تليفزيونيا «مسرح مصر» فما رأيك فى الانتقادات التى تعرض لها؟ مسرح مصر كان مهما فى الفترة الذى قدم فيها، فكانت فترة لا يوجد بها إنتاج، وكان يقدم العديد من المواضيع بشكل كوميدى، وهؤلاء الذين ينتقدون مسرح مصر عليهم الذهاب وتقديم مسرح جاد، فى النهاية مسرح مصر استطاع أن يقدم لنا 12 ممثلا كوميديا فى السوق الفنى. ألم تفكر فى الاستعانة بفنان سودانى لبطولة عمل لك؟ عندما تسنح الفرصة لذلك بالتأكيد، لا بد أن يليق الدور عليه ففى «حب فى التلاجة» استعنت بالفعل بفنان سودانى وقد استعان به بعد ذلك المخرج شريف عرفة فى الإرهاب والكباب، وكذلك استعنت بستونا فى فيلم صعيدى، ولكن كان هناك مناسبة لذلك، معلقا «مش هحشر» الشخصية، وأتمنى تقديم عمل فى السودان، ولكن لا توجد دور عرض هناك.
















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;