احتفلت «انفراد» بنجوم مسلسل "ايجار قديم" فى ندوة بمقر الجريدة، حضرها المخرج طارق رفعت، والمؤلف عمرو الدالى، والفنانة فيدرا والفنان محمد نشأت، وتحدثوا عن كواليس العمل، بالإضافة إلى الصعوبات التى واجهتهم فى التصوير، ونجاح العمل وردود أفعال الشارع على فكرة المسلسل، فضلا عن تناول فكرة الإيجار القديم من وجهة نظر القانون، وما يترتب عليه من فكرة التعامل الإنسانى والود والمحبة بين الجيران، إلى نص الحوار:
فى البداية هل استعنتم بقانونيين للوقوف على أدق التفاصيل التى ظهرت فى المسلسل وتخص ملف الايجار القديم؟
المخرج طارق رفعت: بالتأكيد رجعنا لبعض القانونيين وتحديدا بعض القضاة، فى منهم مَن حكم للمالك، والبعض منهم حكم للمستأجر، فرغم أنها نفس الحالة إلا أن كل قاض لديه من القوانين التى يمكن أن تنصر طرفا على الآخر والعكس، وفى النهاية الدراما ليس لها دور فى حل تلك المشاكل، ولكن الدور الأكبر أن تستعرض القضايا وتترك الباقى للمشاهد والمجتمع، ولذلك كان فى اختلافات بوجهات النظر فى كل الحالات التى قدمناها بالمسلسل، بالإضافة إلى استناد الكثير من تلك القضايا إلى روح القانون، وهذا يعود بنا إلى الوراء، وهو أنه لا يوجد قانون واحد يبت فى القضية بشكل حازم، ولذلك لم تحل قضية الإيجار القديم من المسلسل، وإنما من القانون نفسه.
هل تدخلت فى تطوير الأفكار بالمسلسل وخاصة الشخصيات التى ظهرت بالعمل؟
المخرج طارق رفعت: الحقيقة أننى تعاقدت على المسلسل بعدما وضعت الخطوط العريضة للعمل، خاصة أنه كان هناك مخرج قبلى يعمل على المسلسل، ولكن النصيب هو من جعلنى أكون ضمن فريق العمل، وعندما تم إسناد المسلسل لى، كانت التحضيرات تسير بشكل ثلاثى بينى وبين عمرو الدالى مؤلف العمل وكريم أبو ذكرى منتج المسلسل، وكانت هناك حلقات بالفعل مكتوبة، وهذا ما أقام علاقة سريعة بينى وبين عمر الدالى لتطوير الأفكار بيننا وبناء بعض الشخصيات أيضا، وهذا الثلاثى كان مفيدا للعمل بشكل عام، لا سيما أننا كان لدينا تبنى لوجهة نظر وهى استيعاب الأفكار والتطوير لكل الشخصيات وشكل والدراما بالعمل بوجه عام، أما بالنسبة لاختيار الشخصيات والممثلين، فهو أمر طبيعى فى كل عمل يتم اختيار الأفضل فى كل دور بحسب السيناريو، والحقيقة أن هناك ممثلين كانوا متواجدين قبل تعاقدى على العمل، وهناك ممثلون آخرون تم اختيارهم بالتشاور وكنا محظوظين بهم، وأحد العناصر التى ساعدتنى فى اختيار بعض الممثلين هى ورشة الأستاذ خالد جلال، والتى اخترت منها أكثر من فنان وفنانة شابة.
مشهد وفاة شخصية «حسين» والتى قدمها الفنان صلاح عبدالله وحديث ابنه «طارق» محمد الشرنوبى معه كان من أهم المشاهد التى قدمت بالمسلسل، وأحدث تفاعلا كبيرا لدى الجمهور هل يتشابه هذا المشهد مع أى حدث مر عليك فى حياتك؟
المؤلف عمرو الدالى: والدى توفى منذ 4 سنوات وكانت لحظة فارقة فى حياتى، ولكن ليس لها أى علاقة بالخط الدرامى لشخصية طارق والتى قدمها محمد الشرنوبى فى أحداث المسلسل، ولكنى كتبت المشهد لأقول ما لم أستطع قوله فى نفس الموقف ولكن على لسان الشخصية، معظم الناس تمر بتلك اللحظة وتفاجأ بالموت لأقرب الناس إلى قلبها وتجد نفسها غير مستعدة، وأنا شخصيا كنت غير مستعد لوفاة والدى، وحديث الشرنوبى لشخصية حسين والده المتوفى كنت حريصا أن يكون حوارا هادئا مليئا بالأحاسيس والشجن، وذلك المشهد مررت به بالضبط، وما كتبته على لسان الشرنوبى هو ما كنت أريد أن أقوله بالضبط وقت وفاة والدى.
بمن تأثرت من صناع وكتاب الدراما فى مصر؟
المؤلف عمرو الدالى: الأساتذة أسامة أنور عكاشة، ومحسن زايد، ووحيد حامد، والحقيقة أنا لا أذكر بجانبهم ولكن أنا تربيت على أعمالهم وتأثرت بها طوال الوقت، وعلى سبيل المثال تعلمت من الأستاذ العظيم أسامة أنور عكاشة كيفية عمل دراما تضم عددا كبيرا من الشخصيات، مثلا مسلسل «أرابيسك» يضم 80 ممثلا وممثلة ولا يقدر أحد أن ينسى شخصية واحدة فى المسلسل حتى الآن، لأن العمل مكتوب بشكل يظل فى وجدان المشاهد بشكل كبير، كما أن الأستاذ وحيد حامد لديه أفضل الأعمال الدرامية وهى البشاير وسفر الأحلام والعائلة، تضم شخصيات عائلية مهمة للغاية، وبالفعل تأثرت بهؤلاء العظماء منذ بداية مشوارى، وللعلم تقديم عمل اجتماعى ومؤثر هو من أصعب الأفكار فى الحقيقة، لا سيما أنك ترغب فى تقديم عمل جيد ملىء بالشخصيات والتفاصيل الكثيرة.
كيف حافظت على الدفء والمحبة فى العلاقات بين الجيران خاصة أنك بدأت متأخرا نوعا ما فى المسلسل؟
المخرج طارق رفعت: عندما قرأت الحلقات الأولى من المسلسل وجدت أن الحلقات بها طريقة سرد هادئة، بالإضافة إلى أن الحوار يتضمن سهولة بالغة، وشعرت أن مفتاح الحلقات سهل أيضا ولا بد أن يتم تقديمه بنفس طريقة السيناريو فى السهولة، ولذلك فكرتى فى الأساس أن المشاهد لا يبذل مجهودا فى مشاهدة العمل، إضافة إلى أن كواليس العمل هى التى طغت على الشكل الذى ظهر أمام الجمهور، جميعهم كانوا قلبهم على الشغل.
ما هى الصعوبات التى واجهتكم فى تصوير المسلسل، خاصة أن العمل يعتبر مكانا واحدا وهو العمارة السكنية التى تدور فيها الأحداث؟
المخرج طارق رفعت: المسلسل تم تصويره فى عمارة واحدة، لكن الأمر هى أن الشقة التى تم التصوير فيها تم تقسيمها لأكثر من مكان تصوير، ولكن المشاهد يشعر أن كل مكان تم التصوير فيه شقة منفصلة، لكن الحقيقة هى أن الشقة تقسيمها لأكثر من لوكيشن تصوير.
هل وجدت صعوبة فى تجسيد دور «كاميليا» والتى تدخل فى علاقة حب مع «رمزى» ويجسده شريف منير؟
الفنانة فيدرا: بالنسبة لى شخصية «كاميليا» سهلة للغاية، لا سيما أنها تحب الحياة وتعتبر أن كل شىء فيها سهل جدا، وتحديدا أنها سيدة أرملة ولا توجد فى حياتها أى مضايقات، فهى محبة للحياة ولا تقبل أن يعكر شىء صفو حياتها، وبالتالى عندما أعجبت برمزى عبرت عن مشاعرها ووجدت أنها تريد أن تكمل حياتها معه، وبالتالى هى ست بسيطة وتتعامل على أنها طفلة كبيرة ورمزى كذلك.
لماذا تركت نهاية المسلسل مفتوحة ولم تنتصر لطرف على حساب الثانى؟
المؤلف عمرو الدالى: قمت ببناء الحدوتة لنصرة العلاقات الإنسانية فى المقام الأول، خاصة أن كل موقف له ملابسات عدة، وكانت فكرتى من البداية هى عرض العلاقات الإنسانية المرتبطة مع بعضها البعض فى عمارة واحدة تحت إطار الإيجار القديم، وأترك الحكم للناس، وعلى سبيل المثال شخصية «هشام» التى قدمها الفنان محمد نشأت هى شخصية محددة من البداية، والفكرة لديه أنه مستأجر لشقة فى العمارة إيجار قديم يقوم بغلقها ويرفض أن يمكث فيها وأيضا لم يسلمها لصاحب العقار فى نفس الوقت، ولو تحدثنا عن القانون، فالمالك لديه كل الحق فى الحصول على الشقة، ولكن فى حالات أخرى فى نفس العمارة مثل الدكتورة ليلى والتى تقدمها إلهام وجدى، فهى أم حاضنة ولديها كل الحق فى التواجد بالشقة، ولذلك لكل موقف له ملابساته الخاصة، وفى النهاية العلاقة الإنسانية أو الحلول الودية هى العنوان الأكبر للمسلسل.
ولماذا فضلتم فى نهاية المسلسل الانتصار للعلاقة الإنسانية وليس للقانون؟
المخرج طارق رفعت: الغرض من تلك الفكرة، حتى يرى كل واحد الجوانب الإنسانية منهما، ولحظة أن يأخذ الشرنوبى شريف منير إلى المستشفى حتى لينقذه من الجلطة، كانت أعلى اللحظات التى فككت كل الصعوبات والأزمات بينهما، وهو المطلوب، كما أنه كان يلزم أن نضع النهاية سعيدة للغاية بخطوبة إلهام وجدى والشرنوبى، وشريف منير وفيدرا، بالإضافة إلى عودة حازم سمير وزوجته رحمة حسن، حتى نجعل المشاهد يرى أن لم شمل الأسرة هو أفضل ما يصنعه الإنسان، فضلا عن أن العلاقات الإنسانية هى الوجه الحقيقى للحياة وليس تشريعات القانون، لأنه ليس دورنا أن نقدم حلولا للقوانين والتشريعات، فنحن نساعد الناس فى تقديم الشكل الدرامى للمواضيع الشائكة وليس حلها.
هل واجهت نفس التجربة فى حياتك الحقيقية بالشخصية التى قدمتها فى «إيجار قديم»؟
محمد نشأت: المفارقة أننى عشت تجربة تتشابه مع تجربة الشخصية التى قمت بتجسيدها فى إيجار قديم، فأنا لدى شقة فى إحدى المناطق ولدى نفس المشكلة مع صاحب العقار وحاولت أكثر من مرة أن أتفاوض معه بشأن أن يعطينى مبلغا من المال وأتركها له، وبالتالى أنا جسدت الشخصية بحذافيرها، ومشكلتى الحقيقية ساعدتنى كثيرا فى الشخصية التى قدمتها فى المسلسل، وبالمناسبة حاولت أن أضيف بعض الإفيهات على الشخصية أثناء التصوير، ولكن المخرج والمؤلف أقنعانى أن تلك الشخصية يجب أن تكون حازمة فى كلامها ولا تميل إلى أى نوع من أنواع الأشكال الكوميدية، حرصا على شكل الشخصية وتفاصيلها الدرامية.
بسبب غياب بعض صناع المسلسل عن الندوة، لأسباب شخصية، ما الرسالة التى تريد أن تقولها لهم من خلال «انفراد»؟
أنا من المحظوظين بهذا العمل، والشغل مع هؤلاء الفنانين، شريف منير نجم كبير وقدمنا شغل كويس، الفنان ميمى جمال بقولها أنا مبسوط بالشغل مع حضرتك وادتينى طاقة إيجابية فى اللوكيشن وتفاصيلك مهمة جدا، الشرنوبى يتمتع بموهبة مهمة سواء فى التمثيل أو الغناء، بسمة داوود شاطرة، إلهام وجدى أبدعتى وكنتى على قدر المسؤولية، حازم سمير من الفنانين القلائل المميزين فى مكانه، فيدرا مش هقدر أتكلم عن حلاوتها، وأحمد أبو زيد شاطر جدا وشكله مختلف، رحمة حسن هايلة، والكل كان يعمل من أجل تقديم عمل درامى على أعلى مستوى.