الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثانى بمعبد أبوسمبل بأسوان.. 5 آلاف سائح يصطفون فى أطول طابور سياحى لدخول قدس الأقداس.. والزوار يتفاعلون مع العروض الفنية لـ21 فرقة دولية ومحلية أمام المعبد.. صور

22 فبراير، هو موعد تعامد أشعة الشمس على وجه الملك رمسيس داخل قدس أقداس معبده الكبير بمدينة أبوسمبل، فى ظاهرة فكلية فريدة لا تتكرر سوى مرتين فى العام 22 فبراير و22 أكتوبر، لتكتمل عظمة الحضارة المصرية القديمة ما بين روائع التشييد ودقة الحسابات الهندسية. بدأت ظاهرة تعامد الشمس بأبوسمبل، وسط طقس مشمس ودافئ جنوب مصر، فى تمام الساعة الـ 6:22 صباحاً، وتسللت أشعة الشمس - وسط زغاريد الفرحة من المصريين - بعد شروقها خلف مياه بحيرة ناصر، إلى المعبد الكبير لرمسيس الثانى، ودخلت عبر الممر الواقع بين 4 تماثيل عملاقة للفرعون المصرى وامتدت أشعة الشمس لمسافة تزيد عن 60 متراً حتى وصلت إلى مجلس رمسيس فى قدس الأقداس وتعامدت على وجهه فى ظاهرة فلكية فريدة تتكرر مرتين كل عام وتستمر لمدة 20 دقيقة فقط. حضر ظاهرة تعامد الشمس نحو 5 آلاف سائح من مختلف الجنسيات الأجنبية الدولية المختلفة، معظمهم من دول أوروبا وأمريكا وآسيا بالإضافة إلى أمريكا الجنوبية واستراليا، بجانب حضور كبير من الزائرين المصريين، وجميعهم حرصوا فى الاصطفاف بأطول طابور سياحى داخل المواقع الأثرية بمصر، حرصاً منهم على الدخول للمعبد حيث منصة قدس الأقداس ومتابعة الظاهرة. كما حضر اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، والدكتورة غادة شلبى نائب وزير السياحة والآثار، والدكتورة غادة أبوزيد نائب محافظ أسوان، وأيضاً اللواء أشرف فؤاد السكرتير العام، والمهندسة فاطمة إبراهيم السكرتير العام المساعد، بالإضافة إلى قيادات وزارات الثقافة والسياحة والآثار ومحافظة أسوان. وحرصت محافظة أسوان بالتنسيق مع منطقة آثار أبوسمبل، على تركيب شاشة عرض عملاقة بصحن معبدى أبوسمبل، لإتاحة الفرصة أمام جميع الزوار لمشاهدة لحظة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى، تجنباً للزحام والتكدس داخل المعبد، فضلاً عن تحديد مسارات الدخول والخروج لقدس الأقداس وتطبيق الإجراءات المختلفة داخل وخارج المعبد لتسهيل حركة الأفواج السياحية والزائرة المشاهدة لظاهرة تعامد الشمس. واستمتع السائحون، على هامش متابعة الظاهرة، بما قدمته فرق الفنون الدولية والمحلية، المشاركة فى مهرجان أسوان الدولى للثقافة والفنون، خلال الفترة من 18 وحتى 22 فبراير، وتفاعل الحضور مع الفنون الشعبية الدولية والمحلية والرقصات الفنية والأغانى التراثية والوطنية، فى إطار الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، والتى قدمتها الفرق المشاركة وعددهم 21 فرقة فنية، منها 10 فرق أجنبية وهى: "فلسطين والسودان وسريلانكا واليونان وبولندا والمكسيك ورومانيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا"، بجانب 11 فرقة مصرية وهى: "أسوان وتوشكى والأقصر وقنا وسوهاج وبورسعيد ومرسى مطروح والحرية والإسماعيلية والعريش والشرقية"، العروض الفنية والتابلوهات الاستعراضية المختلفة التى تلاقى استحسان وإعجاب الجمهور من الحاضرين بمدينة أبوسمبل السياحية. من جانبه، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن المحافظة بالتنسيق مع مديرية الأمن، وأيضا وزارات السياحة والأثار والطيران المدنى والثقافة حرصا على متابعة تطبيق كافة الإجراءات لتسهيل حركة دخول وخروج المشاهدين لظاهرة تعامد الشمس، لافتاً إلى أنه تم توفير بوابات ومعدات التعقيم بمسارات الدخول والخروج، بجانب المستلزمات الطبية والمطهرات. وأضاف أشرف عطية، أن هناك إستعدادات مسبقة للإحتفال بظاهرة تعامد الشمس هذا العام بمدينة أبو سمبل حيث قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بتنظيم فعاليات مهرجان أسوان الدولى العاشر للثقافة والفنون فى الفترة من 16 إلى 22 فبراير والتى إنطلقت فى جميع المواقع الثقافية المفتوحة بمشاركة 21 فرقة للفنون الشعبية الأجنبية والإفريقية والعربية والمصرية بهدف خلق متنفس ترفيهى وفنى للمواطنين فى مختلف أنحاء المحافظة. فى المقابل، صرح الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، والمشرف العام على شئون السياحة والآثار بالمحافظة، أنه تم فتح أبواب المعبد أمام الزوار السائحين الأجانب والمصريين من الساعة الثالثة فجراً وتم تنظيم دخول وخروج الزائرين بعد خضوعهم لبوابات التفتيش الإلكترونى وتوفير سبل الراحة لهم من خلال تزويد المعبد بعربات كهرباء "جولف" لنقل السائحين وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، إلى داخل ساحة المعبد، موضحا أن هناك 6300 سائح أجنبى من مختلف الجنسيات الأجنبية شاهدوا ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبد أبو سمبل. وأضاف الدكتور عبد المنعم سعيد، أنه تم تشغيل نظام حجز التذاكر الإلكترونية للمواقع الأثرية، داخل معبد أبوسمبل ضمن خطة وزارة السياحة والآثار لتطبيق منظومة التحول الرقمى، ضمن 4 مواقع أثرية تم تشغيل المنظومة الإلكترونية فيها كمرحلة أولى، وهى: "أبوسمبل والمسلة الناقصة ومتحف النوبة ومعبد فيلة"، ومن المنتظر تعميم المنظومة فى باقى المواقع الأثرية الأخرى، لافتاً إلى أن المنظومة تتيح للسائح فرصة حجز تذاكر الدخول للمواقع الأثرية من خلال استخدام ماكينة الحجز الإلكترونى الموجودة أمام المعابد والمواقع الأثرية المراد زيارتها، ويمكن للسائح اختيار طريقة الدفع الإلكترونى والتى يتم ربطها على الشبكة الموحدة بنظام واحد على نطاق الجمهورية. وأشار إلى صيانة عربات الكهرباء "الجولف" والتى تنقل الزوار من بوابة الدخول إلى ساحة المعبد وعودتهم، بهدف راحة ومساعدة كبار السن والمرضى من الزوار، لافتاً إلى وجود نحو 64 كاميرا مراقبة لتأمين منطقة المعبدين بالكامل، وسبق ذلك إجراء صيانة كاملة لشبكة الإنارة والإضاءة داخل المعبد وخارجه، بزيادة مساحة اللاند سكيب المحيطة بالمعبد، بجانب الصيانة والترميم اللازمة لواجهة المعبدين وتنظيفهما من الأتربة ومخلفات الطيور، وإزالة البقع الناتجة عن مخلفات الطيور عن طريق أخصائى الترميم، مع تثبيت الألوان وإجراء التنظيف الميكانيكى والكيميائى، واستكمال باقى الصيانة الدورية التى تتم بصفة مستمرة للحفاظ على أثرية ورونق المكان. وحول أسرار ظاهرة تعامد الشمس، أوضح الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، أن ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد رمسيس الثانى بأبوسمبل، هى الظاهرة الفلكية الفريدة التى سطرها القدماء المصريون قبل آلاف السنين داخل معابد أبوسمبل وتتكرر مرتين كل عام، 22 فبراير و22 أكتوبر، وتتسلل أشعة الشمس داخل المعبد، وصولا قدس الأقداس والذى يبعد عن المدخل بحوالى ستين مترًا، ويتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته، والإله آمون، وتمثال رابع للإله بتاح، والشمس لا تتعامد على وجه تمثال "بتاح"، الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام. وتابع "مسعود"، أن السبب وراء تعامد الشمس على وجه رمسيس يرجع إلى روايتين، الأولى منهما هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وموسم الحصاد، والثانية هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم تتويجه على العرش، موضحاً أن ظاهرة "تعامد الشمس" على رمسيس كانت تحدث يومى 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبدى أبوسمبل بعد تقطيعهما لإنقاذهما من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالى فى بداية الستينيات من موقعهما القديم، الذى تم نحته داخل الجبل، إلى موقعهما الحالى، وأصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير، وتم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وسجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".






























الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;