"الصندقة" منازل أهل الجنوب قديما قرب ساحل البحر الأحمر.. تصنع من "الشيت هافى" وهى أخشاب تقذف بها أمواج البحر.. وسقفها يشبه بيوت أوروبا لتقليل تسرب مياه الأمطار.. موجهة ناحية الشرق لاستقبال الشمس والقب

الحاجة أم الاختراع، دائماً ما تفرض الطبيعية احكامها على الحياة حيث تختلف من مكان لآخر وحسب الطبيعة يتأقلم البشر مع حياتهم طبقا لتلك الطبيعة، فى مدن جنوب محافظةالبحر الأحمروتحديدا المناطق المطلة على ساحل البحر الأحمر بداية من مدن القصير ومرسى علم وحلايب وشلاتين، اغلب تلك المدن كانت حرفتهم الأساسية صيد الاسماك أو رعى الأغنام والإبل، وكانوا دائمين الترحال نظرا لمعيشتهم ومصدر رزقهم خاصة الرعاة. كان أهالى جنوب البحر الأحمر يسكنون مساكن مصنوعة من البرش وهو فرش من سعف النخيل والدوم، ويتم تبطينها بالصوف أو بقايا الأقمشة القديمة، وذلك كان يكون منزل الترحال أى المنزل المؤقت أثناء الرعى أو الصيد، وعادة ما يكون فى فصل الشتاء لأنه الأفضل بالنسبة للترحال فى الرعى وراء العشب فى الأودية البعيدة، بينما كان البيت الأصلى والاستقرار مختلف تماما وكان يسمى بالصندقة. من جانبه قال آدم سعدالله من أهالى جنوب البحر الأحمر والمهتمين بتراثها القديم، أن أهالى الجنوب كانوا يفضلون قديما الاستقرار بجانب البحر وخاصة فى الشهور القليل لها الرعى وهو منزلهم الأساسى، كان عندما يشيد أحدهم منزله يقوم بصنع ما يسمى بالصندقة وهى عبارة عن غرفة مصنوعة من الخشب، وكانت تصنع مما يسمى بـ"الصابى أو شيت" وهى الأخشاب التى كان يقذفها البحر. وأضاف أن نظرا لبعد المسافات بين المدن التى يمكن منها جلب الأخشاب كان الصابى أو شيت هو الحل فى إنشاء الصندقة للأسرة، وكان هناك من يحترف مهنة جمع تلك الأخشاب أو أى شيء يقذفه البحر ويسمى " شيت هافى" وبعد جمع كوم من الأخشاب ويباع بنظام المزاد يشتريه من يرغب فى إنشاء منزل أو استكمال الإنشاء أو دكان " محل بقاله". وتابع: أن ميسورى الحال من السكان كانوا يشيدون صنادقهم من خشب الوارد، كما كنا نسميه المستورد وهو الخشب الأبيض أو الموسكى وكان عددها محدود فى ذلك الوقت وبعد العمل بسوق الشلاتين انتشر استخدام الألواح من الخشب الحُبَيبى. ولفت أن إنشاء سقف غرفة الصندقة يأخذ الشكل المثلث لتقليل نسبة تساقط مياه الأمطار داخلها مثل منازل أوربا، وتقليل نسبة الحرارة فى الصيف لارتفاع السقف حسب الإمكان، ويمكن أن يلحق بها برنده أمامها يكون مفتوح الجوانب أو مغلق، كذلك تحاط ببرنده مغلق من اتجاهين الشرق والشمال غالبا يسمى دوران. وكانت تأخذ الصندقة فى الغالب الأعم اتجاه الشرق لتستقبل شمس الصباح أو اتجاه القبلة، وكان هناك عدد ممن يمتهنون حرفة صناعة المنازل الخشبية وخاصة فى الشلاتين وابو رماد وحلايب، ومازالت حتى الآن عدد كبير من تلك المنازل الخشبية موجودة حتى الآن رغم إنشاء منازل جديدة بالأسمنت والطوب والحديد. يذكر أن تزخر الصحراء الشرقية الواسعة والممتدة والتى تحد من ناحية الغرب ساحل البحر الأحمر وتقع فى نطاقها الجغرافى منطقة حلايب وشلاتين، حيث تحتوى تلك المنطقة وتزخر بأودية جبلية ذات سحر من حيث جمال الطبيعة بها وسط الجبال الشاهقة وكذلك الهدوء الساحر الذى يتمناه الكثير. من بين تلك الأودية الجبلية وادى هيبا والذى يتميز بطبيعته الخلابة، ويقع بنطاق محمية علبه وتنبت فيه كميات كبيرة من الأشجار التى تتميز بظلالها الكبيرة، حيث أن يطلق عليه الكثير من أهالى القبائل المختلفة بحلايب وشلاتين بوادى العزلة والنقاء لما يشهده من هدوء وأشجار ضخمة يستظل بها الكثير من أبناء القبائل والرعاة وعابرى السبيل بالوادى وعليها تكون اودية لمراعى واسعة.


















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;