أكرم القصاص يكتب: حوار حول السياحة.. الوعى وتعظيم العوائد ومضاعفة السياح والعاملين

كل الموضوعات والمحاور فى الحوار الوطنى لها أهمية وتتشابك مع غيرها، فالمحور السياسى يتقاطع مع الاقتصادى، والذى يتقاطع بدوره مع المحور الاجتماعى بتفاصيله، ومن بين الموضوعات التى تتشابك بشكل موسع مع غيرها، تأتى السياحة التى تمثل خيارا مهما وضروريا وقاطرة للاقتضاد، وبكل المقاييس فإن مصر تستحق عشرة أضعاف العوائد الحالية من السياحة فى حال تم استغلال الإمكانيات، ونشر الوعى بأهمية هذا القطاع. السياحة نشاط يدر عوائد مباشرة وسريعة، والسياحة نشاط متشعب تتداخل فيه عناصر التنظيم والتسويق والأمن والعرض، وتسهيل الوصول إلى المعالم السياحية، وتوفير أماكن إقامة وراحة وترفيه للسياح، وكلها تمثل مراكز للعائدات المباشرة وغير المباشرة، والسياحة نشاط متعدد الاتجاهات فهو يوفر فرص عمل ودخلا لفئات متعددة تجارية ونقل ومنتجات غذاء ومشروبات وغيرها، وهناك عشرات الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية والمهن تنشط حول السياحة. وكانت عملية التسويق للسياحة إحدى النقاط التى حظيت بمناقشات خلال جلسة المحور الاقتصادى ضمن عنوان «صياغة الخريطة السياحية لمصر ووسائل الجذب لها»، حيث طرح البعض أهمية التسويق للسياحة، من خلال الإعلام السياحى، وكان رأى المستشار محمود فوزى، أن الإعلام السياحى له دور، لكن الدور الأهم فى التسويق هو خلق مواسم وأحداث وطرق للترويج من خلال جهود الشركات السياحية، خاصة أن الدولة لا تتأخر فى تقديم كل الدعم للترويج المباشر وغير المباشر، وعندما قدمت الدولة بتوجيه الرئيس موكب المومياوات أو إحياء طريق الكباش، فقد لعبت هذه الأحداث دورا مهما فى التسويق للسياحة مثلما يحدث عند افتتاح المتحف الكبير. هذا الرأى يدعمه ما تم تقديمه خلال سنوات للسياحة، من بنية أساسية وطرق ومحاور وموانئ تربط المعالم السياحية، فى القاهرة، وأيضا شبكات النقل الحديث التى تختصر الانتقال إلى الشواطئ غربا وشرقا وشمالا وجنوبا، مثل القطارات الخفيفة والكهربائية، أو المطارات، وغيرها والتى تختصر زمن الوصول إلى المعالم السياحية وتفتح الباب أمام السياحة السريعة منخفضة التكاليف، وهذه الإمكانيات مهمة للسياحة مثلما هى مهمة للصناعة والزراعة وتسويق ونقل المنتجات، وتجيب عن سؤال: ماذا نستفيد من الطرق والمحاور والقطارات؟ لأنها تمثل أولويات تأخرت، طالما نتحدث عن سياحة حقيقية تجذب ملايين. هذه الإمكانيات تضاف إلى ما تتمتع به مصر من مزايا جذب سياحى، مثل الطقس المعتدل والشواطئ الممتدة والآثار الضخمة عبر حقب التاريخ المختلفة، والإمكانيات التى تتيح السياحة العلاجية والثقافية والتأمل والسفارى والسياحة الدينية، مما يجعلها مستحقة لعوائد أكبر كثيرا مما هو متاح حاليا، حيث يفترض أن تستقبل مصر 30 مليون سائح على الأقل، حسب تقديرات معتدلة، وهناك تقديرات بمضاعفة هذا الرقم. من هنا تأتى أهمية إدراك القائمين والمستثمرين فى السياحة بدور فى التسويق، أو حملات التوعية بكون السياحة نشاطا يتطلب وعيا من العاملين فى القطاع وتدريبات، وأيضا من جمهور يعرف أن هذا النشاط له فائدة مباشرة على حياته وملايين العاملين فى القطاع، ويقدر عدد العاملين بقطاع السياحة 3 ملايين شخص داخل مصر، وهو رقم يمكن أن يتضاعف مع زيادة عدد السياح، ويعنى 15 مليون مستفيد مباشرة، بجانب هذا العدد من المهن والتخصصات غير المباشرة والتى تعمل حول السياحة. ويجب أن يكون هناك وعى بهذه العناصر، ويتضمن التسويق، حملات تعريفية وتوعية للجمهور بأهمية إنهاء أى عراقيل أو تصرفات قد تمثل مضايقة للسائح، وإذا كان هناك دور للحكومة والجهات الأمنية والعاملين بالمطارات والمنشآت السياحية، هناك دور للمستثمر السياحة من خلال جمعيات أو روابط يكون دورها دراسة وتفهم احتياجات التوعية، بجانب دور إعلامى فى التوعية والتسويق، ضمن عمل مشترك يعنى إدراك كامل بعناصر النشاط. وهنا أيضا يأتى دور المحور الاجتماعى فيما يتعلق بالوعى كجزء من نشر الأفكار حول المعالم والسياحة، لأنه بجانب التسويق بالخارج، فإن التسويق بالداخل هو أيضا مهم، وبالتالى فإن التوعية بأهمية السياحة، لا تقل عن أى نشاط تسويقى، بحيث يكون احترام السائح، وحماية خصوصيته وراحته جزءا من عملية مستمرة ووعى لدى ملايين العاملين، وغيرهم، باعتبار السياحة أحد أهم الأنشطة الاقتصادية التى تدر عوائد فورية. من هنا تأتى أهمية أن يتطرق الحوار الوطنى إلى السياحة وتعظيم عوائدها، وهو ما يتطلب من الجهات المتعلقة فى هذا النشاط تنسيقا وحوارا للتوصل إلى أفضل طرق تسويق هذا النشاط، وتوظيف التحديث والتطور الذى تم فى البنية الأساسية أو فى المنشآت السياحية.




الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;