شكرى بقمة نواكشوط:مصر نجحت فى الحفاظ على صدارة قضية فلسطين دوليا.. ويؤكد: العمل العربى المشترك دون المستوى وحقبتنا تتسم بتراجع دور الدولة لحساب ميليشيات.. استثمرنا عضويتنا بمجلس الأمن لطرح قضايا عربية

قال وزير الخارجية سامح شكرى، إن مصر تشرفت برئاسة الدورة السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة منذ شهر مارس 2015، موضحا أنها فترة لا شك أن المنطقة العربية، بل والعالم كله، قد شهد تطورات هامة وعميقة سعت مصر معها للدفع بالشواغل العربية فى العديد من القضايا على رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية الأولى لدى العرب، بالإضافة إلى الأزمات فى سوريا والعراق وليبيا والتى تُهدد تطوراتها الاستقرار الإقليمى على المدى المتوسط وربما البعيد، فضلاً عن ظواهر اشتدت حدتها ووطأتها على مدى السنوات الخمس الماضية مثل الإرهاب وقضية اللاجئين غير الشرعيين. وأكد شكرى خلال كلمته أمام الاجتماع الوزارى لجامعة الدول العربية على مستوى القمة فى نواكشوط، أن مصر تحركت مع أشقائها العرب على مدى رئاستها، فنجحت فى الحفاظ على صدارة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، وتفاعلت جامعتنا بشكل إيجابى مع كافة المبادرات والتحركات التى قدمت على هذا الصعيد وآخرها المبادرة الفرنسية التى ساهمت لجنة إنهاء الاحتلال التابعة للجامعة فى إثرائها وتوفير الدعم اللازم لها، موضحا أن التحركات المصرية كانت للبحث عن حل عادل يُنصف الفلسطينيين ويُعيد الأمل للشعب الفلسطينى عبر تخفيف القيود التى تعرقل سير حياته اليومية بشكل نرفضه جميعاً، مشيرا إلى أن التحركات المصرية اتسقت مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي التى عبر عنها فى أسيوط فى شهر مايو الماضى والهادفة إلى إيجاد حل حقيقى لقضية فلسطين.

وأوضح سامح شكرى أن الأزمة فى سوريا وفى ليبيا واليمن، فضلاً عما يعترى العراق من مشكلات عميقة، لتعكس ظواهر مُتشابهة باتت حقبتنا تتسم بها وكلها يرتبط بتراجع دور الدولة لحساب ميليشيات وتنظيمات طائفية أو متطرفة ولاعبين من خارج الأطر الرسمية يتحكم بقرارهم فى غالب الأحيان قوى خارجية تسعى لتوسيع نفوذها على حساب مبادئ السيادة ووحدة أراضى الدول العربية.

وتابع شكرى فى كلمته: ومن دون الدخول فى تفاصيل الحلول المطروحة والتى ساهمت مصر فى الدفع نحوها على مدى رئاستها للقمة العربية، سواء عبر دعم الحل الأممى فى كل من سوريا وليبيا واليمن، أو من خلال الزيارة التى قمتُ بها مطلع الشهر الجارى إلى العراق، فإن هدفنا بشكل دائم هو دعم منطق الدولة العادلة الجامعة لأبنائها والساعية لتحقيق تطلعاتهم دون تفرقة بينهم على أساس طائفى أو عرقى، فضلا عن مواجهة الإرهاب برص الصفوف وطرح الحلول السياسية إلى جانب الأساليب الأمنية والعسكرية الضرورية لدحر التنظيمات المتطرفة. ونحن بذلك نسعى لمعالجة ما اقترفته بحقنا قوى خارجية نفذت خططها بدءاً بالعراق كما كشفت تقارير لنا فى الأيام الأخيرة، فأضعفت الدولة وقوضتها فى بعض الحالات وفتحت الباب واسعاً لمجموعات متطرفة ولقوى تسعى لفرض مفاهيم خطيرة لإدارة المجتمعات.

وشدد شكرى على أهمية أن تتكاتف الدول العربية فى منع انتشار حمى التأزم الإقليمى إلى دول لا تزال تنعم بالاستقرار فى المنطقة العربية، مشيرا للبنان باعتباره بلدا طالما مثل بوتقة للتنوع والتعايش ومر بتجارب قاسية نريد له ألا تتكرر بأى حال من الأحوال، داعيا لمساعدة لبنان ودعمه بكافة الوسائل ومنها تشجيع اللبنانيين على حل خلافاتهم بالحوار المعمق واستكمال منظومة المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية منعاً لوقوع هذا البلد فى آتون الصراع الإقليمى الذى نريد له التراجع والانحسار.

وأوضح وزير الخارجية أن مصر عملت على استثمار تزامن رئاستها للقمة العربية مع عضويتها فى مجلس الأمن خلال الأشهر السبعة الماضية لطرح القضايا العربية على الأجندة الدولية على النحو الذى يحترم مصالح الشعوب العربية ولا يمضى فى التأثيـر على مقدرات شـعوبنا وفقاً لأجندات أخرى لا تحقـق طموحات وتطلعات تلك الشعوب.

كما تم خلال الرئاسة المصرية للقمة استحداث آلية تعاون وحوار بين مؤسستى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن اللذين عقدا اجتماعاً مشتركاً فى شهر مايو الماضى بهدف توعية مجلس الأمن بأولويات الشعوب العربية وبدقة المرحلة التى تمر بها منطقتنا وحاجتها لحلول حقيقية دون مزيد من التأخير والانتظار.

ودعا شكرى لضرورة التعامل بفعالية مع تعدد الأزمات المتزامنة والمتشابكة حولنا، موضحا أن الإرهاب استشرى فى المنطقة والعالم بشكل منقطع النظير وقد شهدنا كيف اتخذ أشكالاً واعتمد أساليب لا حدود لوحشيتها كدهس مجموعة من الأبرياء أو إغراق شخص فى الماء أو حتى حرق جسده، وكل ذلك باستخدام اسم الدين الإسلامى الحنيف الذى حث البشر على التعارف والتراحم.. ولا شك أنكم تابعتم خلال رئاسة مصر للقمة العربية مدى الجهد الـذى بذلتـه لاقتراح اعتماد سياسات ومواقف حازمة ومؤثـرة تحول دون تفاقم هذه الظاهرة بتدخل ودعم قوى وأطراف إقليمية تصورت أن التطرف ورقة يمكن توظيفها لتحقيق مكاسب سياسية والهيمنة على المنطقة، فارتدت عليهم حتى أصبحت تلك القوى فى عين عاصفة التطرف والإرهاب.

وأكد وزير الخارجية أن العمل العربى المشترك، بجوانبه السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، لا يزال دون المستوى الذى نتطلع للوصول إليه، لتحقيق التكامل العربى المطلوب والذى أصبح مسألة حتمية إذا كنا نريد الحفاظ على مصالحنا فى عالم يموج بتطورات سريعة يتعين التعامل معها. وفى هذا السياق، تستمر اجتماعات تطوير جامعة الدول العربية، وأجهزتها، منذ ما يقرب من خمس سنوات، دون التوصل إلى نتائج فعلية وملموسة، تعكس رؤية جديدة لعمل الجامعة فى ظل التحولات والتحديات الداخلية والخارجية التى تشهدها المنطقة العربية فى الفترة الأخيرة، وهو ما يثير القلق حول مستقبل جامعة الدول العربية باعتبارها مظلة العمل العربى المشترك. وعليه، فلابد من تحقيق التوافق، وتوحيد الرؤى، مع توافر الإرادة السياسية، لتطوير آليات الجامعة، والارتقاء بالعمل العربى المشترك، بما يُحقق تطلعات أمتنا العربية.

واختتم شكرى كلمته بتهنئة أحمد أبو الغيط، لتوليه منصب أمين عام جامعة الدول العربية، داعياً الله أن يوفقه ويُسدد خُطاه فى تحمل المسئوليات الكبيرة المُلقاة على عاتقه. كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير للأخوة العرب، وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على الدعم والتعاون الذى لقيناه خلال فترة رئاستنا للقمة العربية السادسة والعشرين، متوجها بالشكر إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مهنئا نواكشوط باستضافة القمة العربية السابعة والعشرين وبتولى رئاستها خلال العام القادم، داعياً الله أن يوفقها، ويعينها على أداء مهمتها بما يُحقق صالح أمتنا العربية.




الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;