حكاية أقدم صانع للسمسمية بمحافظات القناة.. ميدا لـ"انفراد": صنعت أول آلة من صندوق صابون.. والسمسمية وجهت الجنود على الجبهة.. واللى معملش فرح على أنغامها مفرحش.. وكانت موسيقى جذب الزائرين للإسماعيلية

محمد حسن وشهرته محمد ميدا وهو ذلك الاسم الذى يشتهر به بين اوساط عازفى السمسمية فى الإسماعيلية محمد ميدا صاحب الـ65 عاما من أقدم عازفى وصانعى السمسمية فى مدينة الإسماعيلية عشق هذه الآلة الساحرة التى توارث عشقها عن الآباء والأجداد مثل معظم مواطنى منطقة القناة، لكنة توج عشقه بتعلم صناعة هذه الآلة وإصلاح ما أفسدته أيدى العازفين، وخاصة أنه لا يوجد مصنع أو ورشة يقوم بتصنيع هذه الآلة، فكان هو المصنع البديل من خلال منزلة بمنطقة المحطة الجديدة، ونال ميدا شهرة واسعة فى هذا المجال. وتشتهرمحافظات القناةبين محافظات الجمهورية بتراث السمسمية وتنال السمسمية فى محافظات القناة وخاصة محافظة الإسماعيلية شهرة كبيرة ولها فرق معتمدة وكذلك هناك مدربين لتعليم العزف على آلة السمسمية. وقال محمد ميدا فى حواره لـ انفراد وهو داخل معرضه الصغير الذى اقامه حفاظا على تراث السمسمية وجعله تراث يتوارثه الاجيال وخاصة أننا فى عصر الإلكترونيات. قال محمد ميدا، إنه أقام معرضا لآلة السمسمية لتعليم الراغبين فنون العزف على آلة السمسمية وبيع وتصليح آلة السمسمية فى منطقة القناة بهدف الحفاظ عليها من الاندثار ومحاولة التوثيق والبقاء لفن منطقة القناة إضافة إلى حفظ كل ما يخص الآلة من كتب وآلات وأدوات وتعليم خصوصا وأن العديد من الأبحاث تجرى على الآلة وبالفعل بدأ المعرض يحقق أهدافه بطلب بعض الشباب ومنهم الفتيات تعلم عزف السمسمية. وأضاف ميدا، أن السمسمية هى آلة فرعونية قديمة استخدمها قدماء المصريين ونقشت على جدران المعابد. وأكد محمد ميدا، أن حكاية عشقه للسمسمية بدأ عشقه للسمسمية عندما كان عمرى 12 عاما وكنا من ضمن المهجرين بمدينة الزقازيق، فشاهدت فرق السمسمية التى كانت تجوب محافظات التهجير تقيم حفلات فى هذه المحافظات لأبناء الإسماعيلية ومدن القناة، فبدأت فكرة الحصول على آلة والتى كان يقوم بتصنيعها من خشب صناديق الصابون التى كانت الحكومة توزعها على المهاجرين، وبعد العودة إلى الإسماعيلية وفى عام 1976، حصلت على آلة لأول مرة فى حياته من أحد أصدقائه بـ جنيه واستطرد محمد ميدا، أنه خلال السنوات الماضية وحتى الآن لا يوجد من يقوم بصناعة آلة السمسمية، كان الاعتماد على إصلاح الآلات القديمة، فقررت صناعة آلة جديدة بأشكال مختلفة، فبدأت بتطوير الآلة القديمة " وهى عبارة عن آلة مصنوعة من طبق صاج ملفوف بجلد ماعز وبها خمسة أوتار، التغيير كان من خلال القاعدة من الصاج إلى مثلث خشبى أو مربع أو سداسى وزيادة عدد الأوتار من 5 أوتار إلى 6 ثم 8 أوتار وحتى 14 وتر من السلك للحصول على جميع الألحان لكن الأساس هو السلم الخماسى. وأضاف محمد ميدا، أن آلة السمسمية صناعة مصرية تماما دخلت مدن القناة فى الأربعينات وتصنع من الخشب "البلطى أو الزان" أما الأوتار فهى أسلاك دقيقة متوفرة بالسوق وقديما كانت تصنع الأوتار من الشعر والوبر والقاعدة المثبت عليها السلك من الصاج المجلفن أو النحاس وهناك أشكال مختلفة مثلث ومربع ومستطيل وعلى هيئة سمكة ودائرية وكمثرية، وتحتاج الصناعة إلى مهارة خاصة.. ويشير ميدا، إلى أن آلة السمسمية ظلت معشوقة أهالى مدن القناة، والتى كانت ومازالت تمثل حالة خاصة ومؤشرا حقيقيا لأفراح وأحزان أهالى القناة، منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن، شاهد على البطولات شرق قناة السويس، والانتصار العظيم فى السادس من اكتوبر، وأيضا هزيمة يونيو 67 والتهجير، كل هذا وآلة السمسمية حاضرة توثق كل شيء من خلال الأغانى الشعبية التى استخدمها الفنان القديم على شاطئ قناة السويس، ومع مرور الزمن أصبح هناك خطر على وجود هذا الفن الشعبى، ليس فقط غياب الحفظة أى الفنانين بالموت أو الشيخوخة، وضياع التراث الشفاهى دون حفظ حتى الآن، لكن الآلة نفسها بدأت فى الانقراض، ولم يعد من يقوم بتصنيعها، ولم تهتم المؤسسات الثقافية بإنشاء مصنع أو ورشة كبيرة لتصنيع آلة السمسمية. وأكد الفنان محمد ميدا بانه آلة السمسمية كانت توجه الشعب وذلك عن طريق الأغانى الوطنية التى كانت تشتهر بها محافظات القناة وتمنى ميدا أن ترجع السمسمية إلى سابق عهدها وتذكر عندما كان يأتى الناس من مختلف محافظات مصر إلى الإسماعيلية لقضاء شم النسيم فى المحافظة مضيفا انهم كانو يحضرون قبلها بيوم حتى يستمتعوا ليلا بالاستماع إلى آلة السمسمية ثم صباحو يتوجهون للبحر لقضاء شم النسيم ويعودون فى اخر اليوم مبسوطين. وأشار محمد ميدا، إلى أنه الآن لا يوجد التجمعات التى كنا نشاهدها فى الماضى وخاصة فى الأفراح للاستماع بعرض الضمة العرض الذى كان يسعد كل مشاهدين وأهالى منطقة القناة، متابعًا:"واللى معملش فرح بالسمسمية يبقى مفرحش". وأكد ميدا، أنه التحق بالعديد من فرق السمسمية وسافر للعديد من الدول لعرض أغانى السمسمية وله العشرات من شرائط الكاسيت مع فرقته تحتوى على أغانى السمسمية التى اشتهرت بها محافظات القناة السويس والإسماعيلية وبورسعيد. وطالب الفنان محمد ميدا بدعم وتمويل وتوثيق السمسمية من خلال فيلم وثائقى وتخليد الأغانى المتوارثة عبر الأجيال إضافة إلى تكريم وتقدير عازفى السمسمية خصوصا وإنها خير ممثل لمصر فى المحافل القومية والدولية، مشيرا إلى أنه يعزف السمسمية يوميا داخل المعرض. وأكد الفنان ميدا بأن السمسمية غنت للدراويش أثناء فوز الإسماعيلية بكأس مصر وتم تأليف أغانى للإسماعيلى.


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;